المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف غسلنا الكعبة؟ بقلم: الأستاذ/ محمد العوضي



MandN
21-09-2002, 10:43 PM
http://almared2000.amooor.net/ma/html/emoticons/1b.gif
بدعوة من إمارة مكة دعيتُ مع الدكتور طارق السويدان للمشاركة في غسل الكعبة المعظمة يوم الأربعاء الماضي حيث جرت العادة أن يتشرف أمير مكة في غرة شعبان بهذه المهمة العزيزة.
يبدأ الضيوف بالتوافد على الكعبة منذ الساعة السابعة صباحاً بالدخول من باب الملك عبدالعزيز ومع كل ضيف بطاقة خاصة وزعتها الامارة على المدعوين وحتى لا يتكدس الجميع في ساعة واحدة في جوف الكعبة والمدعوون بالمآت وزع الوقت مع توزيع المجموعات الزائرة, ولحسن الحظ كان دورنا من أوائل الناس دخولاً، في البداية يطوف الضيوف في البيت وحول الكعبة على بعد (15) متراً شريط من الأمن يحجزون عامة الناس من التدافع جهة بوابة الكعبة منعاً للفوضى، للمرة الأولى أطوف الكعبة وأحظى بتقبيل الحجر الأسود في كل طواف، ثم بعد ذلك نُصلي ركعتي الطواف في حجر اسماعيل, وأخذنا الدور مصطفين لدخول الكعبة مع الزائرين، ولم نعلم بفتح باب الكعبة إلا عندما سمعنا صوتاً جماعياً يدوي في الحرم لفت انتباه الجميع واذا بالمسلمين يهللون بالتوحيد لا إله إلا الله,, لا إله إلا الله,, الله أكبر وأياديهم ترتفع مشيرةً الى الكعبة وبعضها يحمل المصاحف، ويكبرون في مشهد جماعي خاشع، فعلمنا أن جميع من في الحرم كبر لأن سادن الكعبة «أي خادمها» قد فتح الباب، ليس في الكعبة جواهر توزع، ولا دراهم تهدى، ولا أي مكسب من مكاسب الدنيا، فلماذا هذه الأشواق العظيمة، من الناس تجاه هذه الحجارة الصلدة؟ لأنه بيت الله تعالى، وأخذ شرفه ومكانته من نسبته الى خالقه سبحانه، وبدأنا نتزاحم على السلم الخشبي الذي يرتقي بنا الى باب الكعبة، وعلى الباب شاهدت رجلاً في الخمسين من عمره، اغرورقت عيناه بالدموع وهو يُطمئن المحتشدين ويقول كلكم سيدخل، ودخلنا الكعبة العظيمة، فلا ترى إلا ساجداً أو داعياً أو باكياً,,, جوٌ من التجلي الإيماني، والخشوع الذي يفصلك عن الأرض ويصلك بالسماء، هناك لا تسمع إلا همساً، وليس الهمس إلا ألسنة تلهج بذكر الرحمن الرحيم وقلوب تخفق بحب رب العالمين، داخل الكعبة المكان الوحيد الذي يجوز لك أن تصلي في أي اتجاه، استقبلت جهة حجر اسماعيل من داخل الكعبة وصليت، كل الذين زاروا ودخلوا قالوا انتابنا شعور لم يمُر علينا من قبل، يعجز اللسان وينهزم البنان في التعبير عن حقيقته وأنى للكلمات أن تجسد ما يعتلج في مسارب النفس في هذه اللحظات يمر عليك شريط التقصير والمخالفات التي ارتكبتها في حق الله تعالى وحقوق خلق الله، فاللهم غفراً غفراً يارب العالمين,,, بعد الصلاة يوزعون عليك قطعة قماش صغيرة لتشارك في تنظيف الكعبة من الداخل، ولكن الكعبة نظيفة جداً، فلا ترى على أرضها إلا قطرات من دموع التوبة والشوق والندم، الدكتور سويدان ومعه ابناه محمد ومهند أخذوا ينظفون اسطوانات «الأعمدة» التي داخل الكعبة، وهويت على أرض الكعبة أمسحها بين أقدام الرجال, للمرة الأولى أتمنى أن أكون خادماً وفراشاً وكناساً .

وحش الغابه
29-09-2002, 11:24 PM
السلام عليكم

مشكور اخوي على الموضوع