غيث الغيث
19-08-2002, 04:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله000
نكمل معكم الوقفات لمرحلة الرضاعة000جعلها الله تعالى نبراس خير للجميع 00 واعاننا على اتمامها انه على كل شيء قدير00
29- مع خروج الطفل الى الحياة يطلق الصيحة الشهيرة 00صيحة الميلاد00والتي يسببها دخول الهواء بشدة الى رئته لأول مرة00فتهتز لذلك اوتاره الصوتية00نتيجة القدرة الفطرية لدية فتصدر عنه تلك الصيحة المألوفة00
وخلال الشهور الاولى00 يكون هذا الصراخ وسيلة للتعبير عن حالة الطفل00من جوع او عطش اوعدم راحة او شعور بالالم00او ربما محاولة لتدريب الاجهزة الصوتية لديه حينما يكون في راحة واطمئنان00
ومن المهم في هذة الفترة ملاحظة الام لوليدها00داومي الاتصال بطفلك 00خاصة اثناء الرضاعة00تحدثي اليه00داعبيه00حاولي ترديد اصوات معينة امامه00والتي يسهل عليه نطقها00
لاتتعجلي نطق طفلك بحروف او كلمات 00فمهما كانت المثيرات منك فانه لن ينطق قبل ان تنضج اعضاؤه00ولوتأخر عن اقرانه فلا ينبغي ان يؤثر ذلك على الوالدين او يسبب ازعاجا00 لان ذلك سينعكس على علاقتهما بالطفل مما يسبب له قلقا وسوء تكيف00
ولاينبغي كف الطفل او نهره حينما يلعب بصوت مرتفع00لان في ذلك تدريب لاجهزته الصوتية ومحاولة لاستخدامها00وعلى الوالدين مساعدته في ذلك فيكررا له الاصوات ويبتسما في وجهه00كنوع من التعزيز والاثابة 00والاهتمام000
30- الرضاعة موقف كلي متكامل00وليس اداء واجب او ارضاء ضمير00الرضاعة عطاء الحب والحنان الى جانب الحليب00موقف ينمي الانتماء00والارتباط 00والطمأنينة00وهنا يكمن دور الام واهميته00حين تدرب حواس طفلها على سماع تلاوة القرآن 00والاحاديث00 والأذان00والادعية00منها خاصة ومن الوسائل الاخرى 00وبعض افراد الاسرة00 بصوت خافت 00خاصة في الشهور الاولى00
تسمعه ذلك حتى عند استحمامه او اثناء نومه00فبعض الدراسات ربطت بين نوم الطفل هادئا وسماع صوت هاديء رتيب بجواره00وقد اثبتت هذه الدراسات ان هذه الاصوات المتكررة الهادئة تسبب نوم الطفل وتريح اعصابه00
وذلك في دراسة اجرتها احدى الباحثات00فقد كانت تسمع الاطفال القرآن مرتلا لمدة دقائق محدودة00وقد لاحظت ان الاطفال جميعا ينامون بسرعة نوما هادئا لاقلق فيه00
وبما ان هناك دراسات اخرى اثبتت قدرة الطفل على تذكراصوات معينه سمعها وهو جنين في بطن امه او بعد ذلك في سنينه الاولي00 حيث يسهل عليه حفظها00فليس هناك اجل واعظم من القرآن يسمعه ويكون قريبا الى قلبه الصغير000
و تحذر الام من سماع طفلها لاصوات مفاجئة اوعالية00اوغريبة00فانها تسبب للطفل فزعا00وتوترا وبكاء00مصحوبا بقلق وخوف00يؤدي الى نوبات عصبية تؤثر فيه وفي تصرفاته وتحد من ذكائه00
31- الام برفقها وعطفها00ترقص طفلها00تدلله00تغني له الامهودات00او بعض الاناشيد00في لغة يسيرة 00سهلة الكلمات 00فيها تكرار محبب خاصة الى نفس الطفل00الذي يميل الى الاستجابة للغناء ويسر لهدهدة امه وهي تربت عليه وتنظر اليه نظرة حانية00وهي مبتسمة له00مع حركة يدها على صدره00مما يجعل الطفل في صحة مزاجية00 تجعله يبتسم ويضحك00ويعلو صوته محاولا الرد على امه والتفاعل معها00
تهيء بذلك لطفلها نموا نفسيا سليما 00لامنعزلا00متأخرا00ناقما00قاسيا00لانه حرم الحنان والاهتمام00فقد اثبتت الابحاث ان الطفل المحروم من مثل هذه المداعبات00يكون عصبي المزاج00عدواني الطبع00 يميل الى العزلة والحقد00مؤثرة فيه بقية عمره000
قال صلى الله عليه وسلم00للأقرع بن حابس00((من لايرحم لايرحم ))00وكان الحسن البصري يلاعب ابنه ويرقصه قائلا00ياحبذا ارواحه ونفسه000وحبذا نسمه وملمسه000والله يبقيه لنا ويحرسه000حتى يجر ثوبه ويلبسه000
32- تشير معظم الدراسات الى ان الشهرين الاخيرين من السنة الاولى هما المرشحان لبداية نطق الكلمات عند الاطفال00وهذا ليس معناه ان الطفل الذي يتاخر قليلا عن ذلك يعد حالة مرضية 00انما هي فروق فردية بين الاطفال00
وقد اثبتت الابحاث ان الاطفال العاديين يبدءون المشي قبل ان يبدءوا الكلام00وقد يتوقف النمو اللغوي او يبطيء حينما يكون التقدم الحركي سريعا00مثل تناول الاشياء او الجلوس او المشي00
ربما يلفظ الطفل بكلمة من مقطعين صوتيين يسيرين 00فيظن الوالدان ان طفلهما اصبح يتكلم00 فيطالبونه بنطق كلمات اخرى00 ويثقلون عليه00فلا يستجيب الطفل 00ويصابا بخيبة امل00 لانهما توهما ان طفلهما قد وصل الى هذه المرحلة00في حين انه لم يصل اليها بعد00
لذلك ينبغي ان يراعي الوالدان هذا البطء النسبي للنمو اللغوي في هذه المرحلة00 ولايسبب لهما قلقا00 انما هو امر طبيعي000
33- في السنة الثانية00على الآباء00استثارة الطفل لغويا00بالحديث اليه بشكل مستمر00على هيئة اسئلة او حوار بسيط00ودفعه الى الكلام بطرق مشوقة ومثيرة00توسيع مداركه ومفاهيمه عن طريق الرحلات او زيارة الاقارب00
ويراعى في ذلك الفروق بين الاطفال00فلا تضغط الام على طفلها للنطق بكلمات ينطق بها طفل آخر00اومعاقبته على ذلك00حتى لايتعطل النمو اللغوي لديه او يتعرض لامراض الكلام00
ومن المهم عدم السخرية من جمل الطفل البسيطة00اوطرق الاستفهام عنده00او ان يجبر على ترك جملة او كلمة والتحدث بلغة افضل00بل يشجع على الكلام مهما كانت لغته رديئة او ضعيفة00لان هذه مرحلة طبيعية انتقالية00 يصل بعدها الطفل الى مرحلة اخرى اكثر ارتقاء00
فان سلوك الابوين هنا له اثره المهم في سلوك الطفل00فعدم القلق او التوتر00ومحاولة اشعار الطفل بالثقة امور مهمة للغاية00فان كثيرا ما تسبب الوالدان في اصابة ابنائهم باللجلجة والتهتهة00وذلك بسبب الرهبة التي تمتلك الطفل منهما00اوملاحقته لكي ينطق بسرعة00او لكي ينطلق في الحديث00وترك التردد00فيحدث خلاف ما يريدان00فيصبح العلاج صعبا00ويستغرق وقتا اطول00وقد يستحيل العلاج00 وتستغلق الامور00
34- على الوالدين ان يتنبها لكلامهما مع طفلهما00 سواء كان ذلك امرا او سؤالا اواخبار عن امر ما00بحيث يكون واضحا وعلى قدر فهمه 00فاذا لم يستوعب 00حذار من التسرع بنهره او ضربه00 بل يجب اعادة الكلام بشكل آخر00وباسلوب ابسط00مع تنبيه طفلهما00بهدوء ورفق00 اذا كان مستغرقا في لعبه00او منهمكا في متابعة حدث ما00فلعل ذلك يكون سببا في عدم استيعابه00
وفي نفس الوقت 00على الوالدين00اذا لم يفهما كلام طفلهما00ان يعيدا سؤاله مرة اخرى00وبطرق مختلفة00حتى يتوصلا الى مراده وفهمه00واجابة طلبه00وعدم اهماله بدعوى عدم فهمه00فان لذلك مردود سيء على نفسية الطفل00انطواء00وتلعثم00يؤثرا على حياته فيما بعد000
وتدل البحوث على ان الثواب المستمر لكلام الطفل00والاستثارة الدائمة له00هي امور تساعد على تطور اكتساب اللغة00ومن هنا فان الاسرة التي تشجع الطفل00 وتهيء له البيئة اللغوية المناسبة00يكون طفلها اكثر تقدما من اقرانه00
كذلك اثبتت هذه الابحاث 00الارتباط الكبير بين اهتمام الام بالنمو اللغوي للطفل من ناحية ومحصوله اللغوي من ناحية اخرى00وكذلك فهناك ارتباط بين اهتمام الام بنمو طفلها اللغوي وذكائه في الناحية المقابلة00
35- من الخطأ الاعتقاد بان على الطفل ان يصبح جافا متى اراد الاهل ذلك00 ويبقى الوقت الامثل00هو الوقت الذي يصبح فيه الطفل مستعدا لهذا00وذلك عند وصول كل من الدماغ والاعصاب والعضلات المتحكمة بالتفريغ الى مرحلة كافية من النضوج والتطور00وذلك قليلا مايكون قبل الشهر الخامس عشر او الثامن عشر00
لذلك ولمصلحة الطفل فقط 00يجب عدم توقع نتائج كبيرة ومرضية لتحكم الطفل قبل هذا الوقت00ويجب عدم ارغام الطفل على الجلوس الى الكرسي الخاص به للتبول00لان الارغام يعطي مفعولا عكسيا في بعض الاحيان00وربما اودى الى صعوبات اخرى في وقت لاحق كالتبول في الفراش000
على الام ان تذكر دائما ان الطفل يستطيع بالكاد امساك بوله لمدة ثانية واحدة قبل بلوغه الخامس عشر من عمره00وعلى الرغم من انه يعلمك احيانا بانه يريد التبول00الا انه لايستطيع الانتظار الى اصطحابه الى المرحاض00او احضار الكرسي ليتبول فيه00 فيبل ثيابه00
وعند بلوغه الشهر الخامس عشر 00يبدأ طفلك ادراك ذلك الشعور عند حاجته الى التفريغ00ولكنه مازال غير قادر على الاحتفاظ ببوله لذلك سرعان ما يبل ثيابه00والى ان يصبح متحكما في نفسه00والى ان يصبح له من العمر سنتان ونصف00لاتتوقعي احتفاظ طفلك بنفسه جافا00لذلك لاتكترثي للأمر كثيرا00وتجاهلي عمله00 غيري له ثيابه00ولاتظهري غضبك000
36- يعي الطفل اعضائه التناسلية في نهاية السنة الاولى من عمره00ويتعامل معها بدون احساس واضح بما تحدثه من شعور بالسرور00 حيث ان الاحساس بالسرور لدى مس هذه الاعضاء واضح لدى كل الاطفال في سن متقدمة00وهو طبيعي جدا لدى كل من الجنسين00
وملاطفة الاعضاء التناسلية لن تدفع بالاطفال الى شيء سيء كما يظن الكثيرون00لذلك يفضل ان لايظهر الاهل استنكارهم لهذا الامر00والا اخذ الطفل بالامر سرا00بل عليهم ان يصرفوه عن ذلك بالهائه وتحويل اهتمامه الى اشياء اخرى بدون توبيخ او تأنيب000
37- وعندما يحين الفطام ويقرب موعده 00اخذت الام بالتدرج في ذلك00فيتم بيسر وسهولة في وقته المناسب00وخصوصا اذا كان الرضيع متمتعا بصحة جيدة وشهية حسنة وعلاقته بامه طيبة00
اما اذا حدث الفطام فجأة وبعنف 00او صاحبه صدمة عاطفية00مثل00دهان الصدر بمادة مرة00 اوان تضع الام على ثديها شيئا يخاف منه الرضيع فان هذه الخبرة تكون مؤلمة 00بحيث تؤثر تأثيرا ضارا على نمو شخصية الطفل فيما بعد00بسبب ارتباط الرضاعة بالحب والحنان والدفء والشبع00 والنوم المريح00
وهذا الحرمان00 هو من اسباب السلوك العدواني الذي يلجأ اليه الطفل للاحتجاج على حرمانه00ويتخذ مظهر الضرب والرفس والبكاء المتواصل والنداء00
لذلك يجب ان يتم الفطام تدريجيا00بحيث تحل وجبة طعام محل رضعة00ثم يزداد تدريجيا عدد الوجبات التي تحل محل الرضعات00
وعند ارادة فصال الطفل وفطامه عن الرضاعة قبل الحولين لأي سبب00او للخلاف بين الزوجين00لابد من الاتفاق بين الوالدين في ذلك والتشاور والاجماع على مافيه مصلحة الطفل00
} فان ارادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما {00
ويؤخذ من هذا ان انفراد احد الوالدين بقرار الفطام دون الآخر لايكفي00ولايجوز لواحد منهما ان يستبد بذلك من غير مشاورة الآخر00وفي هذا احتياط للطفل00والزام في النظر في امره00وهو من رحمة الله تعالى بعباده00واشارة الى حق الطفل في هذه الفترة الحرجة المؤثرة00حتى عند انفصال الزوجين000
38- وعموما00تتمتع مرحلة الرضاعة 00بالضعف والحاجة الماسة للوالدين00وخصوصا الام00وهذا الضعف يتضح في الضعف الجسمي والعضوي00وبسبب ذلك00عني المنهج الاسلامي برضاعته00وبيان احكامها والارشاد اليها00لضمان تغذية كاملة ومحببة وميسرة وملائمة لهذا الضعف والحاجة00
والطفل ضعيف العظام والعضلات00هش المفاصل 00محدود القدرة على التكيف00وليس لديه القدرة على الانتباه والتركيز المتكامل00او شبه المتكامل00لذلك فهو يسرع في محل التأني00ويبطيء في محل السرعة00 ويصطدم بالأبواب والجدران00وقطع الاثاث ويسقط من فوقها00ويسحب الاشياء مهما كان عليها من ثقل او ادوات قد تضره00
ولهذا تتنبه الام الى وجوب العناية بالطفل00 وتقدير هذا الضعف00بحماية الطفل وتداركه00بل ومواساته عند الاصابة00 وتقديم العون له00 حتى لايصاب بسوء قد يلازمه 00ويؤثر على نفسيته في مختلف مراحل حياته000
39- كما تتميز مرحلة الرضاعة بالضعف النفسي الاجتماعي00فالطفل الرضيع سريع الاستجابة البكائية00ينهزم لأي عائق ولو كان بسيطا ويبكي00شديد الجزع من المفارقة00مفارقة الام والاب اوالاخوة00شديد التعلق والاقبال والالتصاق بمن يحب ويألف00وخصوصا الام00يضاف الى ذلك كونه عالة على غيره00لايساعد نفسه في غالب الاحيان00 فضبط الحركة والجلوس والاخراج امر شبه معدوم00
وبسبب هذا الضعف الفطري المعتاد00تعامل المنهج الاسلامي مع هذا الطابع بمنتهى الدقة والموائمة بين واقع الطفل وطريقة تربيته00
عن ابي قتادة الانصاري رضي الله تعالى عنه00( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت ابي العاص على عاتقه00فصلى فاذا ركع وضعها واذا رفع رفعها )00
فالطفل هش النفس 00يخشى من مفارقة الكبير وتركه له00 ولايدرك حال الكبير وظرفه مهما كان00لذلك فانه يعامل بقدر ادراكه00ومن خلال مشاعره وعواطفه00 وبقدر حاجته الى الرفق به وتقريبه والصبر عليه00وعدم مؤاخذته على ما يبدر منه00لعدم قدرته على الضبط العضوي والنفسي00
عن عائشة رضي الله تعالى عنها00( ان النبي صلى الله عليه وسلم وضع صبيا في حجره يحنكه فبال عليه فدعا بماء فأتبعه )000
40- وتتميز مرحلة الرضاعة ايضا بالضعف اللغوي00فالطفل الرضيع لايملك وسيلة التخاطب المعتادة00ويعبر عن حاجاته00واحواله00 وآلامه00بالبكاء والجزع00وبملامح الوجه وبالصوت00وبالحركة والاشارة00ويفهمه الكبار بواسطة هذه الانفعالات00
لذلك فالبكاء هو اهم وسائل الاتصال المعبرة لدى الرضيع00 ومن الطبيعي ان تراعي الام وكذلك الاب هذا الضعف00والاستجابة المناسبة والمراعية للقدرة التعبيرية عند الطفل00
عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال00( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع امه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة او بالسورة القصيرة )00
وفي تخفيف الصلاة تلبية لحاجة الطفل ولحاجة الام00وتجاوب مع بكائه00وذلك مدعاة للأم من باب اولى ان تعتني بحالة طفلها00 ودفع اسباب انزعاجه00ولأن الام هي التي تتولى ذلك بالنسبة للطفل فانها تعتبر اقوى شخصية عنده00فهو لايأبه بغيرها000
________---------------____________---------------___________________-----------
والى هنا تنتهي مرحلة الرضاعة 000وبعدها باذن الله تعالى مرحلة الحضانة000
والحمد لله رب العالمين
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله000
نكمل معكم الوقفات لمرحلة الرضاعة000جعلها الله تعالى نبراس خير للجميع 00 واعاننا على اتمامها انه على كل شيء قدير00
29- مع خروج الطفل الى الحياة يطلق الصيحة الشهيرة 00صيحة الميلاد00والتي يسببها دخول الهواء بشدة الى رئته لأول مرة00فتهتز لذلك اوتاره الصوتية00نتيجة القدرة الفطرية لدية فتصدر عنه تلك الصيحة المألوفة00
وخلال الشهور الاولى00 يكون هذا الصراخ وسيلة للتعبير عن حالة الطفل00من جوع او عطش اوعدم راحة او شعور بالالم00او ربما محاولة لتدريب الاجهزة الصوتية لديه حينما يكون في راحة واطمئنان00
ومن المهم في هذة الفترة ملاحظة الام لوليدها00داومي الاتصال بطفلك 00خاصة اثناء الرضاعة00تحدثي اليه00داعبيه00حاولي ترديد اصوات معينة امامه00والتي يسهل عليه نطقها00
لاتتعجلي نطق طفلك بحروف او كلمات 00فمهما كانت المثيرات منك فانه لن ينطق قبل ان تنضج اعضاؤه00ولوتأخر عن اقرانه فلا ينبغي ان يؤثر ذلك على الوالدين او يسبب ازعاجا00 لان ذلك سينعكس على علاقتهما بالطفل مما يسبب له قلقا وسوء تكيف00
ولاينبغي كف الطفل او نهره حينما يلعب بصوت مرتفع00لان في ذلك تدريب لاجهزته الصوتية ومحاولة لاستخدامها00وعلى الوالدين مساعدته في ذلك فيكررا له الاصوات ويبتسما في وجهه00كنوع من التعزيز والاثابة 00والاهتمام000
30- الرضاعة موقف كلي متكامل00وليس اداء واجب او ارضاء ضمير00الرضاعة عطاء الحب والحنان الى جانب الحليب00موقف ينمي الانتماء00والارتباط 00والطمأنينة00وهنا يكمن دور الام واهميته00حين تدرب حواس طفلها على سماع تلاوة القرآن 00والاحاديث00 والأذان00والادعية00منها خاصة ومن الوسائل الاخرى 00وبعض افراد الاسرة00 بصوت خافت 00خاصة في الشهور الاولى00
تسمعه ذلك حتى عند استحمامه او اثناء نومه00فبعض الدراسات ربطت بين نوم الطفل هادئا وسماع صوت هاديء رتيب بجواره00وقد اثبتت هذه الدراسات ان هذه الاصوات المتكررة الهادئة تسبب نوم الطفل وتريح اعصابه00
وذلك في دراسة اجرتها احدى الباحثات00فقد كانت تسمع الاطفال القرآن مرتلا لمدة دقائق محدودة00وقد لاحظت ان الاطفال جميعا ينامون بسرعة نوما هادئا لاقلق فيه00
وبما ان هناك دراسات اخرى اثبتت قدرة الطفل على تذكراصوات معينه سمعها وهو جنين في بطن امه او بعد ذلك في سنينه الاولي00 حيث يسهل عليه حفظها00فليس هناك اجل واعظم من القرآن يسمعه ويكون قريبا الى قلبه الصغير000
و تحذر الام من سماع طفلها لاصوات مفاجئة اوعالية00اوغريبة00فانها تسبب للطفل فزعا00وتوترا وبكاء00مصحوبا بقلق وخوف00يؤدي الى نوبات عصبية تؤثر فيه وفي تصرفاته وتحد من ذكائه00
31- الام برفقها وعطفها00ترقص طفلها00تدلله00تغني له الامهودات00او بعض الاناشيد00في لغة يسيرة 00سهلة الكلمات 00فيها تكرار محبب خاصة الى نفس الطفل00الذي يميل الى الاستجابة للغناء ويسر لهدهدة امه وهي تربت عليه وتنظر اليه نظرة حانية00وهي مبتسمة له00مع حركة يدها على صدره00مما يجعل الطفل في صحة مزاجية00 تجعله يبتسم ويضحك00ويعلو صوته محاولا الرد على امه والتفاعل معها00
تهيء بذلك لطفلها نموا نفسيا سليما 00لامنعزلا00متأخرا00ناقما00قاسيا00لانه حرم الحنان والاهتمام00فقد اثبتت الابحاث ان الطفل المحروم من مثل هذه المداعبات00يكون عصبي المزاج00عدواني الطبع00 يميل الى العزلة والحقد00مؤثرة فيه بقية عمره000
قال صلى الله عليه وسلم00للأقرع بن حابس00((من لايرحم لايرحم ))00وكان الحسن البصري يلاعب ابنه ويرقصه قائلا00ياحبذا ارواحه ونفسه000وحبذا نسمه وملمسه000والله يبقيه لنا ويحرسه000حتى يجر ثوبه ويلبسه000
32- تشير معظم الدراسات الى ان الشهرين الاخيرين من السنة الاولى هما المرشحان لبداية نطق الكلمات عند الاطفال00وهذا ليس معناه ان الطفل الذي يتاخر قليلا عن ذلك يعد حالة مرضية 00انما هي فروق فردية بين الاطفال00
وقد اثبتت الابحاث ان الاطفال العاديين يبدءون المشي قبل ان يبدءوا الكلام00وقد يتوقف النمو اللغوي او يبطيء حينما يكون التقدم الحركي سريعا00مثل تناول الاشياء او الجلوس او المشي00
ربما يلفظ الطفل بكلمة من مقطعين صوتيين يسيرين 00فيظن الوالدان ان طفلهما اصبح يتكلم00 فيطالبونه بنطق كلمات اخرى00 ويثقلون عليه00فلا يستجيب الطفل 00ويصابا بخيبة امل00 لانهما توهما ان طفلهما قد وصل الى هذه المرحلة00في حين انه لم يصل اليها بعد00
لذلك ينبغي ان يراعي الوالدان هذا البطء النسبي للنمو اللغوي في هذه المرحلة00 ولايسبب لهما قلقا00 انما هو امر طبيعي000
33- في السنة الثانية00على الآباء00استثارة الطفل لغويا00بالحديث اليه بشكل مستمر00على هيئة اسئلة او حوار بسيط00ودفعه الى الكلام بطرق مشوقة ومثيرة00توسيع مداركه ومفاهيمه عن طريق الرحلات او زيارة الاقارب00
ويراعى في ذلك الفروق بين الاطفال00فلا تضغط الام على طفلها للنطق بكلمات ينطق بها طفل آخر00اومعاقبته على ذلك00حتى لايتعطل النمو اللغوي لديه او يتعرض لامراض الكلام00
ومن المهم عدم السخرية من جمل الطفل البسيطة00اوطرق الاستفهام عنده00او ان يجبر على ترك جملة او كلمة والتحدث بلغة افضل00بل يشجع على الكلام مهما كانت لغته رديئة او ضعيفة00لان هذه مرحلة طبيعية انتقالية00 يصل بعدها الطفل الى مرحلة اخرى اكثر ارتقاء00
فان سلوك الابوين هنا له اثره المهم في سلوك الطفل00فعدم القلق او التوتر00ومحاولة اشعار الطفل بالثقة امور مهمة للغاية00فان كثيرا ما تسبب الوالدان في اصابة ابنائهم باللجلجة والتهتهة00وذلك بسبب الرهبة التي تمتلك الطفل منهما00اوملاحقته لكي ينطق بسرعة00او لكي ينطلق في الحديث00وترك التردد00فيحدث خلاف ما يريدان00فيصبح العلاج صعبا00ويستغرق وقتا اطول00وقد يستحيل العلاج00 وتستغلق الامور00
34- على الوالدين ان يتنبها لكلامهما مع طفلهما00 سواء كان ذلك امرا او سؤالا اواخبار عن امر ما00بحيث يكون واضحا وعلى قدر فهمه 00فاذا لم يستوعب 00حذار من التسرع بنهره او ضربه00 بل يجب اعادة الكلام بشكل آخر00وباسلوب ابسط00مع تنبيه طفلهما00بهدوء ورفق00 اذا كان مستغرقا في لعبه00او منهمكا في متابعة حدث ما00فلعل ذلك يكون سببا في عدم استيعابه00
وفي نفس الوقت 00على الوالدين00اذا لم يفهما كلام طفلهما00ان يعيدا سؤاله مرة اخرى00وبطرق مختلفة00حتى يتوصلا الى مراده وفهمه00واجابة طلبه00وعدم اهماله بدعوى عدم فهمه00فان لذلك مردود سيء على نفسية الطفل00انطواء00وتلعثم00يؤثرا على حياته فيما بعد000
وتدل البحوث على ان الثواب المستمر لكلام الطفل00والاستثارة الدائمة له00هي امور تساعد على تطور اكتساب اللغة00ومن هنا فان الاسرة التي تشجع الطفل00 وتهيء له البيئة اللغوية المناسبة00يكون طفلها اكثر تقدما من اقرانه00
كذلك اثبتت هذه الابحاث 00الارتباط الكبير بين اهتمام الام بالنمو اللغوي للطفل من ناحية ومحصوله اللغوي من ناحية اخرى00وكذلك فهناك ارتباط بين اهتمام الام بنمو طفلها اللغوي وذكائه في الناحية المقابلة00
35- من الخطأ الاعتقاد بان على الطفل ان يصبح جافا متى اراد الاهل ذلك00 ويبقى الوقت الامثل00هو الوقت الذي يصبح فيه الطفل مستعدا لهذا00وذلك عند وصول كل من الدماغ والاعصاب والعضلات المتحكمة بالتفريغ الى مرحلة كافية من النضوج والتطور00وذلك قليلا مايكون قبل الشهر الخامس عشر او الثامن عشر00
لذلك ولمصلحة الطفل فقط 00يجب عدم توقع نتائج كبيرة ومرضية لتحكم الطفل قبل هذا الوقت00ويجب عدم ارغام الطفل على الجلوس الى الكرسي الخاص به للتبول00لان الارغام يعطي مفعولا عكسيا في بعض الاحيان00وربما اودى الى صعوبات اخرى في وقت لاحق كالتبول في الفراش000
على الام ان تذكر دائما ان الطفل يستطيع بالكاد امساك بوله لمدة ثانية واحدة قبل بلوغه الخامس عشر من عمره00وعلى الرغم من انه يعلمك احيانا بانه يريد التبول00الا انه لايستطيع الانتظار الى اصطحابه الى المرحاض00او احضار الكرسي ليتبول فيه00 فيبل ثيابه00
وعند بلوغه الشهر الخامس عشر 00يبدأ طفلك ادراك ذلك الشعور عند حاجته الى التفريغ00ولكنه مازال غير قادر على الاحتفاظ ببوله لذلك سرعان ما يبل ثيابه00والى ان يصبح متحكما في نفسه00والى ان يصبح له من العمر سنتان ونصف00لاتتوقعي احتفاظ طفلك بنفسه جافا00لذلك لاتكترثي للأمر كثيرا00وتجاهلي عمله00 غيري له ثيابه00ولاتظهري غضبك000
36- يعي الطفل اعضائه التناسلية في نهاية السنة الاولى من عمره00ويتعامل معها بدون احساس واضح بما تحدثه من شعور بالسرور00 حيث ان الاحساس بالسرور لدى مس هذه الاعضاء واضح لدى كل الاطفال في سن متقدمة00وهو طبيعي جدا لدى كل من الجنسين00
وملاطفة الاعضاء التناسلية لن تدفع بالاطفال الى شيء سيء كما يظن الكثيرون00لذلك يفضل ان لايظهر الاهل استنكارهم لهذا الامر00والا اخذ الطفل بالامر سرا00بل عليهم ان يصرفوه عن ذلك بالهائه وتحويل اهتمامه الى اشياء اخرى بدون توبيخ او تأنيب000
37- وعندما يحين الفطام ويقرب موعده 00اخذت الام بالتدرج في ذلك00فيتم بيسر وسهولة في وقته المناسب00وخصوصا اذا كان الرضيع متمتعا بصحة جيدة وشهية حسنة وعلاقته بامه طيبة00
اما اذا حدث الفطام فجأة وبعنف 00او صاحبه صدمة عاطفية00مثل00دهان الصدر بمادة مرة00 اوان تضع الام على ثديها شيئا يخاف منه الرضيع فان هذه الخبرة تكون مؤلمة 00بحيث تؤثر تأثيرا ضارا على نمو شخصية الطفل فيما بعد00بسبب ارتباط الرضاعة بالحب والحنان والدفء والشبع00 والنوم المريح00
وهذا الحرمان00 هو من اسباب السلوك العدواني الذي يلجأ اليه الطفل للاحتجاج على حرمانه00ويتخذ مظهر الضرب والرفس والبكاء المتواصل والنداء00
لذلك يجب ان يتم الفطام تدريجيا00بحيث تحل وجبة طعام محل رضعة00ثم يزداد تدريجيا عدد الوجبات التي تحل محل الرضعات00
وعند ارادة فصال الطفل وفطامه عن الرضاعة قبل الحولين لأي سبب00او للخلاف بين الزوجين00لابد من الاتفاق بين الوالدين في ذلك والتشاور والاجماع على مافيه مصلحة الطفل00
} فان ارادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما {00
ويؤخذ من هذا ان انفراد احد الوالدين بقرار الفطام دون الآخر لايكفي00ولايجوز لواحد منهما ان يستبد بذلك من غير مشاورة الآخر00وفي هذا احتياط للطفل00والزام في النظر في امره00وهو من رحمة الله تعالى بعباده00واشارة الى حق الطفل في هذه الفترة الحرجة المؤثرة00حتى عند انفصال الزوجين000
38- وعموما00تتمتع مرحلة الرضاعة 00بالضعف والحاجة الماسة للوالدين00وخصوصا الام00وهذا الضعف يتضح في الضعف الجسمي والعضوي00وبسبب ذلك00عني المنهج الاسلامي برضاعته00وبيان احكامها والارشاد اليها00لضمان تغذية كاملة ومحببة وميسرة وملائمة لهذا الضعف والحاجة00
والطفل ضعيف العظام والعضلات00هش المفاصل 00محدود القدرة على التكيف00وليس لديه القدرة على الانتباه والتركيز المتكامل00او شبه المتكامل00لذلك فهو يسرع في محل التأني00ويبطيء في محل السرعة00 ويصطدم بالأبواب والجدران00وقطع الاثاث ويسقط من فوقها00ويسحب الاشياء مهما كان عليها من ثقل او ادوات قد تضره00
ولهذا تتنبه الام الى وجوب العناية بالطفل00 وتقدير هذا الضعف00بحماية الطفل وتداركه00بل ومواساته عند الاصابة00 وتقديم العون له00 حتى لايصاب بسوء قد يلازمه 00ويؤثر على نفسيته في مختلف مراحل حياته000
39- كما تتميز مرحلة الرضاعة بالضعف النفسي الاجتماعي00فالطفل الرضيع سريع الاستجابة البكائية00ينهزم لأي عائق ولو كان بسيطا ويبكي00شديد الجزع من المفارقة00مفارقة الام والاب اوالاخوة00شديد التعلق والاقبال والالتصاق بمن يحب ويألف00وخصوصا الام00يضاف الى ذلك كونه عالة على غيره00لايساعد نفسه في غالب الاحيان00 فضبط الحركة والجلوس والاخراج امر شبه معدوم00
وبسبب هذا الضعف الفطري المعتاد00تعامل المنهج الاسلامي مع هذا الطابع بمنتهى الدقة والموائمة بين واقع الطفل وطريقة تربيته00
عن ابي قتادة الانصاري رضي الله تعالى عنه00( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمامة بنت ابي العاص على عاتقه00فصلى فاذا ركع وضعها واذا رفع رفعها )00
فالطفل هش النفس 00يخشى من مفارقة الكبير وتركه له00 ولايدرك حال الكبير وظرفه مهما كان00لذلك فانه يعامل بقدر ادراكه00ومن خلال مشاعره وعواطفه00 وبقدر حاجته الى الرفق به وتقريبه والصبر عليه00وعدم مؤاخذته على ما يبدر منه00لعدم قدرته على الضبط العضوي والنفسي00
عن عائشة رضي الله تعالى عنها00( ان النبي صلى الله عليه وسلم وضع صبيا في حجره يحنكه فبال عليه فدعا بماء فأتبعه )000
40- وتتميز مرحلة الرضاعة ايضا بالضعف اللغوي00فالطفل الرضيع لايملك وسيلة التخاطب المعتادة00ويعبر عن حاجاته00واحواله00 وآلامه00بالبكاء والجزع00وبملامح الوجه وبالصوت00وبالحركة والاشارة00ويفهمه الكبار بواسطة هذه الانفعالات00
لذلك فالبكاء هو اهم وسائل الاتصال المعبرة لدى الرضيع00 ومن الطبيعي ان تراعي الام وكذلك الاب هذا الضعف00والاستجابة المناسبة والمراعية للقدرة التعبيرية عند الطفل00
عن انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال00( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع امه وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الخفيفة او بالسورة القصيرة )00
وفي تخفيف الصلاة تلبية لحاجة الطفل ولحاجة الام00وتجاوب مع بكائه00وذلك مدعاة للأم من باب اولى ان تعتني بحالة طفلها00 ودفع اسباب انزعاجه00ولأن الام هي التي تتولى ذلك بالنسبة للطفل فانها تعتبر اقوى شخصية عنده00فهو لايأبه بغيرها000
________---------------____________---------------___________________-----------
والى هنا تنتهي مرحلة الرضاعة 000وبعدها باذن الله تعالى مرحلة الحضانة000
والحمد لله رب العالمين