المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية إن كان لابد من القتال ..فخذ النصح يا بوش



Black_Horse82
29-08-2002, 08:55 AM
إن كان لابد من القتال ..فخذ النصح يا بوش

ياسر بن عبد العزيز العمرو*
19/6/1423
28/08/2002


لا تزال أصوات العقلاء من مفكرين وسياسيين أمريكيين تقرع مسامع الإدارة الأمريكية، وترتفع يوماً بعد يوم محذَّرة من مغبة وعاقبة العدوان على العراق.

وآخر من خرج عن صمته من أولئك ، المحلل والخبير السياسي " زبغنيو برجنسكي" مستشار الأمن القومي في حكومة الرئيس السابق "جيمي كارتر" ، وصاحب الأطروحات والمؤلفات المثيرة للجدل ككتاب "الفوضى" و " رقعة الشطرنج" و " الإخفاق الكبير" و"بين عصرين" .

كتب " برجنسكي" في مجلة " النيوزويك" بتاريخ (27/8/2002م) مقالة أشبه وصف يطلق عليها : " ألا هل بلَّغت ؟" حيث جعل عنوانها " إن كان لا بد من القتال " يلوَّح فيها بورقته الاستشارية الأخيرة تجاه العدوان على العراق، وما إذا كانت حكومة "بوش" مصرة على العدوان؛ فلا بد من أن تتعامل مع الواقع بشكل يضمن لها الخروج من الحملة بأقل الخسائر والأضرار على الصعيد الداخلي والخارجي ، ويحفظ لها مكانتها الدولية.

يفرق " برجنسكي" ابتداءً بين تهديد العراق والاعتداء عليه ، فيقول : ( المسألة تصبح أكثر تعقيداً عندما يتعلق الأمر بتهديد وليس باعتداء، إذ عليها – أي أمريكا- في هذه الحال أن تمعن النظر في نتائج أعمالها بالنسبة إليها، بوصفها القوة السائدة في العالم ؛ نظراً لتطور النظام الدولي برمَّته على المدى البعيد ).

تفريق " برجنسكي" فيه دلالة على الموقف الحرج الذي وقعت فيه إدارة بوش ، فلو شنَّت أمريكا عدواناً على العراق وقامت بالضربة دون ديباجات ومقدمات وتهديدات لمرت الضربة كما مرت سابقاتها ، ولكن التهديد -الذي كان يراد منه إثبات السيطرة الأمريكية على العالم - أوقع الإدارة الأمريكية في أزمات متعددة على كافة الأصعدة – حتى من داخل الحزب الجمهوري الحاكم – مما جعل "برجنسكي" يطرح الحلول للخروج من هذا المأزق بقوله : " إن كان لا بد من حرب، فيجب خوضها بشكل يضفي الشرعية على هيمنة الولايات المتحدة ... ومن أجل تحقيق ذلك يجب القيام بعدة خطوات أساسية:

01 على الرئيس – شخصياً – أن يعرض -بدقة وعقلانية- في خطاب موجّه للأمة دون أن ينبه خصوصيات هذا التهديد (!)، وهناك حاجة ليقدم إثباتات مفصلة تظهر أن تهديد العراق للعالم خطير ووشيك ...

02 ... يجب أن يقدم الرئيس عرضاً مقنعاً لإثبات من الولايات المتحدة يفيد أن الردع السابق للعراق لم يكن كافياً .

03 يجب ألا يتخذ الرئيس قرار خوض الحرب لوحده، مع حفنة من المقربين إليه بصرف النظر عن الرأي العام الأمريكي أو العالمي .

04 ألا نجعل من الرأي العام تجاه خوض الحرب سبباً في تعزيز العداوة (الأمريكية- العربية)، خصوصاً ما يتعلق بالمعلومات المتسربة من موظفي (البنتاجون) حول الحرب، وخصوصاً حول توتر العلاقات ( الأمريكية – السعودية ).

05 يجب ألا يكون اندلاع الحرب مفاجئاً، فقد يدفع هذا العديدين إلى تبرير أي رد عراقي محتمل ضد أمريكا أو إسرائيل ".

ويؤكد " برجنسكي" في نهاية مقاله إلى ضرورة عدم تجاهل أن أعداء أمريكا سيبذلـون – مهما حصل- قصارى جهدهم لكي تبدو أمريكا رجل عصابات عالميًا .

لذا على أمريكا أن تتوخى الحذر في تحديدها متى، أو كيف، وفي أي ظرف تلجأ إلى القوة؟

وأخيراً ..
أزمة المشهد الثقافي والفكري الأمريكي مع الإدارة الحالية، والذي عبر عنه أكثر من ضليع في الاستراتيجية والفكر والثقافة الأمريكية نحو (صموئيل هنتجتون) (هنري كسنجر) (برينت سكوكروفت) (زبغنيو برجنسكي) (ديك آرمي) (بولن كاول) ...

هل ستساهم – هذه الأزمة- في وعي المجتمع الأمريكي بعنجهية حكومته، وتقضي على جهيزة " بوش" المرتقبة ؟
أم سيصنفون – هم كذلك – بناءً على القاعدة "البوشية" المشهورة: إما معي أو ضدي !؟

http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?catid=80&artid=1311