المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بشار هو اللذي لم يذق طعم السعاده



the sweet angel
26-08-2002, 10:44 PM
يألهي أشعر وكأن هذا هو أجمل يوم في حياتي

سوف يأتي خالي خالد من السفر بزيارة يطمأن بها على حالنا ... رغم مجيئه الأساسي لبلادنا هو لقضاء العمره ومن ثم زيارتنا وبالفعل أعتمر خالي وهاهو في طريقه الينا

يالهي كيف سأكون بعينه هل سيعرفني بعد هذا الغياب؟؟ وكنت أفكر
بأمور كثيره منها بنفسي ومنها بقضاء وقتنا معه خارج المنزل و و و...
أشيا كثيره ...وعندما حضر بالفعل لم يعرفني فحين تأكد من أنني أبنة
أخته أخذ يسبح سبحان الله كبرتي بسرعه (رغم انني لا اشعر بأن مدة
سنتين قليله لتغير وتطور بني آدم.)

على كل حال جلست مع خالي وبعد مرور بضع ساعات أقترحت ان
نذهب معه الى رحلة قصييره الى اي مكان قريب حتى لو انه البحر
وبالفعل تمت الموافقه من قبل امي ...وبينما نحن في الطريق اذا بأمي
تسأل خالي كيف حال ام محمد؟؟ ورد عليها قائلا انها كما هي لم تتغير
من أفاضل الناس ومن من يخافون ربهم ومن أهل الكرم والطيبه ماشالله
عليها ...وكيف حال شاديه.؟؟ وكيف حال ابنها عامر؟؟..اووه المسكينه
التحق ابنها بالجيش وهو يعاني أشد المعاناة كسر ظهره بعد ان وقع
عليه آلة تكييف وزنها 2 طن وامه لا تتوقف عيناها من الدمع الحزين
على أبنائها سبحان الله لم يكتب لها حظا في اولادها ابدا ها هو ابنها
الآخر لقد سافر طلبا للعمل بالرغم من ابويه كانا يرفضا الفكرة نهائيا
ومازالت امي تسأل وتسأل حتى ارتسمت في مخيلتي ذاك الشارع
القديم والجزار اللذي كان يقطع اللحم في كل صباح وأيضا بائع الحلوى
اللذي يبيع ومن حوله الأطفال يمرحون بتلك الشوارع الفقيره الهادئه
وبائع المثلجات اللذي كان يضرب المثلجات بشئ اشبه بالمهباج اللذي
كان صوته يحرك هدوء ذالك الشارع وكذلك الخياط و الطبيب و شيخ
المسجد صديق جدي والكثير الكثير....طيب الله ثراهم فكلهم من أخيار
الناس وأحسنهم ....ولكن لحظه هناك شيء دخل فجأة في خيالي و
لا أعرف من هو ؟! انه المسجد اللذي يصلي به جدي لكن من اللذي
بقرب المسجد؟؟؟ آآآه تذكرت انه بشااااااااااااار

وشعرت بصوت يصرخ في قلبي بشار...بشار الأخرس اي الأبكم هذا
كان لقبه...صحيح أنه لا ينطق لكن قلبه الطيب كان ينطق مع كل انسان
بصدق وبلطف وحنان ..ياله من مسكين لا يكلمه أحد ولكنه أن رأى أحد
يعرفه ركض اليه وأخذ يسلم ويسأل بصوت ولكنه يختلف عن كل الأصوات
صوت لكنه بحرف واحد لا يغيره لالا ولا حتى حرف لكنها كالونه ..وكان كل من يكلمه بشار ويسلم عليه بالأشارات لا يفهمه ولا حتى مستعد للنظر في وجهه لديه أعمال اهم طبعا من هو الغبي اللذي يضيع وقته مع
أخرس؟؟ هذا كان تفكير الجميع أذكر بأنه حين كان يراني يركض من
أقصى الحارة الي ليسلم هو علي رغم فرق السن بيننا الكبير فهو
يكبرني ب 7 أعوام ان لم يكن أكثر...

طيبة قلبه لم تخلق في انسان بعد ...حركت رأسي وأفقت من هذا
الحلم التذكاري الواقعي وسألت خالي خالي كيف هو بشار ؟؟
وشقت وجهي ابتسامة شفقه وفرح على امل ان يقول لي بأنه بخير
وأنه مازال يقف في مكانه اللذي كنت أراه دائما فيه في أقصى الحاره
لكن كانت علامات الحزن على وجه خالي فسألته امي آآه نعم كيف حاله
أمازال يلتصق بالناس هههه المسكين أذكر أنني اذا دخلت الحاره كان
يركض الي من بعيد ويأشر بيديه ويصرخ صراخا غريب تملأ وجهه البسمه
ولكنني عندما رأيت خالي و حزنه ادركت بأن شيء ما قد حصل فأخبرنا
بأنه مريض جدا ويعاني من آلام في الرأس وأحواله متدهوره أعصابه و
حالته النفسيه وهو يبات بالمشفى منذ فترة طويله....

المسكين لم يبقى له شيء في الدنيا عاش وحيدا وها هو ينتهي وحيدا
اللهم ساعده وأجعل مقامه من أعلى جناتك فلقد عانى وتحمل من هذه
الحياه ما عجز على الشياب تحمله بعد عمر طويل فلقد عاش وحيدا تهرب
الناس منه ولا أحد حتى يتنزل و يذهب بنفسه ليسأل عليه او ليسايره
وينسيه عذاب و مر ما يذوقه ....وهاهي الحياة انتهت بالنسبة له عسى
ان يعوضه الله بجنات دائمه خير من هذه الدنيا الفانيه
وان يعوضه بلسانه اللذي كان سر تعاسته وتهرب الناس منه

والسلااااااااااااااااااااام

(القصه حقيقيه والله )