المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع صاحبة اول مستشفى نسائية متكاملة بالسعودية



النايم
26-07-2002, 04:52 PM
صاحبة أول مستشفى نسائي متكامل في السعودية

الدكتورة صديقة كمال: تجربتي الأولى من نوعها عالمياً


هذه الطبيبة ليست مجرد استشارية في أمراض النساء والولادة, بل أنها وخلال مشوار طويل في عالم الطب, تمكنت من تأسيس قاعدة راسخة لها ولأخريات غيرها يمكنهن الاقتداء بتجربتها. تأسيس المستشفى الذي يعمل بكوادر نسائية بنسبة تقارب مئة في المئة كان نقطة الانطلاق لها, وذلك على الرغم من خبراتها السابقة التي اكتسبتها سواء أثناء عملها في مستشفيات ومستوصفات وزارة الصحة السعودية أو عند افتتاحها عيادتها الخاصة بعد ذلك. "لها" التقت الدكتورة صديقة كمال في مكتبها داخل مستشفاها النسائي في جدة واطلّعت على خطواتها في رحلة مشوار الألف ميل.

* مشوارك مع الطب أين بدأ?
جاء التحاقي بكلية الطب في الباكستان نتيجة طبيعية لانحداري من عائلة كلها أطباء, بدءاً من جدي الذي كان متخصصاً في الطب الشعبي, ثم والدي الطبيب العام ووالدتي الصيدلانية. كما أن إخوتي جميعهم أطباء.

* ما هي المراحل التي تلت دراستك وأكسبتك خبرتك العملية الأولى?
انتهيت من دراستي وأنا في الواحدة والعشرين من عمري, وعدت إلى السعودية لأبدأ العمل كأول طبيبة سعودية تلتحق بوزارة الصحة, وكان ذلك في منتصف الستينات. عملت أولاً في مستشفى الملك بحي الكندرة في جدة, وفي أثناء ذلك كنت أُنتدب للعمل في مستشفى الولادة, وكان ذلك نتيجة لازدياد الطلب على وجود طبيبة بدلاً من الأطباء الرجال لعلاج الحالات النسائية.
في 1968, إستقر بي الحال في مستشفى الولادة كطبيب عام في البداية, إذ لم أكن قد حصلت على تخصصي الطبي بعد. خلال تلك الفترة, تم انتدابي إلى عدة مستوصفات تابعة لوزارة الصحة مثل النزلة والهنداوية. المهم أني عملت مع وزارة الصحة السعودية لمدة 11 عاما متواصلة حصلت خلالها على تخصص أمراض النساء والولادة من جامعة إيرلندا, وعندها تغير نوع عملي من طبيب عام إلى أختصاصية أمراض نساء وولادة.

* بعد اكتساب الخبرة والحصول على التخصص, هل عملتِ مع جهات أخرى?
لا, بل قررت فتح عيادة خاصة بي, إذ كنت قد بنيت لنفسي اسماً وكونت عدداً كبيراً من السيدات اللاتي أصبحن يثقن بي ويأتين من أماكن بعيدة ـ بعضها خارج جدة ـ لأفحصهن وأقوم بمعالجتهن ومتابعة حالاتهن.

* كم سنة استمر العمل في العيادة?
نحو ست سنوات كنت خلالها أُخطط فعلياً لمشروع المستشفى النسائي الذي حاولت جاهدة أن يقوم ليبقى, ولذا كان من الواجب عليّ توخي الحذر ودرس كل الجوانب الأساسية والمهمة لهذا المشروع الذي يعتبر الأول والوحيد من نوعه في العالم حتى اليوم.

* وما الذي دعاكِ أساساً إلى التفكير في إنشاء مستشفى نسائي متكامل?
الحقيقة أن عملي في مستشفيات وزارة الصحة أفادني كثيرا لتكوين فكرة جيدة عمّا ينبغي عمله بعد ذلك, وبالتالي جاء قرار افتتاح العيادة كحجر أساس في مشروع إنشاء مستشفى نسائي يعمل بنسبة مئة في المئة بكوادر نسائية. وحتى أوضح الطريقة التي نشأت بها الفكرة, يجب أن أُشير إلى الصعوبات التي كنت أواجهها كطبيبة وحيدة للنساء والولادة في مستشفى الولادة, إذ كنت أستقبل ما يراوح بين 400 و500 حالة يومياً خلال فترتي العمل الصباحية والمسائية, إلى جانب استقبالي ما يصل لنحو ألفي حالة أيام السبت التي كنت أعمل فيها على مدار الساعة نظراً لكون الجمعة يوم أجازة للمتخصصين آنذاك. ذلك التكدس في الحالات التي استقبلتها نتج عن رفض نسبة كبيرة من السيدات السعوديات للذهاب إلى طبيب وتفضيل الطبيبة للكشف عليهن, بل أن بعض النساء كن يرفضن الذهاب إلى الطبيب المتخصص في حالة بعينها عند تحويلها إليه, ويتمسكن بي لعلاجهن مهما كانت النتائج. على الرغم من صعوبة تلك الفترة, أتذكرها الآن وأشعر بالسعادة لمروري بها, إذ أنها صقلتني جيداً وساعدتني كثيراً في الوصول إلى ما أنا عليه الآن.

* ومتى على وجه التحديد بدأتِ تنفيذ مشروعك?
خلال فترة عملي بالعيادة الخاصة تأكدت تماماً من وجوب اتخاذ قرار انشاء المستشفى النسائي, إذ أن إمكانات العيادة لم تكن تساعد على القيام بعملي بصورة متكاملة, خاصة مع وجود قائمة إنتظار طويلة ومواعيد تُؤخذ مسبقاً على مدى شهر في بعض الأحيان. وبالتحديد عام 1976 بدأ وضع خطة المشروع بناء على دراسة مستفيضة للإمكانات المتاحة سواء من الناحيتين المادية والبشرية, إضافة إلى التسهيلات والخدمات الأخرى المساندة. ونتيجة للدراسة تأكدت من جدوى مشروعي, وبدأت التنفيذ. وتم افتتاح المستشفى رسمياً في مطلع 1983, وكانت البداية أكثر تواضعاً من الوقت الحاضر بالنسبة إلى الأقسام والخدمات والفريق الطبي النسائي وخلاف ذلك.

* ما هي التخصصات المتوافرة في المستشفى?
بعد مرور أكثر من 18 سنة, أستطيع القول وبفخر أن المستشفى يسير دوماً في خط متصاعد, ويشهد توسعات جديدة كل عام تقريباً. وفي الوقت الحاضر هناك أقسام على درجة عالية من الكفاءة سواء من حيث الكفاءات البشرية المتي تديرها وتشرف عليها, أو من حيث الأجهزة والمعدات الموجودة في كل قسم والتي نحاول أن تكون أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية في المجالات المختلفة, كما أن المرافق والخدمات المساندة لهذه الأقسام مجهزة بصورة تضمن راحة المريضات والعناية بهن.
أما عن التخصصات فهي: الجراحة العامة, الأمراض الباطنية, الطب العام, مركز الأسنان, العلاج الطبيعي ومركز العقم, بالإضافة إلى قسمي النساء والولادة ورعاية الأطفال وهما من أساسيات المستشفى.

* مركز للعقم في مستشفى نسائي, هل هذه تجربة جديدة?
أبداً, ولكننا بالطبع نعمل على تطويره باستمرار, إذ اُفتتح المركز في 1985 ويضم وحدتين هما أطفال الأنابيب والتلقيح الصناعي. ويستقبل المركز العديد من الحالات التي ترغب في الإنجاب ولا يمكنها ذلك بدون مساعدة خارجية, وقد تم علاج الكثيرمنها فيه.

* من أين نشأت الفكرة في تلك الفترة المبكرة?
كنت قد ذهبت إلى بريطانيا للتخصص في هذا المجال بعدما اطلعت على الأبحاث التي كانت لا تزال حديثة العهد آنذاك. وهناك قابلت البروفسور باتريك ستربتو الرائد في مجال أطفال الأنابيب, وبدأت العمل معه وإجراء أبحاثي الخاصة حتى حصلت على تخصصي. وفي تلك الفترة عملت في الأقسام الخاصة بعلاج العقم وأطفال الأنابيب في عيادات لندن ومستشفياتها الشهيرة, ومن ثم حصلت على زمالة الجامعة الدولية لأمراض النساء والعقم من الولايات المتحدة, وكنت بذلك أول طبيبة سعودية تحصل على هذا التخصص, وطبعاً عدت إلى السعودية لافتتح المركز وأبدأ العمل فيه.

* نعود إلى المستشفى, ونتعرف على الأقسام المختلفة فيها عن كثب, حدثينا عن تجربة الاعتماد على كوادر نسائية مئة في المئة?
يمكنني الجزم بأن المستشفى يعمل داخلياً بنسبة مئة في المئة بكوادر نسائية, إذ أنه إلى جانب الطبيبات والممرضات في التخصصات الموجودة في المستشفى, هناك الإداريات, المحاسبات, موظفات الاستقبال, عاملات النظافة والاختصاصيات الاجتماعيات, وهن جميعهن من الكفاءات التي استطاعت القيام بعملها طوال الفترة الماضية بنجاح كبير, ومما يشهد على ذلك التطور المستمر الذي يشهده المستشفى.
أما بالنسبة إلى الأقسام المتعلقة بالعالم الخارجي, فمن المعروف أن الأمور التي ترتبط بالجهات الحكومية من استقدام واستخراج تأشيرات وإقامات ورخص وخلاف ذلك يتطلب وجود إداريين ومعقبين من الرجال حتى يتمكّنوا من التحرك بسهولة, وهذه النواحي يشرف عليها زوجي الدكتور أنور كمال باشا وهو المدير العام للمستشفى. كما أن السائقين من الرجال أيضاً.

* أثناء عملك في المستشفى مديرةً فنيةً وإستشارية أمراض نساء وولادة وعلاج العقم, هل شاركتِ في أي ندوات أو مؤتمرات طبية محلية أو دولية?
اهتممت بدرجة كبيرة طوال فترة عملي وما زلت, بعرض تجربتي في إنشاء هذا المستشفى النسائي. وقد بدأت من الولايات المتحدة, إذ قدمت ورقة عمل عرضت فيها هذه التجربة التي تعتبر الوحيدة على مستوى العالم أجمع, وكان ذلك في مؤتمر طبي عقد هناك في 1992. كما عرضت التجربة ذاتها في دول أخرى كاليونان وبريطانيا ومصر, وعلى المستوى المحلي في لقاءات الأطباء السعوديين لأمراض النساء والولادة في كل من جدة ومكة والرياض.

* دعينا ننتقل إلى موضوع السعودة, خاصة أن هناك العديد من الممرضات السعوديات المؤهلات اللاتي لم يلقين العناية اللازمة ليكملن مسيرتهن بعد التخرج, فما هو رأيك?
أنا من مشجعي السعودة في المستشفيات.