المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زينب يعصرها الأسى !!!!



Zuluf
09-09-2002, 06:07 AM
زينب 00 يعصرها الأسى 00

الظلام يملأ كل شئ 00 يحس به حوله ، رغم الضوء الأصفر الباهت ، الذي يتسرب من المصباح ، المثبت في سقف (الغرفة) الضيقة 00
الباب الحديدي الثقيل ، بلونه الرمادي ، ينتصب مثل كتلة سديمية هائلة ، تسد الأفق 000
عند الافـق ينتهي العالم ، ومن السديم كان (الانفجار الكبير) ، وإلى السديم يرجع أصل العالم 000
000 هذا هو (عالمك) الذي عدت إليه 000 بأفقه 00 وسديمه 00
لقد عدت إلى (أصل الاشياء) 00 بل أنت لم تخرج 00 قط 0
كنت دائما في عالم (ما ورائي) 00
00 بقيت فيه 00 بـ (مثالياتك) 00
لم تقرأ (نهاية التاريخ) لفوكوياما ، ولا (الأمير) لمكيافيلي 00 لا تعرف شيئا اسمه (موت الايدولوجيا) ، ولا (البراغماتية) 00
000 لم تستمع لـ (تفاسير) الشيوخ و (الحكماء) ، حول الفرق بين (الجبن والحكمه) ، و (الشجاعة والتهور) 00
هذا (المكان) هو (البرزخ) ، الذي تحدث عنه (الاصحاب) ، ومنه ، قالوا ، تبدأ ، خطوات الصعود نحو (الخلود) المطلق 00
00 هناك اللقاء 00 العهد 00 العهد 00
00 سمعها كثيرا 000
شعر بمرارة تمزق حلقة ، وهو يستعيد الاحداث ، ويؤلف بين عناصر المكان ، في معادلة (ميتا فيزيقية) بائسة 00
في الغرف المكيفة 000
كانت الا جفان (تتثاءب) ، على أحاديث الفداء و (التضحية) 000
كأسات الشاهي الساخن ، تذهب وتجئ 00









00 وكتاب (أيام من حياتي) ، ملقى على إحدى الوسائد 00
00 غلافه الذي بلي من تعاقب الأيدي 00 لم يبق فيه إلا إسمها 00
00 زينب 00 وتنثال مواقف الصمود 00 و (الرجولة) 00
وتلتقي النظرات 00 تؤكد (العهد) 00 على الوفاء 00
بابتسامة لم تكتمل 00 وإيماءة خفيفة 000
و 000 سيقومون مقامي 00
الاحاديث حميمية 00 كل شئ كان دافئا 00 المشاعر 00 الاحلام 000 والوعود 0
00 كل (شئ) كان دافئا 00
00 لوحة 00 من الحماس 00 والأمل 000 و (دفء الأيمان) 000
00 كل شئ كان دافئا 00
وحدها فقط 00 مكعبات الثلج ، التي تتأرجح في ابريق الماء بكسل 00 كانت نشازا 00
للصمت وحشة ، لم يعرف قسوتها من قبل 000
00 الآن فهم ، لماذا يقال : "صمت القبور" ، للتعبير عن قسوة الصمت ووحشته 0 أشياء كثيرة ، يسمع عنها ويرددها ، دون أن يدرك معناها 0
- (هل علي أن أجرب كل شئ ، لأفهم معناه 00؟) ، سأل نفسه 0
أصابه هذا الخاطر بقشعريرة 0 تذكرها وتذكرهم 00 وهو يغادرهم ، هزيع ليلة من الليالي0 00 تبكي ، وهي تمسك بيديه 00 يحس لنشيجها الخافت دوي ، يدق أضلاعه بعنف 0
- أرجوك لا تبكي 00 قال لها 0
رأى الخوف يزدحم في عينيها ، رآه يتقلب على صفحة وجهها ، مثل مرجل قد أطفئت النار لتوها ، من تحته :
- سيقومون مقامي 000 ستكونون محل الرعاية 00 ستكونون في أعينهم 0
قرأ اللهفة في العينين 00 قرأ الوجع 00 الخوف 00 الوحدة 00 الوحشة 00 الضياع :
- أرجوك لا تبكي ، لقد أكدوا لي ذلك في أكثر من مناسبة 00 أنا متأكد 00 إنهم (اصحاب مبادئ) 0
تشبثت بيديه 000 العينان أصبحتا أقل وميضا 00 وبقايا الأمل تغور فيهما ، كسماء سوداء تبتلع نجومها 00





دمعتان ساخنتان تطفران 00 ضمة إلى الصدر ، وقبلة على الجبين :
- سيقومون مقامي 00 سيقومون مقامي 00 00 وداعا 0
الظلام بلا رائحة ، والصمت بلا نفس 000 وقع خطوات (السجان) الرتيبة ، تعكس الايقاع البطئ لكل شئ هنا 0 الظلمة تتسلل من فتحة (الإضاءة) الوحيدة في السقف 000 ووقع الخطوات ، يتردد صداها ، مثل قطرات ماء ، تهوي في لجة بئر سحيقة :
تأ 00 تأ 00 تأ 00 تأ 000
آخر حزمة ضوء ، تنسل خارجة ، بوهن 00 ولم يبق إلا الظلام 00
00 وصدى الخطوات ما زال يصل مترنحا ، كئيبا :
00 تاء 00 تاء 00 تاء 00 تاء 0
لم يعد يرى إلا عينيها 000 وطعم الوحشة 00 والوحدة 00 والخوف ، يحسه في ريقه 00 و00 يداها تمسكان به 0
- (هل علي أن أجرب كل شئ لأفهم معناه 00؟) 00
داخله هلع ، وهو يقلب هـذا الخاطر 0
- لا 00 لا 000 سيقومون مقامي 00 سيكونون في أعينهم 0
رن 00 رن 00 رن 0
(ما هذا 00؟ إنه ليس الصدى ، الذي كان يقرع قلبي قبل قليل) 000
رن 00 رن 00 رن 00
أصغى :
- السلام عليكم 00 (فلان) 00 كيف حالكم ، والأطفال 00 هل تحتاجون شيئا 00 سيزورونكم الأهل غدا 00 و 000
رن 00 رن 00 رن :
- السلام عليكم 00 (فلان) 00
00 كيف الحال هل تحتاجون شيئا 00 سأمر الصباح لآخذ الأطفال إلى المدرسة 00
رن 00 رن 00 رن :
- السلام عليكم 00 (فلان) 00 معذرة على الاتصال في هذا الوقت المتأخر، داهمني شعور أن الصغيرة بحاجة إلى المستشفى 000






00 سأحضر حالا 00
رن 00 رن 00 رن 00 رن 0
- (مازلت تمسكين بيدي 00 من أين جئت 00 كيف 000؟ أرجوك كفي عن البكاء) 0
رن 00 رن 00 رن 00
- ألـم أقل لك سيقومون مقامي 0 كفي عن البكاء 00 لا اتحمل كل هذا 00
لم لا تتكلمـين 00 لا أطيق هذا الوجع في عينيك 00؟
أطلقي يدى 00 دعيني أراك عيانا 00 تكلمي 000
- لن ترى منى إلا هاتين العينين 00 وليس فيهما إلا الوحدة ، والوحشة ، والخوف ، الذي خلفته 00
لأن كل ما حولي ظلاما 00 لن تراني 00
لأنه ما بقى لي بعدك إلا الدمع 00 لا أستطيع أن أكف عن البكاء 0
لن أطلق يـدك 00
000 لم تركتني 00؟
- ألم تقل ستكونون في أعينهم 00 ؟
نحن كنا في عـين واحدة 00 : عين الوحشة ، التي أترعتنا الخـوف ، والعجز ، وقلة الحيلة 0
000 لم تركتني أسري في الغسق 000 أصحب بناتك إلى المدارس ، ساعية على قدمي، وقلبي يضطرب خوفا عليهن 00؟
000 لم تركتني ألهث في الهواجر 000 أتبضع اللقيمات لأطفالك ، وأعود متعثرة ، بما أنوء به من حمل 00؟
000 لم تركتني أكابد الليالي ، عاجزة كليلة ، أقلب طفلتك التي طرحتها الحمي 00؟
000 لم تركتني ، أنا التي استحي أن أحدث والدك ، أقف على الطرقات ، أوقف سيارات الأجرة ، أقضي حاجات أطفالك ، أسفح حيائي ، وتنهشني نظرات الذئاب 00
لمن تركتني 00؟
00 أتلقى مواعظ (الأولياء) حول جدلية (الخلوة والمحرم) 00؟
لمن تركتني 00؟





000 لم تركتني لضعفي وعجزي 000 ؟
000 لم تركتني 00 لم تركتني 00؟
- أطلقي يدي أرجوك 00 كفي عن البكاء 00 أريد أن أراك 00 الظلام يقتلني 00 يخنقني 00 رن 00 رن 00 رن 00 رن 00
سيقومون مقامي 00
000 لم تركتني 00 سيقومون مقامي 00؟
رن 00 رن 00 رن 00
000 لم تركتني 00 سيقومون 00؟
000 لم تركتني 00 سيقو 00؟
000 لم تركتني 00 لم تركت 00 ني 00؟
تا 00 تا 00 تا 00 تا 00 تا
- يا نايم 00 يا نايم 00 كم (الرقم) 00؟
- هاه 000 رقمي 00
00 و 00
إم رأة 00 و ح ي د ه
00 خذ لها الرفاق
00 (أيام من حياتي) 00 مازال على الوسادة 00
00 و (زينب) يعصرها الاسى 00