المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لقاء مع القائد الميداني عبد الهادي العراقي)مركز الدراسات والبحوث الإسلامية (



Black_Horse82
27-07-2002, 11:12 PM
لقاء مع القائد الميداني عبد الهادي العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم

لقاء مع القائد الميداني عبد الهادي العراقي حفظه الله تعالى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :-
يسر مركز الدراسات والبحوث الإسلامية أن يجري هذا اللقاء مع القائد الميداني عبد الهادي العراقي أمير المجاهدين العرب في الخط الأول سابقاً ، وأحد قادة معارك شاهي كوت في جرديز ، وأمير مجموعات الرصد والاستطلاع حالياً ، وكان هذا اللقاء في تاريخ 26/4/1423هـ 7/7/2002م ونعتذر عن تأخير نشره لأسباب فنية .

س: الأخ عبد الهادي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً ومرحباً بك في هذا اللقاء الذي نأمل من الله أن توفق من خلاله لإعطاء صورة واضحة للمسلمين في العالم لما يدور في أفغانستان ، ونسألك بداية عن طبيعة المهمة التي أنيطت بك مؤخراً بعد أن كنت قائداً للعمليات العسكرية ، تحولت إلى قائد لمجموعات الاستطلاع والرصد فما هي أسباب هذا التحول وما طبيعة مهامك الجديدة ؟ .
ج : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل وأن يمن علينا بالنصر إنه قوي عزيز .
أما عن أسباب تحول المهام فهذه تقديرات ميدانية يقدرها القادة بناءً على معطيات الواقع وطبيعة العمليات ، فإذا اقتضى الأمر أن أكون في هذه المهمة أو تلك فلا مانع ، وربما أكون في هذه المهمة أسبوعاً والأسبوع الذي يليه في مهمة أخرى ، ولا فرق في الحقيقة بين القيادة العسكرية وقيادة مجموعات الاستطلاع فكلا المهمتين ميدانية ، إلا أن الثانية لا قتال فيها وهي أخطر لحاجة المجموعات للدخول في عمق العدو وبين قواته ، والموت هو الخيار الوحيد في كثير من الحالات لو تم كشف أفراد الاستطلاع الذين غالباً ما يسيرون بلا تسيلح كاف أو بلا تسليح تماماً .
أما عن طبيعة المهام الحالية فلا داعي للتفاصيل ولكن بالإجمال أقول : بعد تغير أسلوب الحرب من حرب نظامية إلى حرب عصابات ، احتاج المجاهدون إلى نوع جديد من المعلومات تناسب أسلوب حرب العصابات ، وفي السابق كانت مجموعات الرصد والاستطلاع تحظى باهتمام ثانوي ، وذلك بسبب أن القوات في الجبهات واضحة ومرصودة دون الحاجة إلى التدقيق فيها إلا في بعض الأحيان ، أما اليوم فإن العمليات الجهادية بأسلوب حرب العصابات بحاجة قبل بدء العملية إلى معلومات كافية لضمان نجاح العملية بإذن الله ، فلا بد من معرفة عدد الأفراد في الموقع المستهدف ومعرفة تسليحهم ومعرفة تفاصيل الموقع وأين تقع القيادة والمستودعات والخنادق إلى غير ذلك من المعلومات الكثيرة والتي يسبب الإخفاق في معرفة أي منها ربما إلى خسائر فادحة ، فاحتجنا إلى التركيز على هذه الوحدات الاستطلاعية وإعطاء مجهود إضافي ووقت كاف لعمليات الاستطلاع والرصد ومعرفة نقاط ضعف العدو ومعرفة كيف يتم إنهاكه دون خوض معارك حقيقية معه ، وكيف يتم تشتيت جهوده بأساليب بدائية وبمجهودات قليلة ، فمجموعات الاستطلاع تعد ركيزة أساسية في حرب العصابات .
علماً أن حرب العصابات قائمة في الأصل على الاكتفاء الذاتي لدى كل مجموعة قتالية ، فالمجموعة القتالية لديها قيادتها للتخطيط للهجوم ولديها طاقم الاستطلاع ولديها طاقم الهجوم والتموين ، ولكن طاقم الاستطلاع في المجموعة القتالية إنما هو للاستطلاع التكتيكي فقط ، أي أنه استطلاع مناط بتنفيذ العمليات من قبل المجموعة ، ولكن مجموعات الاستطلاع التي أتولى قيادة أحد أقسامها السبعة هي مجموعات استطلاع ورصد استراتيجي إن صح التعبير ، أي أنها ترصد الأهداف بشكل عام وترصد طبيعة العدو وتسليحة وآماكن تواجده وجمع أكبر معلومات عنه ، بغض النظر هل سيكون الاستطلاع تمهيداً لهجوم قريب على الهدف أم لا ، إذ أننا لا بد أن نوجد قاعدة معلومات حيوية عن كل هدف وعن كل تغيير لدى العدو في جميع الولايات قبل البدء بالعمل .

س : كونك أحد المرابطين في أفغانستان منذ فترة طويلة ، ماذا تعني لك هذه الأرض ، وهذا الشعب الذي عشت طويلاً بينهم ؟ .
ج : هذه الأرض تعني لي الكثير ويكفي أنها أرض العزة والكرامة والتضحيات ، فهذا الشعب له حق كبير في أعناق المسلمين فرجال هذا البلد كتب الله على أيديهم إعادة الجهاد إلى الحياة ، بعد أن كاد يختفي إلا من أوراق الكتب ، فأحيا شعب هذا البلد هذه الفريضة الغائبة ونقل أمتنا الإسلامية إلى مرحلة جديدة مهمة ؛ ألا وهي مقارعة الأعداء السن بالسن والواقعة بالواقعة ، بعدما كانت أدبياتنا خلال فترة طويلة من الزمن الذي سبقه والتي عبرت عن حالنا خلاله قصائد التغني بآلام ومحن السجن والسجناء والمظاليم والتعذيب ، وذهاب دولة الإسلام وضياع أراضيه ، وكادت هذه الفريضة لولا عناية الله أن تُدرس وتنسى ، حتى أن الفقهاء كانوا يتجاوزون كتاب المغازي وآداب الجهاد وأحكامه لعدم الحاجة لها في وقتها والله المستعان .

س : يردد بعض الناس قولهم بأن ضرب المجاهدين لأبراج أمريكا كان السبب في هذه الحرب الصليبية ، وقالوا لو أن المجاهدين تركوا أمريكا لما حصل لأفغانستان ما حصل ، فما تعليقكم على هذا القول ؟ .
ج : قبل أن أجيب أود أن أقول بأن قائل هذا القول إما جاهل بحقيقة الصراع والأحداث العالمية التي سبقت ضربات المجاهدين المباركة ، أو أنه يستغفل المسلمين ويضحك على نفسه .
ثم إنه لا يخفى عنكم ولا يغيب أخبار وتطورات الهجمة الصليبية على الإسلام وعلى أفغانستان والتي كانت معدّة ومقرر لها منذ فترة طويلة سبقت وقعة 11سبتمبر ، فالمتابع لمؤتمرات العدو المعلنة يعرف استعدادهم لهذه الحرب قبل الضربات ، خاصة بعد ذهاب مسعود إلى أوروبا للاتفاق على تفاصيل ذلك الهجوم ، ولكن يد المجاهدين طالته فأردته قتيلاً ، وطالت أمريكا وخلطت أوراقهم ليكونوا هم أول من يتلقى الضربة وليس المسلمين كالعادة ، ونحن ومن خلال معايشتنا للأحداث عن قرب كنا نشعر بتصاعد موجة العداء وخصوصاً بعد قيام الدولة الإسلامية ، وكنا نحس باقتراب هجمة يتداعى إليها الصليب بكسر شوكة الإسلام ورأس رمحه المتمثل بإمارة أفغانستان الإسلامية ، خصوصاً بعد شعورهم بالخطر العظيم من إعادة طرح مصطلحات ومفاهيم إسلامية ، كانوا حريصين على أن تكون مدفونة في بطون الكتب والتاريخ ، مثل مصطلح أمير المؤمنين ، والإمارة الإسلامية ، وتطبيق الشريعة الإسلامية حقاً لا بالشعارات الزائفة ، وعدم الموافقة على تسليم مسلم لكافر ، وعدم قبول إبعاد مسلم لجأ إلى دار الإسلام ، وتنامي الشعور لدى العديد من المسلمين بوجوب الهجرة إلى بلد الإسلام ، وتحطيم الأصنام ، وعدم الاعتراف بالاتفاقات الدولية المخالفة للشريعة الإسلامية تحت مظلة الأمم المتحدة وغيرها ، وغير ذلك كثير من المظاهر المقلقة للكفار .
وجاءت وقعة 11 سبتمبر لتضع رأس الصليب أمريكا في مأزق شديد ، فما كان أمامها إلا أن ترد على الضربة بعشوائية أو تسقط هيبتها ومكانتها وسمعتها واقتصادها على يد ثلة مؤمنة مجاهدة قليلة ، فحشدت الجموع وتنادى إعلامه لرد الهجمة التي نقلها المجاهدون بفضل الله إلى عقر دار الكفر ، بعدما كانت المذابح والمآسي كلها تدور في السابق على أرض الإسلام ، وهذه سابقة لم يجرؤ عليها أحد في هذا العصر من أعداء أمريكا ، بل كان الواجب علينا - في نظر العدو – أن نأكل الضربات ويذبح أبناؤنا وتُحتل مقدساتنا وتدنس ، ويعتدى على أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا في كل مكان ثم بعدها لا يسمح لنا بأكثر من العويل والشجب والاستنكار والبكاء ، والتمرغ بذلة على أبواب الصليب في لندن وواشنطن ليرأفوا لحالنا ويوقفوا أو يُقللوا من هذه المذابح ، فيا عجباً وألف عجب كيف يصبح الجلاد وشركاؤه هم القاضي لينصفوا الضحية ؟! .

س : نشرت وسائل الإعلام الأوربية بعض الخطوط الرئيسة للهجمة الصليبية المعدة على الإمارة الإسلامية قبل أحداث سبتمبر بثلاثة أشهر ، وضربات المجاهدين لأمريكا عملت على قلب الطاولة على الصليبيين في تخطيطهم وعملهم ، فما انعكاس ذلك عليكم في الميدان ؟.
ج : والله لقد كان نشعر في بداية الهجمات الجوية على أفغانستان ، بمدى تخبط الصليبيين وضعفهم وهوانهم ، حيث كانت الأحوال طيبة والمعنويات مرتفعة وصمود مجاهدي الطالبان وصبرهم عال ، ولم تكن هناك دعوات للتخذيل والانهزام ، وحاول المنافقون أولياء الصليب ممن يسمى بتحالف الشمال الذي يضم رباني ومسعود وسياف ودوستم والرافضة ( الهزارة ) في حينها القيام بهجمات عديدة متوافقة مع قصف الصليبيين ، فلم يستطيعوا أخذ شبر واحد من الأرض بفضل الله عز وجل ، و بعد مرور أربعة أسابيع على القصف اليومي شبه المستمر على جبهة كابل كلها لم يسقط إلا سبعة أو ثمانية شهداء نحسبهم كذلك ، كما دمر القصف خلال نفس المدة آليتين وراجمة صواريخ واحدة ، هذا في الجبهة من المقاتلين ، ولم يقتل من الأخوة العرب على كثرتهم في الجبهة واستهداف مواقعهم في القصف حينها إلا أخ واحد فقط والله شاهد على ما أقول .

س : إذن الحملة العسكرية والتي زعم الأمريكيون دقة الإصابات فيها لم تؤثر على الجبهات ؟.
ج : نعم هي أثرت ولكن ليس التأثير المزعوم فتأثيرها بسيط جداً ، أما عن دقة الضربات تأكدنا وتأكد العالم منها عندما قتل الآلاف من المدنيين بقنابلهم الذكية !! .
وحينما رأى العدو الصليبي تخبطه العسكري وضعف تأثير القصف الجوي المكلف ، وصمود المجاهدين على الرغم من تواضع إمكانيات الإمارة الإسلامية العسكرية والمادية ، بدأ الصليبيون الاعتماد على أسلوب غير الأسلوب العسكري الفاشل ، وبدأ المكر وجاءت الأوامر إلى شياطينهم من الخونة أن يخلخلوا الصفوف ، وبدأ تقسيم الأموال وبدأت الدعوات تزداد ، ونادى البعض بقولهم كيف نستطيع الصمود أمام تفوق الصليب الجوي ، وبدأت الحكومة الخائنة في باكستان بالضغط بكل أسلوب لخلخلة صفوف المجاهدين ، وشمل ضغطها كل أنواع التهديدات والابتزاز السياسي والعسكري والمالي وكل شيء في سبيل التماشي مع ما يسمونه ( الحرب ضد الإرهاب ) .
وهذا الأسلوب غير قناعات ضعاف النفوس من المدنيين وحتى من بعض المسئولين بمساندة الهجمة الإعلامية الشرسة .
ولكن هذا الأسلوب لم يزيد المجاهدين إلا صموداً وعلى رأسهم أمير المؤمنين و المجاهدين العرب ، وقد سطرت هذه القلة الملاحم في أواخر أيام الإمارة الإسلامية ، مثل تورا بورا والتي لم يبخل تحالف الصليب باستعمال كل أنواع الأسلحة ضدهم ، وبلغ به الجنون أنه لم يبق إلا السلاح النووي لم يجربه ويرميه عليهم وهم صامدون ، ولم يقتل منهم إلا بضع وثلاثون مجاهداً نحسبهم شهداء ، ولولا سقوط واستسلام بقية المناطق القريبة من تورا بورا لما كان هناك انسحاب من الجبل ، وكذلك في قندهار فوالله لقد قارع 100 مجاهد فقط من المجاهدين العرب مع فئة قليلة من الطلبة أقل منهم ، قارعوا جنود الصليب الذي استعملوا كل أنواع الأسلحة والتكنلوجيا الليلية والنهارية من الجو ، و عملاؤهم المنافقون الأفغان من الأرض ، ومع هذا لم يستطيعوا زحزحة المجاهدين شبراً واحداً وخلال أسبوعين من الهجمات المتلاحقة ليل نهار لم يقتل من الأخوة العرب إلا خمسة أو ستة فقط !! .
فأين رأس الصليبيين الذي تحدى الله عز وجل قائلاً أنه سيقتل جميع المجاهدين ، وأنه يعلم تحركات فلان وفلان من قادة المجاهدين ، ويعلم أين يذهبون وأين ينامون وماذا يأكلون ، وأنه سيلقي القبض عليهم أمواتاً أو أحياءً ، ونسي أنه قبل أيام من كلامه هذا تلقى الضربة ساخنة في عقر داره ، وما استطاع منعها ، فوالله ما استمكنوا منّا لمّا كانت المواجهة وجهاً لوجه ، ولكنها سبل المكر والخداع والنفاق والمنافقين ، وهكذا هي دائماً ، وهي بذنوبنا والله المستعان .

س : بما أن الضربات العسكرية لم تؤثر كثيراً على المجاهدين وخسائرهم منها كانت قليلة جداً ، لماذا تم الانسحاب إذن ؟ .
ج : كان الانسحاب بأمر من أمير المؤمنين الملا محمد عمر حفظه الله تعالى ، ولم يكن الانسحاب طلباً للسلامة بل الشهادة أعز على كل واحد منا من كل شيء في الدنيا ، ولولا قرار أمير المؤمنين في حينها بالانسحاب لما تزعزع مجاهد واحد عن موقعه بفضل الله عزوجل وحده ، ولكن أمير المؤمنين والقيادات رأوا أن الاحتفاظ بالمدن أمام هجمات جوية مكثفة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً لن يجدي كثيراً ولن يحقق مكاسب تذكر ، وأصبح المدنيون هم الهدف الأكبر لهذه الضربات حتى فنيت منهم آلاف الأنفس وأضعافهم جرحى ، إضافة إلى الحصار المضروب من قبل دول العالم كلها على الإمارة الإسلامية ، فأسلوب الحرب النظامية مع فارق الإمكانيات وبهذه المعطيات لا ينكي في العدو ، فقرروا تغيير الأسلوب إلى حرب عصابات ضارية ، وأنتم تسمعون اليوم أخبار خسائر العدو هي أكثر بأضعاف مضاعفة من خسائره عندما كنا نحتفظ بالمدن ، وبالمقابل فإن خسائرنا لا تكاد تذكر مقارنة بها عندما كنا في المدن .

س : وبعد الانسحاب أين ذهب المجاهدون ؟ .
ج : المجاهدون منهم من خرج لعدم مقدرته أو عدم الحاجة له ، والبقية الباقية تفرقوا على مجموعات قتالية في جميع المناطق ، وبدأنا المرحلة الحالية ، وأعدنا ترتيب صفوفنا مع الأخوة الذي استبقيناهم معنا ، وأقول استبقيناهم لأننا وجدنا صعوبة كبيرة في إقناع الكثير على مغادرة أفغانستان خلال هذه المرحلة لتغير الأحوال وضروريات المعركة الحالية ، و والله كان العديد منهم يجهش بالبكاء حين يتم اختياره للمغادرة فجزاهم الله خيراً وثبتهم على طريق الجهاد ، واستكملنا تجهزاتنا وبدأنا للعمليات ضد قوات التحالف الصليبي أساساً ومن والاهم وعاونهم من قوات تحالف الشمال وغيرهم بالدرجة الثانية .

س : وفي هذه المرحلة وهي مرحلة حرب العصابات ، هل رأيتم أنها مؤثرة في العدو الصليبي أكثر من المرحلة التي قبلها ؟ .
ج : نعم خسائر العدو أكثر في هذه المرحلة من المرحلة التي قبلها ، وخسائرنا أقل كذلك بفضل الله تعالى ، ولا يكاد يمر يوم واحد بدون عملية عسكرية على طول أرض أفغانستان وعرضها ، ولكن التحالف الصليبي الدولي يحاول عمل تكتم إعلامي كبير جداً على هذه العمليات وعلى خسائره ، ولم يعلن عنها خلال هذه الفترة حرصاً منه على التظاهر بالنصر .

س : هل ما يدعيه العدو الصليبي عن هدوء الأوضاع في داخل أفغانستان ورضا الشعب الأفغاني بتواجده على أرضه له حقيقة في الواقع ؟ .
ج : لم يرض الغالبية من الشعب الأفغاني باحتلال أرضه من قبل الصليبيين ، و لا يرضى بتسلط الصليبيين على بلاد المسلمين إلا مرتد ، والعدو بطبيعة الحال لا يمكن أن يقول فشلت أو هزمت ، وهو يحاول جاهداً أن يعرض للإعلام بعض المظاهر الشاذة التي توحي بالأمن والأمان ورضا الشعب الأفغاني باحتلال قوات التحالف الصليبي لبلاده وترحيبهم بعملائهم وأوليائه الذين نصبهم على رأسه ، ويحاول الإعلام أن يعرض أن هذا الشعب سعيد لتخلصه من ظلم وتجاوزات حكم الإمارة الإسلامية ، في حين أن الواقع عكس ذلك تماماً ، فلا أمن ولا أمان والفواحش والشرور تزداد يوماً بعد يوم ، وازداد السلب والنهب على الطرقات وعادت أفغانستان إلى الأيام السوداء التي عاشتها أيام حكم رباني والأشرار من الأحزاب والتنظيمات السابقة ، والذين أصبحوا الأغلبية الساحقة بعد أن انضم الطيبون منهم إلى صفوف الإمارة الإسلامية .

س : ما هو حال المليشيات الموالية للصليبيين هل بينها اتفاق وتوافق ؟ .
ج : محال أن يكون بينها توافق وقد عاد أمراء تنظيمات الحكم السابق وقادتهم العسكريون إلى مناطقهم وتقاسموها مرة أخرى بينهم ، وبعد أن نعمت أفغانستان في ظل الإمارة الإسلامية بحكم الإمارة الواحدة ، عادت للتقسيم إلى بضعة أقسام رئيسة للمليشيات الكبرى ، وكل قسم رئيس مقسم إلى أقسام عدة بين قادة نفس الحزب أيضاً ، وعادت المنافسة على مناطق النفوذ والاقتتال بين هؤلاء القادة والمسئولين على كل المصالح ، بما يشمل ذلك جمع الأموال بالغصب والقوة واستحصال الأتاوات وجلب المنافع لقومه وأفراده بالظلم والتهديد والاعتداء على الأعراض .

س : ما حقيقة التقارير التي تفيد باضطهاد ضد البشتون في شمال أفغانستان ، وخاصة في قندز بعد انسحاب الطالبان منه ؟ .
ج : نعم هناك حملات منظمة للانتقام من البشتون الذين يعتبرون القوة الأكبر في أيام الإمارة الإسلامية ، وهذه الحملة الشعواء قائمة على مرأى ومسمع من الصليبيين ومنظماتهم ، وشملت تلك الحملات القتل والاغتصاب والطرد من الأراضي والاستيلاء على الأملاك ، وكمثال على همجيتهم فقد قتل أكثر من 1500 مدني من البشتون أثناء نقلهم بعدما أسروا بتهمة الانتماء إلى الطالبان في شمال أفغانستان ، وكانوا ينقلون من الشمال إلى عدة سجون لمسافة لا تزيد عن سفر يوم واحد ، وكان النقل عبارة عن تصفية منظمة بإشراف الأمريكان ، حيث كانوا ينقلون داخل حاويات كبيرة ( كونتينر ) يوضع في الواحدة منها ما بين 150-200 شخص ويغلق عليهم الباب بإحكام ولا يترك لهم أي مجال للتنفس فيموت العشرون والثلاثون اختناقاً في كل نقلة والله المستعان ، ومن لم يمت اختناقاً قتل بتفجير الحاويات بعد وصولها لأماكن المقابر الجماعية .

س : وما هي أخبار الأحزاب الأخرى سوى أحزاب التحالف الشمالي ؟ .
ج : أعادت قوات التحالف الصليبي العديد من قادة الشيوعيين السابقين ومسئوليهم والمتفرنجين أيضاً والذين عاشوا في الغرب بجنسيات غربية ، كالعميل كرزاي و مستشارته حالياً وزيرة شئون المرأة سابقاً ، وظاهر شاه ، وتم إعادة هؤلاء إلى مناطقهم وتم دعمهم في مواجهة قادة المليشيات في محاولة لسحب البساط من تحت القادة العسكريين وأخذ ولاء أفراد كل قائد من قادة التحالف إلى هؤلاء العملاء الجدد بالأموال والترغيب بالمناصب .

س : وماذا عن أقليات الأوزبك والطاجيك والتركمان والهزارة ؟ .
ج : التحالف الصليبي حاول استمالة الأغلبية البشتونية بإحضار الملك وإحضار كرزاي ومن معه ، إلا أنه فشل في هذه المحاولة ، وفقد البشتون أملهم بكرزاي والملك وبدأوا يفكرون باللعب لمصالحهم الخاصة ، فقام الصليبيون بدعم الأقليات التي وقفت معه أثناء حربه على الإمارة ، وأعطت لهذه الأقليات أكثر مما أعطته للأغلبية وحاولت من خلال الإعلام أن تغير نسب تركيبة المجتمع الأفغاني ليكون ذلك مبرراً لدعم الأقليات على حساب الأغلبية .

س : في ظل هذه الظروف السيئة ، ما هو موقف رباني وسياف ومن معهما ممن كان لهم سابقة جهاد ضد الروس ؟ .
ج : الجواب عن حال هؤلاء لا يحتاج إلى كبير عناء فيكفي هؤلاء أنهم كانوا الواجهة الرئيسة للحملة الصليبية على الإمارة الإسلامية ، ومهما كانت مبرراتهم فهي مبررات ساقطة لا يقبلها جهلاء المسلمين فضلاً عن متعلميهم ، ويكفيهم عاراً أنهم قادة الأحزاب التي ظاهرت العدو الصليبي على الإسلام ، والمظاهرة كفر بإجماع المسلمين ، وعلى الرغم من مظاهرتهم للأعداء فإنهم زادوا على ذلك وتبرءوا من ماضيهم ، وجاء هذا التبرؤ بعد أن لم يبق شعرة سواداء في رأسيهما ، وهما يحملان درجة الأستاذ ( البروفيسور ) في العلم الشرعي والتي حصلا عليها من الأزهر الشريف ، وكانت لهم صولات وجولات ضد الشيوعيين وفتاوى مسجلة بأصواتهم ، بعد هذا كله جلسا على طاولة واحدة مع الجنرال الأمريكي المسئول عن الغزو الصليبي ومع كرزاي ليعلنا تبرؤهما مما قد اقترافت يداهما من جهاد سابق ، فخرج الجنرال الأمريكي ليعلن رضاه عنهما في الإذاعة المحلية ، وقال أنه لم يكن يظن أنهم بهذه الصورة الطيبة وأنه راض عنهما ، وقد حضرا جميعاً في المقاعد الأولى لاجتماع ( اللويا جرغا ) وصفقا للتعينات الأمريكية لحكومة العملاء ، وفي دليل على ذلهما فقد قامت وزيرة شؤون المرأة ونالت من الدين الإسلامي ورفضت أن يحمل اسم أفغانستان اسم الإسلام ، واتهمت كل من ينادي بالإسلام بالرجعية ودعت لعلمنة البلاد ، ولم ينبسا ببنت شفه وهما في المقاعد الأولى للمجلس ، بل إن الغيض تملك الهالك عبد القدير وأنكر على الفاجرة قولها بشدة وهما صامتان ليدللا على الانفتاح وحرية الرأي ، وهؤلاء ومن سار سيرهم لن يضروا إلا أنفسهم فقد باعوا كل شيء حتى دينهم ولم ينالوا من الصليبيين شيئاً ، بل باعهم أتباعهم ليكونوا عبرة للأمة .

س : علمنا أن البشتون في الشمال يعانون من اضطهاد وتصفيات وتشريد ، ولكن هل يواجه البشتون مثل هذا المصير في الجنوب ؟ .
ج : جنوب أفغانستان يمثل البشتون كل سكانه تقريباً ، ولا يمكن أبداً تكرير الممارسات التي تحصل لهم في الشمال لأنهم أغلبية ، ولكن قبائل البشتون وحدها هي التي تتلقى الضربات الجوية شبه اليومية والتي يزعم الصليبيون في كل مرة بحدوث خطأ ، وما يعلن من قصفهم للقرى أقل بكثير مما يخفى .
ولكنهم في مناطق البشتون يحرصون على استهداف الشخصيات الجهادية التي كانت لها مواقف واضحة ضد تحالف الصليب ، وخصوصاً العلماء منهم وطلبة العلم وقادة القبائل الذي وقفوا مع الإمارة ومع المجاهدين ، فهم يقومون بمتابعتهم ومحاولة تصفيتهم .

س : نلاحظ اهتمام الأمريكان والغرب عموماً بإلغاء كل ما قامت به الإمارة الإسلامية في سياستها التعليمية ، كما نلاحظ حرص أمريكا على وضع مناهج دراسية لمسخ الأجيال ، فما رأيكم في ذلك ؟ .
ج : اتبع الصليبيون وأعوانهم من المنافقين خطة منظمة ومدروسة ضد الإسلام وطلبته وعلمائه ، واتخذوا من أجهزة الأمم المتحدة ومنظماتها والمنظمات الإنسانية والتعليمية الأخرى أغطية لتنفيذ خطط المسخ والتغريب ، وركزوا في برامجهم هذه على القرى النائية التي تنتشر فيها الأمية ، ويحاولون في هذه القرى تشويه صورة الإسلام الحقيقي وتشويه سمعة أهله وقادته وعلمائه ، ولكن بالطبع هذا التشويه يكون بطريقة غير مباشرة وبأساليب عدة منها على سبيل المثال :
الدعوة لحقوق المرأة وتصوروا حقوق المرأة الانتخابية في جبال الهندكوش التي لا يجد أهلها ما يسدون به رمق العيش ، وينادون بحقوق التعليم المختلط ، ويدعون المرأة لنزع حجابها لأن تعاليم الإسلام لا توجبه ، وينادون الأسر بوجوب إدخال التلفزيون وسماع الموسيقى فهو الطريق إلى الثقافة ورفع الجهل ، ويدعمون إلغاء التعليم الديني أو عصرنته ويحثون أهل القرى على التوقف عن إرسال أبنائهم للدراسة عند العلماء في المساجد كشرط لإدخالهم المدارس العصرية فور إنشائها في أقرب موعد في قراهم ، ويدعمون الأسر التي تقوم بإرسال بناتها ( والبنات فقط ) إلى التعليم في المدن ، وهذا الدعم لتعليم البنات يأتي في الوقت الذي لا تتوفر فيه المقاعد الدراسية للبنين ، ويستهزئون بإعفاء اللحى ويدعون إلى حلقها كعلامة على التحضر ، وما إلى غيره من أبواب الشيطان التي سبق أن نجح الصليبيون بالدعوة إليها في بلادنا الإسلامية ، فأي سياسة أخبث من هذه وأشد محاربة للإسلام منها .
وهناك برامج كبيرة لإزاحة كل ما يتعلق بالمجاهدين أو العلماء الصادقين فهم لا يريدون المرجعية الإسلامية مهما كان حاملها ، وهم لا يريدون إلا من باع نفسه للشيطان ورضي بالحياة الدنيا ، وتبرأ علناً مما اقترفت يداه أيام الجهاد وبعده ليجلعوه الواجهة في بلد لا زال للدين وأهله مكانة مقدسة عند الأغلبية منهم .

س : وماذا عن سياسة الصليبيين وأعوانهم في إفساد المجتمع الأفغاني المسلم ؟ .
ج : أما مظاهر إفسادهم للمجتمع فهي أكثر من أن تذكر ، ولا أبالغ إذا قلت بأن أموال المساعدات الدولية التي جمعت لإعمار أفغانستان تصرف اليوم على عملية إبعاد الشعب الأفغاني عن الإسلام وإفساد أخلاقه ، وتصوروا في مدينة مثل كابل الخارجة لتوها من حملات القصف الجوي الصليبي التي دمرتها كلها تقريباً ، بدلاً من أن تصرف فيها الأمول التي جمعت لإعمار أفغانستان ومكافحة الأمراض وإعادة المشردين ، تصرف هذه الأموال لإحياء حفلات موسيقية كبيرة جداً بأموال ضخمة ، للترويح – زعموا - عن الشعب المسكين الخارج من ظلمات الإمارة الإسلامية ، ونسوا أن هذه الأموال من الأولى أن تصرف على مدينة تحوي في جنباتها أكبر عدد من الأرامل في العالم .
ويتباهى الصليبيون وأولياؤهم بالإنجازات والتطورات التي تمت بعد عهد الطلبة ، وليس هذه الإنجازات في بنية البلد التحتية ، بل إنها إنجازات في الإفساد مثل حفلات الموسيقى والرقص وبرامج الغناء اليومي ، وإعادة بث التلفزيون الماجن وإعادة فتح المسارح والسينما ، ومحلات الفديو في كابل وغيرها وانتشار المواد الجنسية ، حتى وصلت إلى أقاصي أفغانستان ، وفي مناطق ربما لم يشاهد فيها الناس الكهرباء أصلاً أو منذ فترات طويلة ، كما يتباهى الصليبيون بإبراز عدد النساء اللاتي نزعن الحجاب أو اللاتي نجحن في انتخابات المجلس النيابي ( اللويا جرغا ) ، ويتفاخرون بعدد دور الترفيه ( يقصدون المواخير وبيوت الدعارة والزنا ) التي تم فتحها في كابل وغيرها من مراكز المدن الرئيسة تحت حماية قوات التحالف الصليبي ومنظمات الأمم المتحدة.

س : وماذا عن انتشار المخدرات وزراعتها ؟ .
ج : أما بالنسبة للخمور فلا تعد عندهم من المخدرات وهي عندهم كالماء في حلها وانتشارها كبير ، أما عن انتشار المخدرات ، فإنهم يرون أنه لا يوجد سلاح غير المخدرات قادر على إجبار الشباب الأفغاني على ترك السلاح ، وقد عادت زراعة المخدرات وترويجها بشكل متسارع وكبير جداً في جميع الولايات ، والتحالف الصليبي والأمم المتحدة يعلنون للاستهلاك الإعلامي عن برامج عديدة لمنع زراعتها وما هي إلا واجهات دعائية لم يصرف عليها دولار واحد لتنفيذها ، علماً أنهم أعلنوا عن تخصيص مبالغ ضخمة لتعويض المزارعين وإقناعهم بالعدول عنها وهذا هراء فهم الداعمون لهذه الزراعة ، وقد عرف العالم والأفغان خاصة الفضل لأمير المؤمنين حفظه الله الذي استطاع أن يمنع زراعتها بقرار واحد كتابي صدر عنه في حينها استقبله جميع أبناء الشعب الأفغاني بالرضا والتنفيذ .

س : هل هناك أمن حقيقي في أفغانستان خاصة خارج كابل وفي الطرق الواصلة بين المدن والقرى ؟ .
ج : إن إعادة الأمن لأفغانستان بعد الإمارة الإسلامية ما هو إلا ادعاء كاذب ، لم يتحقق الأمن في أكثر أحياء كابل التي تغص بالجنود الصليبيين ، فكيف يتوفر الأمن في غيرها ، وبعد ذهاب الإمارة الإسلامية فقد الأمن ، حتى أن روايات كثيرة عن سرقات في وضح النهار تحصل كل يوم بل كل ساعة تقريباً ، ووصل الحد إلى أن تقوم عصابة بسرقة قافلة في إحدى الطرق ، وتقوم عصابة أخرى بعمل كمين على الطريق الرئيسي ليسرقوا ما سرقته العصابة الأولى وهكذا ، وهذا يتم في أماكن كنا نجوبها شخصياً ليلاً ونهاراً في وقت الإمارة الإسلامية وبدون حوادث تذكر .

س : هل هناك برامج تحريض من المجاهدين للشعب الأفغاني ضد القوات الغازية ؟ .
ج : نعم هناك برامج طيبه وهي مستمرة ولن تتوقف بإذن الله تعالى ، ومن هذه البرامج القيام بتوزيع العديد من الفتاوى والمنشورات والأشرطة والكتب التي تحرض على الجهاد وتبين حكم من يتعاون مع الصليبيين ويتوظف عندهم ، وقد تم تركيز التوزيع في مدن كابل ، وجلال آباد ، وغزني ، وجرديز ، وخوست ، ولوجر ، وقندهار ، وهلمند ، وزابل ، والعديد من المدن الأخرى ، والتوزيع مستمر لا يتوقف وظهرت له عدة نتائج ملموسة وتغيّرت قناعة العديد من ضعاف النفوس ومنعوا أبناءهم من مساعدة الحكومة الحالية وتحالف الصليب والحمد لله ، كما أن هناك لقاءات مع أعيان القبائل لإقناعهم بالعمل ، وهناك دعوة للشباب كذلك وقد استجاب الكثير وتم التنسيق مع أعداد طيبة للعمل في مناطقهم إذا حان وقت حاجتهم .

س : سمعنا عن اقتحام القوات الصليبية والعملاء لأحد المدارس الدينية في أول شهر ربيع الأول بتهمة التحريض على الجهاد ؟ .
ج : نعم المنافقون يجتهدون في جمع المعلومات عن العلماء الذين يحرضون على الجهاد ويناصرون المجاهدين ، وفي أول شهر ربيع الأول قامت قوات التحالف وعملاؤها من المنافقين باقتحام المدارس الدينية لتفتيشها في مديرية بٍرمل على الحدود الباكستانية ، وقتلت مديرها مولوي ( دَريا خان ) ، وبعد أيام قام أحد الطلبة انتقاماً بعمل كمين لوحده لقوة أمريكية وعملائهم فقتل منهم 5 أمريكان و 6 عملاء ، وجرح 10 تقريباً ، ودمر دراجة نارية وسيارة قبل أن يقتل نحسبه من الشهداء .
وبعد هذه الحادثة بثلاثة أيام تقريباً قام طالب علم آخر بنصب كمين آخر في نفس المنطقة وقتل 2 من الأمريكان وعاد سالماً لمقره .

س : هل هناك قبول من الشارع الأفغاني لمجلس اللويا جرغا ، أم الدعاية الإعلامية أعطته أكبر من حقه ؟ .
ج : بالفعل الدعاية فوق حجمه ، والشعب الأفغاني يعلم أنه واجهة لتعيينات مسبقة ، كما هو الحال في اجتماع بون ، ويكفي أن يخرج ثلاثا أعضاء المجلس وهم يلعنون القائمين على هذا الاجتماع الهزلي ، ويلعنون من تعين من خلاله .
وهناك بعض الأعضاء يعلمون لعبة هذا المجلس ويتواطئون مع الصليبيين لإحكام قبضتهم على البلاد ، وكان من هؤلاء عدد من عملاء جلال آباد خرجوا من اجتماع ضمهم مع عبد القدير والجنرال الأمريكي المشرف على جلال آباد ، إلا أن فصيلاً من الطلبة نصبوا لهم كميناً في طريق عودتهم من ذلك الاجتماع فأبادوهم عن بكرة أبيهم ، وكان ذلك قبل بدء انعقاد المجلس بأسبوع تقريباً .

س : هل يتواجد عدد كبير من الأمريكيين في مطار جلال آباد ؟ وما طبيعة مهامهم ؟ .
ج : نعم هناك عدد منهم في مطار جلال آباد ولكنه ليس كبيراً ، ولديهم قيادة توجه الضربات في المنطقة ، وتوجه حاكم جلال آباد أيضاً ، إلا أن المجاهدين استهدفوا تواجدهم في مطار جلال آباد عدة مرات بالقصف الصاروخي وقتل مالا يقل عن 10 أمريكيين خلال هذه العمليات لحد الآن ، مما اضطرهم لترك استخدام المطار لفترات طويلة .

س : قتل قبل يومين حاكم جلال آباد سابقاً ونائب كرزاي عبد القدير ، فهل للمجاهدين يد في قتله ؟ .
ج : ليس للمجاهدين يد في قتله ولكنهم كانوا سبباً في مقتله ، وهذه عائد إلى شهرين تقريباً عندما اخترق المجاهدون الحزام الأمني عن طريق متعاونين في الأمن في جلال آباد وقاموا بزرع عبوة كبيرة في طريق موكب فهيم عند زيارته لجلا آباد ، وتم تفجير العبوة أثناء عبوره إلا أنه نجا منها بأعجوبة بعد أن تأخّر التفجير لعدة ثواني ، غادر فهيم بعدها مدينة جلال آباد فوراً ولم يعد إليها ثانية لحد الآن ، واشتعلت فتنة بين أركان التحالف الشمالي في المنطقة نتيجة تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن هذا التفجير .
وهدد فهيم بالانتقام من المنفذين ، وأسفرت تحريات رجال فهيم أن الاختراق حصل من جهة رجال عبد القدير ، وقالوا إذا لم يكن هو مدبرها فهو متعاون مع المنفذين ، وبدأ رصد عبد القدير وشعر عبد القدير ورجاله بذلك وحاولوا تلطيف الأجواء ولكن دون جدوى ، وبعد انتهاء اجتماعات مجلس الأعيان ( اللويا جرغا ) الذي أسفر عن تعيين عبد القدير نائباً للرئيس ووزيراً للأشغال ، اضطر لترك حصنه في جلال آباد والسكن في كابل ، وجاءت الفرصة مواتية لرجال فيهم للانتقام ، وبالفعل تم الانتقام منه بعملية جريئة وفي وسط الظهيرة وقريباً من الأمن الألماني أمام وزارته ، ومزق جسمه بالرصاص ، وهذا اليوم 26/4 اليوم الثاني للاغتيال تم إنزال جميع صور مسعود من كل جلال آباد لمعرفة أنصار عبد القدير مسبقاً بأن أتباع مسعود هم الذين يستهدفون عبد القدير ، وتفجر الصراع وتعمق بين العملاء ، وتخلص فهيم من الرجل الذي يمثل العصا البشتونية الأقوى التي يتجه كرزاي للارتكاز عليها في مواجهة ( المسعوديين ) مما زاد الصراع حدة ، وجعل كرزاي يعيش في رعب هو ورجاله ، نسأل الله العلي القدير أن يجعل كيدهم في نحرهم ويزيد من شدة بأسهم بينهم وينصر عباده المؤمنين آمين .

س : هل هناك نشاط عسكري ميداني لقوات أجنبية خارج كابل غير الأمريكية أو البريطانية ؟ .
ج : عموماً النشاط الميداني الصليبي خارج كابل ضعيف ، وهو للدعاية في أكثر أحيانه ، ونشاطهم إنما هو نشاط القصف الجوي فقط ، ولكن يعد الأمريكان والبريطانيون أكثر الصلبيين نشاطاً خارج كابل .
أما غير هؤلاء فلا مصالح واضحة أمامهم يمكن أن يخاطروا من أجلها ، فمثلاً قامت قوة فرنسية في اليوم الثالث لشهر ربيع الأول بمحاولة فتح مركز جديد لهم في جبل يطل على مدينة غزني ، فرتب لها الأخوة الطلبة برنامجاً وأمطروا المركز بالصواريخ على دفعتين ، وفي المرة الثانية حدثت فيهم إصابات عديدة ، وغادروا الموقع بعدها عائدين إلى كابل ، وتراجعوا عن برامجهم لعدم وضوح المصالح لبقائهم ، فإذا وجدوا أدنى مقاومة تركوا المنطقة .

س : تحدثت بعض الأنباء أن الأمريكيين قاموا بنبش قبور المجاهدين في خوست ، فهل حصل هذا ولماذا ؟ .
ج : نعم كانوا يعزمون على عمل مثل هذا ولكنهم لم يستطيعوا نبش القبور بفضل الله ، كانت هناك محاولة لنبش قبور الأخوة الذين استشهدوا نتيجة للقصف الصليبي لمسجد في خوست كانوا يصلون به صلاة التراويح في رمضان الماضي ، وقد علم الأمريكان بأن عدداً من العرب قتل في المسجد ودفنوا في مكان قريب منه ، وأرادوا نبش القبور لجمع المعلومات عن القتلى الذين زعموا بأن منهم الشيخ جلال الدين حقاني حفظه الله ، وجاءت إلى خوست مجموعة أمريكية وكانت تريد الذهاب إلى مكان المقبرة لنبشها ، وعلم الطلبة بذلك فتبرع أحد الطلبة لصدهم ، وقطع عليهم الطريق أثناء مرورهم في المدينة وفتح النار عليهم وقتل منهم 2 واستطاع الفرار وعاد إلى المجاهدين ولم يصب بشيء ، ولم يكرر الصليبيون بعد هذه الحادثة أي محاولة لنبش المقبرة .

س : كـيف هي الأمور في قندهار ، وما سبب تواجد الصليبيين الكبير في المدينة ؟ .
ج : سبب تواجدهم عائد إلى أن منطقة قندهار فيها جزء كبير من الأراضي المنبسطة وغير الوعرة وهي لا تصلح لحرب العصابات وهي آمنة أكثر من غيرها بالنسبة للأمريكان لعدم وجود الجبال الوعرة فيها ، وهذا العامل الأهم الذي جعلهم يختارون التواجد في هذه المنطقة ، وكل المناطق الأخرى في الجنوب مناطق وعرة تساعد المجاهدين كثيراً على القتال والمناورة ، وقندهار ليست كذلك .
أما عن الأمور في قندهار فتكاد تكون العمليات شبه يومية ، فالقصف الصاروخي المتكرر الذي أوقع عدة إصابات لم نحددها بدقة في صفوف العدو تسببت بإغلاق محيط المطار ، اضطرهم هذا الأمر إلى توسيع الحزام الأمني حول المطار ، فاتجه الطلبة لزرع الممرات بالألغام فدمرت في أول ضربة لها ناقلة أفراد بمن فيها ودبابة كانت متجهة للمطار ، ومع هذا التوسيع للحزام الأمني فقد استمرت عمليات القصف الصاروخي للمطار مما اضطر الأمريكان إلى سحب معظم قواتهم من مطار قندهار إلى مطار بغرام شمال كابل تقليلاً للخسائر .
كما كثف المجاهدون كمائنهم على القوافل الأمريكية المتحركة على الطريق إلى المطار مما اضطر الصليبيين لزيادة مواقعهم العسكرية لحماية الطريق الواصل بين المطار والمدينة ، مما أتاح للمجاهدين فرصة جديدة لاستهداف مواقع الحماية الجديدة حيث أصبحت أهدافاً أسهل وأقرب من المطار .
وعند دخول القوات الأمريكية إلى المدينة لإثبات توجدهم فهم يخافون من كل شيء ، وقل تواجدهم كثيراً بعد عمليات اغتيالات متفرقة في المدينة ، كان من أخرها عملية نفذها اثنان من الطلبة وذلك حينما قاموا بمتابعة أمريكي دخل المدينة تحت حماية مجموعة حراسته من العملاء المحليين ، وقام أحدهما بوضع مسدسه على رأس الأمريكي مباشرة في وسط السوق وأرداه قتيلاً ، وقام الثاني برفع قنبلة يدوية في وجه الحراسة وهددهم بها ، وقام الناس بمساعدة المجاهدين على الهرب ، فارتفعت معنويات الناس كثيراً وذكرتهم الحادثة بأيام الجهاد ضد الروس .
أما بالنسبة لانتشار المنكرات فقد انتشرت كثيراً ، ولكن الطلبة عملوا على الحد منها عن طريق بعض الأعمال الرادعة التي كان من آخرها عملية للطلبة استهدفوا فيها أكبر بيت دعارة في المدينة وقد قتل في تفجير البيت اثنتان من المومسات ، وعلى إثر هذه الحادثة تم إغلاق بضعة مواخير للدعارة كانت مدعومة من قبل الصليبيين ، وبحمد الله فالعمل نشط في المدينة سواءً على المنكرات أو على العملاء أو على الصليبين ، ولا زال الناس يحسون بسلطة الطلبة المعنوية على المدينة ويحسب العملاء لها ألف حساب .

س : وهل الأوضاع في كابل مشابهة للأوضاع في قندهار ؟ .
ج : كابل وما أدراكما كابل بلد الأمجاد والشهداء والتي تعيش تحت وطأة الانقسام والمنازعات ، والتي انقسمت فيها السلطة وتوزعت الكعكة في مجلس الأعيان ( اللويا جرغا ) على اللصوص وقطاع الطرق كما يلي :
قوات ما يسمى البنشريين ( المسعوديين ) حيث أخذوا حصة الأسد ، وهم الآن العصا التي يهدد الأمريكان بها من يخالفهم من أنصار الطالبان والمجاهدين ، وقد ارتموا في أحضان الأمريكان بعد أن شعروا في بداية الأمر إمكانية استغناء الأمريكان عنهم ، فبادروا إلى تنفيذ ما يريدون وأصلحوا علاقاتهم مع كرزاي ونالوا رضا الصليبيين .
أما حامد كرزاي وهو مرشح الأمريكان الأول ، ولكنه ضعيف لعدم وجود قوة عسكرية تابعة له ، ولعدم تأييد البشتون له ، ولكنه يحاول القفز على الحبال الموجودة والتملق مرة لهذا ومرة لهذا ، ليحافظ على حياته ومنصبه ، ويسير بالبرنامج الأمريكي لحين أن يجد له بوش ( أبوه الروحي ) المخرج المناسب أو ينساه ويسحب جنوده ويتركه يواجه مصيره المحتوم كما فعل الروس مع نجيب ، وهذا ما سيحصل قريباً بإذن الله تعالى .
ظاهر شاه وكان أحد الخاسرين ولكنهم أرضوه ببعض المناصب الثانوية لضمان إبقائه كواجهة ، وقد طمعوا أن يستقطبوا بإحضاره إلى أفغانستان شرائح البشتون ، ولكنه هو أيضاً و رجاله طمعوا بالمنصب والسلطة ، فاستبعده الصليبيون واكتفوا بوضعه رمزاً للعملاء .
أما ما يسمى بالمجاهدين السابقين فقد كانوا أكبر الخاسرين في هذه اللعبة ، وقد خرجوا من اللعبة بلا دين ولا دنيا ، فخسروا ثقة الناس ولم ينالوا أي منصب وفقدوا دينهم وسيخسرون الآخرة إن ماتوا على ذلك.
أما عن عمليات المجاهدين في كابل فهي نشطة ولله الحمد رغم تواجد أعداد كبيرة من الصليبيين من مختلف الجنسيات في حيز صغير نسبياً ، وفي أثناء انعقاد مجلس الأعيان ( اللويا جرغا ) استهدف المجاهدون المدينة بموجة صواريخ ، سقطت حول السفارة الأمريكية وقرب منزل ظاهر شاة ، وأحدثت رعباً كبيراً لدى تحالف الصليب .
و تم إطلاق دفعة تليها في نفس اليوم مكونة من ثلاث صواريخ ، دمرت سيارتين لتحالف الشمال .
وفي إحدى المرات تم استهداف طائرة تقل الجنرال فهيم عند إقلاعها ولكن توقيت القصف كان متقدماً قليلاً مما سهل نجاته منه .
وبعد ذلك بأسبوع ترصد عدد من المجاهدين لرجل وامرأة أمريكيين كانا من الجواسيس يقومان بمهمة إحصائية تحت غطاء هيئة إنسانية ، فاستدرجوهما في بيت وقاموا بذبحهما .
وكان المجاهدون في قصفهم يستهدفون مطار كابل بشكل دائم حتى بلغت أكثر من عشر مرات في أحد الأسابيع الماضية ، وهذه الهجمات تحدث خسائر بشرية ومادية بشكل دائم ، وما يزعمه الصليبيون بأن أغلب القصف في كابل وفي غيرها يخطئ أهدافه كذب محض ، فالمجاهدون ليسوا أطفالاً يلهون بالصواريخ ، ولكنهم لا يمكن أن يعلنوا الخسائر اليومية التي تلحق بهم ، ولو تم تصديق الخطأ مرة فهل يعقل تصديقه كل يوم .
وتركيز القصف على كابل المقصود منه التأكيد للصليبيين وأوليائهم من المنافقين ، أنهم لن ينعموا بالأمن في العاصمة التي يتواجد فيها أكثر من نصف القوات الصليبية في أفغانستان ، فكيف لهم بالأمن خارج كابل ، وبالفعل فإن هذه القوات لا تسيطر على أمن كابل ولا تستطيع منع الهجمات عليها فضلاً عن مقدرتها على منع الهجمات على غيرها من المدن أو فرض الأمن فيها .

س : هناك تركيز في العمليات من قبل المجاهدين على مدينة خوست ، فما هي الأوضاع هناك ؟ .
ج : نعم خوست لها مكانة كبيرة في جنوب شرق أفغانستان ، وكانت تسمى أيام الغزو الشيوعي موسكو الصغرى لحصانتها وطبيعتها الوعرة ، ويوجد في خوست أشرس القبائل في أفغانستان ، ويحاول الأمريكيون والعملاء السيطرة على تلك المنطقة لضمان السلامة في المناطق الأخرى .
إلا أن المجاهدين والطلبة وخاصة من قبائل المنطقة أقلقوا الغزاة والعملاء ، ولم يتركوا لهم مجالاً أبداً لالتقاط أنفاسهم ، ولا يكاد يمر أسبوع على المنطقة دون مقتل أو إصابة ما بين 3-5 من الصليبيين وأضعافهم من العملاء ، بالقصف أو بالعمليات الأخرى ، أما عمليات إطلاق النار على دورياتهم التي تجوب الأودية لتأمين الطرق والجبال المطلة على قواعدهم فهي أكثر من أن تذكر سواء من المجاهدين أو من أفراد القبائل .
وما إن يهدأ الوضع يوماً واحداً إلا ويتلوه موجة جديدة من القصف أو الكمائن ، ولا زالت العمليات مستمرة في خوست ، وفي أول أسبوع من شهر ربيع الأول تم قصف مطار خوست بـ 20 صاروخاً دفعة واحدة ، فارتفعت وترددت أصداء لعدة انفجارات داخل المطار وحدثت عدة حرائق كبيرة ، ولم نعرف الخسائر على وجه الدقة ، وقامت طائرة مروحية بمحاولة تتبع مصادر القصف إلا أن المجاهدين كانوا لها مستعدين فضربوها وسقطت في منطقة قبيلة ( منقل ) شمال خوست .
وبعد هذه الحادثة بأسبوع تقريباً وأثناء عمليات قصف المطار أصيبت طائرتي هليكوبتر على أقل تقدير لحد الآن ، وحصلت هجمات على المطار أكثر من ثلاث مرات قتل في أحدها ما لا يقل عن 6 أمريكان وجرح آخرون ، وتم قتل أو إصابة أكثر من عشرة من العملاء والمنافقين ، والعمليات في ازدياد مستمر وارتفاع في مستوى الخسائر .
وبناءً على ذلك كثف العملاء والأمريكان نقاط التفتيش على الممرات والطرق في محاولة للتخفيف من هذه العمليات ، إلا أن المجاهدين بدءوا باستهداف نقاط التفتيش ، وقد استهدفوا الأسبوع الماضي نقطة تفتيش قريبة من وسط مدينة خوست كان يقف فيها مجموعة من الأمريكان مع المنافقين ، فقتل 2 أمريكان ، وعاد المجاهدون سالمين .
أما على صعيد تصفية الجواسيس ، فهناك تقدم ملموس في هذا المجال ، فهناك تحريض لقبائلهم لطردهم أو تصفيتهم ووجدنا تعاوناً في ذلك ، وكان أحد كبار جواسيسهم من الأفغان نشط في تتبع المجاهدين ، بعد كمين نصبوه لدورية أمريكية قرب مديرية جاور جنوب خوست فقتلوا 4 أمريكان واستشهد فيها أحد المجاهدين الطلبة – نحسبه كذلك – وبقيت جثته عندهم وعجز المجاهدون عن سحبها ، وتم تحديد هوية الأخ عن طريق ذلك الجاسوس ونشط الجاسوس في تتبع معارف الأخ ، فكمن له المجاهدون في داخل مدينة خوست وتمت تصفيته في الطريق وانصرف المجاهدون وتركوه .
وهذه الأحداث المتأزمة والصراعات القبلية والهجمات الجهادية على العملاء والصليبيين سببت اضطرابات كبيرة في خوست ، أغلق الناس بسببها السوق في شهر صفر احتجاجاً على فقدان الأمن في المدينة ، واستمرار حوادث السرقة والاعتداءات والظلم على عموم الناس ، كل تلك الحوادث والفساد ناتج عن اقتسام تجار الحروب للمناطق واختلاف قادة المليشيات فيما بينهم على مراكز النفوذ وقد طالب الناس بإغلاق مكاتب الإدارة المحلية وإقصاء كل المسئولين لفسادهم وشرهم .
ولسوء الأحوال وازدياد الشر والقتل والصراع بين فصائل العملاء ، دفع ذلك الواقع المرير وشجع شرائح كبيرة من الشباب لا سيما مجموعات المجاهدين السابقين والتي اعتزلت الأحداث بعد صراع كابل ، دفعتهم تلك الأحداث إلى بدأ العمل وتنظيم أنفسهم ومحاولة إعادة حكم الطالبان وعدلهم في البلاد ، ولكثرة تلك المجموعات وحماسها فإننا نبشر إخواننا بأنهم سيسمعون في الأيام القادمة إنشاء الله تعالى ما يسرهم في الصليبيين والعملاء .

س : دار قتال عنيف قبل شهر تقريباً بين فصائل العملاء في غزني ، فهل كان للمجاهدين يد في تأجيج الصراع فيما بينهم ، وما هي الأخبار في ولاية غزني ؟ .
ج: المجاهدون لا يألون جهداً في جميع الاتجاهات ، ولكني لا أعلم على وجه الدقة هل للمجاهدين يد في ذلك الصراع في غزني أم لا .
ولكن في غزني خاصة حرص الأمريكان مع عملائهم أن يقوموا بمناورات كاستعراض للعضلات وإشعار الأفغان في الولاية بالقهر وأنهم قد بسطوا سيطرتهم الكاملة على أراضيهم ، ولكن هذه الأمور لا تنفع أبداً ولن تنجح لكبت من يقول لا إله إلا الله .
فمنّ الله على المجاهدين في غزني بأمر كسر به شوكة الأمريكان ، فقد تمكن المجاهدون بفضل الله تعالى من تطوير أحد الصواريخ ، ونصبوه على أعلى جبل مطل على المطار ، ونجحوا بإسقاط طائرة نقل عسكرية أمريكية ضخمة بأربع محركات بعد إقلاعها مباشرة من مطار غزني ، وقد شوهدت تحترق منذ الساعة التاسعة إلى الساعة الواحدة ظهراً ، ولم يستطع أحد الاقتراب منها لحصول انفجارات عديدة مستمرة فيها ، لأنها كانت تحمل ذخائرا وجنودا ومتجهة فيما يبدو إلى كابل أو بغرام ، وبقيت النار هائلة ، ولم تهدأ إلا بعد ساعات ، واستنفرت القوات الأمريكية وجاءت طائرات الإخلاء وبدءوا بإخلاء الجثث ، فأخرجوا ما يقرب من 70 جثة محترقة عدها شهود العيان قسم منهم من الأخوة الطلبة الثقات ، ولقد عدوا الجثث واحدة واحدة ، وأعلن الأمريكان في حينها بأن عدد القتلى 3 فقط !! .
وبعد هذه العملية بيومين زرع المجاهدون الطلبة حشوة ضخمة في طريق سيارة أمريكية انفجرت بالسيارة وقتل الأمريكان الأربعة الذين كانوا فيها ولله الحمد .
ولا تزال العمليات في غزني في ازدياد ولله الحمد نسأل الله لإخواننا هناك العون والتسديد .

س : بصفتك أحد القادة الميدانيين في معارك شاهي كوت ، هل لك أن تحدثنا عن تلك المعارك ؟ .
ج : أما عن خسائر الأمريكان في معركة شاهي كوت فأقول بصفتي مسئول إحدى المجموعات التي خاضت تلك المعارك الضارية ، لقد كانت بحق معارك ضارية وكان لها وقع كبير سطر فيها المجاهدون عموماً والأوزبك خصوصاً ملاحم بطولية و والله الذي لا إله غيره كان الأمريكان كالخراف في الليلة الشاتية ، يتجمعون على بعضهم خوفاً من الرصاص ، وتارة يذهب جمعهم تحت هذه الصخرة ويميلون أخرى إلى غيرها ، ولو وجدوا نفقاً أو حفرة في الأرض لدفنوا أنفسهم فيها ، كانت خسائر الأمريكان التي تأكدت منها بنفسي في منطقتنا50 قتيلاً عدا الجرحى وإصابة العديد منهم وإسقاط طائرتي هليكوبتر ، ومقتل ملا يقل عن 100 عميل ، وتدمير عدة سيارات شاحنة ، وأسر 50 من العملاء أطلق سراحهم على شرط أن يخرجوا مجموعتهم كلها من المعركة وعددهم 300 وفعلاً انسحبوا منها .

س : يزعم الأمريكان أنهم قتلوا من المجاهدين العرب في تلك المعارك المئات ، فما ردك على تلك المزاعم التي كذبتها حتى الصحف الأمريكية ؟ .
ج : الذي يصغي للمزاعم الأمريكية وبطولاتهم التي لا تعد ولا تحصى ، يشعر أنهم أبادوا المجاهدين عن بكرة أبيهم ، وما مزاعمهم تلك إلا قصص لا وجود لها إلا في مخيلاتهم فقط ، والأخوة الذين قتلوا سواءً من مجموعتنا أو من المجموعات الأخرى من العرب هم 14 مجاهداً فقط أعرفهم بأسمائهم وهم :
1- عبد الوكيل 2- أبو البراء المقدسي 3- أبو البراء المغربي 4- أبو بكر عزام الأردني 5- سحاب الطائفي وكان في الشيشان سابقاً 6- أبو أحمد السوري 7- العم حسن وكان مريضاً 8- أبو الحسن الصومالي ( الأسمر الطويل ) 9- زيد الخير 10- أبو بلال الفرنسي ( الوحشي ) 11- طبيب اللبناني معروف بأبي حمزة الفلسطيني 12- أبو عمار الأشقر الفلسطيني 13 – أبو خالد الأسلمبولي وهو أحد الأخوة غامدي 14- أبو بكر المغربي .
هذا هو عدد قتلى العرب ، ولكن ولله الحمد لم يقتل أحد من هؤلاء إلا وقتلنا من الأمريكان في مقابله ما يقرب من عشرة ، ولو تماثلت الخسائر فلا سواء قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار .

س : ذكرت في جوابك السابق بأن المجاهدين أسقطوا طائرتين فقط ، فهل هذا هو إجمالي الطائرات التي أسقطت في المعركة ؟ .
ج : لا أنا لم أقل ذلك على سبيل الحصر ، بل يوجد هناك حوادث أخرى مثل إسقاط طائرة في مدينة جرديز كانت في طريقها لدعم معركة شاهي كوت ، وبالنسبة للخسائر لا نستطيع حصرها بسبب تنقلنا بسرعة من منطقة المعركة وبسبب اتساع الميدان أيضاً فيما يطلع عليه غيري قد لا أطلع عليه ، ولكن الخسائر التي ذكرتها هي الخسائر الأكيدة والتي اطلعت عليها بنفسي ، وهناك روايات عديدة من شهود عيان من الأخوة ومن غيرهم تقدر الخسائر بأكبر من ذلك ولله الحمد والمنة ، ومع هذه الخسائر الفادحة في صفوف الصليبيين والعملاء فأين الإعلام الذي يزعم الحرية ونقل الخبر بدقة عن هذه المعارك التي لم يجرؤا أن يستمروا في ميدانها حتى أعلنوا بأنهم سحقوا المجاهدين وانتهت مهمتهم وغادروا المنطقة .
وقد فرض الصليبيون حضراً على الصحفيين والإعلاميين وهددوا من يقترب من ميدان المعركة بأنه سيعرض نفسه للقتل فالمنطقة خطرة – وهم يزعمون الحفاظ على أرواح الصحفيين – وقاموا بإدخال صحفيين خاصين لخدمة أهدافهم وتصوير ما يريدون ، وهؤلاء الصحفيون إما جواسيس أو مصورون تابعون لوزارة الدفاع الأمريكية ، إلا أن المجاهدين لم يكونوا ليغفلوا عن مثل هؤلاء ، فتم نصب كمين لموكب للصحفيين جاء ليغطي معارك شاهي كوت ، وقام أحد الطلبة باعتراض طريقهم ورمى عليهم قنبلة يدوية في داخل سيارتهم أثناء مرورها فقتل صحفي كندي وعميل أفغاني كان يحرسهم ، وعادت مجموعة المجاهدين إلى مقرها بسلام .
هذه بعض الوقائع التي حصلت في تلك الملحمة وهي تحتاج إلى تدوين مستقل لعل الله ييسر ذلك لنشرها ، وما ذكرته إنما هو غيض من فيض ، وما لم يصل إلى علمي من الأحداث بشكل عام أو نسيته الكثير ، وما لم يعلن عنها أصحابها من العمليات الكثير أيضاً ، ولكن الإعلام الصليبي اليهودي يحاول إعطاء صورة مخالفة تماماً عن الواقع البائس الذي تمر به أفغانستان ، صورة توحي بالأمن والاستقرار وفرحة الشعب الأفغاني بذهاب الإمارة الإسلامية ، وإظهار قوات التحالف الصليبي بأنها القوات التي لا تقهر ولا تهزم ولا يصاب أفرادها وإن أصيبوا فلا يموتون ، وأنهم يستطيعون معرفة كل حركة ويستغفلون العالم بعقلية الكاوبوي الغبي ، في حين أنهم حقيقة يعيشون في جو رعب وخوف شديدين ، وليس أدل على ذلك من استهداف الناس المدنيين ( خطأً ) بالقصف ، أو إطلاق النار عليهم ، فمثلاً آخر الحوادث لهم قتلوا في قصفهم الذكي عائلة كاملة كانت تستقل سيارتين ولم ينج منها إلا طفل رضيع واحد ، وفي أحد المرات استهدف القصف قافلة لسيارات العملاء كانوا يقومون بدورية قرب قندهار ، واستهدفوا مرة القوات الكندية التي كانت تقوم بالتدريب قرب قندهار ، والعديد من الحوادث الأخرى ، التي إن دلت على شيء فهي تدل على أن مزاعمهم لقوة استطلاعهم ودقة قصفهم ما هي إلا دعايات جوفاء ، ولن تنفعهم التكنلوجيا في مواجهة جند الله والأيدي المتوضئة المتوكلة على الله حق التوكل ، وهم يعرفون أنفسهم بأنهم قوة صليبية محتلة جاثمة على صدور الأفغان رغماً عنهم ، اللهم إلا طائفة بسيطة من الشيوعيين السابقيين الذين عادوا وتجمعوا مرة ثانية لاستعادة مواقعهم مرة أخرى ، ولولا خشية الإطالة لذكرت لكم الأسماء بالتفصيل ولكن المقام سيطول ، وكذلك أنصار ظاهر شاة من العلمانيين ، الذي جلب حكمه الويلات لأفغانستان فهو الذي مهد للشيوعيين وهو الذي بدأ حملة إفساد الشعب الأفغاني في العصر الحاضر ، وفتاوى تكفيره موجودة وعديدة ، القديمة منها والحديثة ، وقسم منها صادر من بعض قادة الجهاد سابقاً ضد الروس والذين لا زالوا مع الصليبيين ، وقد وضعوا أيديهم بأيدي الملك ، واشتركوا مع الحكومة العميلة الحالية فيا عجباً لهم وحقاً إن الثبات من عند الله عز وجل .
ومع ضلال هؤلاء وبيعهم لدينهم فإن الأفغان العوام يعرفون الحقيقة ويعلنون بغض العملاء وكفرهم ، بل ويرفض العديد من الآباء أداء صلاة الجنازة على كل من قتل من أبنائهم في معارك تورا بورا ضد الطلبة والمجاهدين ، وهي أحداث تكررت في مدن جلال آباد وكنر وخوست وجرديز ولها معاني عديدة وعميقة .

س : لقد وقـف الشعب الباكستاني مع الإمــارة الإسلامية وقفة مشرفة وناصروها بكـل ما يستطيعون ، فهل فتر الباكستانيون عن هذا التأييد أم هناك عوامل أخرى لهدوئهم ؟ .
ج: نعم لقد وقف الشعب الباكستاني بجميع طبقاته وقفة أسعدتنا نسأل الله أن يجزيه عنا خير الجزاء .
أما بالنسبة لهدوئه فليس هناك هدوء بمعنى الفتور ، فلا زال التأييد للمجاهدين قوياً ، ولكن ظروفهم تغيرت واستطاعت الحكومة الباكستانية مع حليفها الصليبي أن يمتصوا غضب الشعب الباكستاني ويشغلوهم بأمور داخلية ثانوية وبتهديدات خارجية ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن تأييد المجاهدين في حرب عصابات لا يعرف الشعب الباكستاني الكثير عن أخبارهم لن يكون أشد أو مماثلاً لتأييد دولة قائمة كالإمارة الإسلامية قبل سقوط قندهار ، فانخفاض نسبة التأييد واردة لتغير الظروف ، ولكن حينما يعلم الشعب بمكان المجاهدين فإنه لا يتوانى عن مؤازرتهم ونصرتهم وأحدثكم بقصة حصلت قبل أيام تبين مدى تعاطف الشعب الباكستاني ووقوفهم مع المجاهدين رغم قلة إمكانياتهم .
ففي مدينة كوهات الباكستانية وأثناء انتقال أربعة من المجاهدين الأنصار من غير العرب بين المدن الباكستانية ، اصطدم المجاهدون بدورية شرطة مسلحة باكستانية قتل على إثرها الأخوة المجاهدون جميعاً ، فعرف عامة الناس بالحادثة وتحركوا مباشرة إلى الشرطة مطالبين باستلام جثث الأخوة لدفنهم وتكريمهم كشهداء ، فرفضت الشرطة طلبهم ، وعند ازدياد جموع الناس اضطرت الشرطة لتهريب الجثث الأربع إلى بشاور تحت حراسة مشددة ، وعندما علم الناس بذلك قاموا بمظاهرات كبيرة في اليوم الثاني وأغلقت أسواق المدينة كلها أبوابها ، وخطب العديد من العلماء وبينوا للناس حقيقة الأمر ورفعوا ثلاثة مطالب للحكومة .
الأول : تسليم جثث الأخوة لدفنهم وتكريمهم كما يليق بالشهداء لأنهم سقطوا دفاعاً عن دينهم .
الثاني : تسليم الشرطة الذين قاموا بقتل الأخوة لسجنهم ومحاكمتهم كمرتدين .
الثالث : إعادة النظر في برامج الحكومة بمساعدة أمريكا وتعقب وقتل المجاهدين لأن هذا يخالف الشريعة الإسلامية .
ووعدت الحكومة خيراً وتم تهدئة الناس وتفرقوا ، وفي الليلة التالية ألقت قوات الجيش القبض على العلماء الذين خطبوا في الجموع ورفعوا المطالب ، ووضعوا في السجن بتهمة تهديد الأمن القومي الباكستاني ، ولا زالت تفاعلات القضية إلى هذا اليوم لم تنته بعد والغليان مستمراً .
أما من ناحية الحكومة الباكستانية فقد وقفت أسوأ موقف عرفه التاريخ لحكومة ينتسب جيشها للإسلام ، فالحملة الصليبية على الإمارة الإسلامية حققت ما حققت بوقوف باكستان معها ، ولا زالت تلك الحكومة العملية تقف مع الصليبيين دون أن تجني أي مصالح تذكر مقابل خسارتها لكل شيء ، وهي تسعى جاهدة لإرضاء الصليبيين بأي شيء .
ومن هذا القبيل فقبل أسبوع حاول عدد من أفراد الجيش الباكستاني يدفعهم مجموعة من الأمريكان القبض على مجموعة من الأنصار قرب الحدود الباكستانية ، فتركهم المجاهدون يدخلون المكان ففتحوا عليهم النار ، وأول من قتل الجاسوس الباكستاني الذي أخبر الأمريكان عن المكان ، قتل وهو يتوسل بالأخوة قائلاً أنا مسلم أنا مسلم ، وقتل أربعة من الأمريكان ، وثلاثة عشر جندياً باكستانياً ، واستشهد أحد الأخوة نحسبه كذلك وأسر آخر بعد أن جرح جرحاً بليغاً واستطاع بقية المجاهدين الوصول إلى مراكز إخوانهم ولله الحمد .

س : وفي نهاية هذا اللقاء هل للقائد عبد الهادي من كلمة أخيرة يوجهها للأمة وللعلماء خاصة ؟ .
ج : العلماء هم الأمة فإذا ذهب الخير من العلماء فلا خير في الأمة فإنها ستظل ، ولكني أقول شيوخي الأعزاء لقد سطرت لكم هذه الأسطر ، لا لتقرؤها وتتفكهوا بها في مجالسكم ، ثم تطوونها وتنسى كأنها قصص تاريخية ، بل نحن واقع أنتم معنيون بالدخول فيه والإسهام بصناعته .
وإني ما كتبت لكم هذا إلا لإيصال صوتنا لكم ولإخباركم بأن الجهاد لم ينته في أفغانستان وأن إخوانكم صابرون صامدون ولن يتخلوا عن سلاحهم وأنهم عاقدون العزم على هزيمة التحالف الصليبي بإذن الله تعالى وعونه ، فوق ربى الهندكوش التي هي من آخر معاقل المسلمين المسلحة في عصرنا الحاضر .
إلى المشايخ والدعاة وإخواننا في الله ، أصحاب العقيدة ، بدعائكم يتنزل بإذن الله لنا تأييد السماء ، وبسخائكم يكمل العطاء ، نقلت لكم هذا الواقع من أرض المعركة ومن ميدان التضحيات والبطولات ، وهذه التضحيات من المجاهدين وخاصة الطالبان نصرهم الله إنما هي بأمس الحاجة لدعمكم بالدعاء أولاً ونصرة قضيتنا في كل محفل ثانياً وبالدعم المادي ثالثاً ، وسيعلم التحالف الصليبي العالمي أنه لا يستطيع كبت الشعوب المسلمة أو هزيمتها فما النصر إلا صبر ساعة .
وأقول أخيراً والله لننتصرن والله لننتصرن والله لننتصرن كما وعدنا الله عز وجل .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
نشكر القائد عبد الهادي على هذا اللقاء ونسأل الله أن يحفظكم وجميع المجاهدين وأن يشفي صدورنا بهزيمة عدوكم ونصركم وتمكينكم في الأرض .

مركز الدراسات والبحوث الإسلامية
17/5/1423هـ 27/7/2002م



XXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXX
http://www.drasat.com
XXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXX