المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و يبقى الأمل ( المقدمة ) ..



happy aid
01-09-2002, 09:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-

إلى كل امرأة جميلة .. جميلة في أخلاقها .. جميلة في نفسها .. جميلة في قلبها .. جميلة في صبرها .. جميلة في صفحها .. جميلة في كل ما أوتيت من صفات ..

ويبقى الأمل .. أمنية وأمل .. أهديه لك .. مع كل نسمة هواء نستنشقه في حياتنا الزوجية .. ومع كل تمايل أغصان الفرح في محيط أحلامنا الوردية .. تشرق علينا شمس الأمل بأشعتها الناعمة الذهبية .. وتغيب عنا بإشاراتها الناعسة القرمزية .. لترسم لنا طبيعة حياتنا التي تعبر عن واقعنا المتقلب بين تأجج الحيوية وجمود العاطفة .. بين نشوة المحبة وتجلد المودة .. فنقول لها : ( ويبقى الأمل ) ..

مرحباً يا فجر .. مرحباً يا أمل .. مشاعر وأحاسيس شاعر صورها في أبيات رائعة تحكي لنا ( ويبقى الأمل ) ..

بتُّ أشكو حسرة القلب المعذب .. وسهادي بجفوني يتلعب .. كان ليلي صافياً ، لاالبدر غطى وجهه الصافي ، ولا النجم تغيّب .. ونسيم الليل كم كان رقيقاً ، هامساً يسمعني الصوت المهذب .. غير أن الحزن في داخل نفسي ، من شراييني إلى قلبي تسرب .. قال لي صحبي : ترى الليل جميلاً ثم تشكو ، إننا من ذاك نعجب .. أيها الصحب لكم مني سلام كالنسيم العذب ، بل أصفى وأعذب .. إنني أعرف معنى الحسن ، أهوى عبق الأزهار في الروض وأطرب .. غير أني لم أزل أبصر ليلاً غير ليلي ، وجراحاً تتلهب .. كنت في دائرة الليل وحيداً وعيون الحزن حولي تترقب .. حينها أبصرت فجراً يتجلى ورأت عيناي نوراً يتوثب .. عندها حدثني الفجر حديثاً لفظه من أحرف النور مركب .. أيها الشاعر لا تحزن فإني لم أزل آتي بأحلامي وأذهب .. إنما الطل الذي يهمي صباحاً ، عرق من جبهة الليل تصبب .. إن يطل ليلي فإني سألاقي صدره المظلم بالنور المصوب .. مرحباً يا فجر ، هذا صدر شعري قد بدا رحباً ، فهل صدرك أرحب ..

آسف حبيبتي .. آسف حبيبي .. أرجو المعذرة .. سامحني .. سامحيني .. اقبلي اعتذاراتي .. اقبل اعتذاراتي .. كلمات بمفعول السحر .. كلمات يتجلى فيها التواضع والمكتسبات التربوية ، الحب والنقاء ، وبها يمكن أن تندثر الأحقاد والضغائن في لمح البصر .. ونرجع ونقول : ( ويبقى الأمل ) ..

نقولها حتى نشفي جرحاً غائراً سببناه بلفظ أو فعل .. ونقولها لأن الاعتراف بالحق فضيلة .. نقولها لأنه ليس فيها أي استصغار أو احتقار أو مس للمشاعر والكبرياء .. لأننا نعلم أنه الأمل الذي سيبقى ..

العيد .. الأمل .. أجمل وقت .. أفضل الفرص : لتنقية الأجواء .. وإذابة الخلافات .. وجبر ما انكسر .. الظروف مهيأة .. والأجواء مشجعة .. فمن يغتنمها ؟!! ونعود ونقول : ( ويبقى الأمل ) ..

صفّوا القلوب .. وأعلنوا الحب .. وافتحوا شبابيك المحبة من جديد .. إنها دعوة موجهة إلى كل زوجين ووالديهما وأهلهما وأقاربهما انتابت علاقتهما شيئاً من التوتر أو الجفوة .. دعوة إلى المجتمع بأسره ليفتح صفحة بيضاء جديدة .. دعوة إلى تصفية النوايا وتنقية القلوب .. لنعلن حينها أن الأمل مازال موجودا .. فهلا فعلنا ذلك ليبقى الأمل ..

أحبتي في الله .. فهذه الحلقات ( ويبقى الأمل ) هي امتداد لسلسلة سبق لنا طرحناها في حلقات مضت تحت عنوان ( من أجل غد أفضل ) والتي تطرقنا من خلالها إلى كثير من القضايا والمحاور التي تهم كلا الزوجين .. وكما وعدت بأن أكمل المشوار مع حلقات أخرى من هذا الموضوع .. تأتيكم هذه الحلقات ( ويبقى الأمل ) في ثوب جديد .. وحلة قشيبة .. ومواضيع شيقة .. وقضايا مهمة تهم الأسرة والبيت والمجتمع .. كقضايا العنوسة والطلاق والغيرة وانحراف الشباب والخدم وغيرها الكثير .. وإنني آمل أن تؤتي هذه الحلقات ثمارها .. وذلك بالاستفادة منها ومما جاء فيها من تجارب وخبرات وأراء وأفكار الآخرين ..

وختاماً أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يثقل به موازين حسناتنا .. إنه على كل شيء قدير .. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة مع الأمل ..

محبيكم : أم عبد الله و أبو عبد الله الذهبي ..