قوت القلوب83
29-08-2002, 01:59 AM
أم الأسير
في أحد الأيام دخلت على أم أحد الأسرى فوجدتها تقلب في ألبوم صورها وتقول:
لقد أحسست بمللٍ شديد كاد يخنقني، ولكي أهرب من هذا الملل... بدأت أقلب في ألبوم صوري، بدأت أقلب في ذكرياتي، بدأت أقلب في جروح قلبي، لقد طال بي الفراق والألم... إنتظرته لسنوات طوال، وماأمر طعم الإنتظار، كنت أترقب شمس الصباح ومع بزوغ الفجر يشرق أملٌ في قلبي، ذلك الأمل الذي يخبرني بأني سأراه اليوم،ومع غروب شمس هذا اليوم، يتسلل اليأس إلى قلبي، 12 سنة وأنا على هذه الحال مع شروق الشمس يشرق الأمل ومع غروبها يتسلل اليأس إلى قلبي.
إلى متى؟ إلى متى هذا العذاب؟ إلى متى وانا أتجرع مرارة الإنتظار؟ متى يحين اليوم الذي أرى فيه فلذة كبدي؟ متى يحين الوقت لأرى إبني؟ إبنى الذي حملته في أحشائي 9 أشهر، إبني الذي راقبته وهو ينمو ويكبر أمام ناظري، إبني الذي سالت الدموع في عيني حين وضع بين يدي شهادة تخرجه من الثانوية العامة، تلك الشهادة التي سهر الليالي حتى يحظرها لي، وضع شهادته بين يدي وكله آمال وطموح وأحلام، كان يقول لي تارةً أريد أن أصبح طبيباً كي أهتم بك حين تمرضين وكان يقول لي تارةً أخرى أريد أن أصبح مهندساً كي أبني وطني الحبيب،ولكن!.... في ليلة سوداء لا قمر فيها دخل علينا المعتدي وأخذ إبني من بين أحضاني دون ذنب، كان كل ذنبه أنه قال ولدت كويتي وسأموت كويتي، ومنذ تلك الليلة لم أرى إبني حتى الآن.
وما لإن انهت تلك الأم المسكينة كلامها حتى بدأت الدموع تغزو عينها، تلك العينين التي أرهقها البكاء والحزن والسهر في إنتظار الإبن الغائب.
:" :"
كنت أنوي أن أسألها عن ملابسات أسر إبنها، وإن كانت قد سمعت أي خبرٍ عنه، ولكن حين رأيتها على تلك الحال، وقد ذبل جسدها حزناً وألماً على فراق إبنها الحبيب لم أستطع أن أسألها عن أي شيئ، وكل ما إستطعت فعله هو أن أواسيها وأخفف من وطأة الألم على قلبها.
وكل ما أتمناه هو أن تكتمل فرحتنا بالتحرير بفك قيد أسرانا اللهم آميييييييييين.
في أحد الأيام دخلت على أم أحد الأسرى فوجدتها تقلب في ألبوم صورها وتقول:
لقد أحسست بمللٍ شديد كاد يخنقني، ولكي أهرب من هذا الملل... بدأت أقلب في ألبوم صوري، بدأت أقلب في ذكرياتي، بدأت أقلب في جروح قلبي، لقد طال بي الفراق والألم... إنتظرته لسنوات طوال، وماأمر طعم الإنتظار، كنت أترقب شمس الصباح ومع بزوغ الفجر يشرق أملٌ في قلبي، ذلك الأمل الذي يخبرني بأني سأراه اليوم،ومع غروب شمس هذا اليوم، يتسلل اليأس إلى قلبي، 12 سنة وأنا على هذه الحال مع شروق الشمس يشرق الأمل ومع غروبها يتسلل اليأس إلى قلبي.
إلى متى؟ إلى متى هذا العذاب؟ إلى متى وانا أتجرع مرارة الإنتظار؟ متى يحين اليوم الذي أرى فيه فلذة كبدي؟ متى يحين الوقت لأرى إبني؟ إبنى الذي حملته في أحشائي 9 أشهر، إبني الذي راقبته وهو ينمو ويكبر أمام ناظري، إبني الذي سالت الدموع في عيني حين وضع بين يدي شهادة تخرجه من الثانوية العامة، تلك الشهادة التي سهر الليالي حتى يحظرها لي، وضع شهادته بين يدي وكله آمال وطموح وأحلام، كان يقول لي تارةً أريد أن أصبح طبيباً كي أهتم بك حين تمرضين وكان يقول لي تارةً أخرى أريد أن أصبح مهندساً كي أبني وطني الحبيب،ولكن!.... في ليلة سوداء لا قمر فيها دخل علينا المعتدي وأخذ إبني من بين أحضاني دون ذنب، كان كل ذنبه أنه قال ولدت كويتي وسأموت كويتي، ومنذ تلك الليلة لم أرى إبني حتى الآن.
وما لإن انهت تلك الأم المسكينة كلامها حتى بدأت الدموع تغزو عينها، تلك العينين التي أرهقها البكاء والحزن والسهر في إنتظار الإبن الغائب.
:" :"
كنت أنوي أن أسألها عن ملابسات أسر إبنها، وإن كانت قد سمعت أي خبرٍ عنه، ولكن حين رأيتها على تلك الحال، وقد ذبل جسدها حزناً وألماً على فراق إبنها الحبيب لم أستطع أن أسألها عن أي شيئ، وكل ما إستطعت فعله هو أن أواسيها وأخفف من وطأة الألم على قلبها.
وكل ما أتمناه هو أن تكتمل فرحتنا بالتحرير بفك قيد أسرانا اللهم آميييييييييين.