المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلب المملوء بالنـور



شموع لا تنطفئ
17-07-2002, 09:31 PM
القلب المملوء بالنـور
الثقة العميقة بالله عز وجل
والتي تتولد عن :
معرفة جيدة بأسمائه الحسنى ، وصفاته العليا ،

من خلال تأمل واعٍ في معانيها ، وتلمس آثارها في رحاب الكون ظاهره وخافيه ،
هذه المعرفة الواعية تجعل المؤمن ينظر إلى البلاء يصيبه _ إذا أصابه بقدر الله _
بمثابة حجر ألقي في حوض ماء ،،
فإن كان في أعماقه أوحال ، تكدّر الماء بوضوح ،
وإن كانت أعماقه صافية نقية ،

فلا تزيده الحركة التي أحدثها الحجر إلا صفاء وبهاء وجلاء ..
ومن ثم..
تجد هذا الصنف من الناس ، تنزع روحه من بين جنبيه نزعاً ،

ولسانه لا يزال كما اعتاد :

يدور بحمد الله عز وجل ، والثناء عليه ، واللهج باسمه الجليل ،
إذ هو لا يستشعر في هذا كله ما يجري عليه بقدر الله :

إلا رحمته به ، وإحسانه إليه ، وكرمه معه ، وحلمه عليه ، وعطاءه له ،

وكثرة أياديه عنده ، وعظيم لطفه وامتنانه به ،
ونحو هذا من المعاني الراقية التي تفيض على قلبه نورا على نور ،

ومع النور سكينة واطمئنان ، وأنسا ولذة عيش ..
كان بعض العارفين يقول :

إذا كان الألم من يد الحبيب ، فكيف لا يكون عذب المذاق ..!
وكأن القائل كان يعني هؤلاء بالذات حين قال :
واللهُ يُنعمُ بالبلوى يمحصنا *** من ذا سيرقى ومن منا سيضطربُ
أو قول القائل يجريه على لسان هؤلاء الصنف المتميز من الناس :

سلّــمَ الأمــرَ إلى ربّ البشـــرْ *** واتركِ الهمّ ودعْ عنكَ الفكرْ

لا تقلْ فيمَ جرى ..كيفَ جرى ؟! *** كل شيءٍ بقضاء وقدرْ

ومع هذا كله وبعده وقبله :
فلا يزال المؤمن يلهج بسؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة معاً .
اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة ..

اللهم نرو قلوبنا بنور اليقين بك ، حتى نعلم أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا

، فنتلقى ما نزل بنا ، بروح الثقة بك ، والأمل فيك ، والأنس معك ..

اللهم أحل صحراء قلوبنا ، إلى واحة من نور يشع فيها ضياء الإيمان ،

فينعكس ذلك على سلوكياتنا في دنيا الواقع ..

اللهم آمين ، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

غيث الغيث
18-07-2002, 01:11 AM
جزاك الله خير اختي الفاضلة على الكلام الطيب