قوت القلوب83
06-09-2002, 04:59 PM
إختبار المرآة:
في الماضي كانت كل تصرفات الحيوان دون إستثناء تفسر على أنها استجابات غريزية محضة، لا أثر فيها لوعي أو إدراك، بيد أن التقدم في علم سلوك الحيوان Ethology أثبت ضرورة مراجعة هذه النظرة.
ولقد غتخذ العلماء من تصرف الحيوان إزاء صورته مقياساً للحكم على إدراكه لذاته وللغير، وذلك بعدما اكُتشف أن حيوان الشمبانزي يستطيع التعرف على صورته في المرآة. فعندما وضع العالم الأمريكي جوردون جالوبG.Gallup مرآة بطول وارتفاع الجدار بأحد أقفاص الشمبانزي، لاحظ أن الحيوانات تعاملت للوهلة الأولى مع صورها وكأنها تشاهد حيوانات أخرى، ولم يكن ذلك مستغرباً بطبيعة الحال، ولكن بعد أن ظلت المرآة في مكانها لبضعة أيام بدأت أفراد الشمبانزي ترتاب في الأمر وتقوم بحركات استطلاعية أمام المرآة وسرعان ماعرفت الحقيقة.
أما الذي أذهل جالوب نفسه فهو مالاحظه من أن الشمبانزي الذي يكتشف صورته في المرآة لا يلبث أن يتجاوز ذهوله ويتعلم بسرعة كيف يستفيد من المرآة في تمشيط في تمشيط شعره وتهذيب هيئته وتفحص أسنانه، وما إلى ذلك.
لمزيد من الإطمئنان قام جالوب بتخدير الحيوانات، بعد أن رأت صورها في المرآة،ثم لون بقعة صغيرة فوق حاجب العين اليمنى، وبقعة أخرى في أعلى الأذن اليسرى لكل حيوان، وذلك بإستخدام طلاء عديم الرائحة، ثم انتظر حتى زال أثر المخدر وتأكد أن الحيوانات لم يبد عليها ما يدل على أناها شعرت بما استحدث على وجوهها من علامات أثناء التخدير. وبعد ذلك جاء بمرآة ووضعها أما كل حيوان، فوجد أن الحيوان يحدق مالياً في صورته ، ويمد إصبعه فيلمس البقعة الملونة فوق حاجبه ثم يتشمم إصبعه كما لو كان يود معرفة طبيعة هذه الصبغة الغريبة، ومرة أخرى يعاود النظر في المرآة ويمد يده ثانيةً لتحسس الجزء الملون من أذنه ، ويظل يكرر هذه الحركات الفضولية عدة مرات قبل أن يُسلم بالأمر الواقع وينصرف إلى شئون حياته.
ونتابع تسلل الأحداث في الحلقة الثالثة.
في الماضي كانت كل تصرفات الحيوان دون إستثناء تفسر على أنها استجابات غريزية محضة، لا أثر فيها لوعي أو إدراك، بيد أن التقدم في علم سلوك الحيوان Ethology أثبت ضرورة مراجعة هذه النظرة.
ولقد غتخذ العلماء من تصرف الحيوان إزاء صورته مقياساً للحكم على إدراكه لذاته وللغير، وذلك بعدما اكُتشف أن حيوان الشمبانزي يستطيع التعرف على صورته في المرآة. فعندما وضع العالم الأمريكي جوردون جالوبG.Gallup مرآة بطول وارتفاع الجدار بأحد أقفاص الشمبانزي، لاحظ أن الحيوانات تعاملت للوهلة الأولى مع صورها وكأنها تشاهد حيوانات أخرى، ولم يكن ذلك مستغرباً بطبيعة الحال، ولكن بعد أن ظلت المرآة في مكانها لبضعة أيام بدأت أفراد الشمبانزي ترتاب في الأمر وتقوم بحركات استطلاعية أمام المرآة وسرعان ماعرفت الحقيقة.
أما الذي أذهل جالوب نفسه فهو مالاحظه من أن الشمبانزي الذي يكتشف صورته في المرآة لا يلبث أن يتجاوز ذهوله ويتعلم بسرعة كيف يستفيد من المرآة في تمشيط في تمشيط شعره وتهذيب هيئته وتفحص أسنانه، وما إلى ذلك.
لمزيد من الإطمئنان قام جالوب بتخدير الحيوانات، بعد أن رأت صورها في المرآة،ثم لون بقعة صغيرة فوق حاجب العين اليمنى، وبقعة أخرى في أعلى الأذن اليسرى لكل حيوان، وذلك بإستخدام طلاء عديم الرائحة، ثم انتظر حتى زال أثر المخدر وتأكد أن الحيوانات لم يبد عليها ما يدل على أناها شعرت بما استحدث على وجوهها من علامات أثناء التخدير. وبعد ذلك جاء بمرآة ووضعها أما كل حيوان، فوجد أن الحيوان يحدق مالياً في صورته ، ويمد إصبعه فيلمس البقعة الملونة فوق حاجبه ثم يتشمم إصبعه كما لو كان يود معرفة طبيعة هذه الصبغة الغريبة، ومرة أخرى يعاود النظر في المرآة ويمد يده ثانيةً لتحسس الجزء الملون من أذنه ، ويظل يكرر هذه الحركات الفضولية عدة مرات قبل أن يُسلم بالأمر الواقع وينصرف إلى شئون حياته.
ونتابع تسلل الأحداث في الحلقة الثالثة.