تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية القوات الأمريكية في أفغانستان على خطى التجربة السوفييتية؟!



happy aid
03-09-2002, 03:23 PM
ظلت الإدارة الأمريكية تروج لاحتمال تعرض "مواقعها الاستراتيجية" لهجمات من تنظيم القاعدة وأنها مستهدفة - مرة أخرى- في عقر دارها من مجموعة ابن لادن، غير أن الواقع يشير إلى أن القوات الأمريكية في أفغانستان أسهل لـ"الاصطياد" على طالبان والقاعدة من الأهداف الأمريكية داخل الولايات المتحدة أو خارجها.

وتستقطب حرب المعلومات والاستخبارات في أفغانستان القوى المتصارعة. وحسب المحللين الغربيين، فإن ثمة احتمال قوي لأن يكون المقاتلون من طالبان والقاعدة قد تمكنوا من اختراق العمليات الأمريكية، والحملة الأخيرة المسماة "عملية تطهير الجبل" أظهرت هذا وإن بشكل غير واضح، فوسط الشكوك المثارة حول كشفهم (المقاتلون) سريا لمخطط التحالف وأمريكا، وهو مادفع بالقوات الأمريكية والبريطانية المتمركزة في القاعدة الجوية "بالغرام"، لتوجيه أوامر لجنودها بالقضاء على أي أثر يكشف وجود علاقة معهم، للانطباع السائد مؤخرا بأن المتعاطفين مع القاعدة اخترقوا هذه القاعدة الجوية، خاصة وأن المئات من الأفغان يشتغلون بها، وأن مصدرا من من تنظيم ابن لادن صرح في التاسع من يوليو بأن القاعدة نجحت في اختراق "قاعدة للعدو"!.

وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير أمنية غربية، أن التحركات المضادة الأمريكية في الداخل والخارج متواصلة لـ"التشويش" على اتصالات القاعدة "العالمية"، وتنقلات أعضائها وشبكات الدعم!!، إلى درجة أن تنظيم ابن لادن لا يمكنه أن يتأكد من أن عملياته ستكون بعيدة عن الرصد والمتابعة!، وحسب التقارير نفسها، فإن القاعدة لا يمكنها أن تحقق نجاحا في عملياتها كالذي تحققه في أفغانستان!

وطبقا لمصادر الحكومة الأفغانية، فإن 110 جنديا أمريكيا لقي حتفه من أكتوبر الماضي!، وحسب مصادر مطلعة، فإن القوات الأمريكية تتكبد - في أفغانستان- خسائر متكررة، والكارثية منها لا تنقل إعلاميا بل تظل في طي التكتم! . وحسب استخبارات الدول المحاذية لأفغانستان، فإن هناك حوادث وخسائر أكثر بكثير من التي تناقلتها وسائل الإعلام، كما أن هناك عدد من المواجهات والمصادمات لم تكشف ويعلن عنها بالمرة. وتقدر مصادر الاستخبارات الروسية والهندية أن أكثر من 400 جيديا أمريكيا قتل في أفغانستان، مع عدد غير معلوم من الجرحى. ووفقا لمصادر مطلعة أخرى، فإن القوات الأمريكية تتعرض في أفغانستان لهجوم كل ليلة تقريبا ( وقد نقل المقاتلون عملياتهم إلى المدن أيضا) وتفرض هذه القوات مراقبتها على المدن التي تتوفر على قواعد لها، وفي النهار فقط، هذا في الوقت الذي تسيطر فيه حكومة كرازاي على مناطق من كابول وحسب!.
هذا، وقد أفادت مصادر حكومية أفغانية، أن تيارين أثارا قلق أمريكا والحومة الموالية لها، الأول، تيار مقاومة حكومة كرزاي والقوات الأمريكية، وقد ركز ضرباته سابقا في أقاليم كاندهار، خوست، باكتيا وباكتيكا، وانتشر في هذا الصيف إلى أغبية الأقاليم البشتونية، وقد انضم إلى هذا التيار (مواجهة القوات الأمريكا)، قادة محليون لا علاقة لهم بالقاعدة ولا طالبان! وهذا راجع في بعض جوانبه إلى "السلوك المشين" للقوات الأمريكية و"الهمجية" في القصق ، كما حدث في الأول من يوليو الماضي عندما قصفت الطائرات الحربية الأمريكية عرسا أفغانيا بالخطأ؟؟!. الثانبك، بعض قادة الطاجيك، الأوزبك وحتى "الهزارة" "مهمتمون جديا" باستهداف القوات الأمريكية. وحسب مصادر أفغانية، فإن طالبان حققت قدرا من "الشراكة" في العمليات مع مقاتلي الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار.

وفي المحصلة، فإن هناك تسارعا في تردي وانسداد أفق التجربة الأمريكية في أفغانستان في اتجاه تجربة الاتحاد السوفييتي سابقا في الثمانينيات من القرن الماضي، ففي الحالة "السوفييتية" تطلب أمر التئام واندماج وانتشار المعارضة تدريجيا ( في كامل أرجاء البلد) سنة كاملة، وهو ما دفع بالقوات السوفييتية لشن عمليات عسكرية بدل الاعتماد على حلفائها الأفغان، وكذا محاولة القضاء على "الشراكة" والتحالفات بين القادة المحليين، والمشهد نفسه يتكرر اليوم مع الأمريكان!. والخطوة القادمة في حرب الإنهاك الطويلة، تتمثل في المخاطرة من المواقع العسكرية لمواجهة حرب العصابات في المدن والطرقات والقرى...وإذا كان تعداد القوات الأمريكية وجيش الحكومة الأفغانية 16 ألف جنديا، فإن القوات السوفييتية وصلت إلى 118 ألف، ولم تتمكن من السيطرة إلا على المدن التي احتلتها!


الكاتب : أبو بصير