waleed700
22-08-2002, 01:21 AM
اشكر جميع الذين ارسلوا رسائل للسؤال عن نشرة الاصلاح واسف عن تأخري عن نشرها وذلك بسبب اعمال خاصة
*-*-*-*-*
السؤال الكبير
من البديل؟
نشرة الإصلاح العدد 328 بتاريخ 19 أغسطس 2002
سؤال يتكرر .. ومفارقة
رغم أننا نتحفظ على السؤال "من البديل" في أصله للأسباب التي ستتضح في النقاش أدناه، ألا أننا مضطرون لمناقشته باستفاضة. وسبب مناقشة السؤال ليس لأننا نتراجع عن تحفظنا لكن لأننا محكومون بأفهام الجمهور. والأسباب التي نطرحها للتحفظ على السؤال لم يتشربها الجهور وبذلك يكون طرحها جزء من مناقشة قضية "من البديل".
لماذا يتكرر السؤال الآن بالذات؟
مثلما ذكرنا في نشرات وجلسات سابقة فقد صار واضحا أن القناعة بقدرة النظام على البقاء اهتزت كثيرا في أذهان الناس، النخبة منهم أو العامة. وأمسى الناس يتسائلون عن كل شيء له علاقة بسقوط آل سعود، سيناريوا زوالهم، أسباب زوالهم، توقيت زوالهم، ماذا سيحصل لهم بعد زوالهم، كيف نسترجع أموالنا التي أخرجوها من بلادنا بعد زوالهم، كيف نباشر عقاب المجرمين منهم ... الخ من الأسئلة ذات العلاقة. وبعد أن خيّم شبح آل سعود عقودا من السنين على خيال الناس كقدرأبدي للجزيرة بات الناس لأول مرة يقبلون بأن يتصوروا الجزيرة بدون آل سعود. من الطبيعي أن تدفع هذه القناعة الواعية بحتمية زوال آل سعود وقرب هذا الزوال عن تصور الوضع أوالنظام أو الأشخاص الذي سيخلف آل سعود. لكن السؤال عن البديل لم يكن دوما سؤالا ناضجا واعيا متسقا مع الأسئلة السابقة، بل ربما يرد بشكل ساذج فيه تراجع في الوعي والتصور.
سؤال ناضج
الشكل الناضج للسؤال عن البديل هو اعتبار زوال آل سعود حتمي، ويطرح السؤال من باب استشراف نوعية البديل أو من باب ما يمكن أن يُصنع لتحديد هذا البديل. الذين يطرحون هذا السؤال يكررون نفس الأسئلة المنطقية المبنية على استقراء الأحداث ويتسائلون عن سيناريو الزوال واحتماليات من سيخلف مؤسسة آل سعود. ومن الطرح المنطقي أن يتسائل الإنسان عن آثار هذه السيناريوهات على الناس واحتمالية الضرر وضرورة التدخل لإزالة هذا الضرر ومن ثم دراسة فرص تحديد البديل. نعم يدرك من يطرحون هذا الطرح صعوبة التدخل ومحدودية الأدوات القابلة للاستخدام في فرض البديل بسبب التركة التي خلفتها عقود من سياسة آل سعود الاستبدادية الامتلاكية، لكنهم يدركون كذلك أن استقراء الأحداث ينبيء بتغييرات ستكون لها أثار مدمرة إن لم يتداركوا بتدخل بشكل أو بآخر.
سؤال ساذج
أما الشكل الساذج فهو السؤال بمعنى نفي احتمال زوال آل سعود، لماذا؟ لأنه لا يوجد لهم بديل، هكذا بكل بساطة. وغالبا ما يردد المصابون بهذا التسطيح الفكري عبارة أن آل سعود رغم كل ما فيهم فلا يوجد بديل لهم يستطيع قيادة البلد، وكأن قرار استبدال آل سعود ببديل آخر بيدهم وأنهم لم يقتنعوا بغيره بعد، وأنهم سيستبدلوه لحظة اقتناعهم بالبديل الجديد!! والذين يطرحون هذا الطرح لم يتخلصوا بعد من عقدة أن آل سعود هم قدر البلد ولم يتخلصوا من هذا الشبح المخيم على مخيلتهم. ومشكلة من يطرح هذا الطرح سواء كان من النخبة أو من العامة أنه لا يريد أن يعترف أنه رقم مهمل في معادلة التغيير ولا يريد أن يقر أنه دمية تحركها الأحداث. وبدلا من أن يعترف بذلك فإنه يهرب إلى السؤال "من البديل" حتى يخدع نفسه بأنه هو المتحكم بالأحداث وأنه لحظة وجود البديل فسيقرر تعيينه بدلا من بن سعود، مغالطة تدل على قمة السذاجة والتناقض.
لماذا السؤال الساذج هو الشائع؟
مما ينبغي الاعتراف به أن الذين يطرحون الشكل الساذج من السؤال هم الأكثرية، فلماذا أصيب الناس -نخبتهم وعامتهم- بكل هذه السطحية والسذاجة؟ السبب له عوامل كثيرة لها علاقة بتقادم الزمن في ظل آل سعود ومرور عقود كثيرة تحت كنف هذا النظام. النظام الحاكم لم يكتف بالاستبداد والإمساك بزمام كل شيء والسيطرة على البلد سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وحرمان الناس من الشورى والمحاسبة والشفافية، بل سعى لتربية الشعب نفسيا وعقليا على أن الجنس الوحيد من البشر في المملكة الذي يستطيع أن يتعامل مع السياسة بمعناها الحقيقي هو آل سعود. نعم هناك وزراء وشخصيات مهمة في السلطة من غير آل سعود لكن الناس يعلمون جيدا أن هناك فارق هائل بين كون الشخص في الوزارة أو في منصب كبير أو مهم وبين كونه من آل سعود. عضو الأسرة الحاكمة هو الوحيد صاحب القرار، هو الوحيد الذي لا يُثَنّى على كلامه، هو الوحيد المضمون أن يبقى في منصبه إو يرفّع، هو الوحيد الذي لا يُسأل عما يفعل أوعما يقرر، هو الوحيد الذي يتصرف دون الرجوع لأحد، هو الوحيد الذي يعلو على القانون والنظام والقضاء. عاش الناس عقودا تحت هذا الواقع حتى أصبح من المستحيل عليهم أن يتصورا شخصا آخر من غير آل سعود يستطيع أن يتصرف بأسلوب صاحب قرار نهائي.
بل هي تربية موجهة
آل سعود لم يكتفوا بوضع الناس أمام الأمر الواقع بسلطتهم واستبدادهم بل سعوا إلى ترسيخ هذه التربية من خلال وسائل مختلفة أزاحت تماما من عقول الناس احتمال التفكير ببديل. أولا، منع آل سعود وبقوة السلطة فرصة أي شكل من أشكال التجمع حتى لو كان تحت مظلة غير سياسية حتى لا يظهر أمام الناس أي مؤسسة أو هيئة أو جمعية تهييء لهم نفسيا إمكانية قدرة الناس على تجميع أنفسهم خارج السلطة. ثانيا، منع آل سعود حرية التعبير بجميع أشكالها حتى تبقى أدوات الإعلام بيدهم فقط وبذلك يحتكروا ترميز أنفسهم، فهم الرموز الوحيدة بل هم المقدسون المعصومون. ثالثا، سعى آل سعود لتحويل قوة العلماء الطبيعية في مثل مجتمعنا لقوة مروَضة لمصلحتهم، ونجحوا في توظيفهم كأدوات لتأكيد رمزية وتقديس وقَدَرية آل سعود لهذا البلد. رابعا، سعى آل سعود لسحق الرموز الاجتماعية التي لا تقبل بتقديسهم سواء بسجنهم أو تصفيتهم أو تشويه سمعتهم أو حصارهم حتى بات من غير الوارد لشخص لا يقبل بتقديس آل سعود أن يجد له موطئ قدم في بلادنا. طال الزمن بهذه التربية حتى أزيح من أذهان الناس أحتمال أن يوجد من يستطيع أن يفرض نفسه في ميدان أو بيئة السياسة غير آل سعود. أدت هذه التربية الموجهة مع الحضور الأحتكاري لآل سعود في موقع السلطة إلى أن يعاني الناس نخبا وجمهور من عقدة السؤال الساذج "من البديل؟".
مفهوم البديل .. مؤسسة الحكم
قامت دولة آل سعود على مقومات حكم يستطيع الإنسان أن يقول إنها تلاشت تقريبا. حاول آل سعود تعويض هذه المقوّمات المفقودة بالمال فأعطاهم المال شيئا من العمر، ثم حاولوا بالإعلام والكذب والتضليل فأعطاهم ذلك شيئا من العمر، لكن كل أشكال تعويض الشرعية استنفذت، وتفككت المؤسسة وأصبحت تحكم بالاستمرارية فقط دون أي مقومات بقاء. والذي يتأمل حقيقة المؤسسة الحاكمة حاليا من حيث بنيتها ومنهجيتها في الحكم وقدرة هذه المؤسسة من حيث تماسكها وطريقتها في التعامل مع الأحداث ومواجهة التحديات يدرك بدون جهد ذهني أن هذه المؤسسة غاية في التخلف بل إنها سبب لقيادة البلد إلى التفكك والانهيار. وإذا كانت هذه المؤسسة غاية في التخلف البنيوي والمنهجي فلماذا يستغرب أن تستطيع أي مؤسسة بديلة القيام بهذه المهمة؟
مفهوم البديل .. أفراد الحكم
الأفراد القائمون على إدارة مؤسسة الحكم هم كبار آل سعود، الأمراء عبد الله وسلطان ونايف وسلمان. إضافة لذلك هناك دور مهم لبعض أمراء المناطق في مناطقهم مثل محمد بن فهد وعبد المجيد بن عبد العزيز وخالد الفيصل. وربما هناك دور محدود لبعض الشخصيات أخرى من الأسرة، لكن القرار الحقيقي والتخطيط ورسم السياسة (إن كان هناك شي إسمه رسم سياسة) بيد هؤلاء فقط. وهذه الشخصيات معروفة جيدا والناس على اطلاع بمقدراتهم الذهنية والثقافية وتحصيلهم الأكاديمي ومهاراتهم اللغوية والسياسية. ولوحصل تقويم عام للشعب فلا نعتقد أن هناك من يختلف معنا في أن أكثر من ثلاث أرباع الشعب يفوقون هذا الفريق في القدرات والمهارات حسب هذه المقاييس. فإذا كان حال أفراد الحكم بهذا المستوى فكيف إذن يستعظم الناس إمكانية وجود بدائل لهؤلاء الأفراد؟
عودة منطقية إلى السؤال الناضج
ما دام آل سعود زائلين، وما دام حكمهم على مستوى المؤسسة وعلى مستوى الفرد ليس فيه مزايا تفوّق، فسيكون الاستنتاج الطبيعي هو تأكيد طرح الشكل الناضج من السؤال وهو اعتبار زوال آل سعود حتمي، وطرحه من باب استشراف نوعية البديل أو من باب ما يمكن أن يُصنع لتحديد هذا البديل. ولقد سبق أن أوردنا الاحتمالات التي يمكن أن تحصل في البلد من خلاف في العائلة الحاكمة إلى سلسلة أغتيالات إلى انهيار اقتصادي وما يتبع ذلك من احتمالات بتغيير كبير داخل الأسرة أو بروز قوة جديدة أو فوضى أو تدخلات خارجية. ولقد آن الأوان ليسأل العقلاء والقلقون على مستقبل البلد أنفسهم عما يجب أن يفعلوا للتدخل لتعديل مسار الأحداث. ولا بد لمثل هذه القضايا أن تكون خاطرة في الأذهان حتى يسهل على الأمة التنسيق من أجلها. ونحن نطرح بعض هذه الاحتمالات ليس من باب انها جميعا واردة بل من باب استعراض كل الاحتمالات بما فيها الاحتمالات النظرية.
أشكال التغيير المرسوم .. حاكم عاقل
من الاحتمالات المغرفة في التفائل والطرح النظري أن تنتهي السلطة بين الأمراء الكبار إلى يد واحد منهم يدرك حقيقة زوال آل سعود فيقرر بكل عقل وهدوء التفاهم مع قوى الشعب لتغيير جوهري في الحكم يضع السلطة في يد الأمة. ويوفر هذا الحاكم "العاقل" مظلة السلطة يحمي بها عملية التغيير الهاديء على أساس ما جاء في المطالب الشعبية التي وردت في خطاب المطالب ومذكرة النصيحة أو ما شابهها. وهذا يستدعي أن يكون لديه الاستعداد لتخلي آل سعود عن السلطة لمن ترتضيه الأمة وهي عملية تحتاج إلى فترة من حرية التعبير والتجمع تُنضّج بها الأمة مشروع الحكم الجديد فيها. ولو توفر هذا الاحتمال جدلا فلا نشك أن عاقلا يرفضه، لكن هيهات، سيكون احتمال وروده مثل ولوج الجمل في سم الخياط.
أشكال التغيير المرسوم .. انقلاب من داخل الأسرة
ومعناه أن يكون في الأسرة من الصف الثاني أو حتى الثالث الذين لديهم شيء من معنى النفوذ من لديه الأدوات التي يستطيع أن يستلم بها الحكم بعد تحالف مع القوى المخلصة في الأمة. ويكون شرط دعم هذه القوى هو تحويل السلطة للأمة بنظام حكم ومؤسسة حكم جديدة ومنهج جديد. ولا شك أن بين الآلاف من آل سعود عدد من الصالحين والعقلاء لكن الحقيقة أن كل هؤلاء معزولون عن موقع القرار كليا. وبذلك يكون بذل الجهد من قبل الأمة لتمكين هؤلاء هو نفس الجهد المبذول بدون اعتبارلهم. أما الذين لديهم طرف نفوذ أو شيء من القرار فمع الأسف لا تكاد تجد فيهم الصلاح فضلا عن أن تجد الرغبة في الإصلاح. ولذلك يصبح هذا الاحتمال بعيدا مثل الذي قبله.
أشكال التغيير المرسوم .. انقلاب عسكري
من الممكن نظريا أن يحاول بعض الضباط في الجيش أو الحرس الوطني القيام بانقلاب عسكري لتدارك الوضع، لكن واقع القوات المسلحة يقول غير ذلك. لقد رتبت أوضاع القوات المسلحة من قبل العائلة الحاكمة بطريقة تجعل من شبه المستحيل أن ينجح أي انقلاب عسكري. أولا جُزئت القوات المسلحة وأصبح كل جزء منها يستطيع كبح تحرك من الآخر إلا أن تكون مواجهة بالغة الدموية. ثانيا تم ترويض المراتب العليا من القيادات العسكرية ترويضا خاصا بحيث يكاد يستحيل أن يفكر أحدهم بانقلاب عسكري. ثالثا جُعلت خيوط تكامل التحرك العسكري كلها بيد الأمير الذي يدير المؤسسة العسكرية، فمثلا ربطت مخازن الذخيرة بالأمير شخصيا، وبهذا لا يستطيع أي مرفق عسكري أن يحقق شيئا لأن ليس لديه ذخيرة. رابعا أُسست بعض القوى العسكرية خصيصا لقمع أي انقلاب عسكري وفرغت لهذه المهمة ودربت على أساسها. ربما يمكن النظر في هذا الخيار في مرحلة أخرى حينما يبدأ انفراط العقد ويتمكن بعض الضباط من عدة قطاعات من التنسيق بينهم في ترتيب تحرك عسكري، أما الآن فالأمر في غاية الصعوبة. لكن مع ذلك ينبغي على القيادات الشعبية المتصدية للإصلاح أن تتهيأ بإقامة علاقات وثيقة مع هذه القوى العسكرية حتى تجعلها لحظة الأزمات مع الأمة بدلا من أن تُسلط عليها.
أشكال التغيير المرسوم .. حملة شعبية
هل يمكن أن يحصل في بلادنا حملة شعبية عارمة على غرار الثورة الفرنسية أو الثورة الإيرانية يزيل آل سعود رغم أنوفهم بالمظاهرات أو بالإضرابات أو ما شابهها ويستبدلهم بمؤسسة صالحة مصلحة على عين الأمة؟ لا شك أن هذا الاحتمال غير وارد الآن، فرغم الوعي المتنامي لدى الناس بفساد النظام الحاكم وضرورة الإصلاح ألا أن طابع السلبية والتردد والاتكالية هوالشائع بين الناس، ولا يزال هناك الكثير من المنتفعين والطفيليين الذين يعيشون على الوضع الفاسد. وما لم تتغير نفوس الناس ويشحنون بالايجابية والعطاء والشجاعة والشعور بالمسؤولية فليس من المتوقع أن يحصل تغيير على هذا المنوال. ويبدو أن الأحداث تتسارع بطريقة تسبق هذا التطور وبذلك يصبح التغيير على غرار الحملة الشعبية العارمة أمرا بعيد الاحتمال.
وماذا عن التغيير غير المرسوم؟
مع الأسف الشديد يبقى التغيير الحاصل ببواعث وتأثيرات خارجة عن إرادة الأمة هو الأكثر احتمالا للوقوع. وسبق أن استعرضنا مرارا بواعث هذا التغيير وسيناريوهاته وأكدنا كثيرا على احتمالية الفوضى وانفلات الأمن وتفكك البلد والتدخلات الخارجية. ومع ضعف جاهزية الأمة ممثلة في روادها لترتيب أوراقها وأدواتها فستكون الفرصة مهيئة إما لأن تستمر الفوضى أو أن يقفز النفعيون والانتهازيون والمتآمرون مع القوى العظمى لاستثمار الوضع سواء في بلدان مجزأة أو في بلد واحد يقاد من قوى خارجية بيد دمى جديدة. وإذا ما تمكن هؤلاء من ضبط الأمن والنظام فسوف يرحب بهم الناس حتى لو كانوا نفعيين انتهازيين أو كانوا دمى لقوى خارجية لأن الأولوية للناس وقتها هي الأمن والنظام وما عدا ذلك ينظر فيه نظرة مؤجلة.
كيف نتحكم بالبديل في حالة التغيير غير المرسوم؟
سبق أن طرحنا في نشرات سابقة ( 310 ، 315 ، 326 ) كيف تتهيأ الأمة من الآن للفوضى القادمة سواء بخطوط عريضة أو بتفصيل مباشر وبينّا كيف تتعامل مع الفوضى لحظة حدوثها. ولا نحتاج لتكرار ما ذكرناه في تلك النشرات، ألا أننا نؤكد مع سرعة تتابع الأحداث داخليا وإقليميا وعالميا إن ما نحذر منه يقترب بشكل حثيث. وإن كان لدى العقلاء من أبناء البلد قلق حقيقي على أنفسهم وبلدهم فإن الجواب عن السؤال الأول "من البديل" سيكون بأيديهم حين يحسنون التحرك مبكرا ويحملوا همّ هذه القضية ويفكروا بما طرحناه من اقتراحات للتعامل مع هذا الخطر القادم.
روابط النشرات المتصلة بالموضوع
http://www.islahi.net:2222/monitors/m310.htm
http://www.islahi.net:2222/monitors/m315.htm
http://www.islahi.net:2222/monitors/m326.htm
ملحق خاص وهام
قريبا سنصدر بإذن الله ملحقا خاصا عمّا انتهت إليه العلاقة بين المملكة وأمريكا بعد رفع الدعوى الرسمية ضد أعضاء العائلة الحاكمة في المحاكم الأمريكية واثار ذلك على العائلةالحاكمة وكيف ستدير الحكومة السعودية هذه الأزمة.
وجواسيس الموساد حكم قضائي ثلاث أشهر
وقريبا كذلك بعض التفاصيل عن رقة النظام الأمني والقضائي السعودي مع عملاء الموساد الذين ثبت عليهم الجاسوسية لإسرائيل مقابل القسوة مع العلماء والمصلحين وشباب الجهاد.
*-*-*-*-*
السؤال الكبير
من البديل؟
نشرة الإصلاح العدد 328 بتاريخ 19 أغسطس 2002
سؤال يتكرر .. ومفارقة
رغم أننا نتحفظ على السؤال "من البديل" في أصله للأسباب التي ستتضح في النقاش أدناه، ألا أننا مضطرون لمناقشته باستفاضة. وسبب مناقشة السؤال ليس لأننا نتراجع عن تحفظنا لكن لأننا محكومون بأفهام الجمهور. والأسباب التي نطرحها للتحفظ على السؤال لم يتشربها الجهور وبذلك يكون طرحها جزء من مناقشة قضية "من البديل".
لماذا يتكرر السؤال الآن بالذات؟
مثلما ذكرنا في نشرات وجلسات سابقة فقد صار واضحا أن القناعة بقدرة النظام على البقاء اهتزت كثيرا في أذهان الناس، النخبة منهم أو العامة. وأمسى الناس يتسائلون عن كل شيء له علاقة بسقوط آل سعود، سيناريوا زوالهم، أسباب زوالهم، توقيت زوالهم، ماذا سيحصل لهم بعد زوالهم، كيف نسترجع أموالنا التي أخرجوها من بلادنا بعد زوالهم، كيف نباشر عقاب المجرمين منهم ... الخ من الأسئلة ذات العلاقة. وبعد أن خيّم شبح آل سعود عقودا من السنين على خيال الناس كقدرأبدي للجزيرة بات الناس لأول مرة يقبلون بأن يتصوروا الجزيرة بدون آل سعود. من الطبيعي أن تدفع هذه القناعة الواعية بحتمية زوال آل سعود وقرب هذا الزوال عن تصور الوضع أوالنظام أو الأشخاص الذي سيخلف آل سعود. لكن السؤال عن البديل لم يكن دوما سؤالا ناضجا واعيا متسقا مع الأسئلة السابقة، بل ربما يرد بشكل ساذج فيه تراجع في الوعي والتصور.
سؤال ناضج
الشكل الناضج للسؤال عن البديل هو اعتبار زوال آل سعود حتمي، ويطرح السؤال من باب استشراف نوعية البديل أو من باب ما يمكن أن يُصنع لتحديد هذا البديل. الذين يطرحون هذا السؤال يكررون نفس الأسئلة المنطقية المبنية على استقراء الأحداث ويتسائلون عن سيناريو الزوال واحتماليات من سيخلف مؤسسة آل سعود. ومن الطرح المنطقي أن يتسائل الإنسان عن آثار هذه السيناريوهات على الناس واحتمالية الضرر وضرورة التدخل لإزالة هذا الضرر ومن ثم دراسة فرص تحديد البديل. نعم يدرك من يطرحون هذا الطرح صعوبة التدخل ومحدودية الأدوات القابلة للاستخدام في فرض البديل بسبب التركة التي خلفتها عقود من سياسة آل سعود الاستبدادية الامتلاكية، لكنهم يدركون كذلك أن استقراء الأحداث ينبيء بتغييرات ستكون لها أثار مدمرة إن لم يتداركوا بتدخل بشكل أو بآخر.
سؤال ساذج
أما الشكل الساذج فهو السؤال بمعنى نفي احتمال زوال آل سعود، لماذا؟ لأنه لا يوجد لهم بديل، هكذا بكل بساطة. وغالبا ما يردد المصابون بهذا التسطيح الفكري عبارة أن آل سعود رغم كل ما فيهم فلا يوجد بديل لهم يستطيع قيادة البلد، وكأن قرار استبدال آل سعود ببديل آخر بيدهم وأنهم لم يقتنعوا بغيره بعد، وأنهم سيستبدلوه لحظة اقتناعهم بالبديل الجديد!! والذين يطرحون هذا الطرح لم يتخلصوا بعد من عقدة أن آل سعود هم قدر البلد ولم يتخلصوا من هذا الشبح المخيم على مخيلتهم. ومشكلة من يطرح هذا الطرح سواء كان من النخبة أو من العامة أنه لا يريد أن يعترف أنه رقم مهمل في معادلة التغيير ولا يريد أن يقر أنه دمية تحركها الأحداث. وبدلا من أن يعترف بذلك فإنه يهرب إلى السؤال "من البديل" حتى يخدع نفسه بأنه هو المتحكم بالأحداث وأنه لحظة وجود البديل فسيقرر تعيينه بدلا من بن سعود، مغالطة تدل على قمة السذاجة والتناقض.
لماذا السؤال الساذج هو الشائع؟
مما ينبغي الاعتراف به أن الذين يطرحون الشكل الساذج من السؤال هم الأكثرية، فلماذا أصيب الناس -نخبتهم وعامتهم- بكل هذه السطحية والسذاجة؟ السبب له عوامل كثيرة لها علاقة بتقادم الزمن في ظل آل سعود ومرور عقود كثيرة تحت كنف هذا النظام. النظام الحاكم لم يكتف بالاستبداد والإمساك بزمام كل شيء والسيطرة على البلد سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وحرمان الناس من الشورى والمحاسبة والشفافية، بل سعى لتربية الشعب نفسيا وعقليا على أن الجنس الوحيد من البشر في المملكة الذي يستطيع أن يتعامل مع السياسة بمعناها الحقيقي هو آل سعود. نعم هناك وزراء وشخصيات مهمة في السلطة من غير آل سعود لكن الناس يعلمون جيدا أن هناك فارق هائل بين كون الشخص في الوزارة أو في منصب كبير أو مهم وبين كونه من آل سعود. عضو الأسرة الحاكمة هو الوحيد صاحب القرار، هو الوحيد الذي لا يُثَنّى على كلامه، هو الوحيد المضمون أن يبقى في منصبه إو يرفّع، هو الوحيد الذي لا يُسأل عما يفعل أوعما يقرر، هو الوحيد الذي يتصرف دون الرجوع لأحد، هو الوحيد الذي يعلو على القانون والنظام والقضاء. عاش الناس عقودا تحت هذا الواقع حتى أصبح من المستحيل عليهم أن يتصورا شخصا آخر من غير آل سعود يستطيع أن يتصرف بأسلوب صاحب قرار نهائي.
بل هي تربية موجهة
آل سعود لم يكتفوا بوضع الناس أمام الأمر الواقع بسلطتهم واستبدادهم بل سعوا إلى ترسيخ هذه التربية من خلال وسائل مختلفة أزاحت تماما من عقول الناس احتمال التفكير ببديل. أولا، منع آل سعود وبقوة السلطة فرصة أي شكل من أشكال التجمع حتى لو كان تحت مظلة غير سياسية حتى لا يظهر أمام الناس أي مؤسسة أو هيئة أو جمعية تهييء لهم نفسيا إمكانية قدرة الناس على تجميع أنفسهم خارج السلطة. ثانيا، منع آل سعود حرية التعبير بجميع أشكالها حتى تبقى أدوات الإعلام بيدهم فقط وبذلك يحتكروا ترميز أنفسهم، فهم الرموز الوحيدة بل هم المقدسون المعصومون. ثالثا، سعى آل سعود لتحويل قوة العلماء الطبيعية في مثل مجتمعنا لقوة مروَضة لمصلحتهم، ونجحوا في توظيفهم كأدوات لتأكيد رمزية وتقديس وقَدَرية آل سعود لهذا البلد. رابعا، سعى آل سعود لسحق الرموز الاجتماعية التي لا تقبل بتقديسهم سواء بسجنهم أو تصفيتهم أو تشويه سمعتهم أو حصارهم حتى بات من غير الوارد لشخص لا يقبل بتقديس آل سعود أن يجد له موطئ قدم في بلادنا. طال الزمن بهذه التربية حتى أزيح من أذهان الناس أحتمال أن يوجد من يستطيع أن يفرض نفسه في ميدان أو بيئة السياسة غير آل سعود. أدت هذه التربية الموجهة مع الحضور الأحتكاري لآل سعود في موقع السلطة إلى أن يعاني الناس نخبا وجمهور من عقدة السؤال الساذج "من البديل؟".
مفهوم البديل .. مؤسسة الحكم
قامت دولة آل سعود على مقومات حكم يستطيع الإنسان أن يقول إنها تلاشت تقريبا. حاول آل سعود تعويض هذه المقوّمات المفقودة بالمال فأعطاهم المال شيئا من العمر، ثم حاولوا بالإعلام والكذب والتضليل فأعطاهم ذلك شيئا من العمر، لكن كل أشكال تعويض الشرعية استنفذت، وتفككت المؤسسة وأصبحت تحكم بالاستمرارية فقط دون أي مقومات بقاء. والذي يتأمل حقيقة المؤسسة الحاكمة حاليا من حيث بنيتها ومنهجيتها في الحكم وقدرة هذه المؤسسة من حيث تماسكها وطريقتها في التعامل مع الأحداث ومواجهة التحديات يدرك بدون جهد ذهني أن هذه المؤسسة غاية في التخلف بل إنها سبب لقيادة البلد إلى التفكك والانهيار. وإذا كانت هذه المؤسسة غاية في التخلف البنيوي والمنهجي فلماذا يستغرب أن تستطيع أي مؤسسة بديلة القيام بهذه المهمة؟
مفهوم البديل .. أفراد الحكم
الأفراد القائمون على إدارة مؤسسة الحكم هم كبار آل سعود، الأمراء عبد الله وسلطان ونايف وسلمان. إضافة لذلك هناك دور مهم لبعض أمراء المناطق في مناطقهم مثل محمد بن فهد وعبد المجيد بن عبد العزيز وخالد الفيصل. وربما هناك دور محدود لبعض الشخصيات أخرى من الأسرة، لكن القرار الحقيقي والتخطيط ورسم السياسة (إن كان هناك شي إسمه رسم سياسة) بيد هؤلاء فقط. وهذه الشخصيات معروفة جيدا والناس على اطلاع بمقدراتهم الذهنية والثقافية وتحصيلهم الأكاديمي ومهاراتهم اللغوية والسياسية. ولوحصل تقويم عام للشعب فلا نعتقد أن هناك من يختلف معنا في أن أكثر من ثلاث أرباع الشعب يفوقون هذا الفريق في القدرات والمهارات حسب هذه المقاييس. فإذا كان حال أفراد الحكم بهذا المستوى فكيف إذن يستعظم الناس إمكانية وجود بدائل لهؤلاء الأفراد؟
عودة منطقية إلى السؤال الناضج
ما دام آل سعود زائلين، وما دام حكمهم على مستوى المؤسسة وعلى مستوى الفرد ليس فيه مزايا تفوّق، فسيكون الاستنتاج الطبيعي هو تأكيد طرح الشكل الناضج من السؤال وهو اعتبار زوال آل سعود حتمي، وطرحه من باب استشراف نوعية البديل أو من باب ما يمكن أن يُصنع لتحديد هذا البديل. ولقد سبق أن أوردنا الاحتمالات التي يمكن أن تحصل في البلد من خلاف في العائلة الحاكمة إلى سلسلة أغتيالات إلى انهيار اقتصادي وما يتبع ذلك من احتمالات بتغيير كبير داخل الأسرة أو بروز قوة جديدة أو فوضى أو تدخلات خارجية. ولقد آن الأوان ليسأل العقلاء والقلقون على مستقبل البلد أنفسهم عما يجب أن يفعلوا للتدخل لتعديل مسار الأحداث. ولا بد لمثل هذه القضايا أن تكون خاطرة في الأذهان حتى يسهل على الأمة التنسيق من أجلها. ونحن نطرح بعض هذه الاحتمالات ليس من باب انها جميعا واردة بل من باب استعراض كل الاحتمالات بما فيها الاحتمالات النظرية.
أشكال التغيير المرسوم .. حاكم عاقل
من الاحتمالات المغرفة في التفائل والطرح النظري أن تنتهي السلطة بين الأمراء الكبار إلى يد واحد منهم يدرك حقيقة زوال آل سعود فيقرر بكل عقل وهدوء التفاهم مع قوى الشعب لتغيير جوهري في الحكم يضع السلطة في يد الأمة. ويوفر هذا الحاكم "العاقل" مظلة السلطة يحمي بها عملية التغيير الهاديء على أساس ما جاء في المطالب الشعبية التي وردت في خطاب المطالب ومذكرة النصيحة أو ما شابهها. وهذا يستدعي أن يكون لديه الاستعداد لتخلي آل سعود عن السلطة لمن ترتضيه الأمة وهي عملية تحتاج إلى فترة من حرية التعبير والتجمع تُنضّج بها الأمة مشروع الحكم الجديد فيها. ولو توفر هذا الاحتمال جدلا فلا نشك أن عاقلا يرفضه، لكن هيهات، سيكون احتمال وروده مثل ولوج الجمل في سم الخياط.
أشكال التغيير المرسوم .. انقلاب من داخل الأسرة
ومعناه أن يكون في الأسرة من الصف الثاني أو حتى الثالث الذين لديهم شيء من معنى النفوذ من لديه الأدوات التي يستطيع أن يستلم بها الحكم بعد تحالف مع القوى المخلصة في الأمة. ويكون شرط دعم هذه القوى هو تحويل السلطة للأمة بنظام حكم ومؤسسة حكم جديدة ومنهج جديد. ولا شك أن بين الآلاف من آل سعود عدد من الصالحين والعقلاء لكن الحقيقة أن كل هؤلاء معزولون عن موقع القرار كليا. وبذلك يكون بذل الجهد من قبل الأمة لتمكين هؤلاء هو نفس الجهد المبذول بدون اعتبارلهم. أما الذين لديهم طرف نفوذ أو شيء من القرار فمع الأسف لا تكاد تجد فيهم الصلاح فضلا عن أن تجد الرغبة في الإصلاح. ولذلك يصبح هذا الاحتمال بعيدا مثل الذي قبله.
أشكال التغيير المرسوم .. انقلاب عسكري
من الممكن نظريا أن يحاول بعض الضباط في الجيش أو الحرس الوطني القيام بانقلاب عسكري لتدارك الوضع، لكن واقع القوات المسلحة يقول غير ذلك. لقد رتبت أوضاع القوات المسلحة من قبل العائلة الحاكمة بطريقة تجعل من شبه المستحيل أن ينجح أي انقلاب عسكري. أولا جُزئت القوات المسلحة وأصبح كل جزء منها يستطيع كبح تحرك من الآخر إلا أن تكون مواجهة بالغة الدموية. ثانيا تم ترويض المراتب العليا من القيادات العسكرية ترويضا خاصا بحيث يكاد يستحيل أن يفكر أحدهم بانقلاب عسكري. ثالثا جُعلت خيوط تكامل التحرك العسكري كلها بيد الأمير الذي يدير المؤسسة العسكرية، فمثلا ربطت مخازن الذخيرة بالأمير شخصيا، وبهذا لا يستطيع أي مرفق عسكري أن يحقق شيئا لأن ليس لديه ذخيرة. رابعا أُسست بعض القوى العسكرية خصيصا لقمع أي انقلاب عسكري وفرغت لهذه المهمة ودربت على أساسها. ربما يمكن النظر في هذا الخيار في مرحلة أخرى حينما يبدأ انفراط العقد ويتمكن بعض الضباط من عدة قطاعات من التنسيق بينهم في ترتيب تحرك عسكري، أما الآن فالأمر في غاية الصعوبة. لكن مع ذلك ينبغي على القيادات الشعبية المتصدية للإصلاح أن تتهيأ بإقامة علاقات وثيقة مع هذه القوى العسكرية حتى تجعلها لحظة الأزمات مع الأمة بدلا من أن تُسلط عليها.
أشكال التغيير المرسوم .. حملة شعبية
هل يمكن أن يحصل في بلادنا حملة شعبية عارمة على غرار الثورة الفرنسية أو الثورة الإيرانية يزيل آل سعود رغم أنوفهم بالمظاهرات أو بالإضرابات أو ما شابهها ويستبدلهم بمؤسسة صالحة مصلحة على عين الأمة؟ لا شك أن هذا الاحتمال غير وارد الآن، فرغم الوعي المتنامي لدى الناس بفساد النظام الحاكم وضرورة الإصلاح ألا أن طابع السلبية والتردد والاتكالية هوالشائع بين الناس، ولا يزال هناك الكثير من المنتفعين والطفيليين الذين يعيشون على الوضع الفاسد. وما لم تتغير نفوس الناس ويشحنون بالايجابية والعطاء والشجاعة والشعور بالمسؤولية فليس من المتوقع أن يحصل تغيير على هذا المنوال. ويبدو أن الأحداث تتسارع بطريقة تسبق هذا التطور وبذلك يصبح التغيير على غرار الحملة الشعبية العارمة أمرا بعيد الاحتمال.
وماذا عن التغيير غير المرسوم؟
مع الأسف الشديد يبقى التغيير الحاصل ببواعث وتأثيرات خارجة عن إرادة الأمة هو الأكثر احتمالا للوقوع. وسبق أن استعرضنا مرارا بواعث هذا التغيير وسيناريوهاته وأكدنا كثيرا على احتمالية الفوضى وانفلات الأمن وتفكك البلد والتدخلات الخارجية. ومع ضعف جاهزية الأمة ممثلة في روادها لترتيب أوراقها وأدواتها فستكون الفرصة مهيئة إما لأن تستمر الفوضى أو أن يقفز النفعيون والانتهازيون والمتآمرون مع القوى العظمى لاستثمار الوضع سواء في بلدان مجزأة أو في بلد واحد يقاد من قوى خارجية بيد دمى جديدة. وإذا ما تمكن هؤلاء من ضبط الأمن والنظام فسوف يرحب بهم الناس حتى لو كانوا نفعيين انتهازيين أو كانوا دمى لقوى خارجية لأن الأولوية للناس وقتها هي الأمن والنظام وما عدا ذلك ينظر فيه نظرة مؤجلة.
كيف نتحكم بالبديل في حالة التغيير غير المرسوم؟
سبق أن طرحنا في نشرات سابقة ( 310 ، 315 ، 326 ) كيف تتهيأ الأمة من الآن للفوضى القادمة سواء بخطوط عريضة أو بتفصيل مباشر وبينّا كيف تتعامل مع الفوضى لحظة حدوثها. ولا نحتاج لتكرار ما ذكرناه في تلك النشرات، ألا أننا نؤكد مع سرعة تتابع الأحداث داخليا وإقليميا وعالميا إن ما نحذر منه يقترب بشكل حثيث. وإن كان لدى العقلاء من أبناء البلد قلق حقيقي على أنفسهم وبلدهم فإن الجواب عن السؤال الأول "من البديل" سيكون بأيديهم حين يحسنون التحرك مبكرا ويحملوا همّ هذه القضية ويفكروا بما طرحناه من اقتراحات للتعامل مع هذا الخطر القادم.
روابط النشرات المتصلة بالموضوع
http://www.islahi.net:2222/monitors/m310.htm
http://www.islahi.net:2222/monitors/m315.htm
http://www.islahi.net:2222/monitors/m326.htm
ملحق خاص وهام
قريبا سنصدر بإذن الله ملحقا خاصا عمّا انتهت إليه العلاقة بين المملكة وأمريكا بعد رفع الدعوى الرسمية ضد أعضاء العائلة الحاكمة في المحاكم الأمريكية واثار ذلك على العائلةالحاكمة وكيف ستدير الحكومة السعودية هذه الأزمة.
وجواسيس الموساد حكم قضائي ثلاث أشهر
وقريبا كذلك بعض التفاصيل عن رقة النظام الأمني والقضائي السعودي مع عملاء الموساد الذين ثبت عليهم الجاسوسية لإسرائيل مقابل القسوة مع العلماء والمصلحين وشباب الجهاد.