المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فرانس بيكنباور



بيليه العرب
16-08-2002, 04:34 PM
فرانتس بكنباور .. قيصر ألمانيا








على الرغم من أن بكنباور كان يشغل مركز الليبرو ( الظهير القشاش ) وفرض نفسه أفضل لاعب يشغل هذا المركز فى التاريح إلا أنه كان مختلفا عن جميع لاعبى خط الدفاع وذلك بأدائه الرفيع وذكائه فى الملعب ومساندته لخط الهجوم . وكان يتمتع بلمسة سحرية مرهفة . لذلك يأتى بكنباور فى المركز الأول من تصنيف أفضل اللاعبين قياسا على سجله الناصع وموهبته وثبات مستواه والجاذبية التى يتمتع بها

ولد فرانتس بكنباور في الاول من "ايلول" سبتمبر 1945 في ميونيخ، بعد اربعة اشهر فقط على هزيمة بلاده في الحرب العالمية الثانية، فلم تكن اطلالته على الحياة سهلة وكان والده، ويدعى فرانتس ايضا، عامل بريد، اما امه انطوني فكانت ربة منزل، ويؤكد بكنباور ان طفولته كانت سعيدة خلافا لما يظن البعض. ومنذ نعومة اظافره، اظهر بكنباور ميلا الى الكرة المستديرة، لكن والدته كانت تحثه على اكمال دراسته والحصول على شهادة في التأمين

وبدأت مسيرة بكنباور عند اشبال فريق تي اس في ميونيخ، وكان مرشحا للانتقال الى صفوف الفريق الاول في المستقبل المنظور. لكن خلال احدى مباريات الاشبال بين فريقه وجاره بايرن ميونيخ، لفت انظار احد كشافي الاخير فضمه الى صفوف النادي البافاري موسم 58-59 حيث مكث 20 عاما وقاده الى الكثير من البطولات





وخاض اول مباراة رسمية له في بطولة الدوري الالماني "البوندسليغه" عام 1964، ثم لعب اول مباراة دولية له ضد السويد وكانت حاسمة لتحديد هوية المنتخب المتأهل الى مونديال انكلترا، ونجح المنتخب الالماني في حجز بطاقته

ولم يتمكن كثيرون من تحديد مركز بكنباور في الملعب في الوسط او الدفاع، لكن قائد الاوركسترا غالبا ما راقب اخطر مهاجمي المنتخب المنافس امثال الانكليزي بوبي تشارلتون او سجل اهدافا حاسمة كما كانت الحال في مرمى الاتحاد السوفياتي (2-1) في نصف نهائي مونديال 1966 بتسديدة قوية من 20 مترا فشل في التصدي لها الحارس الشهير ليف ياشين ومنذ ذلك الحين، دخل بكبناور عالم الشهرة وفي العام التالي قاد بايرن ميونيخ الى احراز بطولة المانيا، وفي مونديال 1970 في المكسيك، كان نفوذه واضحا في المنتخب حتى انه فرض على المدرب انذاك هلموت شون صاحب الشخصية القوية استبعاد بعض اللاعبين كان ابرزهم مهاجم هامبورغ هلموت هالر وتألق بكنباور في النهائيات وثأر لخسارة منتخب بلاده في نهائي البطولة السابقة وتغلب على انكلترا 3-2 في ربع النهائي وسجل الهدف الاول، والتقت المانيا في نصف النهائي مع ايطاليا في مباراة مشهودة، وبعد ان انتهى الوقت الاصلي بالتعادل 1-1، اصيب بكنباور في كتفه لكن ذلك لم يمنعه من اكمال المباراة بعد وضع ضماد طبي، لكن منتخب بلاده سقط 3-4 بعد اثارة كبيرة في الشوطين الاضافيين اللذين شهدا تسجيل 5 اهداف. ولم يدع بكنباور فرصة استضافة بلاده مونديال 1974 تمر من دون ان يدون اسمه باحرف من ذهب في سجلات كأس العالم. وعلى الرغم من البداية العادية التي حققها المنتخب الالماني الغربي خصوصا خسارته المباراة الشهيرة امام جاره الالماني الشرقي صفر-1 (المرة الوحيدة التي التقى فيها المنتخبان)، فان اداءه تحسن في الدور الثاني قبل بلوغ المباراة النهائية ضد هولندا التي رشحها الجميع لاحراز اللقب بقيادة الهولندي الطائر يوهان كرويف وكم كانت دهشة الجمهور الالماني كبيرة في الملعب الاولمبي في ميونيخ عندما افتتح الهولنديون التسجيل في الدقيقة الاولى من ركلة جزاء احتسبها الحكم الانكليزي تايلور، لكن بكنباور شد من ازر زملائه وما لبث منتخب بلاده ان ادرك التعادل من ركلة مماثلة في الدقيقة 20، قبل ان يمنحها "المدفعجي" غيرد مولر هدف الفوز قبل نهاية الشوط الاول بدقيقتين





وشكل الفوز بكأس العالم قمة المجد بالنسبة الى بكنباور ليضمها الى كأس الامم الاوروبية التي احرزها قبل سنتين في بروكسل ايضا. ونجح بكنباور في تلك الحقبة ايضا في احراز كأس ابطال الاندية الاوروبية مع بايرن ميونيخ ثلاثة اعوام متتالية: 1974 عندما هزم اتلتيكو مدريد الاسباني 4-1 في مباراة معادة (الاولى انتهت بالتعادل 1-1)، وفى عام 1975 حين تغلب على ليدز الانكليزي 2-صفر، و1976 حيث فاز على سانت اتيان الفرنسي 1-صفر
وخاض بكنباور 103 مباريات دولية كان اخرها امام فرنسا في 23 شباط/فبراير 1977 على ملعب بارك دي برانس في باريس والتي خسرتها المانيا صفر-1.
وبعد ان اعتزل دوليا انتقل الى الولايات المتحدة حيث كانت كرة القدم تتلمس خطواتها الاولى وانضم الى نيويورك كوزموس ولعب الى جانب الاسطورة البرازيلي بيليه وامضى هناك ثلاث سنوات عاد بعدها الى صفوف هامبورغ الغريم التقليدي لبايرن في تلك الحقبة فقاده الى احراز الكأس المحلية والى نهائي كأس الاتحاد الاوروبي التي خسرها امام غوتبورغ السويدي ودخل بكنباور تجربة التدريب بعد اعتزاله مباشرة حيث استلم المنتخب الالماني عام 1985 بعد الفشل في بلوغ الدور الثاني من كأس الامم الاوروبية عام 1984 خلفا ليوب درفال. نجح بكنباور في قيادة المنتخب الى نهائي مونديال المكسيك وخسر امام الارجنتين 2-3. لكن ذلك لم يثنه عن المحاولة مرة ثانية وكانت ناجحة هذه المرة واسفرت عن احراز المنتخب كأس العالم عام 1990 في ايطاليا للمرة الثالثة في تاريخه بعد عامى1954 و1974 ليصبح ثاني شخص في التاريخ يحرز اللقب العالمي لاعبا ومدربا بعد ان سبقه الى ذلك البرازيلي ماريو زاغالو (عام 58 كلاعب، وعام 70 كمدرب).




المصدر الزعيم