المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة يتيمة



ورووود
12-08-2002, 02:38 AM
نضرتها مشرقة وجهها ينطق بالبراءة ضحكتها منطلقة مليئة بالحب والحنان تفيض مودة ومشاعر ؛ كان منبع عواطفها وأشواقها هو حب أمها لها وعطف والدها عليها لم تكن وحيدة والديها بل كانت آخر بنت لهم كانت المدللة وكانت المترفة وكانت العطوفة والحنونة إنها جميلة كالوردة المتفتحة , عندما تكون مع والدتها تحس بنبض الحب والحنان وفيض من الجمال يتدفق من جمالها وكلامها , كان لها أخوات لم يغرن منها , أو يحقدن عليها ,أو يعتبن على والداهم لانهما يغرقان أختهم الصغيرة المدللة بكل مشاعر الحب والدلال … بل على العكس كانوا يحبونها ويغمرونها بمشاعر المودة الاخوة الصادقة … فلا عجب في ذلك !! لان أمهم وأبوهم قد أقاما العدل في حبهما لبناتهم وتدليلهما لهم … فكل واحدة لها نصيبها من الحب والدلال وكــل واحدة تحس إنها الصغيرة المدللة.

ولم تكن تدري صغيرتنا بما يخفيه القدر لها !! فلا يعلم الغيب إلا الله فبيده تصريف الأمور وهو علام الغيوب ، كان والدها يشكو من مرض في القلب ، يضطره أحيانا كثيرة إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج اللازم وكانت تأتيه نوبات قلبية تمر علية بسلام بعد تلقي العلاج في وقته وتعودت العائلة على هذا الأمر فأصبحوا لا يفارقون أباهم خوفا من أن تأتيه أزمة قلبية لكي يتم اسعافة في الوقت المناسب وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان ، ولكن هذه المرة ليست في الأب بل في الأم ، نعم إنها في الأم .

جن جنون صغيرتنا لم تصدق لم تعلم لا تريد أن تعلم فما الحدث ؟! وما هو الذي حدث ؟! أحست الأم بوعكة صحية لازمت على آثرها الفراش واستمرت حتى زادت ، واصبحت تلازمها كحة مزعجة ، قرر زوجها الحنون ومن غير تردد أن يصطحبها للطبيب كيف لا وهذه زوجته وقرة عينة ومنبع حبة وأمل عيشة وبهجة حياته ونور عينيه التي يبصر بهما على هذه الدنيا وعندمـــا ذهبت إلى الطبيب أمر بضرورة وسرعة إجراء الفحوصات الطبية الشاملة ؟! ولكــن ؟! وبعد الكشف على نتائج الأشعة والفحوصات حدث ما لم يكن في الحسبان ؟! وبكل آسى وحزن وبكل آسف وحسرة تكاد تخنق الطبيب عبرة حارقة لتصبر من هول المصيبة على الزوج ، فقد بينت الفحوصات إن ألام مصابة بداء خبيث قد انتشر في جميع جسمها ولا يمكن أن يزال الآن ، فالوقت قد فات وان اكتشاف المرض قد جاء في وقت متأخر جدا وإن المسألة مجرد وقت حتى يقضي الله روح الأم الطاهر !!! وقع الخبر فاجعا وصاعقا على قلب الزوج ؟!! لم يكن يعلم الطبيب بأن الزوج مصاب بداء القلب وأنه بهذا الخبر قد يحدث له أمر لا يحمد عقباه تقبل الزوج الأمر بمرارة وذهب إلى البيت يجر رجلاه وفي عينية دمعة حارقة وعبارة خانقة وجلس في البيت يعيد حساباته ويرتب اوراقة جاءته ابنته لتسأله عن حال أمها ؟!! وماذا بها ؟! وهل هي بخير ؟! فأخذ يتمتم بكلمات لم تفهمها وأحست بعبرة تخنقه وإن عينية مغرورقتان بالدموع !! وفجأة ... حدث ما لم يكن في الحسبان !! أصيب الأب بنوبة قلبية حادة جدا لم تمهله حتى يصل للمستشفى وفعلا قبض الله روحة الطاهرة كانت البنت المدللة في المستشفى ملازمة لأمها !! وكانت تتجرع خبر مرض أمها على مضض وفي كل لحظة تنزل منها دمعة حارقة تحرق وجنتها الجميلة وتذهب روعتها وجمالها ويأتي الخبر مدويا كالصاعقة على جميع أفراد العائلة فقد مات الأب ؟! وتبقى العائلة في حزن عظيم وكرب شديد فلا يدرون ماذا يضمدون من جراح ولا يدرون ماذا يغمدون من الآلام !! فقد مات الأب ولا تزال ألام تصارع المرض الخبيث أملا في العيش لأيام معدودة وظلت صغيرتنا تكابد آلامها... فغذاؤها الدموع .... وليلها السهر... ونومها البكاء ... وأمالها الآلام ... كانت في أثناء ملازمتها لأمها تذبل وتذبل . فالوجه شاحب ... والعيون غائرة ...والخدود ارقها السهر ... ويمضي شهر كامل . ويتبعة شهور ثلاثة . ولا تزال الأم في حالتها لا تعلم ماذا بها ؟ وانما ترى حالتها في دموع عيون بناتها وترى ان اجلها آت عن قريب في لمسات ابنتها الصغيرة وكثرت تقبيلها لها وتشاء إرادة الله أن يقبض روح ألام الزاكية وذلك بعد سبعة شهور من وفاة زوجها وتعيش الأسرة في آلام وجراح فلا يدرون أي مصائبهم اعظم وأجل ؟ فهل هي مصيبة أبيهم الذي رحل ؟! أم فقد أمهم الذي حل ونزل ؟! ويتوافد الناس ليعزوهم في وفاة أمهم ويسألون الله لهم الآجر والمثابة في فقدها وان يأجرهم في مصيبتهم وان يجعلها في مستقر رحمته في جنات النعيم وعندما يسأل الناس عن زوجها ليعزوة تنطلق من أعينهم دموع ندية وتعلو وجوههم حسرة وآلم عندما يعلمون انه قد مات قبل وفاتها بسبعة شهور فقط !!! وهكذا يدخل الناس ليعزوهم ويخرجون وقد علت الدموع وجوههم .

وتبقى صغيرتنا حبيسة دارها ... أكلها السهر ... ونومها الدموع ...وكلامها الألم ...فلا تأكل ولا تنام ولا تتكلم ... وتحاول أخواتها عبثا في تهدئتها وتصبيرها وان هذا الأمر قد قدرة الله علينا وإنها ببكائها تعذب أبوها وامها ... ولكن تتلاشى لغة الكلام لتنطلق لغة الدموع ... وينخرطوا جميعا في بكاء مر ... ودموع حارقة ... لا يوقفها إلا فراقهما وذهاب كل واحدة إلى غرفتها ...

وتمضي الأيام والليالي وتبقى صغيرتنا في عزلتها ويعزم الأخ الكبير على بيع البيت وتغييره إلى بيت جديد حتى يعيشوا حياه جديدة وتظل فتاتنا تذكر أمها ، بل زاد الآمر بها إلى التعلق بكل شيء يذكرها بأمها ويربطها فيها ويلحظ أخواتها هذا الأمر الجديد ويحاولوا من التخفيف منة وتهدئتها وتذكيرها بأقدار الله وعظيم الصبر والآجر من الله على احتساب المصيبة !! ولكن دون جدوى !! وتخطر في بال أختها فكرة رائعة وقد تكون صائبة وذلك لاخراجها من ذلك الصمت الرهيب والعزلة المخيفة فصغيرتنا أصبحت تحب كل شيء يذكرها بأمها !!! لذا فهي تحب أخواتها وخالاتها وكل أقارب أمها وفعلا نجحت أختها في ذلك فكان قرارها حكيما في انتقال الصغيرة للعيش في كنف خالاتها وأخوالها ومع مرور الوقت والأيام أصبحت صغيرتنا تضحك وتلعب وتلهو وبدأت الحياة تدب في عروقها من جديد وعادت النضارة إلى وجهها وكأنها وردة قد تفتحت لتضيف جمالا إلى جمال الطبيعة وتفوح عطرا ينعش جو هذه الحياة الجميلة وهكذا تعيش صغيرتنـــا في بيت جديد وفي ظل حب أخوالها لها لانهم هم عبق عطر أمها الذي لا يندثر وكل ما تبقى لها من أمها في وجود إخوانها وأخواتها .



( لا زالت هذه البنت قيد الحياة وتعيش مع أخوالها وتقوم بزيارات متقطعة إلى إخوانها وأخواتها في الرياض ـ قصة واقعية حدثت عام 1420 هـ

راس نملة
12-08-2002, 02:46 AM
:" :"
الله يرحمهم :(

ورووود
12-08-2002, 03:15 AM
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة راس نملة
:" :"
الله يرحمهم :(

امين :(

ومشكور على الرد..