المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فتاة أمريكية تحكي قصة إسلامها في الإنترنت



ثكثكة4004
24-07-2002, 02:51 AM
فيما يلي قصة أخت أمريكية عادت لذاتها وفطرتها، واكتشفت زيف وخداع وادعاءات شياطين الإنس والجن؛ فاستسلمت لله، وقبلت بالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولا؛ فكسرت بذلك قيد عبوديتها وحصلت على كرامتها ونالت حريتها فقالت:

"كنت على الدوام ومنذ أن طورت قدرتي على التفكير العميق، أؤمن بوجود خالق واحد تعتمد عليه كل الكائنات الأخرى، ورغم أن أبوي كانا بوذيين فإنني ومنذ سن الثالثة عشرة توجهت لهذا الخالق بإخلاص، ودعوته في كل يوم يمكن لي أن أتذكره؛ لكي يهديني إلى طريقه، وحيث إنني ترعرعت في بيئة نصرانية؛ فقد كان من الطبيعي أن أعتبر نفسي نصرانية.
للأسف كانت معلوماتي عن الإسلام يسيرة جداً، وفكرتي عنه كانت أيضاً سطحية تتمثل في أنه دين عجيب وشاذ ومحصور في بعض الدول القليلة في العالم الثالث ومعظم هذه الدول تقع في منطقة الشرق الأوسط، وتتبنى نمط حياة اضطهادي خاصة ضد المرأة؛ فافترضت أن المرأة المسلمة يعتبرها الدين مخلوقاً متدنياً،و عبداً مطيعاً في الأسرة، والزوجة عليها أن تنفذ رغبات زوجها الشهواني المتزوج عادة بأربع نسوة، كماعليها باعتبارها كياناً مسحوقاً ومكرهاً أن تتنافس مع الزوجات الأخريات لإرضاء رغبات الزوج؛ حتى تحصل على حنانه الذي يستطيع أن يحجبه عن جميع زوجاته متى أراد.
مرت الأيام ودخلت الجامعة وتعرفت على عدد من الطلاب المسلمين ممثلين بخلفيات وجنسيات مختلفة، وحدث أمر عجيب حتى بالنسبة لنفسي؛ فقد شدني إلى هؤلاء فضول قوي دفعني لأتعلم وأعرف منهم معلومات عن الإسلام، فلاحظت عليهم راحة البال، والقناعة التامة بدينهم، وتأثرت أيضاً بدفء علاقاتهم الاجتماعية السائدة بين بعضهم البعض، وبينهم وبيني أيضاً، والأهم من ذلك كله فخرهم واعتزازهم بدينهم رغم كل الأقاويل السلبية الحائمة حوله، وبالتدريج أصبحت منبهرة بالإسلام، وعبر مراحل تعليمية وتثقيفية مختلفة تطور ذلك إلى احترام عظيم أكبر حتى من ذلك الاحترام الذي أكنه للنصرانية التي أحببتها، وأصبت بالدهشة حول المفهوم الخاطئ الذي كنت أحمله في السابق عن الإسلام، وخاصة فيما يتعلق بالمرأة،وفيما بعد أدركت واقعية نمط الحياة الإسلامي، وظهرت أمامي الحقيقة حول ادعاء البدعة الغربية الواهية الخاصة بعبارة "الأصولية الإسلامية"، وكما يقال: إن أي شخص يملك مقدرة الاعتراف بخطأ التصرف، ويملك مقدرة الانفتاح الذهني بشكل كافٍ، فإن هذا الشخص سيصل إلى الحق عندما يبزغ هذا الحق أمامه، وهذا ما حدث معي.
بمرور الوقت توالت الإثباتات والبراهين في الظهور، وتطورت أفكاري، وتسرب الاطمئنان والسكينة إلى قلبي، ووصلت إلى مرحلة أردت فيها أن أعرف كل شيء عن الإسلام، تلى ذلك إحساس أخوي عميق ربطني بكل معتنقي دين الإسلام.
والآن أكثر شيء يوثر في نفسي حول الإسلام، هي المقدرة التي يحيط بها الإسلام، والقاعدة التي يضعها، والدروس التي يقدمها حول كل أوجه الحياة، وأنا بنعمة الله المُطْلقة عليّ استطعت أخيراً أن أفهم أخطاء الدين النصراني، وأخطاء المفهوم السابق عن الإسلام الذي قبلته بدون سؤال ولا بحث.
في منتصف يوم 4 أغسطس 1994م وأمام عشرين شاهداً نطقت بكلمة الشهادة، وأصبحت بصفة رسمية مسلمة، ولن أنسى ما حييت بركات ذلك اليوم، وكيف تحول مجرى حياتي بشكل جذري في غضون عام واحد فقط.
كثير من الناس وجهوا لي سؤالاً: ماهو شعورك عند عودتك لدين الفطرة؟ وما هي طبيعة المصاعب التي يواجهها المهتدي الجديد للإسلام؟.
وبالرغم من أني لا أرغب التوقف عند هذا الموضوع؛ لأن الشفقة التي يمكن أن يثيرها مثل هذا الكلام ليست من أولوياتي، إلا أنني سأعطي بعض الأمثلة التي مرت بي لأجيب على هذا السؤال:
إن المدة التي بدأت منذ بداية أول رمضان لي وحتى نهايته كانت أصعب فترة مرت علي، فالنزاع بيني وبين عائلتي يكاد يكون يومياً، وأثناء ذلك كنت أسمع سيلاً من الكلمات المهينة، وبعض التهديدات، وفي مناسبات عدة تم قلب محتويات غرفتي، كما اختفت بعض كتبي بطريقة غير معروفة، ووجهت عائلتي كلمات غير طيبة عبر التليفون إلى أصدقائي المسلمين وعائلاتهم. ومرات أخرى حرمت من الأكل؛ لأن عائلتي طبخت لحم الخنزير بطريقة مقصودة، وحتى هذا اليوم تقوم عائلتي بفتح بريدي الخاص قبل أن أفتحه أنا، وبغض النظر عن مسألة السكن والطعام، كان عليّ أن أدعم نفسي من الناحية المالية. وقراءتي الخاصة مثلها في ذلك مثل مكالماتي التليفونية عليّ أن أقوم بها في خلوة، وأما مراسلاتي، وزياراتي للمساجد، واللقاءات الثقافية الإسلامية؛ فهذه يجب أن تكون سرية وإلا اعُتبر ذلك "غسيلاً للمخ" وصلاتي لا أستطيع أن أوءديها حتى أتأكد من أنه لايوجد أحد يراقبني، ورمضان لا أستطيع أن أعبر عن فرحتي بقدومه، كما لا أستطيع المشاركة في بهجة معرفتي لأخت قررت الالتزام بالحجاب، وفوق ذلك عليّ بالطبع مسؤولية الدفاع ـ عند قرابتي ومعارفي ـ عن الإسلام والمسلمين أمام ادعاءات الإعلام الذي يحاول تشويه صورته، وفي نفس الوقت أكافح من أجل إزالة الأفكار الخاطئة في أذهان أبوي، تلك الأفكار التي يتمسكان بها بإصرار.
باستمرار أرى في وجه أبوي تعابير الاشمئزاز مني، وهذا شيء لا يكاد يحتمل، وخلال شهر رمضان لم تتحدث معي والدتي باحترام ولو لمرة واحدة؛ فقد كنت فقط أسمع منها كلاماً عن عقوقي لها وخذلاني لأسرتي، وأن قرار قبولي بالإسلام هو أمر غير قابل للصفح.
برغم كل ما سبق، فإني بعرض هذا لست أشتكي أو أدعي أن حياتي تعيسة، فالسلام والطمأنينة وراحة البال أشياء أتمتع بها الآن أكثر من أي وقت سابق، وأما قصدي من وراء ذكر ما سبق من أحداث في حياتي الخاصة فهو محاولة لبيان النعم التي يتمتع بها كثير من المسلمين أصحاب العائلات المسلمة؛ لاسيما وأن كثيراً من هؤلاء الشباب والشابات الذين ولدوا وعاشوا في أسر مسلمة ينظرون لهذه النعمة وكأنها شيء مضمون ومفروغ منه؛ ولهذا فإن الكثيرين منهم لم يقدروا قيمة هذه العطية من الله تعالى وبالتالي لم يستطيعوا الاستفادة من محاسنها بدرجة كافية، وهذه المحاسن يعتبرها الكثير من المسلمين الجدد كأمثالي شيئاً ثميناً مفقوداً عندنا.
إنني وأنا أذكر هذه المصاعب دون أن أذكر جوانب إيجابية ربما يُستنتج منها أني لم أفز بأي شيء من إسلامي إلا الألم، وهذا غير صحيح؛ فالواقع عكس ذلك تماماً، فالإسلام أعطاني مردودات ايجابية واسعة، ويكفيني أني عندما أتذكر نعيم الجنة أصاب بالقشعريرة.
أتذكر يوم أن عدت للإسلام، ورغم أني آنذاك أعلنت أنه الحق، إلا أنه لم تكن لدي فكرة عن التغيرات العميقة التي يمكن أن يحدثها هذا الدين في نفسي، وأنا الآن مندهشة للكمية التي التهم بها المعرفة، أو الكيفية التي يسيطر بها الإسلام على فكري في كل خطوة أخطوها، ولقد أصبحت الآن أشعر بمسئوليتي تجاه الأمة، وبمسئوليتي المتعلقة بالكيفية التي يجب علي بها أن ارتقي بنفسي، وأزيد بها إيماني كل شهر.
وفي الوقت الذي تتقدم فيه حياة الإنسان في إطار الإسلام؛ فإن تعاليم الإسلام السمحة تنتشر لتحيط بكل جزئية، وكل بعد يورث السعادة في نفس هذا الإنسان، وحول ذلك يقول أبو هريرة رضي الله عنه، يقول رسول الله محمد إن الله تعالى يقول في الحديث القدسي : "ولايزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها".
أثناء مراحل نضجي المختلفة، تبين لي أوضح فأوضح، ومرة بعد مرة، أن الإسلام يستطيع أن يجيب على معضلات المسائل الاجتماعية والاقتصادية في أيامنا هذه، وخلال السنة الماضية، استطعت نيل قدر طيب من العلوم الإسلامية فدرست آيات القرآن الكريم بتفصيل دقيق، ولم أتوقف لحظة واحدة ولو حتى لمرة واحدة شاكة في مصداقية القرآن المجيد، أو عدم مقدرته على مواكبة متطلبات المجتمع الحديث ـ رغم أني تربيت في أسرة غير مسلمة ـ وكان هذا الدين بالنسبة لي هو الوحيد الذي جعلني متأكدة تماماً بكل اطروحاته، أنه الدين الحق وهذه الحالة تزيد قوتها عندي كل يوم جديد يمر بي.
وفوق ذلك استطعت أن أبني ذاتي؛ فاليوم أنا أكثر ثقة بالله تعالى، وقوتي كامرأة هي أكثر مما كانت عليه في سابق حياتي. إنني أدرك وجودي، وأشعر بأني أكثر أماناً أثناء خوضي لمعارك الحياة عبر مراحلها المختلفة.
وأخيراً إذا كنت قد استطعت تحقيق أي شيء من وراء هذا المقال؛ فإن الأمل يحدوني بأني قد أوضحت عظمة ورحمة المالك المجيد؛ يقول سبحانه وتعالى: >> والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم << (البقرة-213).
حقاً لقد شملتني بركة الله ورحمته لأكون بين أولئك الذين حصلوا على نور الإيمان. فقد شاء الله تعالى لقلوب هؤلاء أن تقبله وأسأل الله الثبات على هذا الطريق المستقيم إلى الممات.


الحمدلله شرح صدور المؤمنين ، وثبتهم على الحق المبين وأعانهم فكان خير معين .

عبد الله سلطان
24-07-2002, 05:07 AM
اللهم ثبتها على دين الحق ياحق يا علام الغيوب.
مشكو رأخى العزيز ثكثكه وبار الله فيك على نشر هذه القصه لهذه المرأه

التى أختارت الطريق الصحيح.