المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيمة العرس



vireri.9
13-09-2002, 07:52 AM
خيمة العرس

عبدالباري الدخيل

بعد ليلة حالمة بليالٍ وردية الشرفات، دخلت إلى غرفة الجلوس التي كانت أمي تجلس فيها وبيدي كوب شاي، وقطعة خبز، دهنتها بشيء من الجبن والعسل.. تبادلنا النظرات.. رأيتُ وجه أمي يتقلص.. تتمتم بكلمات مبهمة.. حركات يديها متوترة.. أختي أيضا كانت حزينة.. فكرتُ: ما الذي حدث؟.

ثم تذكرت عودتهن البارحة من خيمة العرس، كانت الفرحة تكاد تنطق في ملامحهن، ومن حقهن ذلك فالعرس كبير والفرحة مشتركة والحفل يخطف الأبصار كما يقال.. والعروس من قريباتنا ومن أعز صديقات أختي.

قالت أختي: لو لم تكن أمي مريضة لجلسنا إلى آخر الحفل.

قالت أمي: نريد زواجا لأختك كهذا في خيمة كبيرة والأنوار تجعل الليل نهار.. نريد زواجا تتحدث عنه القطيف كلها وليست القديح فقط.

قلت: "أمرك ادللي يا والدة، لك مني عرس تتحدث عنه كل الناس.. (أضفتُ وقد وجهت نظراتي لمريم) كم مريوم عدنا علشان نفرح بها عروس".

قالت أختي: مريم لو سمحت.

غادرت أمي إلى غرفتها فهمستْ أختي: لقد رأيتها.. تقف بثقة بجوار العروس.. كانتا شمسا وقمرا.. وردة حمراء لها عينان سوداوتان.. واسعتان.. يلمع الذكاء فيهن.. وشعرها الذهبي يسترسل على كتفيها.

همستُ: الحب لعبة خاسرة و.. وبابٌ من أبواب الشقاء.

أجابتْ من أعماق قلبها: الحب نارٌ تطهر النفوس يا (…).

تبادلنا نظرات باسمة قبل الفراق كلٌ إلى غرفته…

· سألتهن بوصوتٍ واهٍ: ماذا جرى؟.

غمغمت أمي بتعاسة.. وبكلمات ممزقة:

- لا نريد زواجا كالذي رأيناه البارحة.

- لماذا؟.

- لقد التهم الحريق الخيمة.

قلت بصوت ضعيف.. فاتحا عيني.. فاغرا فمي: ماذا؟.

- تدحرجت دمعة على الوجه الحزين.. لقد التهم الحريق الخيمة بمن فيها(1).

حركاتي انشلّتْ.. وانهارت كل الجدران أمامي.. وأسكتت كلماتها صوتي.. وسقط الكوب من يدي.. وأنا أستسلم لشيء كان يسحبني إلى الأرض.. تذكرت قول أختي:

" الحبُ نارٌ تطهر النفوس".