المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لان ابي لم يسامحني(قصة واقعية)



وردة الحب
27-08-2002, 03:22 AM
هذي قصة حقيقة ترويها لكم صاحبة القصة بنفسها ..

أنا سيدة في الثانية والعشرين من عمري أعيش وحيدة مع ابنتي التي هي كل شئ في حياتي، حياتي التي أذاقتني من مرها ضعف ما أعطتني من حلاوتها. سأحكي لكم حكايتي مع هذه الحياة التي لولا إيماني بالله لقلت أنها لم تنصفني، وقبل أن أبدأ حكايتي التي لم أغير من أحداثها أتمنى من كل فتاة تحب أن لا ترتكب غلطتي والتي هي غلطة عمري، كنت في السادسة عشر من عمري عندما سافرت مع أهلي لأمستردام لنقضي الإجازة هناك وألحت علي ابنة أختي الصغيرة (الهنوف) لننزل ونشاهد حمام الميدان الذي كان مقابل الفندق الذي نسكن فيه، لم أكن أعرف وقتها أن إلحاحها هذا هو الذي سيغير حياتي كلها، نزلت معها وأخذت تركض بين الحمام وتلعب والتفت ورأيت رجلا يبيع طعاما للحمام فقررت أن أفاجئها واشتري لها طعاما لتطعم به الحمام وعندما أردت أن أعطيها إياه لم أجدها !!! بدأت أركض في كل مكان وأصرخ بأعلى صوتي هنوف .. هنوف .. وبدأت أسأل المارة عنها ولكن لم يفهمني أحد إلى أن قال لي أحدهم (وش هي لابسة؟؟) فأجبته، وأخذ يساعدني بالبحث عنها إلى أن وجدناها تقف بجوار طفل صغير وعندما رأتني ضحكت وقالت (تالتي سوفي بيبي) لم أعرف أأضحك على براءتها أم أبكي من شدة خوفي عليها، التفت عليه وقلت له (ما أعرف ايش أقول بس مرة شكراً) ابتسم وقال لي (ما سويت إلا الواجب والحمد لله على سلامتها) تركته وعدنا أنا والهنوف إلى الفندق وبدأت أحكي لهم ما حدث وأنا أمدح به وبأخلاقه وبأدبه حتى أن الجميع تعجب مني ومن كثرة مدحي له، وجاءت أختي وقالت لي (والله ما مدحتيه هالمدح إلا عاجبك، يالله بسرعة قولي لي وشلون شكله ؟؟) فقلت لها (طويل .. مو حلو بس مرة مملوح) فقاطعتني (يعني شكله كبير ؟؟) قلت لها (يعني تقدرين تقولين 22 – 23) لم أنم يومها جيداً وأنا أفكر يا ترى ما اسمه ومن عساه يكون ومن أي مكان هو وهل هو متزوج أم لا ؟؟ وعجبت من نفسي وما دخلي أنا به إن كان متزوجا أم لا !! وهل لأنه ساعدني سأكون مدينة له ؟! ومر يومان لم يغب فيها عن خيالي، وفي محطة القطار رأيته وتظاهرت بعدم رؤيتي له مع أني أدركت أنه رآني، لا أعرف لماذا لم أستطع أن أتجاهل ذلك وشعرت بالحر الشديد مع أن الجو بارد، التفت وشاهدته ينظر إلي، لم أستطع إلا أن أبتسم له وكأن ذلك كان ما ينتظره، ابتعدت عن أهلي قليلا وصرخت بصوت عالٍ (الحين إحنا بنروح لاهاي؟؟) ولكي لا أثير شكوك أهلي الذين التفتوا جميعا علي قلت (طيب ليه ما نروح مكان ثاني قصدي بس كذا) وعندما ركبنا القطار أخذت أتساءل لماذا كنت حريصة على وجوده في نفس القطار!!! وعندما تحرك بنا القطار رأيته جالسا يبتسم لي وعندها فكرت بفكرة غبية نوعا ما أشرت عليه وقلت بصوت عالي (هذا اللي ساعدني لما ضاعت هنوف) انحرج أبي وأخذ يتمتم بأشياء لم أفهمها وإن كنت أقسم أنه كان يشتمني وقام أبي وسلم عليه وشكره وعندما عاد إلينا سألته أمي (عرفت منهو ولده؟؟) قال (ايه .. اسمه عبد العزيز الـ....) وصلنا العاصمة وذهبنا للغداء مع مجموعة من أصدقاء عائلتي انتهزت هذه الفرصة وذهبت لأراه (إنت الحين ايش تبي؟؟) عبد العزيز (إنتي اللي جيتي و إلا ؟؟) قلت له (بسرعة لأني ما أقدر أطول) واتفقنا على أن نتقابل، واللقاء الواحد الذي أصريت عليه تحول إلى لقاءات أحسست أنه كل ما كنت أريده .. سألته عن كل شيء حتى أحسسنا أننا نعرف بعضنا من سنين وعدنا إلى البلاد .. ومرت الأيام والشهور، كنت أستيقظ على صوته قبل أن أذهب إلى المدرسة وأنام على همساته وأمل بسعادة تدوم العمر كله واتفقنا أن نتزوج وهنا بدأت أشعر بالخوف، و جاء ليخطبني رغم قصر مدة معرفتنا ببعض، لم يجبهم أبي بشيء وعندما ذهبوا جاءني أبي (أنت تتخيلين أني بأوافق على هذا وهذا لا هو منا ولا إحنا منهم وأنا ما تعبت ووصلت لهذا كله عشان أناسب ناس ما هم من مستوانا) واعتقدت لأني دلوعته يمكن يغير رأيه وحاولت أفهمه إن المال مو مهم وإن في أشياء كثيرة أهم لكنه قال (ما بقي إلا بزر مثلك تعلمني اللي يصير واللي ما يصير) وكان جوابه لهم إني صغيرة كثير على الزواج .. ومر على هذا الكلام سنة تقريباً وأنا ما زلت أصر على ما أريد وأبي ما زال في عناده .. و بدأت لا آكل ولا أشرب ومرضت ولا أعرف ماذا قال الطبيب لأبي ولكني لم آخذ حتى أدويتي ..أصبحت في حالة يرثى لها .. مر علي أسبوعان أحسست فيها أنها خاتمتي إلى أن دخل علي أبي و صرخ في وجهي (تزوجيه لكن بعدها لا إنت بنتي ولا أعرفك) ظننت وقتها أنه كلام قيل في لحظة غضب و لم أعره اهتماما .. و بدأنا نستعد للزواج ولم يقصر أبي علي بشيء فلم يكن يريد أن ينتقد الناس أي شيء بل وبالغ في استعداداته وفعلا كانت ليلة لا تنسى، لم يكلمني أبي بعدها وكأنه لم يسامحني على حبي ولكني لم أهتم وبدأت أعيش حياتي كما تمنيتها، كانت حياة أكثر من رائعة كنت أقسم وقتي ما بين اهتمامي بزوجي و بدراستي و تخرجت من الثانوية واحتفلنا.. ولكننا لم نحتفل بذلك فقط بل احتفلنا بمرور أربعة أشهر على حملي، كم كنت أتمنى أن يكون ولد وكم كان يتمنى أن تكون بنت وأن يسميها (هنوف) التي كانت سببا في تعارفنا .. ومرت الأشهر سريعة، ألا يقولون أن الأيام الجميلة تمر سريعة، وولدتها فتاة جميلة تشبه أباها ولم يأتي أبي لزيارتي وإن كان أرسل لي مع أمي شيكا بمبلغ ضخم، وسماها هنوف كما كان يتمنى، ولكم أن تتخيلوا الدلال والحب الذي حظيت به وقتها، لم يكن يفارقني، لم يكن يريدني أن أعمل شيء، كان يقول لي دائماً مو كنها أبطت ما تقول بابا؟؟) وأضحك وأقول (يا سلام وليه ما تقول ماما ؟) يقول (لأن بابا يحبها أكثر) هذا بالرغم من أنها لم تتجاوز الشهرين بعد، وبعد شهر وبينما كنا نستعد للنوم قال لي (بكرة الشباب طالعين الإستراحة بعد الدوام بس ما لي خلق أروح إجهزي خليني أمرك و نودي هنوف عند أمي ونطلع سوا من زمان ما طلعنا سوا) قلت له (لا يا حبيبي مو على كيفك بكرة تروح الإستراحة وبعد بكرة نروح نتغدى) وبالرغم من أنه لم يكن يريد الذهاب إلا أنني أصريت عليه وأخبرته أنني لن أكلمه إذا لم يذهب، يعلم الله أنني لم أكن أريده أن يذهب إلا ليقابل أصحابه ولثقتي بأنه لم يكن يريد الذهاب كي لا يتركني وحدي ولم يوافق على الذهاب إلا عندما أخبرته بأنني سأذهب لأهله وسأعود لأجهز العشاء وأنتظره وقلت له بدلع (و بنكون لحالنا لأني بترك هنوف عند خالتي) وفعلاً ذهبت لأهله وتركت هنوف هناك وعدت إلى البيت وحضرت له مجموعة من الأطباق التي يحبها وانتظرت .. ولكنه لم يأت وتمر الدقائق ببطء وآه ما أصعب الانتظار و تمر الساعات .. الثامنة .. التاسعة .. وبدأت أفكر .. وعرفت أين هو (أكيد راح لأمه ما يقدر يستغني عن هنوف شكلي بأغار منها) وأكلم (هلا يا خالتي هلا يا .... كيفك وكيف عبد العزيز ؟ أكيد مكلمة تتطمنين على هنوف ما فيها شيء بس لا تخافون) لم أعرف ماذا أقول أو بماذا أرد ولا حتى كيف أغلقت الخط .. العاشرة .. الثانية عشر .. أقسم بالله العظيم أنني لم أستطع أن أتحرك من مكاني إلى أن قرع جرس الباب و بكل ما أوتيت من قوة ركضت نحو الباب متناسية أن معه مفتاح، فتحت الباب وإذا بأخي واقف أمامي ينظر إلي ويحاول أن يبتسم، قلت له (أحمد .. عبد العزيز وينه ؟؟) لم يرد علي وإن كانت دموعه أ كبر رد لي .. كل ما أتذكره أنني بدأت أصرخ (لا مو الحين ما يتركني الحين قله لا يروح الاستراحة خلاص بروح معاه وين ما يبي بس لا يروح الاستراحة قله لا أحمد قله لا). ولم أشعر بشيء بعدها إلا عندما استفقت وأنا بالمستشفى ورأيتهم حولي أمي أخي .. أختي (أحمد وين عبد العزيز ؟؟؟) أجابني ( سوى حادث وهو راجع من الاستراحة، كان مسرع الله يرحمه) وأخذت بالصراخ (كان خايف يتأخر علي، أنا السبب ليتني ما خليته يروح، ماكان يبي يروح) وبدأت بالبكاء إلى أن فقدت وعيي، ودخلت في غيبوبة لم أفق منها إلا بعد ثلاثة أسابيع .. لم يبق لي الآن إلا ابنتي هنوف التي أصبحت في الثالثة من عمرها وبدأت تسأل عن بابا .. ياه كم كان يتمنى أن يسمع هذه الكلمة، سنين مرت لم أنسك فيها لم أخبرك كم كنت أحبك لم أخبرك بأنك حياتي وما فيها لم أعد أشعر أن للدنيا معنى بعدك لم يعد يدفعني للحياة إلا ابنة تمنيت أن تراها فتاة جميلة مثلي على حد قولك وأنا التي كنت أصر على أن تكون فتاة تشبهك في كل شيء وليس فقط في شكلك، قد لا أكون قد أدركت كل ما تمنيت ولكني حظيت بفتاة كلما نظرت إليها أتذكرك وهي كل ما بقي لدي. لم يسامحني أبي وإن كان يلبي احتياجاتي واحتياجات ابنتي دون أي تقصير منه، أما أنا فقد انتهت حياتي عند هذا الحد لم أعد كما كنت مقبلة على الحياة ومتفائلة ولكني سأسعى دائما على أن تكون ابنتنا كما كان يتمناها دائما، أحمد الله على أن وهبني ابنة منه التي هي امتداد له. وها أنا ذا وحيدة رغم كثرة من هم حولي رحمه الله فقد كان الحبيب والرفيق والأمل في حياتي، قد تتساءلون لماذا لم أذكر تفاصيل حياتي معه مثلما ذكرت تفاصيل لقائي به و ذلك لأن حياتي معه رغم السعادة التي عشتها أنهيتها بغلطة مني عندما أصريت على ما لا يريد وكانت هذه غلطة العمر.


منقول
اتمنى ان تعجبكم القصة


مع تحياتي:cool: :-)