REEEM
09-08-2002, 02:13 PM
توقف القلب وبقى على السانها الشهادتين ...
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
منقول
____
توقف القلب وبقيت على لسانها الشهادتان
أُدخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها … وذلك إثر ذبحة
صدرية شديدة … أدت إلى توقف قلبها …
اتصل بي الزملاء … وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها ، وكان ذلك في السابعة صباحاً
تقريباً …
هرعت إلى الإسعاف لعل الله أن يكتب لها الشفاء على يدي … فلما وصلت … وجدت أن
الذبحة الشديدة أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب … فطلبت نقلها بسرعة إلى
قسم قسطرة القلب لعمل القسطرة وتوصيل الكهرباء لها …
وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه ورغم أن الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا
أنه حدث شئ غريب … لم أره ، ولم أعهده من قبل !!!
أتدرون ما هو ؟! لقد انتبهت المرأة وفتحت عيناها …بل تكلمت !!! لكن .. أتدرون
ماذا قالت ؟! هل تظنون أنها صرخت ؟ هل اشتكت ؟! هل طلبت المساعدة ؟! هل قالت
إين زوجي وأولادي ؟!
هل نطقت بكلمة عن أمر من أمور الدنيا ؟!
لا والله … بل كانت أول كلمة سمعتها منها كلمة التوحيد العظيمة .
أشهـد أن لا إله إلا الله .. وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله ثم … ثم ماذا ؟!
ماذا تتوقعون ؟!
توقـف القلـب مرة أخـرى … وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها …
فحاولت مرة أخرى بالتدليك وإنعاش القلب مرة ثانية …
وسبحان الله !! تكرر الأمر مرة أخرى … فُتحت العينان … ونطق اللسان بالشهادتين
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .
وهل تصدقون أن ذلك تكرر أمام ناظري ثلاث مرات يتوقف القلب … ثم ينطق اللسان
بالشهـادتيـن ولا أسمـع كلمة أخـرى … لا أنين … ولا شكوى …ولا طلب دنيوي …
إنما فقط ذكر لله ونطق بالشهادتين !!
ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجباً …
لقد استنار وجهها !!
نعم … صدقوني … والله الذي لا إله إلا هو لقد استنار وجهها … لقد رأيته يُشع
نوراً …
وهكذا كانت نهايتها …
قال أبو مصعب – عفا الله عنه – وهذه من علامات حسن الخاتمة إن شاء الله … فإن
الله جل وعلا يقول ) يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الآخرة( وهذا من تثبيت الله لها … أن أنطقها بالشهادتين عند موتها وقد صح في
الحديث عن أحمد وأبي داود عن معاذ قال ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله
إلا الله دخل الجنة )15
ثم إن استنارة وجهها … وإشراقته علامة أخرى أيضاً .
ففي حديث طلحة بن عبيدالله عند ما زاره عمر وهو ثقيل وفيه ( إني سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات
، سمعته يقول : إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ،
ونفّس الله عنه كربته ، قال ، فقال عمر : إني لا علم ما هي ! قال : وما هي ؟
قال : تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمّه عند الموت : لا إله إلا الله ؟ قال
طلحة ؟ صدقت هي والله هي )16 .
ومحل الشاهد قوله أشرق لها لونه … وهذا ما شهد به الأخ خالد حفظه الله بعد
نطقها مراراً بالشهادتين … فهنيئاً لها ونسأل الله حسن الخاتمة .
ولكن !! هل انتهت القصة عند هذا الحد ؟! الجواب لا يواصل محدثي الدكتور خالد
:… فخرجت إلى زوجها معزياً فوجدته رجلاً بسيـطا … متواضع الملبس … يظهر أنه
فقير الحال … فواسيته وعزيته وذكرتّه بالله ، فلم أر منه إلا التسليم
والاسترجاع والرضى بما قدّر الله تعالى … ورأيت في وجهه نور الإيمان والطاعة …
فقلت له : يا أخي الكريم لقدحصل من زوجتك أمراً عجباً بل أمور تبشر بالخير
والحمد لله ولكني أحب أن أسألك سؤالاً … كيف كانت حياتها … وماذا كانت تصنع ؟!
قال وبكل بساطة وبدون تعقيد لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً … ومنذ
تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من
الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة !!
فقلت في نفسي … لمثل هذا فليعمل العاملون … نعم … قيام الليل وما أدراك ما قيام
الليل ؟!
إنه شرف المؤمن كما في حديث جبريل الصحيح وهو دأب الصالحين قبلنا …
قال تعالى ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون )
الذاريات 17 – 18
إذا ما الليـل أقبـل كابدوه فيسفـر عنهـم وهم ركوع
أطار الخوف نومهـم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم ركوع أنين منـه تنفرج الضلـوع
وصدق الله ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم
ينفقون.فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) السجدة
16/17 .
نسأل الله التوفيق لقيام الليل وعمل الصالحات وحسن الختام .
كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير ( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
منقول
____
توقف القلب وبقيت على لسانها الشهادتان
أُدخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها … وذلك إثر ذبحة
صدرية شديدة … أدت إلى توقف قلبها …
اتصل بي الزملاء … وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها ، وكان ذلك في السابعة صباحاً
تقريباً …
هرعت إلى الإسعاف لعل الله أن يكتب لها الشفاء على يدي … فلما وصلت … وجدت أن
الذبحة الشديدة أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب … فطلبت نقلها بسرعة إلى
قسم قسطرة القلب لعمل القسطرة وتوصيل الكهرباء لها …
وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه ورغم أن الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا
أنه حدث شئ غريب … لم أره ، ولم أعهده من قبل !!!
أتدرون ما هو ؟! لقد انتبهت المرأة وفتحت عيناها …بل تكلمت !!! لكن .. أتدرون
ماذا قالت ؟! هل تظنون أنها صرخت ؟ هل اشتكت ؟! هل طلبت المساعدة ؟! هل قالت
إين زوجي وأولادي ؟!
هل نطقت بكلمة عن أمر من أمور الدنيا ؟!
لا والله … بل كانت أول كلمة سمعتها منها كلمة التوحيد العظيمة .
أشهـد أن لا إله إلا الله .. وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله ثم … ثم ماذا ؟!
ماذا تتوقعون ؟!
توقـف القلـب مرة أخـرى … وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها …
فحاولت مرة أخرى بالتدليك وإنعاش القلب مرة ثانية …
وسبحان الله !! تكرر الأمر مرة أخرى … فُتحت العينان … ونطق اللسان بالشهادتين
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .
وهل تصدقون أن ذلك تكرر أمام ناظري ثلاث مرات يتوقف القلب … ثم ينطق اللسان
بالشهـادتيـن ولا أسمـع كلمة أخـرى … لا أنين … ولا شكوى …ولا طلب دنيوي …
إنما فقط ذكر لله ونطق بالشهادتين !!
ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجباً …
لقد استنار وجهها !!
نعم … صدقوني … والله الذي لا إله إلا هو لقد استنار وجهها … لقد رأيته يُشع
نوراً …
وهكذا كانت نهايتها …
قال أبو مصعب – عفا الله عنه – وهذه من علامات حسن الخاتمة إن شاء الله … فإن
الله جل وعلا يقول ) يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الآخرة( وهذا من تثبيت الله لها … أن أنطقها بالشهادتين عند موتها وقد صح في
الحديث عن أحمد وأبي داود عن معاذ قال ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله
إلا الله دخل الجنة )15
ثم إن استنارة وجهها … وإشراقته علامة أخرى أيضاً .
ففي حديث طلحة بن عبيدالله عند ما زاره عمر وهو ثقيل وفيه ( إني سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديثاً ما منعني أن أسأله عنه إلا القدرة عليه حتى مات
، سمعته يقول : إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه ،
ونفّس الله عنه كربته ، قال ، فقال عمر : إني لا علم ما هي ! قال : وما هي ؟
قال : تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمّه عند الموت : لا إله إلا الله ؟ قال
طلحة ؟ صدقت هي والله هي )16 .
ومحل الشاهد قوله أشرق لها لونه … وهذا ما شهد به الأخ خالد حفظه الله بعد
نطقها مراراً بالشهادتين … فهنيئاً لها ونسأل الله حسن الخاتمة .
ولكن !! هل انتهت القصة عند هذا الحد ؟! الجواب لا يواصل محدثي الدكتور خالد
:… فخرجت إلى زوجها معزياً فوجدته رجلاً بسيـطا … متواضع الملبس … يظهر أنه
فقير الحال … فواسيته وعزيته وذكرتّه بالله ، فلم أر منه إلا التسليم
والاسترجاع والرضى بما قدّر الله تعالى … ورأيت في وجهه نور الإيمان والطاعة …
فقلت له : يا أخي الكريم لقدحصل من زوجتك أمراً عجباً بل أمور تبشر بالخير
والحمد لله ولكني أحب أن أسألك سؤالاً … كيف كانت حياتها … وماذا كانت تصنع ؟!
قال وبكل بساطة وبدون تعقيد لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً … ومنذ
تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من
الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة !!
فقلت في نفسي … لمثل هذا فليعمل العاملون … نعم … قيام الليل وما أدراك ما قيام
الليل ؟!
إنه شرف المؤمن كما في حديث جبريل الصحيح وهو دأب الصالحين قبلنا …
قال تعالى ( كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون. وبالأسحار هم يستغفرون )
الذاريات 17 – 18
إذا ما الليـل أقبـل كابدوه فيسفـر عنهـم وهم ركوع
أطار الخوف نومهـم فقاموا وأهل الأمن في الدنيا هجوع
لهم تحت الظلام وهم ركوع أنين منـه تنفرج الضلـوع
وصدق الله ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم
ينفقون.فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ) السجدة
16/17 .
نسأل الله التوفيق لقيام الليل وعمل الصالحات وحسن الختام .
كتاب قصص واقعية للدكتور خالد الجبير ( الكتاب تحت الطبع لدى دار السنة بالخبر