بركان
22-07-2002, 10:56 PM
ازمة طاحنة بين السعودية وقطر تهدد بقطع العلاقات سببها برنامج اتهم الرياض بخيانة القضية الفلسطينية
لندن ـ القدس العربي :
عندما سئل مسؤول خليجي حضر الاجتماعات التي اجراها الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية في عاصمة بلاده عن تفسيره لاسقاط الأمير السعودي الدوحة من جولته الخليجية الاخيرة، قال كيف تريده ان يذهب الي الدوحة واساس هذه الجولة هو الشكوي من محطة الجزيرة وبرامجها الاخيرة التي تناولت السعودية بالنقد وتجاوزت كل الخطوط الحمراء والزرقاء والسوداء، عندما حملتها حوالي تسعين في المئة من مسؤولية الخراب في المنطقة، واعتبرت مؤسسها الملك عبد العزيز بن سعود، الذي هو فوق النقد، بأنه عميل للامريكان ومتآمر مع اليهود في فلسطين .
وكان المسؤول الخليجي يتحدث عن حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس الذي بثته قناة الجزيرة قبل ثلاثة اسابيع تحت عنوان مبادرة السلام السعودية ، وشارك فيه الكاتب المصري محمد عبد الحكم دياب والدكتور فهد العرابي الحارثي، عضو مجلس الشوري السعودي، بالاضافة الي الدكتور سعد الفقيه، المعارض السعودي المعروف من خلال مداخلة عبر الهاتف.
ويبدو ان حكومة السعودية استشاطت غضبا من البرنامج، لانها اي المحطة، نجحت في استقطاب المواطنين السعوديين، والكثير من الشخصيات الوطنية فيها، رغم محاولات السعودية منع هؤلاء من السفر الي قطر والمشاركة في برامجها الحوارية. والأكثر من ذلك، كما قال المسؤول الخليجي نفسه، ان المحطة بسقفها الكبير من الحرية، جعلت من المواطنين السعوديين اكثر جرأة في الحديث عن الفساد والديكتاتورية والقمع في بلادهم، وظهر ذلك جلياً في برنامج تحت الحصار ، حيث كان معظم المتصلين من المملكة العربية السعودية، والأكثر من ذلك ان قائد مظاهرة الدمام التي انطلقت تضامنا مع الفلسطينيين، رغم حظر الحكومة، تحدث من هاتفه النقال الي المحطة، منددا بصمت بلاده، وهو الحديث الذي ادي الي اعتقاله، وما زال حتي هذه اللحظة خلف القضبان.
الامير سعود الفيصل ألمح اثناء محادثاته مع المسؤولين الخليجيين الي عزم بلاده سحب سفيرها من الدوحة، ومقاطعة قمة مجلس التعاون، التي ستعقد فيها في كانون الاول (ديسمبر) المقبل اذا لم تتوقف الجزيرة عن مثل هذه التجاوزات. وقال لمضيفيه الكويتيين الكيل طفح ولم نعد نحتمل المزيد.
الكاتب السعودي المعروف داوود الشريان كتب في مقاله اليومي في الزميلة الحياة قال ان غضب الرياض لم يأت بسبب برنامج استضاف مثقفا سعوديا تعرض للسياسة الخارجية للمملكة (محسن العواجي في برنامج بلا حدود) وانما بسبب تعرض القناة لأمر اهم اي لموقف المملكة من القضية الفلسطينية، موضحاً انه جري تصوير المملكة بطريقة تتنافي مع البديهيات التاريخية المعروفة، وهاجمت الدور السعودي في مداخلات مرتبة بطريقة تفتقر الي الانصاف، وكان يمكن تمرير هذا الهجوم، لكن اتهام المملكة بالخيانة والتعرض لشخصية الملك عبد العزيز قضية تتجاوز الاثارة السياسية الي غضب الشعب السعودي بأكمله، والسعودية لا تستطيع امام هذا التصرف الا ان ترضي شعبها وتضع حدا لهذا التجاوز . والشريان قريب من دوائر صنع القرار في السعودية، وما زال من غير المعروف ماذا يقصد بقوله ان السعودية ستضع حدا لهذا التجاوز .
أحد مقدمي البرامج المعروفة في الجزيرة استغرب كل هذه الضجة، وقال لـ القدس العربي الاعلام السعودي هاجم الجزيرة ومذيعيها اكثر من مرة واتهمهم بالعمل في اجهزة الموساد ، فلماذا يغضبون من برامج المحطة اذا كانت تابعة للموساد فعلا .
والمفارقة ان الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس وزراء الكويت الذي كانت بلاده الأكثر شكوي وتذمرا من محطة الجزيرة وبرامجها، وتتهمها بالانحياز الي العراق ورئيسه صدام حسين، هو الذي يقوم حالياً بدور الوساطة بين قطر والسعودية لتطويق الأزمة الراهنة، وطار امس الي الرياض بعد اجتماع عقده مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية القطري الذي زار الكويت بصورة مفاجئة. واجتمع الشيخ صباح مع الامير عبد الله بن عبد العزيز نائب الملك ولي العهد فور وصوله الي الرياض.
وزير اعلام خليجي معروف شكك في امكانيات نجاح هذه الوساطة، وقال لـ القدس العربي ان المشكلة تكمن في ان القطريين لا يرون ان هناك ازمة في العلاقات، ولا يعتقدون انهم اخطأوا، واضاف يبدو انهم مطمئنون الي ان السعودية لن تغزوهم عسكريا في ظل وجود القاعدة الامريكية في بلادهم.
وزير الخارجية القطري قال في تصريحات ادلي بها في الكويت ان الجزيرة صداع ويبدو انه سيستمر .
وساهمت الجزيرة في دفع السعودية الي اعادة سياستها القديمة في البذخ علي الاعلام، وتستعد حاليا لاطلاق قناة اخبارية لمدة 24 ساعة بهدف منافسة الجزيرة، قيل انها جري رصد 400 مليون دولار لاطلاقها.
لندن ـ القدس العربي :
عندما سئل مسؤول خليجي حضر الاجتماعات التي اجراها الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية في عاصمة بلاده عن تفسيره لاسقاط الأمير السعودي الدوحة من جولته الخليجية الاخيرة، قال كيف تريده ان يذهب الي الدوحة واساس هذه الجولة هو الشكوي من محطة الجزيرة وبرامجها الاخيرة التي تناولت السعودية بالنقد وتجاوزت كل الخطوط الحمراء والزرقاء والسوداء، عندما حملتها حوالي تسعين في المئة من مسؤولية الخراب في المنطقة، واعتبرت مؤسسها الملك عبد العزيز بن سعود، الذي هو فوق النقد، بأنه عميل للامريكان ومتآمر مع اليهود في فلسطين .
وكان المسؤول الخليجي يتحدث عن حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس الذي بثته قناة الجزيرة قبل ثلاثة اسابيع تحت عنوان مبادرة السلام السعودية ، وشارك فيه الكاتب المصري محمد عبد الحكم دياب والدكتور فهد العرابي الحارثي، عضو مجلس الشوري السعودي، بالاضافة الي الدكتور سعد الفقيه، المعارض السعودي المعروف من خلال مداخلة عبر الهاتف.
ويبدو ان حكومة السعودية استشاطت غضبا من البرنامج، لانها اي المحطة، نجحت في استقطاب المواطنين السعوديين، والكثير من الشخصيات الوطنية فيها، رغم محاولات السعودية منع هؤلاء من السفر الي قطر والمشاركة في برامجها الحوارية. والأكثر من ذلك، كما قال المسؤول الخليجي نفسه، ان المحطة بسقفها الكبير من الحرية، جعلت من المواطنين السعوديين اكثر جرأة في الحديث عن الفساد والديكتاتورية والقمع في بلادهم، وظهر ذلك جلياً في برنامج تحت الحصار ، حيث كان معظم المتصلين من المملكة العربية السعودية، والأكثر من ذلك ان قائد مظاهرة الدمام التي انطلقت تضامنا مع الفلسطينيين، رغم حظر الحكومة، تحدث من هاتفه النقال الي المحطة، منددا بصمت بلاده، وهو الحديث الذي ادي الي اعتقاله، وما زال حتي هذه اللحظة خلف القضبان.
الامير سعود الفيصل ألمح اثناء محادثاته مع المسؤولين الخليجيين الي عزم بلاده سحب سفيرها من الدوحة، ومقاطعة قمة مجلس التعاون، التي ستعقد فيها في كانون الاول (ديسمبر) المقبل اذا لم تتوقف الجزيرة عن مثل هذه التجاوزات. وقال لمضيفيه الكويتيين الكيل طفح ولم نعد نحتمل المزيد.
الكاتب السعودي المعروف داوود الشريان كتب في مقاله اليومي في الزميلة الحياة قال ان غضب الرياض لم يأت بسبب برنامج استضاف مثقفا سعوديا تعرض للسياسة الخارجية للمملكة (محسن العواجي في برنامج بلا حدود) وانما بسبب تعرض القناة لأمر اهم اي لموقف المملكة من القضية الفلسطينية، موضحاً انه جري تصوير المملكة بطريقة تتنافي مع البديهيات التاريخية المعروفة، وهاجمت الدور السعودي في مداخلات مرتبة بطريقة تفتقر الي الانصاف، وكان يمكن تمرير هذا الهجوم، لكن اتهام المملكة بالخيانة والتعرض لشخصية الملك عبد العزيز قضية تتجاوز الاثارة السياسية الي غضب الشعب السعودي بأكمله، والسعودية لا تستطيع امام هذا التصرف الا ان ترضي شعبها وتضع حدا لهذا التجاوز . والشريان قريب من دوائر صنع القرار في السعودية، وما زال من غير المعروف ماذا يقصد بقوله ان السعودية ستضع حدا لهذا التجاوز .
أحد مقدمي البرامج المعروفة في الجزيرة استغرب كل هذه الضجة، وقال لـ القدس العربي الاعلام السعودي هاجم الجزيرة ومذيعيها اكثر من مرة واتهمهم بالعمل في اجهزة الموساد ، فلماذا يغضبون من برامج المحطة اذا كانت تابعة للموساد فعلا .
والمفارقة ان الشيخ صباح الأحمد نائب رئيس وزراء الكويت الذي كانت بلاده الأكثر شكوي وتذمرا من محطة الجزيرة وبرامجها، وتتهمها بالانحياز الي العراق ورئيسه صدام حسين، هو الذي يقوم حالياً بدور الوساطة بين قطر والسعودية لتطويق الأزمة الراهنة، وطار امس الي الرياض بعد اجتماع عقده مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية القطري الذي زار الكويت بصورة مفاجئة. واجتمع الشيخ صباح مع الامير عبد الله بن عبد العزيز نائب الملك ولي العهد فور وصوله الي الرياض.
وزير اعلام خليجي معروف شكك في امكانيات نجاح هذه الوساطة، وقال لـ القدس العربي ان المشكلة تكمن في ان القطريين لا يرون ان هناك ازمة في العلاقات، ولا يعتقدون انهم اخطأوا، واضاف يبدو انهم مطمئنون الي ان السعودية لن تغزوهم عسكريا في ظل وجود القاعدة الامريكية في بلادهم.
وزير الخارجية القطري قال في تصريحات ادلي بها في الكويت ان الجزيرة صداع ويبدو انه سيستمر .
وساهمت الجزيرة في دفع السعودية الي اعادة سياستها القديمة في البذخ علي الاعلام، وتستعد حاليا لاطلاق قناة اخبارية لمدة 24 ساعة بهدف منافسة الجزيرة، قيل انها جري رصد 400 مليون دولار لاطلاقها.