المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الموضوع : اغتيال بعض الدعاة.........!!!



happy aid
18-08-2002, 02:36 AM
إن الدعوة إلى الإسلام لاتقتصر على شخص ولايحتكرها إنسان،بل كل مسلم يتحمل أمانة التبليغ بحسب مالديه من القدرة والعلم.
ووسائل الدعوة ليست مقصورة في إلقاء المحاضرات والكلمات أو تأليف الكتب والرسائل فحسب إنما كل وسيلة مباحة تُوصِل الدعوة ويحصل بها البلاغ وتقام بها الحجة فهي مشروعة لكل مسلم.
فالعالِم يدعو إلى الله بتدريسه وإفتاءه وتخريجه الطلاب،والمعلم يدعو إلى الله بتعليمه الطلاب،والطبيب يدعو إلى الله في عيادته بتوجيه الناس إلى التعلق بالله وحده ووجوب التوبة إليه،والشاعر يدعو إلى الله بشعره،والأديب يدعو بقلمه،وهذا يدعو بحسن خلقه وطيب معاشرته،وذاك يدعو بالتوجيه من على منبره،وهذا يدعو بإفشاءه للسلام وتبسمه في وجوه الناس،وهذا يدعو بتوزيع الشريط والكتاب والمطوية،وهذا يدعو بالمراسلة والكتابة،والأمثلة لاتنحصر.
وعلى هذا فالدعاة في الأمة كُثر،منهم المغمور ومنهم والمشهور -نفع الله بهم وبارك في جهودهم-.
وبين الفينة والأخرى يبرز في الأمة داعية من الدعاة،إما لصدقه،أو لتميزه في جانب،أو لموقفٍ أظهره،أو لسببٍ آخر.
وماهي إلا أيام....وأسابيع......وإذا بهذا الداعية-قليل العلم والخبرة،ضعيف البناء- قد أصبح مفتياً ومحاضراً وموجهاً ومستشاراً في الملمات،يصَّدر في المجالس ويستضاف في المنتديات،وتفرغ له أعمدة الصفحات،وإذا به :صاحب الفضيلة،وربما العلامة،ومن رآه من المعجبين فلا يملك إلا أن يقبل رأسه،ولايملك الداعية إلا أن يدني جبينه للمقبلين.
قد ينتبه هذا الداعية لمشكلة ضعفه وأنه بحاجة إلى التلقي والبناء.....ولكن هيهات
فقد كثرت ارتباطاته ومواعيده،وازدادت انشغالاته،وناءت به الأعباء،وأرهقته الأحمال.
وماهي إلا أيام....وأسابيع....فإذا بالأخطاء تكثُر،والمعايب تنجلي،والتخبطات تزداد،والتناقضات تظهر.
ثم ماذا.............انطفأت شمعته،وخبت جذوة ناره،وانطمس توهجه،لقد كثرت سقطاته فسقط،وتكررت كبواته فكبى،.....لقد اغتيـــــــــــل.
س-من الذي اغتاله ؟
ج-لقد شارك في اغتياله ثلاثة..!!!
1- المجتمع الذي أظهره وأشهره،وأراد الاستفادة منه في كل شيء،وليس فيما تميز فيه وأبدع،وألبسه ما ليس له بلباس.
2-الداعية نفسه،فهو أعلم الناس بجوانب الخلل فيه،وأوجه القصور عنده،وما يستطيع أن يعطيه لغيره،وما هو بحاجة إلى أخذه من غيره،ومع ذلك سمح لنفسه أن ينجرف ويجازف-بحسن قصد ونية-
3-من أدرك الخطر من أهل الرسوخ في العلم والدعوة،وبان لهم الخلل في أخيهم الداعية ،فلم يسعوا إلى إنقاذه ،ومحاولة سد الثغرات،واستكمال النقص،بل ضلوا يتفرجون-بغير قصد-حتى اغتيل هذا الداعية المبرز،في وقت تكون الأمة بأمس الحاجة إلى جهد متميز،ومبدع جديد.
أنــــــــــــا لا أزعم أن ماذكرتُه يعد ظاهرة من الظواهر،بل هو قليل –ولله الحمد والمنه- ولكنه موجود،ومادام أنه موجود فهي مشكلة تحتاج إلى حل.


الكاتب: الزمن القادم