المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداء عاجل لأسرة فقيرة في البحرين



حــزين الديــار
11-08-2002, 08:02 PM
كل ما يدور بفكري لا يستطيع النطق به لساني ولكن القلم عندي سبيل ليخرج ما بقلبي على أوراق الدهر مرسوما" بخط القلم فيقول قلبي المجروح وهو ينتظر المجيب :

يا من به رأفة يا من به عطف وحنان ألا ثم ألا يستحق فقير مثلي الحياة ؟ والعيش بسلام ووجد الاطمئنان ، لقد حكم الزمن علي بأحكام ظالمة فأين المجيب بالعدل ومنفذ حكم الحق حتى يعم السلام ، ليس في خطابي رواية وهي ليست حكاية إنما هو واقع من واقعي المر .

لقد حرمنا (( العائلة البائسة )) وما تكراري لها إلا للتأكيد واقع بائس مر بل أمر من المر
منذ الصغر وقد نقلت أنا وأختي وهي العائلة من يبث الوالد الإيجار إلى مكان بعيد عب أحضان الحنان والود ولا أب ولا أم منذ الخامسة من عمرنا ونحن توأم وليس يحيطنا أخوان ولا أعمام بل تحيطنا الظلومات من كل مكان ، ابتعدنا بسبب والدي أبعدنا بسبب عدم قدرته على المعيلة لنا وعدم قدرته على التربية لأنه كان فاقد البصر وأمي المسكينة فاقدة للعقل فكان أبى معها في منزل خربة تسكنه القذرات والظلام ، وأختي بعثت ببيت عمت أمي لتكون خادمة وأنا بعثت لبيت بنت عمتي لأصبح خادما" ، يعيقني وجودي عن الكلام بجريان الواقع المر .

عشت وعاشت وبيننا السنين تجري كأنها السحاب المار في السماء وإذا بالعقل يتفتح عندي ويقول دهاك أين أباك أين أمك عشر سنوات بل تزيد لم تر عيني أمي بل أسمع بها بدون أن أعرف أين محط وجودها ، بعدها ومند السنين الماضية العشر سنوات الماضية رأيت أمي وكم كان عمري ؟ كان بما يقرب خمسة عشر سنة وكنت فيها قد نظرت لأختي والمنزل القذر الذي كانت تقطنه العائلة آه آه وكيف جئت لهم هل كان حضوري سهلا" ؟ كلا بل كان بالهروب من معيشتي السوداء حتى وصلت لهم بدون علم من كنت أعيش معهم مسبقا" وقد بلغت ما بلغت من العمر 17 سنة وغير ما مضى قبلها من السنين .

أعيش في واقعي مأساتي الهم يعلو على كل ما أملك من آمال ومن لي ؟ وليس لي غير الله وأنا أحارب هذه الحياة برجوعي للوالد والوالدة بعد غياب طويل ، ماذا وجدت؟ لم أجد غير البلاء وهموم تعيشها عائلتي ، لا تملك قوت يومها بيت جيرانها يعملون لهم الغداء فقط ، أما العشاء فما بقي من الغداء يؤكل عشاء وإن لم يبق شيء ناموا إلى الصباح حتى يجلس أبي فيجلس أمي فتقوم للنوم ثانية بعد أكل رغيف خبز مع كأس من الحليب إن وجد وهذا ما يجري طول سنينهم الماضية وأما مصدر عيشهم فمن فلان وعلان والصندوق الخيري الذي كان يبعث لهم 20 دينار كل شهر وأما إيجار البيت فهو 45 دينار شهري وما يحصل عليه أبي كل شهر لا يتجاوز 60 دينارا" ليكون إيجارا" وكهرباء وغيرها من لوازم العائلة

كيف يكون شعوري وأنا أنظر بنفسي عائلتي تعذب لا مال ولا ملك ولا أي شيء يأمن مستقبل سليم من العذاب كما يمر علينا الآن ، غريب نعم بت غريبا" في بلدي ولم أحاول التعرف على أحد غير أني باذل كل جهودي وما بوسعي للخروج من المآسي التي تمر علينا والمشاكل التي تحيطنا والفقر الذي ألم بحياتنا وكنت أحاول جاهدا" للحصول على مسكن يؤوينا من شر الزمن الصعب مثل باقي الناس فكل إنسان في بلده لابد أن يكون لديه مسكن يسكنه على أقل التقدير فهذا حق من حقوق الوطن على المواطن ، غير أنى الآن أكثر من ثمان سنوات لا أمل مسكن بل أعيش بالايجاري من مكان لمكان بين الطرد والتشريد والجوع والعطش .

رجوعي كان بالنسبة لوالدي متعب جدا" حيث هو لا يملك شيء ليساعدني به لكن أنا كنت مطمئن لعودتي لأهلي فحينها وبعد تفكير طويل لم أكن أنم الليل ولا أذوق طعم الطعام لسوء وضعي وحالي الصعب بين من كنت أقيم معهم ، وهنا في بيت أبي لم يكن اليوم لينقضي عني من شدة الوضع وسوء المعيشة ، لم أكن متوقعا" بأن الحياة صعبة بهذه الدرجة وخصوصا" بالضر وف التي تمر علينا فلا أهل ولا قريب ولا بعيد يسعى لحل مشاكلنا وخصوصا" صغر العمر عندنا فكيف يتسنيا لنا أن نأمن أبسط الحاجات وقصور عمرنا وعدم خبرتنا بهذه الحياة .

مع كل ما سبق فضلت البقاء على الحال الذي عند أبي على الرجوع لبيت بنت عمتي فبقيت وما الأيام إلا أحلام انقضت ، عشت معهم وتيسرت بعض الأمور لنا بعد أن تكلمت للعديد من الجهات الاجتماعية وما أن رأى أبي حالنا قد تحسن قليا" فضّل والدي لي الزواج والعيش معه وكان يردد أريد أن أراك متزوجا" قبل أن أموت وكان يلح علي لأتزوج وهذا ما أجبرني على الزواج مبكرا" وأنا صغير السن فكان عمري حينها 17 سنة ، نعم كنت صغير ولا أفقه الحياة وجهلي كبير وكنت أعمل آنذاك في مؤسسة للسفر والسياحة وقد تزوجت وكان زواجي مساعدة من بعض المحسنين في البلد وأنا أعمل مع أن راتبي بسيط جدا" لكن كان يسعني والعائلة .

بعد الزواج كنت قد تدربت السياقية من عند أحد المحسنين الذين وقفوا معي تغيرت نظرة الناس لنا هذه العائلة الفقيرة التي لا تملك ، نظرت الناس لنا بالحسد فبدوا يتكلمون علينا في كل مكان بعضهم يقول من أين تزوج الابن والآخر يقول من أين لهم ليتدرب الولد وكيف تزوج ومن أين السيارة ومن أين كدا وكدا وبعضهم يقول عمري ثلاثين لم أتزوج وهذا الصغير يتزوج وهكذا من هذا القبيل كانت النظرات علي وما كان زواجي إلا لأجل أن أوفر لأبي طمأنينة النفس ولأمي المعين لها وأعوض نفسي فقدي الحنان الأبوي .

وما هي إلا أيام عشتها قد نظرت لسعادة من خلالها الشيء اليسير فجاء طردي من العمل بدون سبب فقط لأجل انه جاء الذي كنت أشغل مكانه في العمل ولم أكن أعلم من قبل أني أشغل مكان أحد الموظفين السابقين ، فاستغنت المؤسسة عن خدماتي لها بسهولة ، وهنا نظرت الدنيا اسودت في وجهي وأتت لي الهموم من كل مكان من كل حدب وصوب فما الذي افعل وما أدري ما مصيري فلقد كان اهتمامي واعتمادي على الراتب الذي أحصله من العمل الذي لم يستمر غير ستة شهور ونصف وكان راتبي 150 دينارا" إلى أن وصل الراتب 220 دينار بجدي واجتهادي في العمل ولكن أين الذي يرحم ؟؟ فأنا متزوج وأعيل عائلة وكنت أنتظر طفل في الطريق قادم ، ما العمل ؟ الناس حسدتني وقد ظلمتني وأنا بجهلي لا ادري ما العمل وقد بحثت طويلا" عن عمل فلم أجد لي عملا" مناسب وكنت قد حصلت على العمل السابق بعد طول عناء فما العمل الآن وكنت حينها لا أملك جواز سفري حيث كان عند وزارة الداخلية بدون ذكر سبب بعد أن سجنت ظلما" وزورا عامين متتاليين ، آه والآهات تتلى والمصائب تتلوها مصائب وجدت حينا نفسي تموت وليس للحياة طعم ولا مفر من الهلاك واشتدت البلولا والهموم ، أم مريضة وأب عليل ولا معين بقيت طويلا" بدون عمل حتى أتى لي الذي كنت أعمل عنده سالفا" مبينا" لي الحب والعطف قائلا" لي إني أملك مطعم لماذا لا تعمل فيه وتأخذ أجرتك كل ليلة دينارين وجدت ما قال لي فرج فبدأت العمل معه مرة ثانية وما أن بدأ بالعمل معه فترة حتى عرض علي شراء المطعم حيث يريد التنازل لي عنه ففكرت واستشرت الكثير وقالوا لي خذه واعمل به وقد أخذته لأني وجدت فيه النجاة من ألم الحياة ومرها .

ذهب معي وتنازل مقابل تسليم أقساط مدة الخلاص من ديونه ( المطعم ) وأخذ علي ورقة حكومية على أن أدفع له مبلغ وقدره 2000 دينار للأغراض التي بداخل المكان فكان المكان مديونا" ب / 2500 دينار بل يزيد وقد بدأت بالعمل به وحدي مع العمال الذين كانوا باسم المكان وما هي إلا شهور معدودة وأنا أكون خاسرا" بدون شعور ، خسرت بعد الربح لبعض شهور ولقد أتت خسارتي في ظروف صعبة جدا" وخصوصا" وفاة والدي المرحوم ( توفي ) والدي نعم وتركني أقاسي الهموم وحدي وترك خلفه أمي المريضة وأنا وأختي مع العلم يوم يتوفى عمرنا لا يتجاوز الثمانية عشر سنة وخلف أبي ورائه الديون وقد كفلته بشيكاتي في المحكمة قبل أن يموت فكان يقترض من هنا وهنا للمعيشة .

من هنا تبدأ مسيرة المآسي كيف يعيش بدون أب طفل عفيف فالحاجة غاية والمحتاج غريم فليس في القلب خيال يصف مافي الحال من أحوال شؤون الدنيا كثيرة ولا يمكن المنال فهل من جواب لحل السؤال ؟ ، بعد وفاة الوالد طردنا من البيت الجحيم الذي كنا نقطنه وسكنت بعدها في العديد من المناطق وكل منطقة ينتابنا الطرد منها بسبب عدم القدرة على دفع الإيجار للشقة وهذا حالنا الطرد دوما" ثلاث سنين في ثمان شقق لم ندم فيها بشقة واحدة والناس تطالب بالديون التي على والدي والديون التي علي وينتابني السجن في العديد من المرات وكنت أخرج بكفالة بعد أن تهدم كرامتي وتهان حرمتي وتهلك عائلتي وأنا والد لطفلين الآن وعندي أمي وأختي وسكني لليوم بالإيجار ووزارة الإسكان تطلب مني الانتظار فمن لي في وحدتي ومن لي في غربتي وأني أسير بتلك المآسي ، فمعاناتنا اليوم باتت أصعب من الأمس بحسب ما يدور في العالم من غلاء المعيشة وخصوصا" أني معيل لعائلة ففقدي للسكن كربة وفقدي للمال بلاء والديون غم وهم والحال صعب ولابد من المعين وهذه الدنيا فالناس للناس وخير الناس من ساعد الناس فالحرية هي عش ودع الآخرين يعيشوا وخذ وساعد الآخرين كي يأخذوا فهل أنت ممن تعين ؟ أحوالي تسوء والناس لا ترحم وعيوني غارقة بالدمع وظروفي بينكم فأعني يا من تقرأ كتابي فليس لي غير الرحمة فالطرد من سكني الآن قريب والسجن مني قريب ولا أدري متى يأتي المعين .ِِ

حــزين الديــار
11-08-2002, 08:07 PM
هذه القصه واقعية ورأيتها في احد المنتدياات

ورووود
12-08-2002, 06:13 AM
مشكوووووووووور .