المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية أمريكا ... تحتضر !!



happy aid
27-08-2002, 08:26 PM
بداية ...

لم يكن الحاث على كتابة مثل هذه الرؤية الواثقة هو سيل من الرؤى والتنبؤات المستقبلية والتي جعلها البعض سياطاً يلهبون بها ظهور استشرافاتهم ويرتبون من خلالها أولويات رؤاهم وإن كانت تلك الرؤى والتنبؤات تعتبر حوادي طريق ومبشرات لا غير ...

إنما الحقيقة الكبرى هو أن الشأن الأمريكي وما يكتنف غده من مجهول هو في عرف الواثق بنفاذ سنة الله الكونية أسوداً حالكاً ... ولا يحتاج المرء لكثير تأمل فيه ، ذلك أن هذه الحقيقة بدأت تتسلل في دراسات أهل الشأن ومتابعي حركة الأمم لتصبح لديهم وفي هذه الأيام أكثر وضوحاً وأقرب وقوعاً ...

والأمة الأمريكية وبكافة شئونها ومستويات مقوماتها تعيش حالة من التخلخل يؤذن بسقوط مروع ومدوٍ وسأنحي جانباً الكلام على المستوى الأخلاقي والقيمي – وإن رغمت أنوف الستين – والديني والاجتماعي بكل ما فيها من عوامل انهيار وسقوط وسأركز كلامي على الجانب الاقتصادي المالي فأقول :

لم يعد خافياً على المتابع المتخصص وأصحاب الدراسات الاقتصادية المقارنة حجم القلق الكبير الذي يشعر به القادة الأمريكان وخبراؤهم ومحللوهم الاقتصاديون ...

ذلك أن المسرح الاقتصادي الأمريكي أصبح مؤخراً أكثر إبداء لسوءته من ذي قبل ... وترنحت تلك الهالة من الثقة عن الشفافية والدقة والأمانة في التقارير المحاسبية بعد أن تكشفت تلك الفضائح والتزويرات والتستر على المعايير المحاسبية السيئة في كبرى الشركات الأمريكية وكل يوم تزداد الوتيرة فتقع ضحية أخرى نظراً لاتساع هامش الريبة والتساؤل ... ولئن بدت هذه الظاهرة بالظهور تدريجياً فلسوف تتمخض الأيام المقبلة عن ظهور بالجملة لسلسلة تلك الجرائم ...

أمريكا على شف جرف هار من الفوضى المالية والتي لم تفد فيها تلك المهدئات والتطمينات من قبل الرئيس الأمريكي عبر كلمته قبل يومين في الوول ستريت ولا تلك الإشارات من قبل عجوز البنك المركزي الأمريكي جريسبان ...

والمتابع لردود الفعل العالمية المنساقة بقوة بتأثير حجم المأزق الأمريكي والتي أخذت أشكالاً عملية لمحاولة إدارك ما يمكن إدراكه يلحظ وبسهولة المدى الفعلي لهذا المسلسل ...

هذا في هذه الأيام والتي ازدادت فيها وتيرة الانهيار أما العارفون بوحي تلك التأثيرات والمستشرفون لمستقبلها فهم أكثر إدراكاً وأعمق نظراً لارتباطهم بنسق الظرف الأمريكي منذ أن بدأت عليه الأمارات الأولى للانحدار متمثلة بالانخفاضات الكبيرة للقيمة السوقية في السوق للشركات الكبرى فشركة مثل Taim Warner تكون قيمتها السوقية إبان اندماجها مع AOL حوالي ( 300 ) مليار دولا تنخفض قيمتها في أيار / مايو الماضي حتى حدود ( 90 ) دولار ناهيك عن أن خسائرها في الربع الأول من هذا العام يقدر بـ ( 54.2 ) مليار دولار ...

ويجمع المحللون على أن قطاع الأسهم الأمريكية له القدح المعلى في السباق المحموم للانتظام في هذا المسلسل المجنون فربيع الأسهم الأمريكية في التسعينات والذي بلغ أوجه في عام 99 م استحال هشيماً تذروه الرياح هذه الأيام وأصبح مجالاً خصباً للتندر على تلك الأسعار المذهلة والتي أرهقت نزولاً وخسارة هذه الأيام وبالنظر فقط لحجم القيمة السوقية التي فقدت من سوق الوول ستريت والتي كانت إلي قبيل عام 2000 تقدر بـ ( 17 ) تريليون دولار لتفقد السوق تدريجياً حوالي ( 7 ) تريليون دولار لعصابة الشركات الخمس كما تطلق عليها مجموعة ( مورغن ستانلي ) وهي : شركة " انرون " للطاقة و" تايكو" للإنتاج الصناعي و" كيه ويست " للاتصالات و" كمومبيوتر أسوسيتس " وشركة و" ورلد كوم " للاتصالات ما مجموعه ( 460 ) مليار دولار ...

وكمؤشر رقمي آخر يكفي أن تعلم أن عدد الشركات التي أفلست منذ بداية السنة الحالية بلغ أكثر من ( 255 ) شركة ...

ويخلص أحد المحللين إلى قوله " حتى الآن لا تلوح في الأفق أي بوادر لتهدئة مخاوف الأسواق والمستثمرين المحليين والأجانب على الصعيد الدولي، فالتقارير الاقتصادية المتتابعة تكشف كل يوم حالات جديدة من الإفلاس والفساد المالي والإداري والتلاعب في الحسابات، كما تكشف عن تواطؤ مسؤولين كبار في تمرير الصفقات المشبوهة، فاستمرار أزمة الثقة سيكون له تأثيرات حادة على النظام الرأسمالي برمته، وبدل أن يسارع المسؤولون إلى تهدئة مخاوف الناس والعمل على تعويض المستثمرين الذين فقدوا أموالهم تتواصل الدعوات للحرب على الإرهاب والدول المارقة عبر العالم تحت ذرائع واهية لتغطي على هذه الفضائح استعداداً للانتخابات. بينما يجلس الخاسرون الذين وضعوا ثقتهم في النظام الاقتصادي الرأسمالي وأموالهم في أيدي سماسرة البورصات والأسهم يندبون حظهم العاثر "

لا شك لدينا أبداً أن ظلماً مروعاً تمارسه هذه الدولة والتي تمثل وكراً لكل أراذل الذمم وتجار الفساد سوف تكون نهايته وعقوبته متناسقة مع حجمه المتنوع شراً وخساسة فهذه الدولة كما قال عنها الشيخ سفر الحوالي - وفقه الله - " والعجب كل العجب من حلم الله على هذه الأمة الطاغية ، التي جمعت بين جبروت عاد ، وعدوان ثمود ، واستكبار فرعون ، وخبائث قوم لوط ، وتطفيف أهل مدين ، وضمت إلى ذلك مكر اليهود " وسيرى العالم مدهوشاً مراحل الانهيار المتدرجة قريباً قريباً ...

" وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا "

" وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا "

" وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ


الكاتب : التواق