المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحات من مذكرات خادمه (الجزء الثالث)



نواف 3000
20-07-2002, 09:15 PM
والله لو كان غير هذا البلد لما رضيت لك ان تذهبين...
اين انت لترى ما أرى ياأبي ؟
و...نمت في تلك الليله نومآ ...مظطربآوكانت ليلة لا تنسى!
وفي الصباح كانت السيده تتحاشى النظر الي....وكان يوم اجازه فلم يستيقظ احد منهم الا في منتصف النهار ما عدا طارق الذي كان يملأ البيت فرحآ ومرحآ.....
ويلاحقني في زوايا المنزل وهو يردد : سيتا اليوم بنروح الاستراحه....وفيها مسبح ....وبا اسبح كثير .....ولم اكن افهم ما يقصد ولكن كنت ابتسم له فيرضى
نادتني السيده الى المطبخ وطلبت مني مساعدتها كانت تعد انواع كثيره من الفطائر
وانواع من الكعك .....وكانت تقوم بذالك بكل مهاره...وعجبت من انهماكها في العمل بكل هدوء رغم احداث البارحه.....وبدا لي ان السيده قد اعتادت على هذا التصرف من زوجها بكل مافيه من هم وقلق رسم على وجهها علامات لا تخفى على الناظر اليها....مضى جل النهار ونحن في المطبخ.....انتهينا تقريبآ من كل شيئ وضعت السيده كل الطعام الذي صنعته في حافظات...وقمت انا بتجهيز القهوه والشاي...ثم ساعدت طارق في ارتداء ملابسه...كما امرتني السيده....
وجلست انتظر.....الى ان نزل خالد والفتيات وهم يتضاحكون....وكانوا جميعآ على استعداد للخروج....وضعت الاغراض في السياره وركبنا جميعآ....
كان المشوار في حدود النصف ساعه....رأيت من خلالها ولأول مره شيئ من معالم
مدينة الرياض....الشوارع الفسيحه....والمباني الجميله....واشكال متباينة من الناس
وعندما وصلنا كان المكان عباره عن مزرعة منسقه وجميله متوسطة الاتساع....
في جزء منها مبنى ...ومكان وزعت فيه العاب الصغار.وفي الزاويه خيمه كبيره
..وكان هناك الكثير من الناس...انزلت الاشياء التي في السياره....ولم يمهلني طارق فا سحبني بيدي الى حيث مسبح مياه جميل قد احيط بسياج...وانتشرت حوله جلسات انيقه......يالا هؤولاء القوم كم يتقنون حرفة الترفيه عن انفسهم!
همست لنفسي وانا مبهورة بكل ما رأيت.... ومن بعيد رأيت خالد ومعه مجموعة من الشباب....فا أسرعت الخطى بعيدآ....
و وجدت نفسي مع الكثير من الاندنويسيات....وأخذتني فرحة عارمه ....غسلت كل مرارةالايام التي ولت....كان البعض منهن من اماكن بعيده عن المكان الذي اقطن فيه في بلدي ....وهنا تختلف اللغات فلم استطيع التفاهم مع بعضهن....
كنا في عمل دائم من تقديم القهوه الى العنايه بالصغار الى تجهيز المائده.....
وعندما رأيت بعض الحاضرين يوأدون الصلاة حمدت الله كثيرآ....
انقسم الحضور الى مجوعات.... النساء الكبيرات وضعن بساطآ على العشب الاخضر وجلسن فيه ......والفتيات جلسن على طاولات صغيره امام احواض من الزهور....والصغار في مكان الالعاب.....وامالشباب فهم اختاروا الجلوس حول المسبح....واختلطت الاصوات من ثرثرة النساء ....الى صراخ الصغار....
الى ضحكات الفتيات...وبعد نهاية الطعام...اخذنا في تنظيف المكان...
واعداد الشاي للحاضرين....وما ان انتصف الليل حتى تقلص عدد الموجودين ....
وهدأ المكان قليلآ...ونام الصغار....
ولم يبقى لنا من عمل فاخذت انا واثنتين من رفيقاتي في الحديث عن همومنا ....
كانت احداهن تتكلم مثلهم بطلاقه ...وعلمت ان لها ما يقارب الست سنوات هنا...
كيف صبرت كل هذه المده هنا؟ سألتها انا ....
اجابت بكل ثقه :انهم لا يضايقونني ......بل لا يستطيعون!
قلت : كيف لا يستطيعون؟
لقد منعتهم من ذالك !...بطريقة ما !وان اردت اخبرتك الطريقه
علمت انها تقصد السحر فا خفت كثيرآ......
ولكنها واصلت كلا مها :انا لم أوأذيهم في شيئ....فقط اجعلهم يحبونني ولا يستغنون عني..... حتى أقرر انا ...!
غيرت مجرى الحديث وسألتهم ان كانوا يعرفون الخادمه السابقه ليتا...
فا اجابت الاخرى :نعم كانت تعرف كيف تعاملهم....انها ذكيه ..
قاطعتها الاولى : ولكنها ماجنه......كانت تنفذ لخالد كل مايريد...مقابل المال....
قالت الاخرى: هناك الكثير من هم مثلها
وتشعب الحديث حول هذا المجتمع الغريب الغارق في النعم...
فا علمت ان الكبار منهم فقط هم من يحافظون على الصلاة....ونزر يسير من الشباب
وبعد ذالك جاءت احدى الفتيات..ونادت علي ووجدت الجميع قد أستعدوا للعوده
وضعت طارق على ذراعي وركبت السياره ....كان نائمآ....
وطول الطريق كنت افكر في اهل هذا البلد....فما رأيت من الخادمات جعلني اتيقن انهم يأتون دون تمحيص...او تدقيق... وأثار ذالك عجبي وتفكيري...
وبعد ان وصلنا وضعت طارق في فراشه ....واوى كل الى غرفته ...وذهبت انا ايضآ الى فراشي ...ونمت بعد ان ارسلت تحية الى السماء والنجوم والقمر....
---------------------------------------------------

مضت ايام كثيره.....لم اكتب في دفتري هذا ...والسبب كثرة العمل و أعتماد السيده علي في كل شيئ حتى انها في الايام الاخيره بدأت تعلمني الطبخ ....مما ارهقني كثيرآ...وما ان اختلي بنفسي....حتى يكون هدفي هو الراحة فقط.....
...في هذه الحظات التي اكتب فيها الان ....كان الجميع في خارج المنزل....
والحمد لله انهم يخرجون كثيرآ... حتى يكون لي وقت اختلي فيه بنفسي....
اليوم وصلتني اول رساله من زوجي الحبيب.....كم كنت فرحة بها....كانت رسالة طويله مليئة بالشجن والاشواق .....جددت في داخلي كل الألم...والحزن...
اخبرني ان طفلي يسأل عني كثيرآ.....وان ابي قلق جدآ....علي...وان الجميع في
شوق لي....احتظنت الرساله .....وشعرت اني اضم بلادي الى قلبي....
شممت فيها رائحة بيتي الصغير.....وطرقات قريتي.....
آآآآآآآآه....والف....... آآآآآآآآآآه....
تبآ لك ايها الفقر !.......انت من اتيت بي الى هنا!
دخلت في نوبة بكاء عارمه.....وشعرت بالحسره تزلزل ...وجداني....
تركت الغرفه وأخذت اتجول في السطح الفسيح.....كنت اريد ان تهدأ نفسي قليلآ...
كان ضوء القمر .....ساحرآ...قد اناركل شيئ بنور ....ألاهي شفاف...
وكانت نسمات الليل الخفيفه تهب ....فا انتعشت نفسي قليلآ....وهدأ قلبي...


كنت على علم ان افراد العائله لن يعودوا الا في وقت متأخر...فنزلت الى المطبخ
ابحث عن شيئ اسكت به جوعي....صنعت لي كوبآ من الشاي....واحضرت رغيف من الخبز وبعض من الجبن والعسل...وجلست على الطاوله...اتناول الطعام
وبينما انا كذالك....دخل خالد ....وجلس أمامي على الطاوله....
حبست أنفاسي .... ووالجمتني المفاجأه...فلم استطع الحراك.....
قال وهو يبتسم بكل برود: ليش أنتي خوف.....شوف انا جيب هديه ..حق انتي
واخرج من جيبه علبة جميله ..وفتحها ووضعها أمامي ....كان في داخلها خاتم ذهبي ...رائع.....
صمت أذناي فلم أعد اسمع الا دقات قلبي....حاولت ان اقف فا خذلتني قدماي....
وبقيت كالصنم أمامه.....
قال :هاه..... حلو.....هذا عشان نصير انا وانتي صديق...انتي حلوه سيتا
قام من مكانه .....وحاول ان يقترب مني...عندها فقط.... شعرت بقوة تسري في جسدي...نهضت واقفه دفعته بعيدآ عني...
وقف بعيدآ وأخذ يضحك..ويقول.....خلاص.....خلالالالاص...
الهديه ....لك .....باي....
ترك المكان ....ولا زلت انا انتفض رعبآ مما حدث....هذا ما كنت أخشاه...
كانت هديته ما تزال موضوعة على الطاوله....لم استطع ان اكمل طعامي....
نظفت المكان .....وصعدت الى حيث غرفته.....وضعت هديته ...وعدت الى غرفتي....لم استطيع البكاء....تمنيت اصرخ بكل ما أوتيت من قوه ....ولكن ..لم افعل.....كان هنا ك في داخلي شيئ يحترق....ربما لم يكن الا قلبي....
ما هؤولأ الناس.....بأي روح ...او اي فكر يعيشون في هذه الحياة.....
مالذي جعل هذا الشاب كالكلب المسعور؟
رحماك ربي رحماك......اني اصبحت على يقين انني اكره السعوديين ...
وحق لي ذالك .....!
انني لا استطيع ان اترك العمل ولم اكمل حتى الشهر الاول...
اني في حيرة ما بعدها حيره....

وللصفحات بقيه

waleedooo
22-07-2002, 10:32 AM
مشكور يا أخ نواف

ولا تبخل علينا ..