المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية التحذير من الفوضى القادمة في بلاد الحرمين .. نسأل الله الحماية



waleed700
07-08-2002, 02:23 AM
نقلا عن الحركة الاسلامية للاصلاح

www.islahi.net


نشرة هامة
ماذا نفعل عند حلول الفوضى


نشرة الإصلاح العدد 326 بتاريخ 5 أغسطس 2002

الفتنة قادمة
يتردد بين الأوساط القريبة من الملك في جنيف أن حالته غير مستقرة وأن احتمال تجاوزه للأزمة هذه المرة أقل من الاحتمالات السابقة. وحتى لو كتب للملك أن يتجاوز هذه الأزمة الصحية فإن المفروض على كل العقلاء في الأمة أن يستعدوا للاحتمال الأسوأ وهو وفاة الملك واندلاع خلاف في الأسرة الحاكمة يؤدي لفتنة داخلية تتبعها فوضى عارمة. وينبغي الاستفادة حاليا من هذا الجو النفسي المشدود مع مرض الملك لتهيئة الأمة لذلك حتى لا يعود الاسترخاء فيما لو تحسنت صحة الملك. ومن المعلوم أن آل سعود لم يصلوا بعد لحل معضلة ولي العهد ولا إلى تقاسم السلطة بشكل مرضِ، وهو ما ألزمهم بإبقاء الملك فهد ملكا صوريا يمنع اندلاع الخلاف. وحتى لو تمكن آل سعود من امتصاص مشكلة الخلاف مؤقتا أو قدم أحد الطرفين تنازلات شكلية للآخر فإن الأحقاد كبيرة والمطامع هائلة وسوف تندلع الخلافات عاجلا أو آجلا والله أعلم. ولمزيد من معرفة تفاصيل خلاف الأسرة راجع الرابط:

http://www.islahi.net:1111/monitors/m316.htm


أسباب أخرى للفوضى
الفتنة المتوقعة ليست مرتبطة بوفاة الملك وخلاف الأسرة فقط، بل قد تحصل باندلاع سلسلة اغتيالات تطال الأسرة الحاكمة، أو بانهيار اقتصادي وغضب شعبي على شاكلة ما حصل في الأرجنتين. واحتمال الاغتيالات أصبح أكثر احتمالا بعد ورود أنباء عن تهديدات حقيقية من بن لادن للأسرة الحاكمة وكذلك بعد تعاظم الأحقاد والمظالم والثارات عند الناس ضد آل سعود. وأي حادث من هذا النوع سيربك النظام لأنه لا يتحمل اختفاء شخص كبير على طريقة اغتيال وسيخلخل الوضع فورا. أما الوضع الاقتصادي فربما يبعث انهياره أي هبوط كبير في أسعار النفط، ولا يستبعد أن يأتي ذلك من تدفق النفط العراقي أو من كساد عالمي يتبع الكساد الذي بدأ في أمريكا. ولأن الناس ممتلئة غضبا وحقدا وضغينة ضد آل سعود بسبب سرقة المال العام والتفاتهم من ثم للعام الخاص واغتصابهم له من بين أيدي أهله فإن أي ثورة من هذه القبيل ستكون ثورة انتقام وثأر وتشفي قد يصعب السيطرة عليها.


الفوضى تعني أن نموت عطشا
ربما لا يعلم الكثير وقد تعودوا على عيش الدعة والراحة أن الفوضى تعني أن سكان المدن الكبرى عرضه لأن يموتو عطشا وجوعا بعد حلول الفوضى أو يموتوا بسبب الاقتتال على الماء والطعام. المدن الكبرى في بلادنا فيها مشكلتان: أولا، خططت بطريقة جعلتها يستحيل أن توفر سبل العيش الأساسية إلا بحكومة مركزية، فهي مدن مصطنعة في قلب الصحراء لا توجد فيها استعدادات الطواريء ولا تجهيزات ومخازن خاصة ولا مصادر طبيعية توفر البديل بشكل دائم. ثانيا، تم تربية المجتمع على الاتكال الكامل على النظام ومنعه من أن ينظم أو حتى يفكر بأي تنظيم مدني حتى لو كان للطوارئ خوفا من أن يتحول هذا التفكير لتوجهات سياسية معارضة. فإذا دبت الفتنة الداخلية وفشت الفوضى ولم يكن لدى المجتمعات في هذه المدن مصادر طبيعية للطوارئ ولم يكن لديهم نظام اجتماعي ينظم عملية جلب الضروريات من مياه وغذاء ووقود وأمن فإن الوضع سيتجه إلى مذابح من أجل الحصول على المياه أو غيرها حتى لا يموت الإنسان عطشا. أضف إلى ذلك أن النظام تعمد تحطيم النسيج الاجتماعي من أجل تتفيه الناس وبعث شهوانيتهم حتى ينشغلوا عن السياسة مما يترتب عليه بعدهم عن بعضهم البعض وصعوبة تنظيمهم بشكل تلقائي.


الفوضى تعني أحقادا ومذابح
مع الأسف الشديد توجد كل المبررات لمشاعر الحقد والانتقام بين الناس، وذلك بسب تربية آل سعود القميئة. أول هذه الأحقاد ضد آل سعود أنفسهم سواء كانوا مسؤولين كبار ظلموا وتجبروا وسرقوا واغتصبوا واعتدوا على الكرامات والأعراض أو كانوا أمراء أصبحوا رجال أعمال بقوة السلطة وصادروا أموال الناس رغم أنوفهم. ترى ماذا سيفعل أهل عسير بالأمير خالد الفيصل وحاشيته لو دبّت الفوضى وصار بين أيديهم؟ ماذا سيفعل أعداء الأمير محمد بن فهد؟ ماذا سيفعل المظلومون من قبل الأمير مشعل وسلطان ونايف وغيرهم؟ وكيف سينظر الناس لحاشية هؤلاء الذين كانوا يستغلون اسمهم ومركزهم ويتآمرون معهم على السرقة والنهب والاعتداء على الناس؟ لا يستبعد أن يتحول الانتقام من الأمراء وحاشيتهم إلى علامة من علامات الفخر ينتشي به البعض بعد حلول الفوضى.


الفوضى تعني تدخلا خارجيا
لن تقف القوى الكبرى مكتوفة الأيدي أمام انزلاق البلد إلى الفوضى وحتما ستضع خطتها القديمة في احتلال مناطق النفط موضع التنفيذ. لقد أدرك الأمريكان أن دواعي الفوضى بدأت تظهر وأدركوا أن لا حل بتدخل سياسي أو استخباراتي، ولذلك قرروا أن يقفزوا مباشرة للخيار العسكري عند اندلاع الخلاف في الأسرة الحاكمة أو عند أي بادرة أخرى من بوادر الفوضى. وإذا كانت أمريكا تطمع بالسيطرة على منابع النفط فهناك دول أخرى لها أطماع إقليمية سوف تكون الأرض ممهدة لها للاجتياح دون مقاومة.


هل يستطيعون منع الفوضى؟
قد يقول قائل إن آل سعود حين يحسون أن الفتنة تعني القضاء عليهم جميعا وأن من الأفضل لهم أن يتفاهموا حتى لا يؤول الحال إلى وضع يسحقهم جميعا سوف يتفاهمون. من الممكن أن يكون هذا الكلام صحيحا لو كان لدى آل سعود آلية تفكير جماعية ولديهم استعداد للتفريط في المكاسب الشخصية مقابل مصلحة الأسرة والحكم. لكن الحقيقة أن أعضاء التركيبة الحالية لآل سعود لا يعبأون أبدا بمصلحة الأسرة ويتسابقون ويتآمرون بشكل حثيث لمطامعهم الشخصية وفي آذانهم صمم عمن يحدثهم بهذا المنطق. والخلاف والمنافسة موجود على المناصب والمال والعقار والنفوذ، وهو موجود على كل مستوياتهم من خلاف رئيس بين الأمير عبد الله وسلطان او خلافات مالية وصراع نفوذ محدود بين الأمراء الصغار الذي قد يصل إلى حد تنافس على سوق المخدرات والدعارة. من جهة أخرى لا يوجد حاليا لدى آل سعود آلية تفكير جماعية ومجلس محترم يقرر في أمور الحكم وقراره ملزم. ومجلس الأسرة الذي أسسه الأمير عبدالله لم يناقش مسألة الخلافة لحد الآن ولم يطرحها من قريب ولا بعيد.


إذن هم ليسوا ضمانا لمنع الفوضى؟
يردد البعض أن آل سعود هم الرمز الوحيد الباقي لوحدة البلد والضمان لتماسكها، لكن الحقيقة الآن اصبحت العكس فهم السبب لتوجه البلد للفوضى لعدة أسباب. أولا، كل الأسباب التي تؤدي للفوضى مرتبطة بهم. ثانيا، ما ذكرناه من غياب الآلية التي ترتب شؤون الحكم عند خلخلة الشخصيات الرئيسية في الحكم. ثالثا، ما ذكرناه من أنهم منعوا الشعب نفسه من أن يستعد ويرتب نفسه بتنظيم مدني ولو بدائي لترتيب شؤونه. وبذلك تصبح جريمة هذا النظام جريمة معقدة ومركبة فهو الذي يقود البلد للفوضى وفي الوقت نفسه يحرم الشعب ويمنعهم بقوة السلطة من أن يرتبوا أنفسهم لمنع تداعيات الفوضى. والمعلومات المتوفرة حاليا تؤكد هذا الأمر، فقد تسربت معلومات أن الجيش والحرس الوطني بدءا الاستعداد لتطبيق خطة الطواريء وشوهدت في عدة مدن تحركات غامضة لكلا القوتين لم يعرف كنهها. والحقيقة أن كل قوة عسكرية تحركت بأمر مسؤولها وهي لا تدري أن هذا التحرك هو مقدمة لتلقي الأوامر بضرب القوة الأخرى. ولذلك يصبح كل من ينادي بالالتفاف حول آل سعود دافعا البلد إلى الفوضى والفتنة العارمة.


ما الحل إذن

ذكرنا في نشرات سابقة أهمية التنظيم المدني وأشرنا إلى مقدمات أساسية في التهيئة لمثل هذا التنظيم حتى يكون المجتمع متهيئا للتعامل مع الفتنة الداخلية والفوضى. ومن بين ما ذكرناه ضرورة التوعية وبقوة بأن الفتنة قادمة وأن النظام الحاكم ليس صمام أمان بقدر ما هو سبب من أسباب هذه الفتنة والفوضى. وأكدنا على نشر ثقافة التنظيم وإزالة رعب الناس من مفهوم التنظيم، كما أكدنا أهمية تعاون الصفوة والنخب فيما بينهم وضرورة تجاوزهم لأي تباين في وجهات النظر التي تتضائل أمام خطر الفوضى وضرورة سعة الصدر وقبول الآخر وغير ذلك من التفاصيل التي ناقشناها باستفاضة في النشرة 310 الموجودة على الرابط أدناه. وفي نشرة أخرى 315 تحدثنا عن ضرورة تغيير المفاهيم الخاطئة المنتشرة دون أساس ديني ولا منطقي وإزالة مظاهر الخوف والتردد والاتكالية واحتقار الذات واستبدالها بالشجاعة والعزيمة وتحمل المسؤولية والثقة بالنفس.

http://www.islahi.net:1111/monitors/m310.htm

http://www.islahi.net:1111/monitors/m315.htm


الخطوات العملية

في هذه النشرة ننتقل إلى خطوة متقدمة في تحديد تفصيلي لما يجب أن يتم خلال حدوث الفوضى حتى لا نؤخذ على غرة. ولتنفيذ هذه الخطة ينبغي أن تكون الأهداف والوسائل والإطار العام والضمانات واضحا تماما.

أهداف خطة طواريء اجتماعية
إذا أخذ وضع بلدنا في الاعتبار يكون أهم هدف لخطة الطواريء هو ضبط الأمن وضمان وصول المواد والخدمات الأساسية من مياه وتموين وكهرباء واتصالات للجمهور. والعنصر المركزي في كل ذلك هو نظام أمني منضبط مؤقت يمنع اقتتال الناس على المياه أو على الطعام ويحمي الممتلكات ويمنع السلب والنهب والانتقام والتشفي. وإذا علمنا أن المدن الكبرى ليس فيها أي مخزون استراتيجي للمياه ولا للطعام وليس فيها نظام طواريء يضمن وصول هذه المواد الأساسية للجمهور لن يكون من الصعب علينا استنتاج أنه بدون نظام أمني فوري ربما يموت الناس عطشا أو بسبب الاقتتال على هذه المواد.


وسائل خطة الطواريء الاجتماعية
لا شك أن خطة من هذا القبيل مسألة فيها تفاصيل كثيرة ولسنا هنا بصدد ذكر هذه التفاصيل لأنها سوف تذكر في حينه إن شاء الله. الذي يهم الشعب الآن هو أنه سيتم بإذن الله عند اللزوم تسمية قيادات مقبولة للجمهور في كل منطقة ومدينة سواء من العلماء او من المثقفين أو من الأعيان أو من رجال الأعمال أو من أساتذة الجامعات أو من غيرهم، المهم أن يكون شخصا مقبولا في الجملة ينصاع الناس لأمره ويلتفوا حوله -على الأقل مؤقتا- لتصريف الشؤون الأساسية. هذه التسميات وتوجيه الناس لها تحتاج إلى وسيلة إعلامية فعالة وهي ما سيكون بإذن الله متوفرا في حينه بحيث يصل للناس التوجيهات المناسبة والأسماء المطلوبة للالتفاف حولها.


ضمانات خطة الطواريء
يفترض عند الشروع في خطة طواريء اجتماعية أن تكون كل أشكال القوات المسلحة النظامية وغير النظامية في خدمة هذه الخطة وليس العكس. وعلى كل قطاعات الحرس الوطني والجيش وقوات الأمن بكافة أجنحتها أن تكون في خدمة هذا التوزيع وتصبح تحت تصرف هذه القيادات الميدانية التي تستفيد منها لضبط الأمن والنظام. قد يقول قائل إن هذه القوات ينخرها الفساد ويصعب الاستفادة منها، والرد على ذلك أن هذه القوات فيها خير كثير مهما نخرها الفساد، ثم إن الإنسان بطبعه لا يحب الفوضى وسيحرص على النظام حين يعلم أن النظام هو الذي يضمن سلامة أهله وجماعته. وعلى هذه القوات أن تقبل التوجيه فورا لحماية الممتلكات العامة والخاصة وتمنع أي اعتداء عليها.


نـــــــــداءات

وبعد هذه الخطوط العريضة لنظام طواريء مؤقت يضمن توفر المقومات الأساسية للحياة فإنه لا بد من توجيه نداءات لشرائح معينة من الأمة نتمنى أن تصل بكل ثقلها لهم وأن يعطونها أذنا صاغية واهتماما بالغا.

لعلماء السلطة
إذا لم يحرككم الخوف من الله وتحمل أمانة العلم الشرعي فاعلموا أن السلطة لن تدوم وأن الاستغراق في تزكيتها والدفاع عنها والتبرير لجرائمها ومنكراتها والظلم الصادر عنها وفي المقابل تجريم من يباشر إنكار المنكر، أن كل ذلك جريمة عظيمة ستنقلب وتكون وبالا عليكم وسيحملكم الناس قريبا مسؤولية جرائم النظام. فإذا لم تكن تهمكم التبعات الدينية لنصرة الباطل والتآمر معه ضد الحق فسيهمكم مآلكم الدنيوي وكيف سينتقم الناس منكم حين ينهار الحاكم الذي بررتم جرائمه وطبّلتم له وجرّمتم مخالفيه.


للعلماء المستقلين
جزاكم الله خيرا على نأيكم بأنفسكم عن جرائم النظام، لكن هذا لا يكفيكم، وعليكم مسؤولية كبيرة للتصدي لقيادة المجتمع إلى بر الأمان وحمايته من أتون الفوضى التي يدفعنا النظام لها. نحن لا نقول اصعدوا المنابر وتحدوا الحكام، بل نقول ابدأوا من الآن التنسيق بينكم وبين قوى المجتمع الأخرى وتخلصوا من الخوف والتردد وخففوا من المثاليات واعتبروا النازلة من حالة الضرورات التي نقبل بها من القوى الأخرى ما لا نقبل في حالة الاستقرار والسلم. والمسؤولية على هذه الفئة أكبر من غيرها لأن لها مصداقية لدى الناس ولدى الناس الاستعداد للانصياع والطاعة لهم أكثر من غيرهم فلا تحقروا دوركم ولا تقصروا فيه.


للتيارات التربوية والتجمعات النشطة
جزى الله هذه التيارات والجماعات خيرا على ما قدمت من إصلاح وتأهيل أعداد كبيرة من الشباب والكوادر، لكنها متهمة بأنها من ضمن من يتسبب في سلبية هذه الكوادر وتقصيرها عن الانخراط في العمل الاجتماعي والسياسي المؤثر الثقيل والاكتفاء بأعمال تربوية محدودة وكأنها نسخة مطورة من جماعات التبليغ. هذه التيارات مطالبة أكثر من غيرها بأن تتحول فورا إلى الطليعة التي تقف خلف القيادات المرشحة في كل مدينة أو منطقة. وإذا كانت هذه التيارات تزعم أنها تعمل بمبدأ شموليةالإسلام وكون السياسة جزءا لا يتجزأ منه وقد أعطت لنفسها الحق أن تبتعد الآن عن السياسة لأسباب أمنية فلن يكون من المقبول أن يبقى هذا العذر مقبولا في تلك الظروف.


للقوات المسلحة وأجهزة الأمن
رغم كل ما يقال عنهم فإننا نعلم أن عاطفتهم مع الدين ومن المحبين لله والرسول حتى لو نالوا بعض المعاصي أو قصروا في الواجبات، ونعلم أن قلبهم على بلدهم وأمتهم وأهلهم ونعلم أنهم ينظرون للمجتمع كخليط من أبنائهم وآبائهم وإخوانهم وبني عمومتهم وأصهارهم فهم جزء لا يتجرأ من المجتمع. الخلاصة أن القوات المسلحة عندنا وأجهزة الأمن هي في الجملة نسخة خاصة من المجتمع تعيش همه وتعاني مثل معاناته وتفكر بمثل تفكيره، ومن حظ بلادنا أن هذه القوات لا تمر بحالات غسيل الدماغ التي تمر بها نفس القوات في بلاد أخرى فتنسلخ من كل شيء. ما دامت هذه القوات بمثل هذا الطابع فإننا لا نمارس مثالية حين نطالبها بأن تكون الضامنة لتنظيم المجتمع مدنيا وقت الطواريء وأنها ستكون مستعدة جدا لأن تضع نفسها تحت تصرف القيادات الميدانية التي ينصاع لها الجمهور. وأما ما كان منها خارج المدن فالمتوقع منه أن يضع مصلحة الأمة فوق كل مصلحة ويجعل تحركاته في حدود ما يناسب هذا الوضع الطاريء الجديد. وإياكم ثم إياكم أن تكونوا مجرد أدوات يتقاذفها أفراد من الأسرة الحاكمة يقاتل بعضكم بعضا من أجلهم فتصبح مذبحة بين الحرس الوطني والجيش من أجل هيمنة فلان أو فلان.


لقيادات القبائل
هذا نداء لكل القبائل وقياداتها سواء في الوسطى أو الشرقة أو الشمالية أو الغربية أو الجنوبية، لقد حاول الحكام أن يتلاعبوا بكم وأهانوا كثيرا من وجوهكم ورؤسائكم أمام أهلهم وذويهم وجعلوا أطفال آل سعود أعز من أكبر رجل شرفا ونسبا فيكم. أنتم تعلمون أنكم لم تنصاعوا لهم إلا لأنهم زعموا رفع راية الدين، فخضعتم لهم حبا لله ولدينه، وإلا فليس لهم عليكم منزلة ولا شرف ولا علو نسب. وقد تبين مع مرور السنين أنهم كاذبون في زعم رفع راية الدين ومع ذلك فقد أمعنوا في إذلالكم وإهانتكم ظانين أنهم تمكنوا منكم بقوتهم ونسوا أنكم أنتم قوتهم ونسوا أنكم قد خضعتم لهم بالدين فقط. والآن ونحن نقترب من انفراط عقدهم إياكم أن تقعوا في حبائل الصراع بينهم فأنتم أعز وأكرم من أن تصبحوا وقودا يحترق من أجلهم. وعليكم في حالة الفوضى أن تكونوا مع الأمة ومع من تختار في كل منطقة ومدينة من القيادات المأمونة. ثم إياكم كذلك أن تبادروا بأي انتقام أو تشفي وثأر في حالة الفوضى لأن كل ذلك يمكن أن ينقلب علينا جميعا ودعوا الحقوق تعود لأهلنا بالقضاء المنصف حين تستقر الأمور لأهل الحق.


لرجال الأعمال
إن المرء ليعجب حين يرى رجال الأعمال مثل العبيد عند بن سعود وقد سطا عليهم وعلى أموالهم وحولهم إلى مجرد مدراء أعمال لتجارته التي كانت أموالهم أصلا ، يصله من عملهم الربح الصافي بينما هم يكابدون ما يكابدون. أنتم يا رجال الأعمال وأهل الأموال بكل توجهاتكم مطالبون من الآن أن تدعموا كل مطالب بالحق وساع لمنع حدوث الفوضى في البلد. أما بعد حصول الفوضى فأنتم مطالبون أن لا تقصروا في دعم الساعين لضبط الأمور وترتيب شؤون الأمة ممن يديرون وضع الطواريء.


للطلاب والعمال أرباب الصناعة
إن الطلاب والعمال وأرباب الصناعة هم الذين يكتب على يديهم التغيير في الحركات الشعبية في التاريخ. وأنتم شباب الأمة ومادتها ولا يستطيع أحد أن يتحرك بدونكم فلا تقصروا عن ممارسة دوركم بشكل حضاري تكونون فيه على أهبة الاستعداد بكل شجاعة وجاهزية للتحرك بالاتجاه الصحيح عند اللزوم. وبنشاطكم وحيويتكم فلن تكونوا بعيدين عن توجيهات القيادات الميدانية الجديدة بل إننا نظن أن توجيه النداء لكم لن يكون ضروريا فستكونون قطعا في المقدمة وعلى أهبة الاستعداد للقيام بالواجب. كل ما نتمناه منكم أن تجعلوا حماس الشباب وعنفوان المرحلة مضبوطا بحكمة القيادات الراشدة التي ترتضيها الأمة في تلك الفترة الحرجة.


للصالحين من العائلة الحاكمة
نحن نعلم أنكم قليل لكن الناس يعرفونكم ويحترمونكم ويقدرونكم ويعلمون أن الصلاح والاستقامة في العائلة الحاكمة أمر صعب ولذلك فأجركم -والله أعلم- مضاعف والقابض على دينه بينكم كالقابض علىالجمر. أنتم مطالبون بحكم موقعكم في العائلة ان تساهموا بقدر ما تستطيعون لمنع الفوضى قبل أن تحصل والضغط على كبار آل سعود لتقديم تنازلات للأمة وقياداتها الموثوقة تستبق بها الفوضى. وأما إذا حلت الفوضى فالمرجو منكم أن تجعلوا كل ما لديكم من معلومات وعلاقات ونفوذ ولو كان محدودا تحت خدمة القيادات الميدانية المرشحة والترتيب الذي ارتضاه الناس لحالةالطواريء.


للظلمة من العائلة الحاكمة
صدقونا لو أقسم أحدهم أنكم زائلون لن يكون حانثا، ولو عرض تصرفاتكم على السنن الكونية الثابتة في الكتاب والسنة وعلى قوانين الاجتماع لخرج بنتيجة جازمة ليس فيها تردد أنكم زائلون. من هو المغفل الذي يعتقد أن التصرفات الصادرة عنكم تعطيكم عمرا وبقاءا في الحكم؟ أي حُكم هذا الذي يعيش حالة إنذار وقلق عارم بسبب محاولة شخص مثل عبد الباري عطوان أن يختبر النظام القضائي عندكم؟ أي حُكم هذا يريد أن يعيد تشكيل المنظومة الإقليمية على أساس برنامج بثته قناة الجزيرة؟ أي حُكم هذا يشعر بأنه في خطر من مجرد موقع على الانترنت؟ هل أنتم جادون أنكم تستطيعون البقاء كحكام وأنتم بهذه الركاكة والهشاشة؟ خذوها منا صريحة وواضحة، أنتم زائلون، وكلما قللتم من خسائر رحيلكم كلما راعاكم الناس في تقليل التشفي والانتقام منكم، وإلا فما في قلوب الناس عليكم شيء عظيم. نحن نعلم أنكم قد هيأتم الوضع لذلك وأخرجتم أموالكم في بلاد العالم وأعددتم الخطط لهروبكم عند اللزوم لكن اعلموا أن الظروف لن تكون دائما مثل ما خططتم وستفاجأون مثل ما فوجيء الشاه وموبوتو وماركوس أنهم أصبحوا مشردين يبحثون عمن يحسن إليهم. لكن الشاه وموبوتو وماركوس مجرد أفراد فمن ذا مستعد أن يستضيف سبعة آلاف أمير مشرد؟