كونان ايدوجاوا
08-08-2002, 02:34 AM
الفصل الأول
في العام 1878 حصلت على درجة الدكتوراه في الطب البشري من جامعة لندن ثم دخلت دورة تدريبية لجراحي الجيش ثم التحقت بالكتيبة الخامسة في الهند كمساعد جراح ولكنها انتقلت إلى أفغانستان قبل وصولي . وعملت أثناء معركة ميواند ولكنني أصبت برصاصة في كتفي هشمت عظامه وكدت أن أقع أسيرا لولا خادمي في المستشفى الذي ساعدني في الوصول إلى الجبهة البريطانية . كنت منهكا بآلامي فتم نقلي إلى أقرب مستشفى مركزي على متن قطار يحمل الكثير من الجرحى أمثالي وبدأت أتعافى إلى حد المشي في ممرات المستشفى عندما اكتشفت إصابتي بالتيفوئيد لعنة هذه المنطقة المدارية ولفترة ظل الأطباء يائسين من شفائي ولكني عندما شفيت و عدت إلى رشدي كنت ضعيفا إلى درجة أن الإدارة أصرت على عودتي إلى بريطانيا و بأقصى سرعة . وبالفعل أرسلت إلى هناك على متن أول سفينة عندما وصلت إلى هناك لم يكن لي أقارب أو أصدقاء اضطر إلى السكن معهم لذا كنت حرا كالطير أو على الأصح حر بما يسمح به دخل مقداره أحد عشر شلنا و ستة بنسات في اليوم . في هذه الظروف انتقلت بالطبع إلى لندن حيث بقيت لبعض الوقت في فندق خاص وصرت انفق المال ببذخ اكثر من ألازم وسرعان ما اكتشفت أن دخلي لا يكفي لهذه الحياة وكان أمامي أحد خيارين إما الانتقال إلى الريف أو التقليل من نفقاتي وذلك بالانتقال إلى منزل ارخص أشارك أحدهم دفع إيجاره و التوقف عن حياة البذخ التي كنت أعيشها . اخترت الخيار الثاني لذا كان علي أن ابدأ البحث عن شريك لي . وبينما أنا جالس في المقهى أفكر في هذا الأمر إذ بيد تربت على كتفي فالتفت لأفاجأ بصديقي ستامفورد الذي كان يعمل تحت إمرتي قبل أن التحق بالجيش وكان أمرا غريبا أن تلتقي بشخص تعرفه في مدينة كبيرة كلندن . عندما كنا نعمل معا لم يكن ستامفورد اعز أصدقائي أما الآن فمن غمرة سعاتي برؤيته دعوته على العشاء في مطعم قريب و بالمقابل كان هو أيضا يبدو مسرورا لرؤيتي . عندما جلسنا لتناول الطعام في المطعم أعطيته ملخصا عن مغامراتي في الجيش و كان يبدو مندهشا من ما أصابني و أنا اعمل هناك و أخيرا قال لي :"أيها المسكين…. ماذا تنوي أن تفعل الآن " أجبته "أن أجد شقة رخيصة و شريكا يقاسمني غرفها و ثمن إيجارها" قال صديقي "هذا غريب أنت ثاني شخص يقول لي هذه العبارات اليوم "فبادرته سائلا:" ومن هو الآخر؟." أجابني " شخص يعمل في مختبر الكيمياء في المستشفى كان يلعن حظه هذا الصباح لأنه وجد شقة بإيجار مناسب ولكنه لم يجد شريكا له يقاسمه ثمنها " "إذا كان يريد شخصا يقاسمه الغرفة فأنا لها " قاطعته بهذا القول فنظر إلي مستغربا ثم قال " ألا تعرف شيرلوك هولمز ؟ انك قد لا تقبل به شريكا لك " سألته قائلا "لماذا الديك شئ ضده " أجابني "لا في الحقيقة فهو رجل شريف ولكنه غريب الأطوار بعض الشيء " سألته "هو دارس للطب أليس كذلك ؟" أجابني " لا أعلم ماذا درس ولكني أظنه قد درس الفلك كما انه كيميائي من الطراز الأول ولكن على حد علمي فهو لم يدخل أي صف يدرس فيه الطب" قلت له "ألم تسأله عن دراسته من قبل " اجابني قائلا :"لا فهو في الحقيقة شخص يصعب جره في نقاش " . "أود أن اراه " قلت له ذلك وسكت قليلا ثم قلت " إذا كنت ساسكن معه في شقة واحدة فيجب ان اراه فانا أفضل أن يكون شخصا هادئا لا يحب الإزعاج و الإثارة فقد نلت ما يكفيني منهما في أفغانستان . اذا كيف يمكنني ان اجد صديقك هذا ". أجابني قائلا :"لابد انه في معمل الكيمياء في المستشفى الآن فهو يغادر عمله هناك لأسابيع ثم يعود ليعمل من الصباح حتى المساء واذا اردت استطيع اخذك الى هناك بعد ان نتناول طعامنا " "بالتأكيد " اجبته ثم غيرنا موضوع نقاشنا الى مواضيع اخرى .
بعد طعامنا ركبنا عربة الى المستشفي و اخذ صديقي في ذلك الحين يحدثني عن من يفترض ان يكون شريكي المستقبلي في الشقة "يجب ان لا تلومني اذا لم تسر الأمور بينكما على ما يرام لاني اخبرتك بكل ما عرفته عنه من خلال عدة مقابلات بالمصادفة في في المختبر " اجبته " اطمئن اذا لم تسر الأمور جيدا فمن السهل ان افارقه ولكن لماذا تصر على تبرئة نفسك من هذا الموضوع ؟"
اجابني ضاحكا :
"لايمكنني ان اعبر عن شئ لا أستطيع التعبير عنه "
ثم واصل حديثه قائلا :
"إن هولمز شخص علمي اكثر من اللازم بالنسبة لذوقي بل يمكنني ان اصفه ببرود الأعصاب حتى انك لا تستطيع ان تمرر نكتة عليه اظنك تفهم ما اعنيه "
" نعم افهمه تماما "
واصل مرافقي حديثه قائلا :
"ولكن عندما يدخل الى القاعة ليشرح الدروس"
قاطعته قائلا :
" يشرح الدروس ؟"
اجابني :
" نعم يشرح كيفية إحداث الرضوض في الجسم حتى بعد الموت لقد شاهدت ذلك بنفسي"
سالته:
"الم تقل انه لم يدخل أي معهد طبي ؟"
اجابني قائلا :
" الله اعلم كيف اصبح معلما لكنني متأكد من انه لم يدرس الطب "
ثم توقفت العربة و قال مرافقي :
" لقد وصلنا هيا بنا و يمكنك الآن ان تكون انطباعك الخاص عنه "
قالها ونحن نسير عبر ممر ضيق ثم ندخل من باب جانبي الى احد اجنحة المستشفى كان هذا المشهد مألوفا لدي لذا لم احتج الى من يرشدني الى المختبر حيث سرنا عبر تلك السلالم الحجرية الى السفل حيث القبو حيث سرنا عبر ممر طويل و قرب نهايته وجدنا بابا كتب على لا فتته (معمل الكيمياء) دخلنا من الباب لنجد انفسنا في قاعة واسعة بها عدد لا يحصى من انابيب الإختبار و مصابيح بنسن . لم يكن في الغرفة غير شخص واحد اتجه اليه مرافقي و قبل ان يصل اليه سمع الرجل صوت خطواتنا فالتفت وهو يهتف :"وجدتها وجدتها " و اتجه الى صديقي حاملا انبوب اختبار و هو يقول :
" لقد وجدت مادة تتأثر بالهيموجلوبين وحده دون سواه "
قلت في نفسي حينها لو انه وجد منجما للذهب ما كانت سعادته لتصل الى هذا الحد
عندها اتفت الي و قال :
"كيف حالك "
قالها وهو يصافحني بقوة لا أنكرها ثم قال لي :
"لقد كنت في أفغانستان على ما أعتقد "
قلت مندهشا :
"كيف عرفت ذلك "
"لاعليك "قالها و هو يضحك في نفسه ثم واصل
"الحديث هنا عن الهيموجلوبين ولابد انك عرفت فائدة اكتشافي هذا "
قلت له :
"انه مثير للإهتمام كيميائيا ولكن عمليا …"
قاطعني قائلا :
"لماذا يا رجل انه اهم اكتشاف طبي عملي منذ عدة سنوات انه اختبار مؤكد النتيجة لفحص بقع الدم تعال معي "
من غمرة سعادتة امسك بيدي و شدني بقوة الى الطاولة التي كان يعمل عليها ثم قال :
"نحتاج لبعض الدم "
قالها واخرج ابرة و غرسها في اصبعه ليخرج منه الدم و اخذ نقط ووضعها في انبوب اختبار ثم قال :
"اضف هذه الكمية من الدم الى لتر من الماء و سيبدو الماء الناتج يبدو كماء صاف , إن نسبة الدم لا تتعدي الواحد في المليون كما ترى ولكن سيتم التفاعل"
قالها و ألقى بضع بلورات بيضاء في المحلول ثم بضع قطرات من سائل شفاف وفي لحظات تحول لون المحلول الى اللون البني المحمر وترسب غبار بني في القاع.
"آها " هتف بها هولمز وهو يصفق بيديه فرحا كطفل حصل على لعبة جديدة ثم قال:
"ما رأيك؟"
أجبته:
" إنه يبدو اختبارا دقيقا"
رد علي قائلا :
"رائع ،رائع إن اختبار الغويقم كان أخرقا وغير دقيق و كذلك كان الفحص المايكروسكوبي بحثا عن خلايا الدم فهو عديم الفائدة اذا كان عمر البقعة بضع ساعات ولكن هذا الاختبار بالمقابل يعمل سواءا كانت البقعه قديمه ام حديثة .آه لو أن هذا الاختبار كان قد اكتشف سابقا لكان المئات الآن ممن يسيرون على الأرض قد دفعو ثمن جرائمهم "
"بالتأكيد" قلت بصوت خافت
واصل هولمز حديثه
"قضايا الجرائم تدور بشكل متكرر حول هذه النقطة.رجل يشتبه به في جريمه أحيانا بعد شهور من حدوثها .تفحص ملابسه و تكتشف بقع بنية عليها هل هي دماء أم طين أم صدأ أم عصير فاكهة أم ماذا؟ هذا هو السؤال الذي يحير الكثير من الخبراء لماذا؟ لأنه لم يكن يوجد اختبار مؤكد النتيجة أما الآن فبوجود اختبار شيرلوك هولمز لن تعود هناك مشكلة "
كانت عيناه تبرقان أثناء حديثه ثم وضع يده على صدره و انحنى كأنما ينحني لجمهور صنعه خياله
علقت على قوله"يجب ان تهنأ بهذا الانجاز " وأنا مندهش من حماسته
تابع هولمز حديثه :
"هناك قضية فون بيسكتوف من فرانكفورت العام الماضي كان باتأكيد سيشنق لو أن إختباري هذا كان موجودا ثم كانت هناك قضية ماسون من برادفورد و مولير سيء السمعة و سامسون من نيواورلينس، يمكنني أن أذكر عددا كبيرا من القضايا التي كان يمكن أن يكوني اكتشافي هذا ذا فائدة فيها "
ابتسم ستامفورد الذي كان صامتا طوال هذا الوقت ثم قال :
"يبدو أنك مفكرة جرائم متنقلة يا سيد هولمز بإمكانك أن تبدأ سلسة مقالات في الصحف بعنوان (أخبار الشرطة في الماضي )"
وانفجر ستامفورد ضاحكا إلا أن هولمز بدى جادا وهو يقول:
"فكرتك مثيرة للإهتمام و قد أنفذها "
إلتفت ستامفورد إلي و قال:
"أفهمت الآن ما كنت أعنيه lن أنه علمي أكثر من الازم"
في تلك الأثناء كان هولمز يضع بعض اللواصق الطبية على اطراف اصابعه و عندما لاحظ استغرابي قال:
"انني اتعامل مع الكثير من السموم هنا لذا يجب أن أكون حذرا "
قالها وفرد يده أمامي فوجدتها قد الصق بها الكثير من اللواصق وبها مناطق مبرقشة من أثر الحموض القوية وقبل أن ابدي أي تعليق قال ستامفورد:
"لقد أتينا من أجل أمر مهم فصديقي هذا يرغب في أخذ شقة مستأجرة وبما أنك كنت تشتكي من أنك لم تجد من يناصفها معك فكرت في أن اجمعكما معا "
بدى هولمز معجبا بفكرة مشاطرة الشقة معي ثم قال :
"لقد وضعت عيني على شقة في شارع بيكر والتي ستناسبنا تماما ولكن اريد أن اسألك هل تضايقك رائحة التبغ ؟"
أجبته :
"ابدا فأنا ادخن الغليون أيضا"
رد قائلا:
"عظيم ،عظيم . أنا عادة أحتفظ ببعض الأدوات الكيميائية هنا و هناك ألا تمانع ذلك ؟"
-"أبدا"
-"دعني أرى ....ماهي عيوبي الأخرى؟ آه وأحيانا يصبح مزاجي كئيبا ولا أفتح فمي لأيام .يجب عليك عند ذلك ألا تكلمني فقط دعني و شأني وسأتحسن بسرعة . والآن ماذا لديك أنت ؟.لأنه من الأفضل لاثنين يريدان العيش مع بعضهما أن يعرف كل من هما أسوأ ما في الآخر قبل ذلك"
ضحكت من هذا الاستجواب ثم قلت :
"أنا أحتفظ بجرو و أنا اكره الجدال لأن اعصابي ضعيفة ولا تحتمل و أنا استيقظ في أوقات غريبة من الليل و أنا كسول للغاية . هناك عيوب أخرى ولكن هذه تكفي حاليا"
سألني بلهفة :
"هل تتضايق من من صوت الكمان ؟"
أجبته :
"هذا يعتمد على العازف فالعزف الجيد متعة للأذن أما العزف الرديء فــ..."
"هذا جيد " قاطعني قائلا وعلت وجهه ابتسامة فرحة ثم اردف " أظن اننا يمكن ان نعتبر هذا منتهيا إذا كانت الشقه مقبوله لديك"
سألته قائلا:
"متى يمكنني رؤيتها ؟"
أجابني :
"تعال الي هنا غدا عند الظهيرة وسنذهب سويا و نرتب الوضع "
قلت له وأنا اصافحه:
"حسنا إذا نلتقي هنا غدا عند الظهيرة الى اللقاء"
و خرجنا أنا وستامفورد تاركين هولمز يواصل عمله في المختبر وفجأة سألت مرافقي :
"بالمناسبة كيف عرف هذا الرجل أنني كنت في أفغانستان ؟"
أجابني وعلى وجهه ابتسامة عريضة :
"هذا هو الشيء الغريب فيه ؛ كيف يعرف الأشياء ؟"
"آه فهو لغز اذا " هتفت و أنا افرك يدي " هذا مثير جدا . أشكرك لأنك جمعتني مع هذا الرجل .لأنني سأحاول أن أدرس طباعه جيدا ,,, أنت تعرف"
أجابني ستامفورد وهو يودعني :
"اذا ينبغي أن تدرس هذا الرجل جيدا مع أنني اراهن أنه سيعرف عنك أكثر مما تعرف عنه"
ثم ذهبت الى الفندق الذي أقيم فيه لأرتب أغراضي و أنا شديد الإهتمام بهذا الذي سيكون شريكي في الشقة.
وللحديث بقيه
=======================
بصراحة الرواية ممتعة ولكني للأسف بحثت عن باقيها ولم أجده :# ..
ملاحظة: اشتق اسم المحقق كونان من اسم الكاتب كونان دويل .
ملاحظة أخرى: الرواية منقولة من هذا الموقع : www.dconan.8m.com
في العام 1878 حصلت على درجة الدكتوراه في الطب البشري من جامعة لندن ثم دخلت دورة تدريبية لجراحي الجيش ثم التحقت بالكتيبة الخامسة في الهند كمساعد جراح ولكنها انتقلت إلى أفغانستان قبل وصولي . وعملت أثناء معركة ميواند ولكنني أصبت برصاصة في كتفي هشمت عظامه وكدت أن أقع أسيرا لولا خادمي في المستشفى الذي ساعدني في الوصول إلى الجبهة البريطانية . كنت منهكا بآلامي فتم نقلي إلى أقرب مستشفى مركزي على متن قطار يحمل الكثير من الجرحى أمثالي وبدأت أتعافى إلى حد المشي في ممرات المستشفى عندما اكتشفت إصابتي بالتيفوئيد لعنة هذه المنطقة المدارية ولفترة ظل الأطباء يائسين من شفائي ولكني عندما شفيت و عدت إلى رشدي كنت ضعيفا إلى درجة أن الإدارة أصرت على عودتي إلى بريطانيا و بأقصى سرعة . وبالفعل أرسلت إلى هناك على متن أول سفينة عندما وصلت إلى هناك لم يكن لي أقارب أو أصدقاء اضطر إلى السكن معهم لذا كنت حرا كالطير أو على الأصح حر بما يسمح به دخل مقداره أحد عشر شلنا و ستة بنسات في اليوم . في هذه الظروف انتقلت بالطبع إلى لندن حيث بقيت لبعض الوقت في فندق خاص وصرت انفق المال ببذخ اكثر من ألازم وسرعان ما اكتشفت أن دخلي لا يكفي لهذه الحياة وكان أمامي أحد خيارين إما الانتقال إلى الريف أو التقليل من نفقاتي وذلك بالانتقال إلى منزل ارخص أشارك أحدهم دفع إيجاره و التوقف عن حياة البذخ التي كنت أعيشها . اخترت الخيار الثاني لذا كان علي أن ابدأ البحث عن شريك لي . وبينما أنا جالس في المقهى أفكر في هذا الأمر إذ بيد تربت على كتفي فالتفت لأفاجأ بصديقي ستامفورد الذي كان يعمل تحت إمرتي قبل أن التحق بالجيش وكان أمرا غريبا أن تلتقي بشخص تعرفه في مدينة كبيرة كلندن . عندما كنا نعمل معا لم يكن ستامفورد اعز أصدقائي أما الآن فمن غمرة سعاتي برؤيته دعوته على العشاء في مطعم قريب و بالمقابل كان هو أيضا يبدو مسرورا لرؤيتي . عندما جلسنا لتناول الطعام في المطعم أعطيته ملخصا عن مغامراتي في الجيش و كان يبدو مندهشا من ما أصابني و أنا اعمل هناك و أخيرا قال لي :"أيها المسكين…. ماذا تنوي أن تفعل الآن " أجبته "أن أجد شقة رخيصة و شريكا يقاسمني غرفها و ثمن إيجارها" قال صديقي "هذا غريب أنت ثاني شخص يقول لي هذه العبارات اليوم "فبادرته سائلا:" ومن هو الآخر؟." أجابني " شخص يعمل في مختبر الكيمياء في المستشفى كان يلعن حظه هذا الصباح لأنه وجد شقة بإيجار مناسب ولكنه لم يجد شريكا له يقاسمه ثمنها " "إذا كان يريد شخصا يقاسمه الغرفة فأنا لها " قاطعته بهذا القول فنظر إلي مستغربا ثم قال " ألا تعرف شيرلوك هولمز ؟ انك قد لا تقبل به شريكا لك " سألته قائلا "لماذا الديك شئ ضده " أجابني "لا في الحقيقة فهو رجل شريف ولكنه غريب الأطوار بعض الشيء " سألته "هو دارس للطب أليس كذلك ؟" أجابني " لا أعلم ماذا درس ولكني أظنه قد درس الفلك كما انه كيميائي من الطراز الأول ولكن على حد علمي فهو لم يدخل أي صف يدرس فيه الطب" قلت له "ألم تسأله عن دراسته من قبل " اجابني قائلا :"لا فهو في الحقيقة شخص يصعب جره في نقاش " . "أود أن اراه " قلت له ذلك وسكت قليلا ثم قلت " إذا كنت ساسكن معه في شقة واحدة فيجب ان اراه فانا أفضل أن يكون شخصا هادئا لا يحب الإزعاج و الإثارة فقد نلت ما يكفيني منهما في أفغانستان . اذا كيف يمكنني ان اجد صديقك هذا ". أجابني قائلا :"لابد انه في معمل الكيمياء في المستشفى الآن فهو يغادر عمله هناك لأسابيع ثم يعود ليعمل من الصباح حتى المساء واذا اردت استطيع اخذك الى هناك بعد ان نتناول طعامنا " "بالتأكيد " اجبته ثم غيرنا موضوع نقاشنا الى مواضيع اخرى .
بعد طعامنا ركبنا عربة الى المستشفي و اخذ صديقي في ذلك الحين يحدثني عن من يفترض ان يكون شريكي المستقبلي في الشقة "يجب ان لا تلومني اذا لم تسر الأمور بينكما على ما يرام لاني اخبرتك بكل ما عرفته عنه من خلال عدة مقابلات بالمصادفة في في المختبر " اجبته " اطمئن اذا لم تسر الأمور جيدا فمن السهل ان افارقه ولكن لماذا تصر على تبرئة نفسك من هذا الموضوع ؟"
اجابني ضاحكا :
"لايمكنني ان اعبر عن شئ لا أستطيع التعبير عنه "
ثم واصل حديثه قائلا :
"إن هولمز شخص علمي اكثر من اللازم بالنسبة لذوقي بل يمكنني ان اصفه ببرود الأعصاب حتى انك لا تستطيع ان تمرر نكتة عليه اظنك تفهم ما اعنيه "
" نعم افهمه تماما "
واصل مرافقي حديثه قائلا :
"ولكن عندما يدخل الى القاعة ليشرح الدروس"
قاطعته قائلا :
" يشرح الدروس ؟"
اجابني :
" نعم يشرح كيفية إحداث الرضوض في الجسم حتى بعد الموت لقد شاهدت ذلك بنفسي"
سالته:
"الم تقل انه لم يدخل أي معهد طبي ؟"
اجابني قائلا :
" الله اعلم كيف اصبح معلما لكنني متأكد من انه لم يدرس الطب "
ثم توقفت العربة و قال مرافقي :
" لقد وصلنا هيا بنا و يمكنك الآن ان تكون انطباعك الخاص عنه "
قالها ونحن نسير عبر ممر ضيق ثم ندخل من باب جانبي الى احد اجنحة المستشفى كان هذا المشهد مألوفا لدي لذا لم احتج الى من يرشدني الى المختبر حيث سرنا عبر تلك السلالم الحجرية الى السفل حيث القبو حيث سرنا عبر ممر طويل و قرب نهايته وجدنا بابا كتب على لا فتته (معمل الكيمياء) دخلنا من الباب لنجد انفسنا في قاعة واسعة بها عدد لا يحصى من انابيب الإختبار و مصابيح بنسن . لم يكن في الغرفة غير شخص واحد اتجه اليه مرافقي و قبل ان يصل اليه سمع الرجل صوت خطواتنا فالتفت وهو يهتف :"وجدتها وجدتها " و اتجه الى صديقي حاملا انبوب اختبار و هو يقول :
" لقد وجدت مادة تتأثر بالهيموجلوبين وحده دون سواه "
قلت في نفسي حينها لو انه وجد منجما للذهب ما كانت سعادته لتصل الى هذا الحد
عندها اتفت الي و قال :
"كيف حالك "
قالها وهو يصافحني بقوة لا أنكرها ثم قال لي :
"لقد كنت في أفغانستان على ما أعتقد "
قلت مندهشا :
"كيف عرفت ذلك "
"لاعليك "قالها و هو يضحك في نفسه ثم واصل
"الحديث هنا عن الهيموجلوبين ولابد انك عرفت فائدة اكتشافي هذا "
قلت له :
"انه مثير للإهتمام كيميائيا ولكن عمليا …"
قاطعني قائلا :
"لماذا يا رجل انه اهم اكتشاف طبي عملي منذ عدة سنوات انه اختبار مؤكد النتيجة لفحص بقع الدم تعال معي "
من غمرة سعادتة امسك بيدي و شدني بقوة الى الطاولة التي كان يعمل عليها ثم قال :
"نحتاج لبعض الدم "
قالها واخرج ابرة و غرسها في اصبعه ليخرج منه الدم و اخذ نقط ووضعها في انبوب اختبار ثم قال :
"اضف هذه الكمية من الدم الى لتر من الماء و سيبدو الماء الناتج يبدو كماء صاف , إن نسبة الدم لا تتعدي الواحد في المليون كما ترى ولكن سيتم التفاعل"
قالها و ألقى بضع بلورات بيضاء في المحلول ثم بضع قطرات من سائل شفاف وفي لحظات تحول لون المحلول الى اللون البني المحمر وترسب غبار بني في القاع.
"آها " هتف بها هولمز وهو يصفق بيديه فرحا كطفل حصل على لعبة جديدة ثم قال:
"ما رأيك؟"
أجبته:
" إنه يبدو اختبارا دقيقا"
رد علي قائلا :
"رائع ،رائع إن اختبار الغويقم كان أخرقا وغير دقيق و كذلك كان الفحص المايكروسكوبي بحثا عن خلايا الدم فهو عديم الفائدة اذا كان عمر البقعة بضع ساعات ولكن هذا الاختبار بالمقابل يعمل سواءا كانت البقعه قديمه ام حديثة .آه لو أن هذا الاختبار كان قد اكتشف سابقا لكان المئات الآن ممن يسيرون على الأرض قد دفعو ثمن جرائمهم "
"بالتأكيد" قلت بصوت خافت
واصل هولمز حديثه
"قضايا الجرائم تدور بشكل متكرر حول هذه النقطة.رجل يشتبه به في جريمه أحيانا بعد شهور من حدوثها .تفحص ملابسه و تكتشف بقع بنية عليها هل هي دماء أم طين أم صدأ أم عصير فاكهة أم ماذا؟ هذا هو السؤال الذي يحير الكثير من الخبراء لماذا؟ لأنه لم يكن يوجد اختبار مؤكد النتيجة أما الآن فبوجود اختبار شيرلوك هولمز لن تعود هناك مشكلة "
كانت عيناه تبرقان أثناء حديثه ثم وضع يده على صدره و انحنى كأنما ينحني لجمهور صنعه خياله
علقت على قوله"يجب ان تهنأ بهذا الانجاز " وأنا مندهش من حماسته
تابع هولمز حديثه :
"هناك قضية فون بيسكتوف من فرانكفورت العام الماضي كان باتأكيد سيشنق لو أن إختباري هذا كان موجودا ثم كانت هناك قضية ماسون من برادفورد و مولير سيء السمعة و سامسون من نيواورلينس، يمكنني أن أذكر عددا كبيرا من القضايا التي كان يمكن أن يكوني اكتشافي هذا ذا فائدة فيها "
ابتسم ستامفورد الذي كان صامتا طوال هذا الوقت ثم قال :
"يبدو أنك مفكرة جرائم متنقلة يا سيد هولمز بإمكانك أن تبدأ سلسة مقالات في الصحف بعنوان (أخبار الشرطة في الماضي )"
وانفجر ستامفورد ضاحكا إلا أن هولمز بدى جادا وهو يقول:
"فكرتك مثيرة للإهتمام و قد أنفذها "
إلتفت ستامفورد إلي و قال:
"أفهمت الآن ما كنت أعنيه lن أنه علمي أكثر من الازم"
في تلك الأثناء كان هولمز يضع بعض اللواصق الطبية على اطراف اصابعه و عندما لاحظ استغرابي قال:
"انني اتعامل مع الكثير من السموم هنا لذا يجب أن أكون حذرا "
قالها وفرد يده أمامي فوجدتها قد الصق بها الكثير من اللواصق وبها مناطق مبرقشة من أثر الحموض القوية وقبل أن ابدي أي تعليق قال ستامفورد:
"لقد أتينا من أجل أمر مهم فصديقي هذا يرغب في أخذ شقة مستأجرة وبما أنك كنت تشتكي من أنك لم تجد من يناصفها معك فكرت في أن اجمعكما معا "
بدى هولمز معجبا بفكرة مشاطرة الشقة معي ثم قال :
"لقد وضعت عيني على شقة في شارع بيكر والتي ستناسبنا تماما ولكن اريد أن اسألك هل تضايقك رائحة التبغ ؟"
أجبته :
"ابدا فأنا ادخن الغليون أيضا"
رد قائلا:
"عظيم ،عظيم . أنا عادة أحتفظ ببعض الأدوات الكيميائية هنا و هناك ألا تمانع ذلك ؟"
-"أبدا"
-"دعني أرى ....ماهي عيوبي الأخرى؟ آه وأحيانا يصبح مزاجي كئيبا ولا أفتح فمي لأيام .يجب عليك عند ذلك ألا تكلمني فقط دعني و شأني وسأتحسن بسرعة . والآن ماذا لديك أنت ؟.لأنه من الأفضل لاثنين يريدان العيش مع بعضهما أن يعرف كل من هما أسوأ ما في الآخر قبل ذلك"
ضحكت من هذا الاستجواب ثم قلت :
"أنا أحتفظ بجرو و أنا اكره الجدال لأن اعصابي ضعيفة ولا تحتمل و أنا استيقظ في أوقات غريبة من الليل و أنا كسول للغاية . هناك عيوب أخرى ولكن هذه تكفي حاليا"
سألني بلهفة :
"هل تتضايق من من صوت الكمان ؟"
أجبته :
"هذا يعتمد على العازف فالعزف الجيد متعة للأذن أما العزف الرديء فــ..."
"هذا جيد " قاطعني قائلا وعلت وجهه ابتسامة فرحة ثم اردف " أظن اننا يمكن ان نعتبر هذا منتهيا إذا كانت الشقه مقبوله لديك"
سألته قائلا:
"متى يمكنني رؤيتها ؟"
أجابني :
"تعال الي هنا غدا عند الظهيرة وسنذهب سويا و نرتب الوضع "
قلت له وأنا اصافحه:
"حسنا إذا نلتقي هنا غدا عند الظهيرة الى اللقاء"
و خرجنا أنا وستامفورد تاركين هولمز يواصل عمله في المختبر وفجأة سألت مرافقي :
"بالمناسبة كيف عرف هذا الرجل أنني كنت في أفغانستان ؟"
أجابني وعلى وجهه ابتسامة عريضة :
"هذا هو الشيء الغريب فيه ؛ كيف يعرف الأشياء ؟"
"آه فهو لغز اذا " هتفت و أنا افرك يدي " هذا مثير جدا . أشكرك لأنك جمعتني مع هذا الرجل .لأنني سأحاول أن أدرس طباعه جيدا ,,, أنت تعرف"
أجابني ستامفورد وهو يودعني :
"اذا ينبغي أن تدرس هذا الرجل جيدا مع أنني اراهن أنه سيعرف عنك أكثر مما تعرف عنه"
ثم ذهبت الى الفندق الذي أقيم فيه لأرتب أغراضي و أنا شديد الإهتمام بهذا الذي سيكون شريكي في الشقة.
وللحديث بقيه
=======================
بصراحة الرواية ممتعة ولكني للأسف بحثت عن باقيها ولم أجده :# ..
ملاحظة: اشتق اسم المحقق كونان من اسم الكاتب كونان دويل .
ملاحظة أخرى: الرواية منقولة من هذا الموقع : www.dconan.8m.com