النايم
12-09-2002, 05:01 PM
** عندما يكون الحديث عن كرة القدم السعودية ونجومها في عصرها الذهبي يبرز اسم اللاعب الدولي السابق فهد المصيبيح كأحد أبرز نجوم تلك الفترة.
فمن خلال مشواره الذي بدأ عام 1400هـ وامتد لأكثر من عشر سنوات كان المصيبيح حالة نادرة بين النجوم.. برز بصورة سريعة وفرض اسمه لاعباً أساسياً في الهلال ثم في منتخب المملكة في نفس العام واستمر لاعباً أساسياً حتى اعتزاله.
وقد تميز فهد طوال مشواره الرياضي بارتفاع مستواه الفني والخلقي وروحه العالية في الأداء.
يلعب للشعار الذي يرتديه ولم يلعب يوماً لنفسه.. أسهم في صنع أكثر من مهاجم عبر كراته السهلة التي كان يضع من خلالها المهاجمين أمام المرمى.
كان فهد حالة خاصة في الخلق والتواضع داخل الملعب وخارجه مما أكسبه حب وتعاطف كافة الجماهير الرياضية بمختلف ميولها.
** طوال مشواره الرياضي كلاعب تميز فهد بمستواه المتصاعد وعندما شعر بهبوط نسبي في مستواه قرر اعتزال الكرة رغم صغر سنه ومطالبة محبيه بالعدول عن قراره.. ولكن فهد نفذ قراره وهجر الكرة كلاعب قبل أن تطالبه الجماهير بذلك.
اعتزال اللعب محتفظاً بحب الجماهير الرياضية وتقديرها.. ولم يختلف أحد على ذلك.
لم يطالب بحفل اعتزال ورفض مبادرات الهلاليين لذلك لأنه يرى بأن ما قدمه ما هو سوى واجب لا يستحق التكريم.. هكذا كان فهد رياضياً مثالياً نادراً بإجماع كل الرياضيين.
** بعد الاعتزال ابتعد فهد عن ناديه سنوات قليلة عاد بعدها لخدمته من موقع آخر حيث تولى الإشراف على المدرسة ودرجتي الشباب والناشئين ثم اسندت إليه مهام الإشراف على الفريق الأول.
تكليف فهد بالعمل الإداري قوبل بالترحيب من الجميع لما عرف عنه من خلق وإخلاص وانضباط.. إلا أن ذلك الترحيب الجماعي لم يستمر كثيراً من قبل بعض الهلاليين.. فبالرغم من الإنجازات التي تحققت للفريق الأول بعد تولي فهد مهام الإشراف عليه إدارياً إلا أن البعض بدأ في توجيه الانتقادات.. وأصبح ذلك النجم الذي لم يختلف عليه الرياضيون عامة والهلاليون بصفة خاصة عندما كان لاعباً محل اختلاف وخلاف بين الهلاليين بعد أن أصبح إدارياً!
بل إن الهلاليين لم يختلفوا يوماً كما اختلفوا على بقاء المصيبيح أو رحيله!
** قد تكون ظاهرة الاختلاف في وجهات النظر تجاه موضوع معين ظاهرة صحية.. ولكنها في حالة المصيبيح لم تكن كذلك حيث انقسم الهلاليون بسبب فهد واصبحوا يتبادلون التهم فيما بينهم بعيداً عن النقاش الموضوعي الهادف.
بقاء المصيبيح أو رحيله أصبحت قضية الهلال الشائكة بين مؤيديه الذين يرون في بقائه مستقبل الهلال المشرق وفي رحيله نهاية الهلال وبين معارضيه الذين ينسبون كل اخفاق يحدث للهلال إلى فهد.. فهو من وجهة نظرهم يحارب النجوم ويفرط في المواهب وإنه وراء هشاشة القاعدة بسبب شدته في تطبيق الانضباط!.
وسط تلك الآراء المتناقضة كان فهد يرى بأنه على صواب في كل ما يعمل ولن يلتفت لآراء منتقديه.. بل أكد في أكثر من مناسبة ومع تزايد الضغوط والانتقادات بأنه لن يستقيل ولن يترك منصبه إلا في حالة اقالته.. وهو ما حدث مع الأسف حيث أصدر الرئيس المكلف قراراً بحل جهاز الكرة وهو قرار استهدف إقالة المصيبيح بالطبع.
** شخصياً احترم في فهد تضحياته واخلاصه ولا اشك لحظة في انتمائه وبحثه عن العمل لمصلحة ناديه.. ولست مع منتقديه الذين بالغوا في انتقاداتهم وفي المقابل لست مع مؤيديه الذين يرونه فوق النقد وكأنه معصوم من الأخطاء.
وشخصياً لم أتمنَ أن يصدر قرار الإقالة بقدر ما تمنيت أن يبادر فهد بالاعتذار عن العمل خاصة بعد أن تعرض للنقد القاسي أكثر من مرة من سمو رئيس أعضاء شرف الهلال.. كنت أتمنى لو بادر فهد للاعتذار وإتاحة الفرصة لشخص آخر إذا كان في ذلك مصلحة للفريق.
** الأمر لم يتوقف عند قرار الإقالة بل تعدى ذلك إلى خلافات و"ليست اختلافات" هلالية عبر أعمدة الصحف والمنتديات فالمؤيدون لفهد يرون أن القرار تعسفي وفيه إساءة كبيرة لتاريخ فهد الناصع البياض عطاءً وإخلاصاً وخلقاً والمعارضون رحبوا بالقرار وصفوه بالوصفة المناسبة لعلاج اخفاقات الهلال.. وتطور الوضع لتبادل التهم وتقليل كل طرف من الطرف الآخر.
تناسى الهلاليون جميع مشاكلهم وابرزها الفراغ الإداري الذي ألقى بظلاله على كافة ألعاب النادي بلا استثناء وتفرغوا للحديث عن فهد!
** بقي أن نشير إلى أن فهد المصيبيح قدم للهلال الكثير كلاعب ثم كإداري وإقالته لا تعني التقليل من شأنه وكفاءته فقبله اقيل اداريون ناجحون وابتعدوا لفترة ثم عادوا للخدمة في مواقع أخرى وحققوا النجاحات.. وكذلك الحال للمدربين وهكذا سنة الحياة.
في الهلال تعاقب على الرئاسة الكثيرون وتولى منصب مدير الكرة الكثيرون ولم تتوقف الإنجازات فالهلال عبر تاريخه الطويل لم يتوقف على رحيل شخص أو بقائه ولكنه كيان تسنم الزعامة بفضل تكاتف انصاره والتفاهم حوله وتقديمهم لمصلحة النادي على مصالحهم الشخصية فهل نبذ الهلاليون خلافاتهم جانباً والتفوا حول ناديهم الذي يعيش مرحلة حرجة تتمثل في الفراغ الإداري الكبير وابتعاد أكثر من عضو شرف داعم ومؤثر؟!
فمن خلال مشواره الذي بدأ عام 1400هـ وامتد لأكثر من عشر سنوات كان المصيبيح حالة نادرة بين النجوم.. برز بصورة سريعة وفرض اسمه لاعباً أساسياً في الهلال ثم في منتخب المملكة في نفس العام واستمر لاعباً أساسياً حتى اعتزاله.
وقد تميز فهد طوال مشواره الرياضي بارتفاع مستواه الفني والخلقي وروحه العالية في الأداء.
يلعب للشعار الذي يرتديه ولم يلعب يوماً لنفسه.. أسهم في صنع أكثر من مهاجم عبر كراته السهلة التي كان يضع من خلالها المهاجمين أمام المرمى.
كان فهد حالة خاصة في الخلق والتواضع داخل الملعب وخارجه مما أكسبه حب وتعاطف كافة الجماهير الرياضية بمختلف ميولها.
** طوال مشواره الرياضي كلاعب تميز فهد بمستواه المتصاعد وعندما شعر بهبوط نسبي في مستواه قرر اعتزال الكرة رغم صغر سنه ومطالبة محبيه بالعدول عن قراره.. ولكن فهد نفذ قراره وهجر الكرة كلاعب قبل أن تطالبه الجماهير بذلك.
اعتزال اللعب محتفظاً بحب الجماهير الرياضية وتقديرها.. ولم يختلف أحد على ذلك.
لم يطالب بحفل اعتزال ورفض مبادرات الهلاليين لذلك لأنه يرى بأن ما قدمه ما هو سوى واجب لا يستحق التكريم.. هكذا كان فهد رياضياً مثالياً نادراً بإجماع كل الرياضيين.
** بعد الاعتزال ابتعد فهد عن ناديه سنوات قليلة عاد بعدها لخدمته من موقع آخر حيث تولى الإشراف على المدرسة ودرجتي الشباب والناشئين ثم اسندت إليه مهام الإشراف على الفريق الأول.
تكليف فهد بالعمل الإداري قوبل بالترحيب من الجميع لما عرف عنه من خلق وإخلاص وانضباط.. إلا أن ذلك الترحيب الجماعي لم يستمر كثيراً من قبل بعض الهلاليين.. فبالرغم من الإنجازات التي تحققت للفريق الأول بعد تولي فهد مهام الإشراف عليه إدارياً إلا أن البعض بدأ في توجيه الانتقادات.. وأصبح ذلك النجم الذي لم يختلف عليه الرياضيون عامة والهلاليون بصفة خاصة عندما كان لاعباً محل اختلاف وخلاف بين الهلاليين بعد أن أصبح إدارياً!
بل إن الهلاليين لم يختلفوا يوماً كما اختلفوا على بقاء المصيبيح أو رحيله!
** قد تكون ظاهرة الاختلاف في وجهات النظر تجاه موضوع معين ظاهرة صحية.. ولكنها في حالة المصيبيح لم تكن كذلك حيث انقسم الهلاليون بسبب فهد واصبحوا يتبادلون التهم فيما بينهم بعيداً عن النقاش الموضوعي الهادف.
بقاء المصيبيح أو رحيله أصبحت قضية الهلال الشائكة بين مؤيديه الذين يرون في بقائه مستقبل الهلال المشرق وفي رحيله نهاية الهلال وبين معارضيه الذين ينسبون كل اخفاق يحدث للهلال إلى فهد.. فهو من وجهة نظرهم يحارب النجوم ويفرط في المواهب وإنه وراء هشاشة القاعدة بسبب شدته في تطبيق الانضباط!.
وسط تلك الآراء المتناقضة كان فهد يرى بأنه على صواب في كل ما يعمل ولن يلتفت لآراء منتقديه.. بل أكد في أكثر من مناسبة ومع تزايد الضغوط والانتقادات بأنه لن يستقيل ولن يترك منصبه إلا في حالة اقالته.. وهو ما حدث مع الأسف حيث أصدر الرئيس المكلف قراراً بحل جهاز الكرة وهو قرار استهدف إقالة المصيبيح بالطبع.
** شخصياً احترم في فهد تضحياته واخلاصه ولا اشك لحظة في انتمائه وبحثه عن العمل لمصلحة ناديه.. ولست مع منتقديه الذين بالغوا في انتقاداتهم وفي المقابل لست مع مؤيديه الذين يرونه فوق النقد وكأنه معصوم من الأخطاء.
وشخصياً لم أتمنَ أن يصدر قرار الإقالة بقدر ما تمنيت أن يبادر فهد بالاعتذار عن العمل خاصة بعد أن تعرض للنقد القاسي أكثر من مرة من سمو رئيس أعضاء شرف الهلال.. كنت أتمنى لو بادر فهد للاعتذار وإتاحة الفرصة لشخص آخر إذا كان في ذلك مصلحة للفريق.
** الأمر لم يتوقف عند قرار الإقالة بل تعدى ذلك إلى خلافات و"ليست اختلافات" هلالية عبر أعمدة الصحف والمنتديات فالمؤيدون لفهد يرون أن القرار تعسفي وفيه إساءة كبيرة لتاريخ فهد الناصع البياض عطاءً وإخلاصاً وخلقاً والمعارضون رحبوا بالقرار وصفوه بالوصفة المناسبة لعلاج اخفاقات الهلال.. وتطور الوضع لتبادل التهم وتقليل كل طرف من الطرف الآخر.
تناسى الهلاليون جميع مشاكلهم وابرزها الفراغ الإداري الذي ألقى بظلاله على كافة ألعاب النادي بلا استثناء وتفرغوا للحديث عن فهد!
** بقي أن نشير إلى أن فهد المصيبيح قدم للهلال الكثير كلاعب ثم كإداري وإقالته لا تعني التقليل من شأنه وكفاءته فقبله اقيل اداريون ناجحون وابتعدوا لفترة ثم عادوا للخدمة في مواقع أخرى وحققوا النجاحات.. وكذلك الحال للمدربين وهكذا سنة الحياة.
في الهلال تعاقب على الرئاسة الكثيرون وتولى منصب مدير الكرة الكثيرون ولم تتوقف الإنجازات فالهلال عبر تاريخه الطويل لم يتوقف على رحيل شخص أو بقائه ولكنه كيان تسنم الزعامة بفضل تكاتف انصاره والتفاهم حوله وتقديمهم لمصلحة النادي على مصالحهم الشخصية فهل نبذ الهلاليون خلافاتهم جانباً والتفوا حول ناديهم الذي يعيش مرحلة حرجة تتمثل في الفراغ الإداري الكبير وابتعاد أكثر من عضو شرف داعم ومؤثر؟!