المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخصيفان :لسنا جهازا قمعيا ولاننتزع الاعترافات بالقوة



مهند الريس
17-09-2002, 10:26 AM
مقابلة مع مسؤول امني رفيع المستوى تتسم بالشفافية المطلقة والصدق الذي تحسه يسري بين جنباتك عندما تقرأ سطور هذه المقابلة ولاترككم في سباحه هادئة مع معالي الفريق اول صالح بن طه الخصيفان :





كنت متهيبا وانا ارتب اوراقي استعدادا لحوار رجل يتولى قيادة جهاز المباحث العامة كمعالي الفريق اول صالح بن طه الخصيفان لخشيتي من طرح بعض التساؤلات التي قد تدخل فيما يسمى بـ (الخطوط الحمراء) لاسيما وان المباحث جهاز امني حساس يتولى مباشرة اعقد القضايا الامنية واكثر دقة خصوصا تلك التي تتعلق بأمن البلاد.. لكن الفريق صالح بكل ما تحمله ملامح شخصيته من لطف وود ولباقة وثقة جعلني اتعرف على جوانب من عمل جهاز المباحث العامة في ظل السرية التامة التي عادة ما تحاط بها قضاياها.
لم اتردد في طرح بعض من المحاور الصحفية وليس كلها لكنني سعيت حثيثا ان احصل على اجابات لاسئلة لم اكن اتوقع ان هامش الحوار مع رجل في مثل هذا الموقع الحساس يتيح لي طرحها.. لاسيما إن هذا الرجل يرأس بجانب المباحث العامة لجنة الضباط العليا بوزارة الداخلية والتي تضم قادة القطاعات الامنية.
لم يكن بامكاني ان احدد آفاق هذا الحوار غير اني كلما تلقيت اجابة من معاليه فتحت لي أفقاً آخر.. فأخذنا نتنقل من تجربته المبكرة في مدرسة الشرطة بمكة حتى انتهينا الى الاحداث الراهنة الساخنة حتى اليوم..
بدأ الرجل بالحديث عن تجربته الامنية وعلاقته المباشرة برجل الامن الاول صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وكيفية انتقاله للعمل بالمباحث العامة التي امضى فيها نحو ثمانية وثلاثين عاما.. وعرج على قضايا امنية تتولاها المباحث حاليا ورد على ما يزعم عن ممارسات محققي المباحث في انتزاع الاعترافات قسرا بقطع الاظافر والتعذيب الكهربائي وقضايا امنية مختلفة تطالعونها في هذا الحوار الاول من نوعه لمعالي الفريق اول صالح بن طه الخصيفان:
صخرة صلبة

> دعني اسألكم في البداية عن الدروس التي استفدتموها جراء علاقتكم الطويلة بصاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز?
>> استفدت الكثير من هذا الرجل الكبير ولو لم يكن ذلك لما وصلت الى ما انا فيه الآن.. بفعل تعزز ثقة سموه في شخصي اذ امضيت في عملي بالمباحث العامة قرابة الاربعين عاما ونعتبر انا وزملائي بالجهاز الدروس والتجارب التي تعلمناها من الامير نايف بمثابة الضوء الذي من خلاله نستطيع شق الطريق في عالم يموج بالحوادث والازمات الامنية.. ونحن جزء بلاشك من هذا العالم.. كنا نرى- ولازلنا امام تسارع الاحداث الامنية- نايف بن عبدالعزيز رجلاً كالصخرة القوية التي لاتؤثر فيها الامواج.. وكما تعلم فالرياح تأتي من كل جهة لكن سموه استطاع ان يتعامل معها بكل صبر وأناة وحكمة.. وهنا اتذكر حديثا للرسول عليه الصلاة والسلام معناه (يعجبني فيك خصلتان الحلم والأناة) عندما كان يخاطب احد الصحابة.. وهذه ولله الحمد متوفرة في شخص الامير نايف فقلما تجده منفعلا رغم وطأة الاحداث فهو رجل يشعرك بضرورة ان تقابل هذه الامور بما تستحقه من الاهتمام والمتابعة والمثابرة وبالإعداد المسبق لها.. وسموه خير من يرشدنا بعد عون الله إلى ما نتخذ لمواجهة القضايا الامنية كافة لاسيما الدقيقة منها.. ونحن نعرف ان هنالك تيارات وظواهر امنية تعصف بالعالم.. والامير نايف يسبق هذه الجوانب ويمنحنا الرؤية الصائبة والسديدة سواء في جهاز المباحث او الاجهزة الامنية الاخرى الامر الذي ساعدنا على تجاوز الكثير من المشكلات

علاقتي بالمباحث

> كيف نشأت علاقتكم بجهاز المباحث العامة?
>> في بداية حياتي تخرجت من مدرسة الشرطة والتحقت بقيادة القوة ثم عملت في المرور وتقلبت في كثير من اعمال الشرطة الا ان الجزء الاكبر الذي اخذ حيزا كبيرا من حياتي العملية هو عملي الحالي في المباحث العامة.. وقد بدأت علاقتي بهذا الجهاز بناء على رغبة مدير مباحث منطقة مكة المكرمة وذلك في بداية تحويل مدرسة الشرطة الى كلية قوى الامن الداخلي وانتقالها الى الرياض حيث كنت في المدرسة اتولى تدريب كثير من الطلاب الذين افتخر انهم اصبحوا بعد ذلك قياديين في جهاز الامن فقد درست الفريق هاشم عبدالرحمن مدير عام الدفاع المدني الاسبق.. ومن بين طلبتي الذين يعملون حاليا الفريق منصور بن ادريس والفريق سعد الوسيمر وهما مرافقان الآن لخادم الحرمين الشريفين وهناك كثير من الاسماء لاتحضرني الآن. ونظرا لتحويل المدرسة الى كلية وقد كان في ذلك الوقت والدي الفريق طه بالرياض وكانت الظروف تستوجب ان يكون واحد من اخوتي الى جانبه وقد تعذر ذلك لاسباب وظيفية حينها انتقلت الى الرياض للعمل في المباحث رغبة مني في ان اتعرف على علم جديد من علوم الامن وقد صدرت الموافقة على تحويلي للعمل في المباحث العامة عام 1385هـ.. وكنت برتبة (وكيل قائد) اي رائد.. كنت في جدة ثم عملت مديرا لمباحث العاصمة المقدسة فمديرا للشؤون العسكرية بجهاز المباحث العامة في الرياض فنائبا لمدير عام المباحث ثم مديرا عاما للمباحث.

مستجدات امنية

> كيف كانت تتعامل المباحث العامة حين التحاقكم بها قبل 38 عاما مع القضايا الامنية وكيف تتعامل معها الآن اذا ما نظرنا للمتغيرات والمستجدات الامنية?
>> في تلك الايام لم تكن هنالك قضايا بهذا الحجم الذي نعيشه الآن فقد كانت محدودة. اقول لك مثلا عندما كنت في الشرطة كرئيس منطقة كنت اجلس في بعض الاوقات بلاوجود للقضايا لان المعالجة في ذلك الوقت كانت تعتمد على وجود رجال من عمد المحلات يغنوك عن عملية استقبال حتى القضايا البسيطة كانت هنالك نماذج من مشايخنا الكبار اعتبر نفسي ابنا من ابنائهم يأتون اليّ في الصباح ويذكرون لي ان خلافا حدث الليلة الماضية او مشكلة امنية بسيطة قد تم حلها بطريقة ملائمة ولهذا كنا في ذلك الوقت نبحث عن القضايا.. لم يكن في المملكة في ذلك الوقت ما نعيشه اليوم من تطور وتوسع سريع ولم يكن هذا الانفتاح موجودا وبرغم ذلك كان الامن حتى في بداياته ولازال وارفاً وقوياً جداً عشنا مرحلة الطفرة الهائلة والتوسع العمراني والسكاني الكبيرين.. مما توجب عليه إحداث تغيير كبير في كثير من امورنا واوضاعنا الاجتماعية وبالمقابل كان التطور الامني واسلوب المعالجة الامنية لكافة القضايا مواكبا لتطور المجتمع فضلا عن كون الامير نايف رجلاً مواكباً يعود الفضل بعد الله الى سموه في كثير من ما تحقق للامن ورجاله.

نتفاعل مع الاحداث

> نعيش في هذه المرحلة ظروفا امنية دقيقة لاتخفى عليكم.. كيف يمكن لجهاز كالمباحث العامة ان يتفاعل مع هذه المرحلة?
>> نحن كجهاز نتفاعل مع كل حدث ومع كل قضية ولانستطيع ان نرسم خطة معينة بحيث نقول هذه هي الخطة التي نسير عليها وكفى.. ذلك ان لكل قضية خطة معينة وتفكيرا ومعالجة واستقراء اضافة الى متابعة الاحداث من خلال الصحافة ووسائل الاعلام ومصادر كثيرة وبالتالي كل رجل من رجال المباحث يعي اهمية كل مرحلة وماذا تمثل وفي الوقت نفسه فهو مؤمن ايمانا قويا بالله سبحانه وتعالى ان هذه البلاد باذن الله محمية وفيها رجال قادرون على التصدي لكل مشكلة.

ثقة ولي الامر

> في اكثر من مناسبة اشاد سمو نائب خادم الحرمين الشريفين بجهاز المباحث ورجاله في تعاملهم مع الكثير من القضايا وهذا بلاشك يحملكم مسؤولية مضاعفة كيف تترجمونها الى مزيد من النجاحات لصالح الوطن والمواطن على ارض الواقع?
>> هذه مفخرة ووسام يعلق على صدر كل رجل من رجال المباحث فقد كان لثناء سمو سيدي الامير عبدالله بن عبدالعزيز واشادته بجهاز المباحث العامة وقع كبير وبالتالي فقد رتب علينا ذلك مسؤوليات كبيرة لان نحافظ على هذه الثقة وهذه النظرة ونعمل من اجل ان يكون المستوى افضل من ما نحن فيه الآن لان الكلمة من سمو الامير عبدالله تمثل لنا شيئا كبيرا جدا ولهذا تفاعل معها رجال المباحث العامة واسرهم كلنا يشعر بالفخر والاعتزاز لان الثقة جاءت من رجل نقدر الكلمة التي تصدر منه فالامير عبدالله لايلقي الكلام جزافا او على عواهنه لانه يقول لمن احسن احسنت ولمن اساء اسأت ولهذا فان رجال المباحث العامة مدركون لحجم الثقة التي أُنيطت بهم من مسؤوليات أكبر لان هذا الثناء يدفعنا إلى مضاعفة الجهد حتى نكون عند حسن ظن الامير عبدالله بن عبدالعزيز وسيكون باذن الله حسن ظنه بنا قائماً والرجال باذلون عملهم ليل نهار من اجل استمرار الاستقرار الامني في بلادنا.

لسنا أمن دولة

> في كثير من الدول هنالك ما يسمى بجهاز امن الدولة.. هل تقوم المباحث العامة بنفس مهامه في المملكة?
>> هذه تسميات تختلف من بلد لآخر فمثلا - يا اخ عبدالله - في جمهورية مصر الشقيقة هنالك جهاز أمن دولة.. والدولة هنا من هي?.. هي انا وانت والمواطن والجميع.. كلنا من المفترض مجتمعين ان نحمي هذا الكيان الذي ننتمي اليه.. في دول اخرى هنالك مباحث أمن الدولة لحماية النظام السياسي.. نحن أُطلق علينا مسمى المباحث العامة ضمن المنظومة الامنية التي اوجدت لخدمة المواطن والوافد والمقيم.. وكما تعلم فان الله اكرمنا بوجود الحرم المكي الشريف ومسجد رسوله الامر الذي يضاعف من مسؤولياتنا طوال العام خاصة مع وجود تنظيمات جديدة للعمرة على مدار السنة ولذلك فليس لدينا ما يسمى بأمن الدولة لان الدولة تبدأ من خادم الحرمين الشريفين الى اصغر مواطن.. جميعهم في خدمة العقيدة ثم خدمة الوطن والمواطن.. كلمة جهاز أمن دولة تؤدي مفهومها ودلالاتها في دول اخرى وهنالك في الولايات المتحدة احدثوا وزارة جديدة للامن الوطني لكننا في المباحث العامة نبقى جهازاً يؤدي خدماته في اطار منظومة امنية متكاملة يقودها سمو سيدي وزير الداخلية وسمو النائب وسمو المساعد للشؤون الامنية.

استهداف المملكة

> ما هي القضايا الامنية التي تتعاطى معها المباحث العامة دون الاجهزة الامنية الاخرى?
>> الدخول في هذه القضايا امر واسع.. هنالك قضايا تتعلق بأمن البلاد من ناحية استهدافها ومحاولة تقويض كيان المملكة وامنها لاقدر الله ولهذا فمسئوليتنا تنطلق من هذا المنظور.. هنالك تيارات تحاول افساد شبابنا او افكار سلبية تصور أن الوضع الذي تسير عليه المملكة غير سليم.

منظومة الامن

> اذاً الى اي مدى انتم قادرون على مواجهة هذا النوع المعقد من القضايا الأمنية?
>> قادرون باذن الله وبثقة قيادتنا فينا وبعزيمة واصرار رجالنا على درء كل الاخطار ومواجهة ما يهدد امن الوطن وسلامته بقوة دون هوادة من خلال التعاون والمثابرة فيما بيننا كمنظومة امنية متكاملة ولا انسى ان اشير هنا الى جهود المباحث الادارية كجهاز معني بمكافحة الرشوة ويمكن ان تتهيأ لكم الفرصة لمعرفة المزيد من جهودها مع مديرها الاخ اللواء حسين العبدلي.

نظرة معيبة

> يلاحظ ان المباحث العامة تكون سيدة الموقف عند مباشرة جهاز الامن لبعض الحوادث كالتفجيرات التي شهدتها الرياض والخبر.. الا يجعل هذا القطاعات الامنية تتحسس كون المباحث العامة هي المتصدي لهذه المشاكل?
>> اعتبر من يحمل هذه النظرة انساناً يحتاج الى ان يعيد حساباته وترتيب اوراقه لانه من العيب ان تصدر هذه النظرة من انسان واع او يحمل رتبة قيادية لان من تجاوز رتبة عقيد اصبح لديه وعي تام ونضج.. اقول اننا في المباحث العامة لانستطيع ان نعمل دون ان يكون معنا رجل شرطة او جهاز جوازات قوي وكذلك جهاز جمارك ثم ان للجهات الاخرى المساندة غير الامنية دور كبير معنا.. فمثلا عندما يكون لدينا جهاز جمارك غير فاعل يمكن ان تتسرب اشياء ضارة بالبلاد وكل انجاز يسجل لصالح المجموعة ونحن في المباحث العامة نسعد عندما يحقق زملاؤنا في الاجهزة الامنية الاخرى انجازا لصالح الوطن ولقد شعرت بالسعادة حين القي القبض على قاتل الجندي لاننا في الاساس كلنا مواطنون ولهذا فلايجب ان نتحسس كون المباحث العامة تتفرد ببعض الاشياء وكما تعلم فان اعمالنا لاتعلن الا في النهاية ومن قبل سمو وزير الداخلية شخصيا في حين تظهر انشطة الاجهزة الامنية كالجوازات والامن العام وحرس الحدود عبر الصحافة.

تحقيقاتنا سرية

> لماذا اذاً تحاط قضايا المباحث العامة بسرية تامة دون قضايا الاجهزة الامنية الاخرى?
>> لاننا لانعرف ما الذي سيواجهنا خلال سير التحقيقات ولايعني مباشرتنا لاي قضية اننا وضعنا ايدينا على كل خيوطها واحيانا تكون لهذه القضايا مصادر خارج المملكة او في الداخل ولهذا عندما نكشف هذا الامر نكون قد اضعنا على انفسنا اشياء كثيرة ولهذا فقضايانا تبقى في طور السرية حتى ينتهي سد جميع الثغرات وتغطية كل ما يتعلق بالتحقيقات وبالتالي فالاعلان عنها يصبح متروكاً لسمو وزير الداخلية فهو الرجل الذي يتابع اولا بأول وكذلك نائبه ومساعده.

عيون ساهرة

> ينظر الشارع الى رجل المباحث العامة نظرة خوف وتحسس كيف يمكن ان نغير نظرة الناس لكم?
>> النظرة تغيرت فالانسان الواعي المدرك يعرف ان هذا الجهاز ما وجد الا لخدمته.. يأتي بعض الناس ويقول اننا رأينا رجال الهيئة في مواقع معينة وهي تضرب الناس.. هنالك مبالغات.. انا مثلا عندما اكون في احد المواقع اتمنى وجود رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لانني اعرف ان هنالك تصرفات غير لائقة من بعض الشباب وهي لاتتفق مع اخلاقنا وعاداتنا وتربيتنا ولهذا فالانسان العاقل والمدرك الذي يرى النتائج بعد اعلانها يدرك حجم مسؤولية هذا الجهاز.. وهنالك عدد من القضايا تم الاعلان عنها والكشف عن دوافعها?.. كالتفجيرات حيث يراد بها اضعاف الثقة في رجال الامن ولكن الحمد لله عيون رجالنا الساهرة اجهضت هذا الهدف تماماً..
قضايا الخارج

> هل يمكن اعتبار المباحث العامة جهاز أمن سياسي?
>> هو بلاشك يتابع مثل هذه القضايا.. والقضايا التي يعالجها ليس بالضرورة ان تكون من الداخل وقد تكون وافدة.

نحن والاستخبارات

> اذا ما وجه العلاقة بين المباحث والاستخبارات العامة?
>> تكاد تشكل منظومة متكاملة وليس هنالك ما يدعو الى الغموض.. فالاستخبارات العامة تلعب دورا كبيرا في الخارج وتؤدي مسؤوليات فاعلة ولهذا فهي اكبر مساعد ومعين في ان تزود جهاز المباحث العامة بما يتوفر لديها من قضايا وليس بالضرورة ان تأتي كل القضايا عبر الاستخبارات فهنالك قضايا تأتي مباشرة لوزير الداخلية او لمن هو اعلى كالمقام السامي.. كما ان هنالك اشياء تأتي من سفاراتنا في الخارج فضلا عن التعاون الامني القائم بين الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وهو مؤثر.

أخاف الله

> بعض الموتورين في الداخل والخارج يروجون عن ممارسات لا انسانية يرتكبها محققو المباحث العامة.. هذه الممارسات يقولون انها لاتتفق واخلاق المسلم.. كيف تفندون مثل هذه المزاعم?
>> انا رجل مسؤول اخاف الله ولا ازكي نفسي على الله سبحانه وتعالى وهذه مسائل في الذمّة يجب ان نبرئها امام الله ولايهمني من يقول كذا وكذا لان اي انسان اجرم او ارتكب خطأ كبيرا في حق وطنه وامته لا يمكن ان اتساهل معه اما من يحمل على المباحث العامة فهو انسان واهم.. هنالك اناس يراجعون سمو سيدي وزير الداخلية ويطلبون منه ان تنقل قضاياهم للمباحث العامة وان يتم التوقيف في المباحث.
> وهذا مرده الى ماذا?
>> قد لاتكون لديهم قناعة ويريدون التأكد لانهم يشاهدون نجاح جهاز المباحث العامة في الوصول الهادئ الى الحقائق بالاقناع والحوار.

نزع الاعترافات

> الا تقر بوجود بعض الممارسات الفردية الخاطئة من بعض رجالكم لاسيما المحققين منهم?
>> قد تحدث.. وهذه حالة شاذة لكن هذه الممارسات ان وجدت لاتصل الى حد الايذاء الجسدي.. هنالك من يحاول ان يلصق بأن المباحث جهاز قمعي وجهاز بوليسي وتعسفي وجهاز يريد ان ينتزع الحقائق بتقليع الاظافر وباستخدام الادوات الكهربائية.. اعوذ بالله.. نسمع عن هذا ونضحك واقسم بالله ثلاثا انني لم أَرَ هذه الوسائل شخصيا ولا حتى احد من رجال الجهاز.. فرجل المباحث يحقق ومعه ضابط اخر وضابط صف السجن بمعنى وجود مجموعة اشخاص.. لنفترض ان المجموعة لديهم ضعف إيمان ألا يدفع أحدهم وازعه الديني لأن يبلغ عن اي ممارسات.. كل ما يروج كلام فارغ.. محققو المباحث يواجهون اطراف القضايا بالحقائق والادلة ومستمسكات ويقال لهم بالنصح والتوجيه اخطأتم فلاتصروا على اخفاء الحقيقة وهذه الادلة قائمة فكفّروا عن اخطائكم وابحثوا لكم عن مخرج.. اي انسان يخضع للتحقيق ينفي تورطه في ارتكاب الجرم.. في نهاية الامر لدينا قضاء شرعي قائم على الكتاب والسنة تحال القضية اليه وهنالك ثلاثة قضاة يستمعون الى المتهم ويناقشونه ومن ثم يصدرون الحكم ويتجه لهيئة التمييز لان من حقه ان يميز وان يعترض وبعدما تنتهي القضية ترفع لمجلس القضاء الاعلى وفي نهاية الامر هنالك ولي الامر ذو القلب الرحيم.. هنالك اشخاص حكم عليهم بخمسة عشر عاما سجناً او عشرين عاما وبالتالي عندما تبحث عنهم تجد انهم امضوا سنوات ثم خرجوا..

(وراؤنا) نايف

> أليس هنالك محاكمات سرية في المباحث العامة?
>> ابدا هذا امر غير موجود فالمحاكمات علنية امام القضاة ومن حق المُدان ان يقول كل شيء ثم ما هي مصلحتنا في ادانة الناس. ثم ما هي العداوة التي بيننا حتى ننتقم من طرف اي قضية ثم نحن نعرف ان (وراء) رجال المباحث وزير داخلية وكذلك مديراً عاماً ومدير السجن ومدير التحقيقات .لوحدث لاي انسان شيء اثناء التعذيب الذي يتحدثون عنه فانه لابد ان يتحدد من يتحمل مسؤوليته.

سرقات (القاعدة)

> نسمع ان المباحث العامة تتولى حاليا التحقيق في عدد من القضايا الامنية كقضايا التفجيرات في الرياض والخبر والتي ارتكبها غربيون والتحقيقات مع العائدين من افغانستان والاسرى السعوديين في (جوانتانامو) وخليّة المغرب واخيرا موضوع الرشيد.. الى اين تسير هذه القضايا?
>> حتى الآن هي قيد النظر فمثلا موضوع الرشيد وما اثير حوله هو لا يستحق كل ذلك وقد لايكون بهذا الحجم وتلك المبالغة فالامر يبقى محدودا وقيد التحقيق.. كثير من شبابنا غرر بهم وكثير منهم ذهبوا وهم اطفال صغار الى افغانستان فمثلا (الرشيد) ذهب الى افغانستان وعمره ما بين السادسة عشرة والسابعة عشرة بمعنى انه صبي صغير وخلال وجوده هناك كان بين الجبال وحقيقة امره تخالف ما يُقال احيانا ويبالغ فيه.. قد يجوز ان تلتقي هناك بعض الاسماء ولا ننسى حكاية الجوازات التي تُسرق وتُستغل من آخرين لان تنظيم (القاعدة) او اي جماعات اخرى في افغانستان تستفيد من هذه الامور لكن عندما نأتي الى حقيقة امر الرشيد تجد انه وَلَد صغير غير ناضج.. ثق تماما ان الامور تسير بشكل جيد ولله الحمد.. وانطلاقا من اهتمام الدولة البالغ فقد اوفدت محققين سعوديين الى قاعدة (جوانتانامو) وقد قابلوا الاسرى السعوديين واطمأنوا عليهم وتحققوا من مواطنتهم وقد حملوا بعض الرسائل منهم الى ذويهم في المملكة.. والدولة حريصة على اعادتهم.
خليّة المغرب

> وماذا بشأن المتهمين السعوديين في المغرب?
>> حتى الآن القضية مستمرة وقد شارك محققون سعوديون فيها وكما تعلم فالقضية تقع على التراب المغربي وهؤلاء متزوجون من مغربيات..
وهي لم تتبلور بعد ولم تظهر على حقيقتها الكاملة وهذا يحتاج الى وقت.. نحن نقدر لاخواننا في المغرب تعاونهم اللامحدود ونحن ننتظر ولا سيما ان لديهم عناصر اخرى ربما يبحثون في شأنها.. في كيفية وموعد دخولها للمغرب ومن يوجهها ومتى تزوجوا وما هي الاعمال التي ارتكبوها.. هذا امر كله يحتاج الى وقت.

تفجيرات الغربيين

> وماذا عن ملف الغربيين المتورطين في تفجيرات الرياض والخبر?
>> حتى الآن.. القضية في مراحلها النهائية واذا صدرت الاحكام وتم تصديقها ورُفعت للمقام السامي فالملف يُعتبر في حكم المنتهي.

سنطلق هؤلاء

> ومتى ستغلقون ملف التحقيقات مع العائدين من افغانستان?
>> هذا مرهون بالنظر فيها من قبل المحكمة لان اي قضية هنا لا بد ان ينظر فيها شرعا ليقول القضاء كلمته.. والدولة دائماً تنظر وتراعي اولئك الاشخاص الذين ضُلَّلوا او غُرَّر بهم ولا سيما ان هنالك كثيراً منهم من الصغار ذهبوا الى افغانستان دون علم ذويهم وهؤلاء لهم نظرة خاصة وبعد انتهاء التحقيقات وثُبُوت انهم دُفع بهم للعمل مع منظمات الاغاثة سيسلمون لاهلهم بعد إلزامهم بتعهد ويبقون تحت الملاحظة.

الاساءة الفضائية

> هنالك بعض من السعوديين سواء كانوا مثقفين او سياسيين او اكاديميين يخرجون عبر الفضائيات في برامج حوارية بصورة مسيئة.. هل يخضعون للتحقيق او المساءلة من قبل المباحث العامة?
>> لا اعلم.. ومن قبلنا لا اعتقد.. قد تكون هنالك حالة او شخص تم تنبيهه لانه مهما كان فالمملكة بلادنا ويؤلمنا ان نسمع كلمة يساء فيها الى رمزٍ او لقائد او لوالد... هذا امر مؤلم جدا.. وقد يفاجأ هذا المشارك السعودي في برنامج فضائي من بعض اناس لهم اهداف معينة في استقطابهم لاشخاص آخرين بشكل مرتب ولكننا نعتب على بعض الاخوان في ان يورطوا انفسهم بابداء وجهة نظر غير صحيحة ما كان ينبغي ان تقال ونسأل الله الهداية لاخواننا لانه من المفترض ان يكونوا اسمى من ان يقحموا انفسهم في قضايا مثل تلك.. وهذه الممارسات ليست تعبيراً عن حرية بل هي محاولات للاستعداء.. والفضائيات كثرت وكثر شرها.
ما يريده نايف

> ماذا يريد نايف بن عبدالعزيز للمباحث العامة ولرجالها ان يكونوا عليه?
>> يريد لها ولهم كل تطور وتقدم والخير كله ودائما سموه معنا بقلبه وقالبه حتى عندما كان يستشفى خارج المملكة فاتصالاتنا به لم تنقطع وقد ذهبت اليه واطمأننت عليه وهو دائم السؤال والاستفسار والمتابعة الدقيقة حتى ان معاملاتنا تأتي بتوقيعه الشخصي حتى عندما كان خارج المملكة فهو متابع ولم ينقطع عنا.. ومثلما عرفت الامير نايف منذ بدأت العمل تحت قيادته كما هو- ماشاء الله ـ الآن لم يتغير صخرة صلبة.
> اخيرا.. ماذا تودون قوله معالي الفريق?
>> امضيت (52) عاما في خدمة الدولة لا املك الا ان اسأل الله ان يوفق ولاة الامر ويأخذ بأيديهم وان يثيبهم خيرا لاني شخصيا اعرف الناس بما يعملونه وادرى الناس بما يؤدّوه من جهود ومطَّلع اطلاعاً مباشراً على مايريدونه لخير هذا الوطن عقيدةً ارضاً وانساناً.


كتب: عبدالله العريفج ....عكاظ
http://www.okaz.com.sa/OKAZ/default.htm

أمروءالقيس
17-09-2002, 04:48 PM
ايه .... طيّب !

سود الليالي
17-09-2002, 10:03 PM
ما شاالله

تبارك الله