المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية مشاركة د.العواجي في بلا حدود كيف تم الاعداد لها وماهي التساؤلات التي اثارتها.....خاص



waleed700
16-07-2002, 01:01 AM
"بلا حدود"
بين قول الحق وتزييف الوعي



نشرة الإصلاح العدد 323 بتاريخ 15 يوليو 2002


البرنامج هام جدا
لا شك أن برنامج بلا حدود الذي عرض في الأسبوع الماضي كان حدثا مهما من عدة جوانب.
أولا: ظهور شخصيات مهمة كانت تعتبر إلى عهد قريب ممنوعة من الحديث للجمهور.
ثانيا: اختيار قضية حساسة وهامة وهي رصد وجهة النظر الشعبية تجاه أمريكا والمبادرة وبن لادن.
ثالثا: طبيعة وسياق الحديث الذي صدر عن الضيف الرئيسي والمداخلين.
رابعا: الحيثيات والملابسات التي تسببت في تأجيل البرنامج وما جرى خلف الكواليس.
ولأهمية هذه القضية وكونها لها علاقة بوعي الأمة فإن البرنامج يستحق أن تفرد له هذه النشرة كاملة.

قواعد أساسية في النظر للموضوع
قبل أن نشرع في التعليق نشير إلى قواعد مهمة في التعامل مع هذه القضايا الحساسة:
● ما دام البرنامج قد عرض وشاهده الملايين وكان فيه مواقف معينة فيها نظر من شخصيات متبوعة وذات صوت مسموع فنحن شرعا مكلفون أن نحدد من طرفنا موقفا كوننا تصدينا لمهمة عامة، وعلينا إبراء الذمة .
● نحن نتعامل مع حدث معين وحديث محدد صدر عن أشخاص معينين، ولسنا في مقام التقويم الشامل للشخص الذي صدر عنه ذلك أو للحكم عليه وإنزاله منزلة معينة. وسنجتهد في تعليقنا أن نلتزم بذلك وإن كان فيه غير ذلك فهو خطأ في الأسلوب غير مقصود.
● حين نثني على كلام معين لا يعني هذا تزكية قائله وحين ننتقد كلاما آخر لا يعني ذم قائله، لأن الحكم على القائل يحتاج أمورا كثيرة لسنا بصددها. وكثيرا ما يخطيء كلا الطرفين المعلق والسامع، فهناك من يحكم على الأشخاص من موقف واحد أو عبارة واحدة تصدر عنه، وهناك من الناس من يعتبر الموقف من هذا التصرف موقفا من الشخص الذي صدر عنه.
● أن الشخصيات التي سنعلق على ما صدر عنها شخصيات فاضلة لها تأريخ مشهود عظيم في المسيرة الإصلاحية لا ينكره إلا مكابر. وإذا كان في حديثنا ما يمكن أن يعتبر -في الجملة- نقدا فإن ما قدمه هؤلاء في تاريخ المسيرة الإصلاحية قد ترك أثرا بعيد المدى نقل الأمة من مرحلة إلى مرحلة نرجو أن يكون في ميزانهم عند الله، سوى ما يقدمونه الآن من خير علمنا به أم لم نعلم.

حيثيات وملابسات البرنامج
نشرنا في نشرة سابقة أن المحاولة الأولى لعرض البرنامج أوقفت عن طريق طلب وزارة الداخلية من الدكتور محسن العواجي عدم السفر. وقلنا كذلك أن قناة الجزيرة اشترطت حضور الدكتور قبل مدة كافية قبل أن تلتزم أمام الجمهور باستضافة الدكتور العواجي. وأصبحت هذه المعلومات ملك الجمهور على كل حال بعد أن ذكرها مقدم البرنامج. غير أننا علمنا بعد ذلك أن الأمير أحمد هو الذي تدخل شخصيا في المرة الأولى لإقناع الدكتور محسن بعدم السفر. وعلمت الحركة أن وزارة الداخلية اتصلت بالدكتور العواجي وهو في قطر طالبة منه العودة للملكة قبل البرنامج فاعتذر عن ذلك. وعلمنا كذلك أن البرنامج أدرج في سياق الصراع بين أجنحة العائلة الحاكمة. جناح الأمير عبد الله فسر تجاهل وزارة الداخلية لسفر الدكتور محسن المرة الثانية كأمر مقصود واعتبر الاتصال به بعد أن سافر محاولة للإعذار فقط وإثبات أنهم حاولوا ثنيه عن المشاركة. ولكن بعد أن تبين أن القليل من النقد الذي صدر في البرنامج كان موجها للأمير عبد الله ومقابله صدر ثناء على الأمير سلطان والأمير نايف ازدادت الشكوك عند الجناح الآخر ووصل الشك أن وجه الأمير عبد الله نفسه بإجراء تحقيق داخلي لمعرفة حيثيات السماح للدكتور محسن بالسفر. لا نريد أن يفهم من هذا الكلام أن الدكتور محسن متورط بأي تنسيق مع جناح في النظام وكل ما وصلنا من معلومات هو أن جناح الأمير عبد الله فهم أن جناح السديريين استخدم البرنامج ضد الأمير عبد الله.

ملاحظات عامة .. تضخيم زعم التقسيم
كان معظم سياق البرنامج حول نية الأمريكان تقسيم المملكة بناء على ما صدر في بعض الجرائد الأمريكية وما سمي بجلسات الكونجرس. وسار البرنامج على أساس أن هذه قضية مسلمة مع أننا قلنا أكثر من مرة أن ما قيل من اجتماعات الكونجرس ليس إلا جلسات عامة لصحفيين ومحاضرين أعطيت اسم الكونجرس وليس لها قيمة، وقلنا أن الصحف التي أشارت لذلك ليست إلا صحفا جانبية ليس لها قيمة في الإعلام الأمريكي. وأكدنا عدة مرات أن الموقف الأمريكي في الحكومة الأمريكية والكونجرس ومراكز صناعة القرار والدراسات والبحوث مبني على أن المملكة بوضعها الحالي تحت سلطة آل سعود هو الوضع المثالي لتحقيق أقصى حد ممكن من المصالح الأمريكية مع القدرة على امتصاص الحساسيات الدينية والاجتماعية والثقافية والحضارية. والحكومة الأمريكية لديها قناعة أن أي بديل لآل سعود لن يمكن أن يوفر هذا التوازن وينجح في أن يشل بشكل كامل دور الحرمين والخطر الإسلامي الموجود في المملكة وخارج المملكة ويعطي الأمريكان ذراعا طويلة للتحكم بالعالم الإسلامي. والأمريكان لديهم قناعة راسخة أن أي إضعاف لآل سعود هو خسارة هائلة في تأمين هذا الوضع المثالي لتحقيق مصالحهم.

ملاحظات هامة .. حقيقة سيناريو التقسيم
لكن مع ذلك فإن أمريكا لديها سيناريو التقسيم قديما منذ نهاية السبعينات كخطة طوارئ لو حصلت أي مشاكل في المملكة. هذا السيناريو لا تضعه أمريكا كخيار تسعى إليه بل تضعه كضرورة تضطر إليها إذا انهار النظام السعودي أو عجز عن ضبط الوضع في البلد. والأمريكان لديهم تسلسل للخيارات لو حصل شي من ذلك وهو أن يستبدل النظام ببديل من داخل آل سعود على شكل حكم ملكي دستوري بعد دعم شخصيات مثل الوليد بن طلال أو والده طلال. الخيار التالي هو انقلاب عسكري أو مجموعة تكنوقراط ليبرالية مصنوعة صناعة أمريكية توفر لها المصالح على الطريقة التي تريد. الخيار التالي هو التقسيم الذي هيأت له أمريكا الظروف العسكرية والظروف الاجتماعية. أما الظروف العسكرية فيمكن مشاهدتها في طبيعة الوجود العسكري الأمريكي سواء بالقواعد أو بالدعم اللوجستي. وأما الظروف الاجتماعية فقد توفرت السوابق التي جعلت القانون الدولي يسمح بتدخل من هذا القبيل. كل ما تحتاجه أمريكا هو افتعال مذبحة في قرية شيعية في المنطقة الشرقية فيكون تدخلها مجرد تكرار لتجربة شمال العراق أو البوسنة أو كوسوفو. هذا المشروع يسمى عند الاستخباراتيين الأمريكان مشروع (فصل النفط عن الدين) وليس فيه شيء جديد سوى مزيد من توفير الأرضية السياسة والاجتماعية.

ملاحظات عامة .. هل التقسيم هو المشكلة؟
بصراحة فوجيء كثير ممن تابع البرنامج من سياق الحديث وكأن أمريكا لم تقترف شيئا لحد الآن وأن المشكلة هي فقط التهديد والتربص بتقسيم البلد!! يكاد من سمع البرنامج يفهم أن أمريكا ليس لها وجود عسكري في بلاد الحرمين، وليست ذات نفوذ سياسي واقتصادي استخدمت به آل سعود كأداة لتسخير مقدرات البلد المادية والروحية لخدمة السياسة الأمريكية. بل يكاد المرء يشعر وهو ينصت للمتحدثين أن مسؤولية أمريكا تجاه ما يحصل في فلسطين والعراق وأفغانستان قضية لا تهمنا أبدا وما يهمنا هو فقط خطر مستقبلي يسمى تقسيم المملكة. أدق وصف لهذا الطرح هو "تزييف غير مسؤول للوعي" من قبل شخصيات لا يمكن أن تعذر في معرفة حقيقة الدور الأمريكي الممارس حاليا. وكأن هذا الطرح بمثابة هروب من المسؤولية، لأن اتخاذ موقف مسؤول وشريف تجاه الدور الأمريكي الحالي يلزم المتحدث بنقد النظام الحاكم نقدا صريحا لأنه غارق إلى أذنيه في تمكين الأمريكان من تنفيذ برامجهم.

ملاحظات عامة .. نعومة مع الحاكم وقسوة مع خصومه
لوحظ من قبل المتحدثين الاستعداد لانتقاد بن لادن والجماعات الجهادية والاستعداد لتوجيه اتهامات لم تثبت إليهم وفي المقابل الثناء على رموز النظام مثل الأمراء سلطان ونايف أو التلطف في انتقاده مثل اعتبار مبادرة الأمير عبد الله كبوة جواد. المتحدثون كعارفين بالعلم الشرعي والعقيدة يعرفون قضايا الولاء والبراء ويعرفون لمن يكون الولاء، ويعلمون أنهم بغنى عن هذا التلطف مع مجرم ظالم يحسب عليه من الجرائم بحق الدين والأمة ما ليس تهما بل جرائم ثابتة يفتخر ويجاهر بها، ويعلمون كذلك أنهم في غنى عن توجيه تهم لابن لادن. نحن لا نلزمهم أن يقولوا رأيا صريحا في الحاكم فهذا فيه من الصعوبة ما فيه لكن نطلب منهم على الأقل العدل حين التعليق على هاتين الجهتين. ثم إن ما طلب منهم هو الرأي الشعبي والإحالة للناس فيها ما يكفي من الحماية فلماذا نعلقها بتهم لم تثبت؟

الدكتور العواجي .. تبرئة في غير محلها
في نظرنا أخطأ الدكتور محسن العواجي حين نقل عن الشعب أنه يعتبر الحكومة السعودية "أحد الخيارين إما أن تدخل في صف التحالف ضد الإرهاب ما يسميه (بوش) من ليس معنا فهو ضدنا، وهذا يعني مزيد من الكبت"، وحين اعترض مقدم البرنامج بأن المملكة دخلت مع التحالف رد الدكتور محسن "عفواً.. أنا أقول الآن هي عند مفترق طرق، أنا لا أقول دخلت سابقاً، لأن الآن هي لها الخيار، أمامها خياران.. " يا دكتور محسن، هذه المسألة معترف بها علنا من قبل النظام السعودي أنها دخلت وبقوة في هذا الحلف وكل تصرفات النظام تؤكد هذا الموقف، ولا نعلم أحدا من الشعب يشكك بهذا الفهم فلماذا نبريء النظام مما لم يبريء منه نفسه؟

الدكتور العواجي .. نقد خجول جدا
تحدث الدكتور محسن العواجي عن الاستراتيجية الرسمية مع أمريكا وذكر مبادرة الأمير عبد الله وزيارة الأمير عبد الله لأمريكا وقمة شرم الشيخ وكان واضحا بين السطور أن قصد الدكتور هو أن هذه هي الاستراتيجية السعودية وهي الانبطاح والتسليم للمطالب الأمريكية لكن طريقته في الصياغة كانت مجردة لا يفهمها بهذا المعنى إلا من يراجعها مراجعة خاصة. وفي رده حول حقيقة الموقف الشعبي حول سبب التزام الحكومة السعودية بالسياسة الأمريكية قال الدكتور محسن "أن الحكومة السعودية تحمل عبء.. إرث تاريخي بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية كعلاقات جعلت الحكومة السعودية ليست في هامش مرن تستطيع أن تناور فيه كما تناور الشعوب"، معنى غامض كان يمكن أن يستعاض عنه بكلمة واضحة هي أن النظام هو الذي ورط نفسه مع أمريكا وربط بقائه فيها. وفي رده على سؤال إن الحكومة تنتقد من يصدر البيانات ضد أمريكا قال الدكتور أن الموقف "بالنسبة للحكومة لا يزال غامضاً وبالنسبة لنا لا تزال نتساءل يعني إلى متى يستطيع الإنسان أن يدافع عن وطنه بحرية يُقبض عليه، هذا خطأ فلا نقبله لاشك" والعجيب أنه اعتبر هذا التضييق على الحريات مسألة طارئة وليست مسألة أساسية في سياسة النظام السعودي حين قال " لعل وعسى أن يكون هذا ضمن الهيستيريا الموجودة الآن في المنطقة لضخامة الحملة على المملكة العربية السعودية". واستمر النقد الخجول الغامض من قبل ا لدكتور العواجي حين تكلم عن القوات الأمريكية في المملكة وكون هذه القواعد قد تستخدم في تقسيم المملكة.

الدكتور العواجي.. جواب لم يحصل
حين سئل الدكتور العواجي إن كان هناك استراتيجية شعبية للتعامل مع التحدي الأمريكي كان الجواب بأن " الحدث يعني من الضخامة لدرجة إنه جعل الشعب يهب كالسيل الجارف الآن"، ثم تحدث الدكتور عن المقاطاعة والتأصيل الشرعي وغيره. لكن الدكتور محسن يعلم أن الشعب ليس لديه أي تنظيم أو مؤسسات مدنية حتى يضع استراتيجية مستقلة. كان الأولى أن يكون الجواب بأن كيف يطالب الشعب باستراتيجية وهو محروم من حرية التعبير والتجمع؟ كيف ترسم استراتيجية موحدة للشعب ونخبه لا تستطيع أن تلتقي مع بعضها تتناقش في قضاياها المصيرية؟

الدكتور العواجي .. بل هم كثير!!
قال الدكتور محسن في رده على على سؤال حول قدرة أمريكا على التقسيم من خلال نموذج العراق أن " لا يوجد سعودي واحد في هذا.. يعني رأيه يجتمع مع رأي أميركا، يعني لا يوجد سعودي واحد يريد التقسيم .. على خلاف العراق بحكم المعارضة". الحقيقة المؤلمة أن هذا الكلام غير صحيح، وإذا احتاجت أمريكا للتقسيم فالراغبين به موجودون. في المنطقة الشرقية هناك من يفضل الانفصال إما لأسباب طائفية أو للرغبة في الاستقلال ببلد نفطي غني يتخلص من سرقات الأسرة الحاكمة. وفي المنطقة الغربية هناك فريق كبير يعتقد أن تحكم آل سعود بالحرمين والتحكم يالدخول للعمرة والحج وربطها بسياسة وأمن آل سعود حرمهم من نظام حياة يرونه أفضل بكثير مما هم عليه الآن. وكلام الدكتور العواجي خداع للنفس وهروب من الحقيقة والواقع. ولكن ليعلم الجميع أن الذي يوفر الأرضية للتقسيم ويهيء لها الدوافع النفسية هم آل سعود أنفسهم بسياستهم الخرقاء وفوضى الحكم وليس الأمريكان. ومن كان حريصا على وحدة البلد وتماسكه فليقف في وجه سياسة آل سعود قبل أن يقف في وجه الأمريكان.

الدكتور العواجي .. وصاية على الناس
لا ندري ما هو الحرج الذي يواجه الدكتور العواجي في الاعتراف بأن الغالبية العظمى من الناس تنظر لابن لادن نظرة المخلص أو البطل الأسطوري. حتى الأمريكان يعترفون بهذا الأمر، بل إن المسألة نشرت بشكل علمي مدروس في أحد الصحف الأمريكية بناء على دراسة أجرتها المخابرات السعودية فما الحرج في أن نحيل التأييد إلى الناس؟ لماذا تصبح الإجابة بدلا من ذلك وجهة نظر شخصية تنسب للناس؟ وبدون إقرار بأن نجم بن لادن صعد بسبب غياب المثل، هل نعتبر اعتراف الدكتور العواجي بفقدان المثل اعترافا بأن كل الشخصيات الموجودة في الساحة سواء كانت سياسية أو شعبية لم تملأ عين الناس؟ حسنا إذا كانت كل هذه الشخصيات لم تملأ عين الناس وملأتها شخصية بن لادن، فما هذه الوصاية على الناس؟ لماذا نتهم العقل الجمعي بالقصور؟ لو كانت القضية فئة معينة سارت وراء صدام حسين أو معمر القذافي لكان للكلام وجاهة، لكن أن يكون هناك شبه إجماع على النظرة لابن لادن فالأمر مختلف واتهام الناس بالبحث عن المثل أيا كان ليس إلا ممارسة وصاية على الناس. بن لادن لم يفرض نفسه لأنه زاهد وشجاع فالزهاد والشجعان كثير، ولم يفرض نفسه لأنه حارب أمريكا فالذين حاربوا أمريكا كثير، بل فرض نفسه لأنه أتم الحلقة الناقصة في مواجهة الطغيان الأكبر. غيره لم يعجز فحسب بل وجد نفسه بشكل آو بآخر مع الطغيان الأكبر أو الطغيان الأصغر.

الدكتور العواجي .. ثناء على خطاب ولكن!!
أثنى الدكتور العواجي على المجاهد خطاب رحمه الله ثناء جيدا لكنه برر هذا الثناء بأنه سلم من التهم الموجهة لابن لادن، وأكد على أن كلامه هذا رسالة للجماعات الجهادية!! لكن بغض النظر عن إعتبار سلامة خطاب رحمه الله من هذه التهم، لماذا لم يصل خطاب لمستوى بن لادن في أذهان الناس رغم كل التهم الموجهة لابن لادن من قبل الدكتور العواجي؟ سؤال يطرح نفسه أمام الدكتور العواجي.

الدكتور العواجي .. مواقف تجريدية جيدة
أحسن الدكتور العواجي حين قال "السعوديون يؤمنون بأن مجد الأمة إنما قام حينما علمنا رسولنا –صلى الله عليه وسلم- صناعة الموت، لما علمنا كيف نصنع الموت، ورخصت الحياة في أعيينا.. في ميزاننا، قام مجدنا وقام كياننا، كان الواحد من.. من الأمة حينما يقتل ويصاب بمقتل يقول: فزت ورب الكعبة، يقسم بأنه فاز، هذا الأمر.. هذا الأمر اللي هو صناعة الموت بالنسبة لنا أدركنا أخيراً في المجتمع السعودي والمجتمع الإسلامي الآخر أيضاً أدركنا أنه هو الخطوة الصحيحة التي يجب أن نسير من خلالها حتى نواجه الأسلحة الاستراتيجية الفتاكة اليوم، فإذا كانت أميركا الآن عندها صواريخ عابرة للقارات وقنابل، فقنابلنا هم أولئك" وبغض النظر عن دقة الدكتور في تنزيل هذا الموقف على الواقع فهو موقف جيد كموقف مجرد. لكنه حين ووجه لكنه حين ووجه بأن هذا يخالف الموقف الرسمي قال كلاما مختلفا في حق النظام السعودي.

الدكتور العواجي .. سلطان ونايف صح
زعم الدكتور العواجي أن الشعب رحب بتصريحات الأمير سلطان بعدم السماح للامريكان باستخدام القواعد لضرب بلاد أخرى وتصريحات الأمير نايف بعدم التعرض للتبرعات الخيرية، وزعم كذلك أن "الشعب لا يريد أحد أن يدخل بيننا وبين هؤلاء الحكام الذين ارتضاهم منذ ثلاث قرون". وحسنا فعل مقدم البرنامج حين رد الرد اللازم، لكننا نسأل الدكتور العواجي هل توخى العدل في نسبة هذا الرأي للشعب مقارنة بنقل رأي الشعب في بن لادن؟

الدكتور العواجي .. لا هي كبوة ولاهو جواد
حسنا فعل الدكتور العواجي حين قال إن المبادرة لم يُستشر فيها أحد لا مجلس شورى ولا علماء، وحسنا فعل حين قال إن الأمة يستحيل أن تقبل بالتطبيع. ولم يكن الدكتور العواجي ملزما بتقويم الأمير عبد الله حتى يقول عن المبادرة كبوة جواد ويغرق في الثناء عليه وحسن نيته. يا دكتور محسن أنت لديك مخرج دبلوماسي مريح جدا وهو أنك تنقل وجهة نظر الشعب، فلماذا هذا الإصرار على تصغير جريمة الخائن؟ أنت تعرف يا دكتور محسن أنك لو صدقت في الوصف لم تقل عن المباردة كبوة ولا عن الأمير عبد الله جوادا فلماذا تحرج نفسك؟ الشعب ضد التطبيع وضد كذا وكذا ولن تسوق عليه هذه الأفكار وانتهى.

الشيخ سفر .. كيف يفهم أمريكا
أسهب الدكتور سفر في التنظير لوصف أمريكا وطريقة صناعة القرار فيها، وجعل تجار السلاح هم العنصر الرئيسي في صناعة القرار الأمريكي ولذلك فإن أمريكا دائما تبحث عن عدو. نختلف مع الشيخ سفر في هذه المسألة فالبحث عن عدو هو طبيعة أمريكية اجتماعية بسبب هلامية الهوية الأمريكية التي يعتبر فيها تضخيم العدو من أقوى مبررات وحدة أمريكا وليس من أجل تجارة السلاح. ولكن الشيخ سفر يوسع المسألة حين يربطها بأحداث سبتمبير ويجعل تجار الدمار سببا لتضخيم الأزمة. هذا المنطق عليه مأخذ من جهتين، أولا كيف يستفيد تجار السلاح من حرب على عدو غير منظور يحارب سياسيا واستخباراتيا؟ ثانيا كأنّ هذا الطرح يفهم منه أن هذا الجناح هو الذي ضخم التحدي اللادني قصدا والحقيقة أن بن لادن هو الذي تلاعب بالأمريكان في ضربهم في صروحهم الكبرى مع فهم لطبيعة تفكيرهم كما شرحنا ذلك أكثر من مرة. قد يقول قائل إن الشيخ سفر مرجع في السياسة الأمريكية نقول إن مشكلة كثير من علمائنا ومفكرينا أن هناك خللا أساسيا في فهم العقلية والتركيبة الأمريكية مع كل احترامنا لمشايخنا وعلمائنا.

الشيخ سفر ... الغلطة الأكبر
بكل صراحة تفاجأ الكثير حين سمعوا الشيخ سفر الحوالي يعرض لمسألة تهديد أمريكا المزعوم بتقسيم المملكة وكأن أمريكا لم تتعرض من قبل للمسلمين وأهل الجزيرة والآن فقط جاءت تهددهم بالتقسيم!! يقول الشيخ "الحقيقة إنه يجب أن تعلم أميركا ويعلم كل من يريد أن يعلم أن أميركا إذا مدت يدها بالعدوان على بلاد الحرمين فإنه لن يحميها من بطش الله وانتقام جند الله المجاهدين أي نوع من أنواع الحماية، ولو ابتغت نفقاً في الأرض أو ملاذاً في الفضاء، ولم تغني عن الذين يقترحون هذه المقترحات جحورهم التي يختبئون فيها كلما أخطأت طائرة طريقها، نقول ذلك بكل وضوح، ولذلك فإننا نقول إن على من يحتري موقعه ومسؤوليته في الإدارة الأميركية أن يتردد ويتأكد قبل أن يتفوه بمثل ما يثير غضب.. غضب هذه الأمة أو يجرح مشاعرها" وحتى لا يقول قائل إن الشيخ لم يقصد أن أمريكا لم تتعرض للمسلمين كان المقصد أكثر وضوحا حين قال " إننا بكل قوة نطالب الأميركيين بالاعتذار لأمتنا وبلادنا علانية والتعهد بألا يتكرر ومثل هذه الأقوال مرة أخرى من أي قائل أياً كان موقعه في الإدارة أو في الكونجرس، أو في الإعلام، ونترك الخيار لديهم مفتوحاً، فإن اختاروا طريق الحق والعدل فلن يجدوا أوفى منا عدلاً ولا أبعد عن العدوان، وإن اختاروا طريق الظلم والعدوان فلن يجدوا أشد من حباً للشهادة وإقداماً على الموت". فوجود القوات الأمريكية في بلاد الحرمين وتآمرها مع النظام للتلاعب ببلاد الحرمين وما تفعله في فلسطين والعراق وأفغاستان كله ليس له قيمة ما دام لم يتم الاعتداء المباشر المكشوف على بلاد الحرمين والأمريكان مطلوب منهم الاعتذار فقط على تلك التصريحات وما صدر منهم غير ذلك تجاه إخواننا في كل مكان ليس لنا شأن به!! ثم كيف يريد الشيخ سفر أن ينفذ تهديده للأمريكان؟ هل يظن الشيخ أن الأمريكان سيقسمون بلده بإعلان الحرب على الجيش السعودي؟ ألا يعلم الشيخ وهو المدرك المتابع أن الأمريكان هم المسيطرون على الخطط العسكرية السعودية وأنهم إذا أرادوا تقسيم البلد فإن لديهم من الخونة والأدوات في النظام من يهييء لهم ذلك دون تدخل عسكري؟ نربأ بالشيخ سفر أن يصبح مثل رموز السلطة الفلسطينية الذين في كل خطوة تتخذها إسرائيل يهددون بأن الوضع سوف يصل لمرحلة لا يمكننا السكوت حيالها!! وحسب تقديرهم لم يصل الوضع لحد الآن لمرحلة لا يمكنهم السكوت!! لعل البعض يستعظم هذا الموقف من الشيخ سفر ويقول إنه كلام مرتجل وسبق لسان، ونختلف مع من يقول لذلك لأن الكلام الذي قاله الشيخ سفر يبدو معدا ويقرأ قراءة ولذلك فهو يتحمل مسؤوليته تماما. وعلى كل حال تمنينا لو كان أول ظهور للشيخ سفر بغير هذا الطرح.

الدكتور الحضيف .. لم نفهم الموقف من بن لادن
حسنا فعل الدكتور الحضيف حين أقر بأن بن لادن في نظر الناس يبدو المخلص في وجه الطغيان الأمريكي لكنه وافق الدكتور العواجي على تحفظاته الثلاث ولسنا بحاجة لتكرار التعليق على ذلك. لكن الحضيف فاجأنا بأنه كذلك ممن يعيش نظرية المؤامرة وطفق يردد بعض التساؤلات حول حقيقة مسؤولية بن لادن عن الأحداث!! نقول للدكتور الحضيف وغيره انتظروا قليلا سترون من الادلة والإثباتات القطعية ما يجعل هذا التفكير من أساطير الأولين.

الدكتور الحضيف .. خطأ الشيخ سفر يتكرر
وقع الدكتور الحضيف بنفس خطأ الشيخ سفر حين قال " أن أميركا أصبحت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر تتدخل في أمورنا السيادية في بلدنا، وهذا لن نقبله" مرة أخرى تزييف للوعي، وكان آل سعود خارج السيطرة الأمريكية؟ لكن الدكتور يصبح أكثر وضوحا في هذه المشكلة حين يقول بعد أن يستعرض جرائم أمريكا في العالم الإسلامي " فأنا من هذا المنبر أوجه رسالة للحكومة.. للإدارة الأميركية أقول لها: أننا.. أن.. أننا لن نسكت على أي مشاريع تقسيمية، ولن نرضى بمزيد من التدخل، وسنقاوم أميركا وسندعو للمجاهدين الذين يجاهدون لأميركا في كل مكان في العالم، وسندعمهم ما وسعنا هذا الدعم". مرة أخرى لا نظنها سقطة قلم أو خطأ في الارتجال، هي جمل مقصودة أننا لن نتحرك ضد أمريكا إلا إذا سعت للتقسيم ولسنا بحاجة لتكرار ما قلناه في التعليق على كلام الشيخ سفر.

لا ينقصهم العلم ولا الوعي، فلماذا التزييف؟
ما الذي يجري؟ هذه الملاحظات الكبيرة ليست على أشخاص نكرات أو موتورين أو جهلة أو متعالمين، بل هي ملاحظات على شخصيات معروفة علما ووعيا ومتابعة فلماذا تصدر عنهم؟ لسنا بحاجة للتفلسف ولا زيادة التبحر في علم النفس حتى نجد تفسيرا بسيطا لكل ذلك وهو الرهبة من النظام الحاكم. لن نحنث لو أقسمنا أنه لو أزيلت رهبة النظام الحاكم من القلوب لاختلفت المعاني واختلف الأسلوب واختلفت الأولويات، ولقيل غير ماقيل. وإننا لا نريد أن نحرج إخواننا بمواجهة النظام الحاكم لكننا نقول ما الضرورة لأن يتكلم الإنسان إذا كان يعلم أنه يزيف الوعي ويقول غير ما في قلبه؟ إذا لم نتحمل مسؤولية قول الحق فلماذا نورط نفسنا فيما قد يكون باطلا؟ نحن في غنى عنه وفي الأمة من قام بالواجب.