المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وهو يتألم زهرته الصغيرة انطفت منها الحياة !!



محروم
08-09-2002, 09:42 AM
وهو يتألم زهرته الصغيرة انطفت منها الحياة
سارة فدتك مرتين
فتح ناصر باب البيت وبثواني كان حوالينه خمس زهرات ، أبوي .. أبوي وما حس إلا القبلات تجي له من كل الجهات ، بناته الحلوات الخمسة يحبونه ويعتبرونه أكثر الآباء حناناً في العالم كله ، قال ناصر : (حبيباتي على مهلكم إش صاير فيكم) ، قالت سارة : (هات عنك يا أطيب أب في الدنيا خليني أشيلك الشنطة) ، قاللها لا .. لا .. يا عفريتة علشان تاخذي كل اللي فيها) ، وضحكوا كلهم..
جاءت الأم على أصواتهم (خير يا بنات شوي شوي على أبوكم ، كيف حالك يا ناصر ؟؟ تتغدى .. الغداء جاهز) ، جلسوا بعد الغدا ناصر يحب يشرب الشاهي وحوالينه زهراته الخمسة ، قالت أمهم : آه منكم احتليتوا كل المكان ، وين أقعد أنا ، قالت سارة : تعالي يمه اجلسي مكانى ، تفداك عيوني يمه ..

انتفض ناصر وقال : لا .. لا خليك يا سارة اجلسي انت وامك هنا وافسح لهما المكان ، ناصر ما كان يقدر يبعد عن سارة ابنته الحبيبة طول ما هو في البيت ، أول ما يدخل البيت يسأل عنها ، ولو راح أي مكان كل شوية يتصل يسأل عن البنات وعن سارة بالذات ..

هل لأنها آخر العنقود ؟!! صحيح هو يحب كل بناته ، العنود البكر الحبيبة ومشاعل الطيبة الهادئة والجوهرة اللي كأنها جوهرة حقيقية ولولوة المتفوقة وحبيبها الكتاب لكن سارة غير ليه سارة .. رجع بذاكرته لـ15 سنة ورا كانت زوجته حصة حامل ، تذكر كيف تخاصموا اش السبب ما يتذكر بس تذكر أنه قاللها : (والله يا حصة لو جبتي هالمرة بنت لأطلقك وأتزوج واحدة ثانية) ، تذكر كيف يومها بكيت حصة وهي تقول له : يا ناصر ما هو ذنبي ، ما هو بإيدى إنه ربنا رزقنا أربع بنات ، لكن ناصر قفل الباب بوجهها وتركها تنوح وخرج !

تذكر كيف تعبت حصة وكيف كانت دموعها دايما على خدها وكيف كانت تقول له (أنا سلمت أمري لله هو خالقي وهو رازقي) ، وجاء يوم ولادتها .. آه ما ينسى هاليوم .. يوم طلعت الطبيبة تبشره وهي تضحك : ربنا بعتلك بنت زي البدر ، فلئة أمر والله ، ربنا يخليهالك وتتربى في عزك ، تذكر كيف يومها طلع من المستشفى بدون ما يقول لحصة الحمدلله على سلامتك وبدون ما يشوف ابنته !!

ورجعت حصة البيت حزينة ومعها طفلتها اللي مالها ذنب إلا أنها بنت ، ومرت الأيام وناصر معاند لا شاف بنته ولا رضي يسميها ، وفي يوم ما ينساه ناصر جاته حصة تبكي ، ناصر ، البنت كأنها بتموت !

في المستشفى قالوا الاطباء إن استمرار سارة في الحياة لليوم معجزة لأنه في قلبها عيب خلقي كبير وتحتاج عملية عاجلة ولازم السفر لبلاد بره !!

لليوم وناصر لما يتذكر هذه الكلمات يشم ريحة المستشفى معاها ، ويحس بألم في صدره ، نفس الألم اللي حس به يومها ، وظل ناصر يردد يا رب ، ويستغفر ربه ..

وسافروا بالبنت على طائرة طبية بعد معاناة وأجريت العملية لسارة وسط دموع أمها ودعوات أبوها .. ما ينسى ناصر يوم شاف سارة بعد العملية بكم يوم وأمها ملبستها فستان أبيض .. ظنها ملاك .. ما هي بشر .. من كثر البراءة والجمال العجيب اللي رزقها به الله ، وتعجب كيف دخلت قلبه هالمخلوقة الصغيرة وفرضت نفسها وتربعت على عرش قلبه وبكى ناصر يومها من قلبه وأحس بندم كبير ..

ومرت الأيام وكبرت سارة وكبر حبها وزاد في قلب أبوها حتى صار الكل يناديها حقت أبوها ، لكن ناصر كان أحيانا يناديها (ياللى فديت أمك) وتسأله اش يعني هذا الكلام فيبتسم لها ويحضنها ..

ومرت الأيام ..

في صباح اليوم لاحظت حصة أن ناصر ماهو على عادته وأنه صار له كم يوم مرتبك ومشغول وبعيد ، قالت له : (ناصر خير إن شاء الله في شي مضايقك) ، قال ناصر : (لا والله يا حصة ما فيني شي) ، قالت له : بس يا ناصر حالك هاليوم ما هو رايق إن في أي شي قول لي) ، قال لها ناصر : (بس يا حصة لا تكبريها وهي صغيرة ولا تبدي بالنكد هالحين) ، وسكتت حصة وأوكلت أمرها لله ، وارتاح ناصر وقال : أنا رايح أشوف البنات ، دخل ناصر غرفة سارة لاقاها تبكي .. خير .. خير .. سارة ابنته حبيبة قلبه تبكي .. ليه يا سارة ؟؟!!
قالت سارة : أبوي لو سألتك سؤال تجاوبني عليه بصدق ؟؟ قال لها : اسألي يا حبيبة أبوها ، قالت سارة : اليوم صديقتي حنان قالت لي أبوك بيتزوج على أمك ، تفاجئ ناصر لكنه أخفى مشاعره وابتسم وحضن ابنته وقال لها : لا .. لا يا حبيبتي لا تصدقين هالخرابيط ، فرحت سارة وحضنت أبوها وجريت على غرفة أمها علشان تحضنها بكل قوتها ..

ناصر اليوم بيستعد بكل هدوء علشان لا أحد يحس به ، اليوم رح يخطب ابنة صديقه وإن تم الموضوع بيصارح حصة والبنات ويقنعهم ، خرج من غرفته شاف حصة في الصالة ولونها متغير ، قال في قلبه (الله يستر لا تكون عرفت عن موعدي اليوم) ، قالت له : ناصر البنات تأخروا ، كلمت أختي تقول من نص ساعة طلعوا من عندها ، دقيت لهم جوال ماحد يرد ، قال ناصر : شبكة زفت ، الواحد شاري الجوال بدون فايدة !

قبل لا يفتح ناصر باب البيت رن جرس التلفون ، رفع ناصر السماعة وانقلب وجهه بكل ألوان العالم وخرجت منه صرخة كتمها ، اي أنا ناصر أحد صار له شي .. طيب .. طيب .. مسافة الطريق ..

الحزن يملأ البيت ، ماتت سارة .. صدمتهم سيارة ونجا الجميع إلا سارة ، حصة حالتها صعبة ، أم وفقدت أصغر بناتها ، البنت اللي فرحت ورضيت بها يوم ربي رزقها إياها ، وناصر دموعه تنزل غصب عنه يقولوا له تحمل إنت رجّال وهو يتألم .. زهرته الصغيرة انطفت منها الحياة ، مسح ناصر دموع حصة وقال لها : يا حصة ، سارة فدتك مرتين ..
المصدر احدى المنتديات العربيه