المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخطر رجل في العالم !



ابو فيصل احمد
24-08-2002, 10:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله

أخطر رجل في العالم
من الذي يهدد العالم صباح مساء؟ ومن الذي تبرأ من الاتفاقات الدولية بعد سنوات من التقدم في التعاون الدولي على كافة الصعد؟؟
اسامة الشريف

اغسطس 22, 2002 تمام الساعة 11:13 ص
بتوقيت جرينتش عمّان (أريبيا أون لاين)
- منذ ان ارتقى الرئيس جورج بوش سدة الحكم وهو يكيل الاتهامات ويطلق النعوت في كل صوب ويرسم لشعبه صورة لعالم خطر مسكون بالارهاب وبحكومات شريرة هدفها الاطاحة بأمريكا وتدمير اقتصادها ومصادرة ديمقراطيتها وسلب حرياتها. واليوم وبعد اكثر من عامين على انتخابه رئيسا بعد ماراثون قضائي غير مسبوق، يصحو الامريكيون على اقتصاد متعثر بعد ازدهار استمر زهاء عقد التسعينات برمته. واما عن مصادرة الحريات العامة واضعاف المؤسسات الديمقراطية فحدث ولا حرج، فيكفي ان يراجع المرء سلسلة الاجراءات والقوانين التعسفية التي فرضتها ادارة الرئيس بوش بعد هجمات ايلول/سبتمبر الماضي ليدرك ان امريكا انحدرت نحو نظام بوليسي يذكرنا بدول الكتلة الشرقية إبان الحكم الشيوعي، يعتمد اساليب التنصت والتجسس على المواطنين و الزج بهم في السجون دون توجيه تهم او توفير محاكمات عادلة لمعظمهم، وبخاصة ان كانوا من اصول عربية او يدينون بالاسلام.


هذه الهستيريا التي تؤججها الادارة الحالية وفرت للرئيس الامريكي سلطات استثنائية لم يتمتع بها رئيس من قبله منذ ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها، مما حدا بمعارضي بوش الى اتهامه بالكذب والتهويل وايهام الامريكيين بأن بلادهم وطريقة حياتهم مهددتان بالزوال لابتزاز كل هذه السلطات الاستثنائية. ولا عجب ان سارع الكونغرس للموافقة على تأسيس وزارة للأمن الداخلي تتمتع بصلاحيات واسعة، كما يجري الحديث عن اعتماد قانون يسمح بتجنيد مواطنين عاديين للعمل كجواسيس على جيرانهم ومن يعملون معهم، كما تنظر الادارة الامريكية في احتمال السماح للجيش لاول مرة في تاريخ امريكا بالعمل بحرية داخل الولايات الامريكية اسوة بمكتب التحقيقات الفدرالي وغيره من السلطات الأمنية المحلية.

ويتهم البعض بوش وتشيني ورامسفيلد بقيادة انقلاب عسكري في واشنطن وتنصيب حكومة يمينية متطرفة هدفها تجاوز الدستور والحريات العامة والسلطات المدنية وانفاق بلايين الدولارات على الجيش وعلى تجارب وانظمة عسكرية كانت ادارة كلينتون الديمقراطية قد رفضتها.

اضافة الى ذلك كله، فان امريكا بقيادة الرئيس اليميني المتعصب بوش تتنصل من معظم مسؤولياتها الدولية واتفاقاتها بدءاً من معاهدة الحد من التسلح والتجارب النووية ومروراً بمعاهدة "كيوتو" للحد من التلوث البيئي، وانتهاء باتفاقية انشاء محكمة دولية لجرائم الحرب التي يرفض بوش ان يكون ضمن صلاحياتها محاكمة المواطنين الامريكيين! وبين هذا وذاك تستخدم الادارة الامريكية كافة الوسائل لابتزاز اصدقائها لكي يتخذوا مواقف منسجمة مع سياسات امريكا ومصالحها.

ولا يأبه الرئيس بوش كثيراً بالقانون الدولي واستحقاقاته، وبمجلس الأمن وقراراته، فهو يهدد بشن حرب على العراق وتغيير النظام فيه رغم انف العالم، ويطالب الفلسطينيين باصلاحات بينما يمنع رئيسهم المنتخب من خوض الانتخابات القادمة، ويذرف الدمع عندما يسقط اسرائيليون ويتابع لعب الغولف بينما يبيد شارون عشرات الفلسطينيين.

ان اخطر رجل في العالم اليوم ليس صدام حسين ولا كلاً من زعماء ايران وكوريا الشمالية وكوبا، كما ان اكبر خطر يتهدد الأمن في العالم لن يأتي من روسيا او الصين او حتى السودان واليمن. كما ان من زلزل اقتصاد امريكا واضعف مؤسساتها الديمقراطية وصادر حرية مواطنيها ليس صدام حسين او اسامة بن لادن او غيرهما. إن اخطر زعيم في العالم اليوم هو الذي يتربع في سدة البيت الابيض ويرى العالم مقسوما بين قوى الخير التي يتزعمها وقوى الشر التي ترفض الانصياع لارادته.

سيأتي اليوم الذي سينظر فيه الامريكيون الى عهد بوش على انه الحقبة الاكثر اسودادا في تاريخهم، لأن ظلم امريكا وتعسفها قد انقلب على أبنائها. كل ما نأمله هو ان تنتهي هذه الحقبة المرعبة ويصحو الامريكيون من سباتهم قبل فوات الأوان.

والسلام عليكم