متصفح
22-07-2002, 09:42 PM
من كتاب "لاتحزن"للشيخ عائض بن عبدالله القرني جزاه الله خير
" لا تحزن "
الحـــــــــلــــقـــة الأولـــى : يـــــــــــا الله
يا الله
( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ) (29)
إذا اضطراب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله .
إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله .
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب : يا الله .
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله .
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فأهتف : يا الله
ولقد ذكرتك والخطوب كوالح **** سود ووجه الدهر أغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً **** فإذا محيا كل فجر باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والفتجع الواله .
إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملمات ، والأسئلة في الحوادث .
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ن { الله لطيف بعباده }
الله :
أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سمياً (65) } ؟!
الله :
فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (16) } .
الله :
فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { وما بكم من نعمة فمن الله } .
الله :
الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت .
مهما رسمنا في جلالك أحرفاً **** قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظم و المعاني كلها **** يا رب عند جلالكم تنداح
اللهم فأجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سروراً ، وعند الخوف أمناً .
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفئ جمر الأرواح بماء الإيمان .
يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاساً آمنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحاً قريباً .
يا رب أهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك .
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين .
الهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق .
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم المصير .
الحلقة الثانية : " فكر و اشكر "
المعنى أن تذكر نعم الله عليك ، فإذا تغمرك من فوقك و من تحت قدميك ( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) صحة في البدن ، أمن في وطن ، غذاء و كساء ، وهواء و ماء ، لديك الدنيا و أنت ما تشعر ، تملك الحياة و أنت لا تعلم ( و أسبغ عليك نعمة ظاهرة و باطنة ) عندك عينان ، و لسان و شفتان ، و يدان و رجلان ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك ، و قد بترت أقدام ؟! و أن تعتمد على ساقيك ، و قد قطعت سوق ؟! أحقير أن تنام ملء عينيك و قد أطار الألم نوم الكثير ؟! و أن تملاء معدتك من الطعام الشهي و أن تكرع من الماء البارد و هناك من عكر عليه الطعام ، و نغص عليه الشراب بأمراض و أسقام ؟! تفكر في سمعك و قد عوفيت من الصمم ، و تأمل في نظرك و قد سلمت من العمى ، و انظر إلى جلدك و قد نجوت من البرص و الجذام ، و المح عقلك و قد أنعم عليك بحضوره و لم تفجع بالجنون و الذهول .
أتريد في بصرك و حده كجبل أحد ذهبا ؟! أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة ؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم ؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ و الياقوت لتكون أقطع ؟! إنك في نعم عميمة ، و أفضال جسيمة ، و لكنك لا تدري ، تعيش مهموما مغموما حزينا كئيبا ، و عندك الخبز الدافئ ، و الماء البارد ، و النوم الهانئ ، و العافية الوارفة ، تتفكر في المفقود و لا تشكر الموجود ، تنزعج من خسارة مالية و عندك مفتاح السعادة ، وقناطير مقنطرة من الخير و المواهب و النعم و الأشياء ، فكر و اشكر ، ( و في أنفسكم أفلا تبصرون ) فكر في نفسك ، و أهلك ، و بيتك ، و عملك ، و عافيتك ، و أصدقائك ، و الدنيا من حولك ( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها ) .
" لا تحزن "
الحـــــــــلــــقـــة الأولـــى : يـــــــــــا الله
يا الله
( يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ) (29)
إذا اضطراب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله .
إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله .
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب : يا الله .
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله .
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فأهتف : يا الله
ولقد ذكرتك والخطوب كوالح **** سود ووجه الدهر أغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخاً **** فإذا محيا كل فجر باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والفتجع الواله .
إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملمات ، والأسئلة في الحوادث .
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ن { الله لطيف بعباده }
الله :
أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سمياً (65) } ؟!
الله :
فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار (16) } .
الله :
فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { وما بكم من نعمة فمن الله } .
الله :
الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت .
مهما رسمنا في جلالك أحرفاً **** قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظم و المعاني كلها **** يا رب عند جلالكم تنداح
اللهم فأجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سروراً ، وعند الخوف أمناً .
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفئ جمر الأرواح بماء الإيمان .
يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاساً آمنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحاً قريباً .
يا رب أهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك .
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين .
الهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق .
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم المصير .
الحلقة الثانية : " فكر و اشكر "
المعنى أن تذكر نعم الله عليك ، فإذا تغمرك من فوقك و من تحت قدميك ( و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) صحة في البدن ، أمن في وطن ، غذاء و كساء ، وهواء و ماء ، لديك الدنيا و أنت ما تشعر ، تملك الحياة و أنت لا تعلم ( و أسبغ عليك نعمة ظاهرة و باطنة ) عندك عينان ، و لسان و شفتان ، و يدان و رجلان ( فبأي آلاء ربكما تكذبان ) هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك ، و قد بترت أقدام ؟! و أن تعتمد على ساقيك ، و قد قطعت سوق ؟! أحقير أن تنام ملء عينيك و قد أطار الألم نوم الكثير ؟! و أن تملاء معدتك من الطعام الشهي و أن تكرع من الماء البارد و هناك من عكر عليه الطعام ، و نغص عليه الشراب بأمراض و أسقام ؟! تفكر في سمعك و قد عوفيت من الصمم ، و تأمل في نظرك و قد سلمت من العمى ، و انظر إلى جلدك و قد نجوت من البرص و الجذام ، و المح عقلك و قد أنعم عليك بحضوره و لم تفجع بالجنون و الذهول .
أتريد في بصرك و حده كجبل أحد ذهبا ؟! أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة ؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم ؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ و الياقوت لتكون أقطع ؟! إنك في نعم عميمة ، و أفضال جسيمة ، و لكنك لا تدري ، تعيش مهموما مغموما حزينا كئيبا ، و عندك الخبز الدافئ ، و الماء البارد ، و النوم الهانئ ، و العافية الوارفة ، تتفكر في المفقود و لا تشكر الموجود ، تنزعج من خسارة مالية و عندك مفتاح السعادة ، وقناطير مقنطرة من الخير و المواهب و النعم و الأشياء ، فكر و اشكر ، ( و في أنفسكم أفلا تبصرون ) فكر في نفسك ، و أهلك ، و بيتك ، و عملك ، و عافيتك ، و أصدقائك ، و الدنيا من حولك ( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها ) .