قصة بريطاني في الخبر

[المحتزم]

هذه القصة الواقعية دارت أحداثها في مدينة الخبر وبطل هذه القصة شاب بريطاني لم يتجاوز عمره السبع عشر عاماً وكان والد أخينا عبد الرحمن وهذا اسمه بعد دخوله في الإسلام يعمل في السعودية منذ سنوات وتحديداً في مدينة الخبر وكان من المتعصبين لدينه ويكره الإسلام والمسلمين وقد جرّه هذا التعصب وعند قدومه إلى السعودية على إبقاء عبد الرحمن مع أعمامه في بريطانيا وما ذلك إلا لخوفه من أن يتأثر بالإسلام. ثلاث سنوات مضت وعبد الرحمن يصرّ على أبيه أن يزوره وكان يرفض في كل مره ولكن إذ أراد الله لشيء أن يكون فإنما قوله له كن فيكون وقد كان.. فلقد وافق أبوه في النهاية على زيارته. وقدم عبدا لرحمن على قدرٍ من الله وبدأ أبوه وبعونٍ من الشيطان في إشغال عبدا لرحمن حتى لا يدع له مجالاً في سماع أو حتى التفكير بما يخص الإسلام والمسلمين فلا تكاد تمر ليله إلا وهناك حفلة يُحضره إليها والده ووصل الأمر بهذا الخبيث وعند سماع المؤذن أنه كان يرفع صوت الموسيقى حتى لا يسمعه عبدا لرحمن. ولكن ((يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )) ففي يوم من الأيام وقبل أن تشرق شمس ذلك اليوم استيقظ عبدا لرحمن لكي يشرب ماءً وإذا بصوتٍ غريب لأول مره يسمعه إنه صوت آذان الفجر يقول والكلام له: أحسست بشيء ما في قلبي شيء غريب لا أعرفه فسألت والدي ما هذا الصوت فغضب وقال هذا لا يعنيك فعدت إلى فراشي وأنا أفكر في هذا الصوت ومنذ ذلك الوقت وأنا أتشوق لسماعه حتى ذهبت في يوم من الأيام إلى المسجد مصدر هذا الصوت وسألت المؤذن عن سر هذا الصوت فأخبرني أنه تنبيه للناس عن وقت دخول الصلاة والتي هي ركن من أركان الإسلام وأخذ هذا المؤذن والذي كان يحسن اللغة الإنجليزية بالتحدث عن الإسلام ومحاسنه وكنت قبل ذلك لا أعرف عن الإسلام إلا قليلاً. ثم طلب مني أن أنتظر الإمام الذي قام هو بدوره بشرح المزيد عن الإسلام ثم دلني بعد ذلك على مكتب توعية الجاليات بالخبر والذين هم أيضاَ قاموا بدورهم بشرح ما أشكل علي في الإسلام وعندها ازددت قناعة بأن الإسلام هو الدين الصحيح فأشهرت إسلامي ونطقت بالشهادتين. ولما علم والدي بإسلامي غضب غضباً شديداً وقام بحبسي ومنع عني الطعام ولمدة يوم كامل ولم يزد فيني هذا إلا قناعة وتمسكاً بديني وأني على الطريق الصحيح وبمحاولة يائسة وبزعمٍ من والده أنه عند إرجاع عبدا لرحمن إلى بريطانيا سوف ينتهي كل شيء وسوف ينسى الإسلام ولم يدر أن ابنه قد تمكن منه نور الهداية وأن الراحة والاستقرار والتي كان ينشدها سابقاً قد وجدها في الإسلام وقام الإخوان في مكتب توعية الجاليات بتزويد عبدا لرحمن بعناوين بعض المراكز الإسلامية في بريطانيا وسافر عبدا لرحمن الذي نسأل الله لنا وله الثبات والسداد. رحل عبدا لرحمن، رحل وبعد أن ترك لنا الدروس والعبر. وهنا أهمس في أذنك أنت يامن أسرف على نفسه بالمعاصي يامن نشأ بين أبوين مسلمين وفي مجتمع إسلامي هل تظن عبدا لرحمن قد اعتنق الإسلام من باب تجربة الشيء أو كانت عليه ضغوط أجبرته على دخوله الإسلام. لا والله !! بل وجد ما يبحث عنه الكثيرون وجد ضالة بني جلدته وضالة من ابتعد عن الدين وجد السعادة وراحة النفس وسبحان من قال (( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون )) فإلى متى الغفلة إلى متى وأنت أسير شهوتك وهواك إلى متى. أسألك بالله كيف يكون حالك لو أنه قيل لك ستموت غداً، كأني بك وقد أحييت يومك بشتى أنواع العبادات، فهل أنت مؤّمل أن لا يأتيك الموت الآن وأنت تقرأ هذه الكلمات والله إني لأخشى عليك أن يكون حالك كحال من أخبرنا بهم نبينا صلى الله عليه وسلم حيث قال
(( إن أهل النار ليبكون حتى لو أجريت السفن في دموعهم لجرت وإنهم ليبكون الدم )).

عجبت لمن يدري بأن ليس مهرب
من الموت أصلاً كيف يلهو ويلعب
ويفعل أفعالاً قباحاً شنيـعـة
وفي كـل يوم موته يتقرّب
وكيف يلذ العيش من هو ميت
وعامره من بعد مامات يخرب
ولو لم يكن نار ولاجنة غـداً
سوى القبر كان القبر والله يرهب

وصلىّ الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،

مصدر هذه القصة مكتب توعية الجاليات بالخبر 8952444-8979975

[yara]

وسافر عبدا لرحمن الذي نسأل الله لنا وله الثبات والسداد. اللهم آمين يارب