المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر والبلاء



selvar
10-04-2001, 04:28 PM
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ، وبعد


فسبحان مصرف الأمور .


وسبحان الحكيم الخبير .


حكيم في قضائه ، له الحكمة البالغة ، خبير بخلقه وما يصلحهم ويصلح لهم ، وكفى به خبيراً .


سبحان من يعطي فيجزل العطاء .


وسبحان من يبتلي رحمةً وامتحاناً .


عجباً لأمر البلاء لا يكاد يُذكر إلا ويقرن بالصبر .


وعجباً لأمر الصبر لا يكاد يذكر مجرداً عن البلاء .


وعجباً لأمر المؤمن .. أمره كله خير له : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له


يبتلي الله عباده بأنواع الابتلاء ..


والحكمة .. الحكمة بالغة من لدن حكيم خبير


كلٌ يبتلى بما هو له (بالحكمة الإلهية)


صاحب الطاعة يبتلى بما يزيد طاعته ويقينه بوعد ربه .. فما له إن صدق وصبر ؟


وصاحب المعصية يبلتى في معصيته ، بتعلقه بها ومحبته للزومها .. فما له إن صبر عنها ؟


وصاحب الرياسة يبتلى بالإمارة والسلطة وكثرة المتبذلين والمعاندين .. فما له إن صبر وعدل ؟


وصاحب المال يبتلى بالثروة وفتح أبواب الشهوات على مصارعها .. فما له إن صبر وأحسن ؟


والفقير مبتلى بالنقص .. مع ما يرى من تنعم الأغنياء .. فما له إن صبر واحتسب ؟


والمريض مبتلى ، والوالد مبتلى ، والأمير مبتلى ، والعالم مبتلى ، والداعية مبتلى ...


وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ..


فما نتيجة هذا البلاء ؟


وما الحكمة منه ؟


الجواب (ولنبلونكم .. حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم) .


فالبلاء إما أن يكون في زيادة نعيم فيستحق نصيبه من الصبر (الصبر على شكر الله) .


أن يكون في طاعة الله ، والاستجابة لأمره ، فيكون الجدير به (الصبر على طاعة الله) .


أو يكون في نقص فيكون حقه (الصبر على أقدار الله) .


أو يكون بحصول بواعث العصيان ومسبباته وطرقه فيجدر به (الصبر عن معصية الله) .


وقد يكون البلاء في بداية الأمر ثم ينقطع ، وقد يكون لازماً ، وقد يكون في الختام .


وفي كل حال فإنه يجب الصبر للظفر بالنتيجة ..


فأما ما يكون في البدء فهو كالذي يصيب الأنبياء - عليهم صلوات الله وتسليمه - ومن تبعهم في الدعوة .. في بداية الدعوة من تكذيب ونكران ..


فإذا صبروا فازوا ؛ فقد يهدي الله بهم نتيجة صبرهم ..


كما صبر النبي صلى الله عليه وسلم على قريش وأبى أن يُطبَق عليهم الأخشبان ..


فكانت النتيجة أن أخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً ويقدم حبَ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - على ما سواهما .


وقد تكون النتيجة بالنصرة على الظالم ..


كما نصر الله نوحاً ولوطاً وصالحاً وشعيباً -عليهم السلام - على أقوامهم لما عاندوا وكذبوا وآذوا رسل الله .


وقد تكون النتيجة بخلوص الأجر والثواب في الآخرة .. كما هي الحسنى في حال من قُتل في سبيل الله .. في جهاد أو دعوة أو نصح .


أخي الكريم .. وفقك الله


الحديث في هذا الموضوع يطول .. ولن آخذك إلى أبعد مما أخذتك ..


وأوصيك بتأمل قول الله تعالى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)


فاعلم أنك مبتلى ولا بد ..


فتذكر أن النصر مع الصبر .


وتذكر أن الله يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب .


وتذكر أن المؤمن لا يزال يبتلى حتى يمشي على الأرض بلا ذنب ؛ لصبره .


وتذكر أن الله يبتلي الناس على قدر إيمانهم .


وتذكر أن عدم الصبر على البلاء يجعله عذاباً وقد يكون إملاءً .


فاصبر ، واحتسب ، ولا تستعجل النصر ؛ فالعجلة سلاح الشيطان على الصبر .


أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمن علينا بطاعته والصبر على بلائه وشكر نعمائه .


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

E:man
10-04-2001, 05:10 PM
شكرا جزيلا على الموضوع الرائع فعلا هذا ما كان نحتاجه في هذا المنتدى هو التذكير والذي فقدناه منذ زمن بعيد شكرا جزيلا

selvar
10-04-2001, 07:05 PM
عفوآ يا خوي واي خدمه انا حاضر لكن غريبه ناس ألي دخلو قليلين؟؟ ؟؟

brhoom
10-04-2001, 08:10 PM
الحمد لله الحمد لله