محروم
23-09-2002, 07:57 AM
غــُــــــــــــروب ...نــــــــــاصر.....
هل سيُشرق ثانية؟؟
نحتاج فقط الى لحظات... ننظر فيها الى "واقعنا"
صوت يغص بدموع حارقة وحزن اعتلى وجه فتاة لم تتجاوز السابعة عشر ...
لكن..لن تحتاج الى وقت لترى البؤس مرتسماً على وجه طفلة ....تحمل ارادة من حديد....!!
بدأت تتحدث ...كانما تحاول انتزاع بعض همومها والقائها خارج اضلعها ...
جلست امامها بهدوء ...مُنـصته ...تحدثي حبيبتي ...قولِ مابكِ...؟؟
نظرت الي من اعلى الى اسفل كانما تتفحص الإنسانة التي تجلس امامها هل تستحق البوح أم لا...!!
كانت متردده خائفة ...خجلة...
لكن حاجتها الى (الفضفضة) كان اقوى ...
أخي...
انه اخي ...الأكبر..
ناصر
طلبت منها أن تكمل قصتها دون أن اقاطعها باسألتي ...
اخي ناصر عمره 19 سنة (مُدمن مخدرات)
قلت 19 سنة ومدمن مخدرات ...لاحول ولا قوة إلا بالله ...
نعم قالتها بعد أن سمحت لدموعها بمغادرة عينيها ...
وبكل مرارة (خُلقت في الدنيا) اكملت حديثها ...
ناصر شقيقي يكبرني بسنتين فقط ..مدمن مخدرات منذ سنوات "وهمست الي" انتبهي الى كلمة منذ سنوات...
والدتي مُطلقة من والدي ونحن 5 اشقاء اربعة اولاد وبنت (أنا)..
كنا نعيش في مدينة "جدة" ..بدأت معاناتنا باللحظة التي ودعنا فيها والدي في المطارعندما ابتعث الى الباكستان ... كنت صغيرة ...ولكنني اتذكر جيداً دموع امي ...واحتضان ابي لي ولن انسى دفء صدره ..ما حييت0
لم نكن نعلم انا وامي وأخي ناصر ...اننا سنودع الأب(الى الأبد) ليس بموته ...لا...
عاد الينا ...شخص آخر ..."اصبح احد ضحايا المخدرات"
حاولت امي بكل الطُرق الممكنة والغير ممكنة أن تثنيه عن هذا الطريق ...المميت ...
كنا نشاهد كثيراً قسوته عليها وضربها واحياناً ضربنا نحن لمجرد وقوفنا امامه (وتأمله بدموع تكتسح اعيننا) ..
كانت ظروفنا المادية فوق الممتازه ..فجدتي "والدته" مقتدره ولم تكن تبخل عليه في شئ اضافة الى راتبه ..
عندما عاد من بعثته... احضر معه (الموت)...
خلال هذه السنوات بين شد وكر وفكر بين والدتي وابي ..قدم الى الدنيا اخوتنا الثلاث ...
خاصة بفترات الهدوء ..عندما يوافق والدي ان يدخل مستشفى الأمل ... ويخرج ...بأمل لايلبث أن يموت ..بسبب صحبته السيئة ..
كنا نشاهده وهو "يحقن نفسه بالمخدر" لم يأبه بنا ...
كان يطلب من ناصر ..أن يساعده احيانأ في ذلك ...
وخلال كل هذا طلبت والدتي الطلاق ..بعد ان اعلنت عجزها ..عن تغييره وقالت "ابي احافظ على عيالي لايضيعون ويلحقون ابوهم" خاصة بعد أن اصبح ناصر في عمر 13 عشر ولم يعد يهتم لكلام امي بل اصبح يغييب عن البيت .. !!
فعلاً تمكنت امي من الحصول على الطلاق ...واعدت العدة للرحيل ...
تصوروا ...
ناصر ... رفض وبقوة مغادرة المنزل ..
وقال ســـ....أبقى مع والدي ...
كان ينظر الينا كاننا تخلينا عن ابي ...حاول خالي أن يثنيه عن عزمه ...لكنه تهاوى امام دموع والدي وهو يقف جانباً ينظر الينا ...لكن المخدر جعله كصورة شبح او كظل ...لايستطيع الحراك ولم ينبس بكلمة واحده ...
كدت ان انطلق الى احضانه لولا يد امي الممسكة بيدي ...
قال خالي "ناصر اذهب معنا ...وابوك منت مقصر بحقه ان شاء الله بتزوره)
"روح معهم يا ناصر ..."
هذه الكلمه دوت في اعماقي ...رغم ضعفها وهي تخرج من فم والدي ...
شعرت ان والدي محطم ...
رفض ناصر ...بعد فشل محاولة خالي بالقوة على اخراجه ...
ووسط نحيب امي ...ودموعها خلف غطاء وجهها ...ونحن في طريقنا للمطار ... كنت انظر الى الخلف ...الى المدينة التي تحتضن والدي0
أمــــــــي ضائعة
اصبحت الآن ممزقه ...لاتستطيع العوده ..وسترحل تاركة فلذه كبدها عند والده المدمن وجدته المُسنة...!!
مضت الأشهر ...كان خلالها ناصر يزورنا في المدينة التي نسكنها كذلك والدنا لكن نادراً نادراً جداً ...
ماتت جدتي ..وكنت اسمع أن والدي خاض جولات مع المخدر كانت تنتهي بخسارته ...حاول اللجوء الى مشفى الأمل كثيراً ..وكلما خرج عااااااااد وبقوة الى الإدمان ...
ناصر ..
أدمن المخدرات ...
هذا ما قاله خالي لأمي ...
"امي تمزقت" ناحت صاحت ...لكن لاجدوى
ترجت خالي وتوسلت اليه أن يحضره اليها تُريد ان تراه ..
كادت ان تقبل قدمه ...ليساعدها في انتشاله من الضياع 0
لكن لاحياة لمن تُنادي ...
و...في ليلة ...جاء خبر وفاة والدي في مستشفى الأمل ...
نعم مات هناك ...
وهو يحاول ...أن يعود للحياة ...
مااااااااااات والدي ...
بسبب جُرعة مخدر (اوصلها اليه احد اصدقاء السوء كانت سبب لوفاته هناك ؟؟؟؟
ببراءة.... من المسؤول؟ ؟؟
عاد الينا ناصر مُحطماً ... بل اشلاء
تمكن منه المخدر ...وعاااااااد الى احضان امي ..
كطفل في الخامسة ...يبكي يبكي بحرقة ..في احضانها
اصبح منزل امي المطلقة الأرمله ...(بيت للمأساة)
بيت تمتزج فيه دموع امي وناصر ونحن ..
وسط صيحات ناصر المتألمة من المخدر ...
يخرج ...بعد أن يكون مد يده بالضرب على والدتي ..عندما تقف في وجهه تمنعه من الخروج ...
يخرج ...ويعود شخصاً آخر ...
ويرتمي في احضانها ليبكي أيضا ويقول
"سااامحيني يما ...يما اذبحيني سوي اللي تبيه ...يما ساامحيني ...يقبل رأسها ويدها حتى قدميها ...))
وهكذا اصبحنا نعيش الأيام...
حزن دائم...
أمي تتصل بخالي تطلب منه مساعدتها في انتشال ناصر مما هو فيه...
في احدى المرات ...قدم الينا والشرر يتطاير من عينه ...ويصرخ بصوته ..انتم الواحد ما يعرف الراحه من يوم عرفكم ...فشلتونا ...فضحتونااا ..ولدكِ هذا يبيله ذبح ...و ......و.......و.......0
يسمعنا كل ذلك ...ويخرج
واخوتي الصغار يمسكون بطرف ثيابي خوفاً من خالي ..وهو يدفع ناصر بكل قسوة خارج المنزل ...وسط (دموع)العائلة سوى خالي0
اخذه الى مشفى الأمل ...لكن ناصر هرب ...
نعم هرب ؟؟؟
ببراءة.... من المسؤول؟ ؟؟
"وعاد الينا ...ليس بالطائرة ولكنه اوقف احد السيارات القادمة الى مدينتنا وطلب منها ايصاله الينا 0
عاد ناصر الينا ....
كما هو بل ازداد وضعه سوء ...اصبح يسرق ...يضرب ...يثور...
لانستطيع انا ووالدتي على ايقافه ...!
اصبح مختلفاً ...كالمارد ...كالشيطان ...
ولا نستبعد اننا لو وقفنا في وجهه اكثر لقتلنا ...
امام ضعفنا كوننا (نساء)
خالي ...حلف يميناً ان لايتدخل في وضع ناصر ابداً
وقاطعتنا العائله ...
لقد سببنا لهم التشهير والسمعه على حسب قولهم ...
الشارع رفض ناصر ...كا رفضه اقاربه ...والموت ...وكل شئ0
ذهبت به امي الى المستشفى ...قال لها الدكتور المصري الجنسية "ده مالوش علاج هنا ابقوا شفولوا صرفه ولا ودوه مستشفى الأمل ولا أي حاجه"
خرجت امي ويتكئ عليها ظل ناصر ...
لم يعد يقوى على المشي حتى ...
اتصلت على خالي ..رغم اذلاله لها وجرحه لها بكلماته ...إلا انها فعلت فقط لأجل ناصر ...
قالت له ..وتوسلت اليه أن يُعيده الى مشفى الأمل ...
لكنه قال ...
اذا باخذ ناصر بوديه على قبره ...مو مكان ثاني ..
اصلاً ما منه رجا هالولد خلاص منتهي ..بعد ما فضحنا عند الله وخلقه ومتسلف من فلان وسارق من فلان ..الله لايباركِ فيكِ انتِ وعيالك ....وخرج0
لم احقد في حياتي على احد كما حقدت على خالي تلك الليلة .
لم يعد يزورنا احد...
كل شهر ونحن في منزل ..بعد ان يطردنا اصحابه بسبب وضع ناصر 0
تملك والدتي مالاً فقط ما يعولنا ...واصبحت تخيط بعض الملابس وتبيعها ...!
وناصر ما زال ...كل يوم
يصرخ ويبكي يتوسل ويألم ...
رفضه حتى المستشفى ؟!!
ومشفى الأمل لايقبله إلا بولي أمر ...ووالدتي لاتستطيع السفر وتركنا 0
حاولت مرارا بالمستشفى الحكومي ان يساعدها لكن ..كانت اجابته ان ذلك ليس من اختصاصه؟!!
أمـــــي حتى الآن تتخبط هُنا وهناك ...تبحث عن أمل لناصر ...كل الأبواب مُغلقة في وجوهنا ...حتى المصحة النفسية أدمت أمي يديها وهي تطرق بابهم ....لامُجيب...
حتى أنها فكرت ن تلجأ الى ( الشرطة )
لكنها خائفة على ناصر ....
مازلت تتصل على خالي ويرد علينا ابنائه ..
غير موجود
مسافر
في العمل
.....الخ ....
ايدينا مُقيده ...بمجتمع لايرحم ...
ومازال ناصر ...يصرخ ...يبكي ....ويتألم ...
مازال ينادي بإسم أبي ...
حتى أنا اليوم ...اصبحت بالنسبة للمجتمع أخت مدمن مخدراااات ...
علاقاتي بصديقات المدرسة محدوده ...فمدينتنا صغيره ...واهالي صديقاتي عندما يعرفون أن ابنة فلان لديها بالمدرسة (يحذرونهن من اي علاقة معي ...!!)
احياناً وانا اسير مشياً ...عائدة الى منزلي في حرارة الصيف الملتهبة ...وتمر من أمامي سيارة فارهة بمكيف ...وابتسامات الأطفال داخلها اكاد أختنق حزناً على اخوتي الصغار ما ذنبهم ....!
لقد كنا نملك المال والصحة وكل شئ ...
وبلحظة انتهى كل شئ ؟؟؟
انتهى حوارنا ....
وسط كومة اسئلة؟؟
ببراءة.... من المسؤول؟ ؟؟
وجال في خاطري سؤال...؟
لما لايكون لمستشفى الأمل مكاتب او أي مسمى في كل مستشفى حكومي واحد ...بكل مدينه...ليقوم بتحويل الحالات المشابهه لحالات ناصر الى المستشفى الرئيسي ...0
مالذي يجب ان تفعله والدته الآن؟؟
ننتظر الحلول .....بفارغ الصبر 0
ملاحظة:
القصة واقعيه بتصريف....والفتاة تنتظر الحلول لأخيها ناصر بكل مصداقية ...
فالمآساة مازالت قائمة ....
صدقوني ..انها ليست رواية من نسج الخيال ...
أنا ..لو قرأتها لقلت ..ايعقل أن هذه الجدران من الأسمنت ...تضم بين جوانبها قلوباً تتألم الى هذه الدرجه ..؟؟
وأين هُنا في ...بلدي ...؟؟
نعم أحبتي ...
هذا ماحدث ولايزال ...
لذلك
أحبتي الي بحلولكم ...ارائكم ...!
ناصر مازال ينتظر يداً تنتشله...
يتم وفقر وادمان ....
يالله ..
اعانكِ الله ياوالدة ناصر...اعانكِ الله0
حمة الله وحفظ كل ناصر وحفظ الله أطفالنا وأطفال المسلمين وشبابنا وشباب المسلمين وجعل الله كيد اعدائنا في نحورهم
هذى القصه وصلت لى عن طريق البريد
اخوكم محروم
هل سيُشرق ثانية؟؟
نحتاج فقط الى لحظات... ننظر فيها الى "واقعنا"
صوت يغص بدموع حارقة وحزن اعتلى وجه فتاة لم تتجاوز السابعة عشر ...
لكن..لن تحتاج الى وقت لترى البؤس مرتسماً على وجه طفلة ....تحمل ارادة من حديد....!!
بدأت تتحدث ...كانما تحاول انتزاع بعض همومها والقائها خارج اضلعها ...
جلست امامها بهدوء ...مُنـصته ...تحدثي حبيبتي ...قولِ مابكِ...؟؟
نظرت الي من اعلى الى اسفل كانما تتفحص الإنسانة التي تجلس امامها هل تستحق البوح أم لا...!!
كانت متردده خائفة ...خجلة...
لكن حاجتها الى (الفضفضة) كان اقوى ...
أخي...
انه اخي ...الأكبر..
ناصر
طلبت منها أن تكمل قصتها دون أن اقاطعها باسألتي ...
اخي ناصر عمره 19 سنة (مُدمن مخدرات)
قلت 19 سنة ومدمن مخدرات ...لاحول ولا قوة إلا بالله ...
نعم قالتها بعد أن سمحت لدموعها بمغادرة عينيها ...
وبكل مرارة (خُلقت في الدنيا) اكملت حديثها ...
ناصر شقيقي يكبرني بسنتين فقط ..مدمن مخدرات منذ سنوات "وهمست الي" انتبهي الى كلمة منذ سنوات...
والدتي مُطلقة من والدي ونحن 5 اشقاء اربعة اولاد وبنت (أنا)..
كنا نعيش في مدينة "جدة" ..بدأت معاناتنا باللحظة التي ودعنا فيها والدي في المطارعندما ابتعث الى الباكستان ... كنت صغيرة ...ولكنني اتذكر جيداً دموع امي ...واحتضان ابي لي ولن انسى دفء صدره ..ما حييت0
لم نكن نعلم انا وامي وأخي ناصر ...اننا سنودع الأب(الى الأبد) ليس بموته ...لا...
عاد الينا ...شخص آخر ..."اصبح احد ضحايا المخدرات"
حاولت امي بكل الطُرق الممكنة والغير ممكنة أن تثنيه عن هذا الطريق ...المميت ...
كنا نشاهد كثيراً قسوته عليها وضربها واحياناً ضربنا نحن لمجرد وقوفنا امامه (وتأمله بدموع تكتسح اعيننا) ..
كانت ظروفنا المادية فوق الممتازه ..فجدتي "والدته" مقتدره ولم تكن تبخل عليه في شئ اضافة الى راتبه ..
عندما عاد من بعثته... احضر معه (الموت)...
خلال هذه السنوات بين شد وكر وفكر بين والدتي وابي ..قدم الى الدنيا اخوتنا الثلاث ...
خاصة بفترات الهدوء ..عندما يوافق والدي ان يدخل مستشفى الأمل ... ويخرج ...بأمل لايلبث أن يموت ..بسبب صحبته السيئة ..
كنا نشاهده وهو "يحقن نفسه بالمخدر" لم يأبه بنا ...
كان يطلب من ناصر ..أن يساعده احيانأ في ذلك ...
وخلال كل هذا طلبت والدتي الطلاق ..بعد ان اعلنت عجزها ..عن تغييره وقالت "ابي احافظ على عيالي لايضيعون ويلحقون ابوهم" خاصة بعد أن اصبح ناصر في عمر 13 عشر ولم يعد يهتم لكلام امي بل اصبح يغييب عن البيت .. !!
فعلاً تمكنت امي من الحصول على الطلاق ...واعدت العدة للرحيل ...
تصوروا ...
ناصر ... رفض وبقوة مغادرة المنزل ..
وقال ســـ....أبقى مع والدي ...
كان ينظر الينا كاننا تخلينا عن ابي ...حاول خالي أن يثنيه عن عزمه ...لكنه تهاوى امام دموع والدي وهو يقف جانباً ينظر الينا ...لكن المخدر جعله كصورة شبح او كظل ...لايستطيع الحراك ولم ينبس بكلمة واحده ...
كدت ان انطلق الى احضانه لولا يد امي الممسكة بيدي ...
قال خالي "ناصر اذهب معنا ...وابوك منت مقصر بحقه ان شاء الله بتزوره)
"روح معهم يا ناصر ..."
هذه الكلمه دوت في اعماقي ...رغم ضعفها وهي تخرج من فم والدي ...
شعرت ان والدي محطم ...
رفض ناصر ...بعد فشل محاولة خالي بالقوة على اخراجه ...
ووسط نحيب امي ...ودموعها خلف غطاء وجهها ...ونحن في طريقنا للمطار ... كنت انظر الى الخلف ...الى المدينة التي تحتضن والدي0
أمــــــــي ضائعة
اصبحت الآن ممزقه ...لاتستطيع العوده ..وسترحل تاركة فلذه كبدها عند والده المدمن وجدته المُسنة...!!
مضت الأشهر ...كان خلالها ناصر يزورنا في المدينة التي نسكنها كذلك والدنا لكن نادراً نادراً جداً ...
ماتت جدتي ..وكنت اسمع أن والدي خاض جولات مع المخدر كانت تنتهي بخسارته ...حاول اللجوء الى مشفى الأمل كثيراً ..وكلما خرج عااااااااد وبقوة الى الإدمان ...
ناصر ..
أدمن المخدرات ...
هذا ما قاله خالي لأمي ...
"امي تمزقت" ناحت صاحت ...لكن لاجدوى
ترجت خالي وتوسلت اليه أن يحضره اليها تُريد ان تراه ..
كادت ان تقبل قدمه ...ليساعدها في انتشاله من الضياع 0
لكن لاحياة لمن تُنادي ...
و...في ليلة ...جاء خبر وفاة والدي في مستشفى الأمل ...
نعم مات هناك ...
وهو يحاول ...أن يعود للحياة ...
مااااااااااات والدي ...
بسبب جُرعة مخدر (اوصلها اليه احد اصدقاء السوء كانت سبب لوفاته هناك ؟؟؟؟
ببراءة.... من المسؤول؟ ؟؟
عاد الينا ناصر مُحطماً ... بل اشلاء
تمكن منه المخدر ...وعاااااااد الى احضان امي ..
كطفل في الخامسة ...يبكي يبكي بحرقة ..في احضانها
اصبح منزل امي المطلقة الأرمله ...(بيت للمأساة)
بيت تمتزج فيه دموع امي وناصر ونحن ..
وسط صيحات ناصر المتألمة من المخدر ...
يخرج ...بعد أن يكون مد يده بالضرب على والدتي ..عندما تقف في وجهه تمنعه من الخروج ...
يخرج ...ويعود شخصاً آخر ...
ويرتمي في احضانها ليبكي أيضا ويقول
"سااامحيني يما ...يما اذبحيني سوي اللي تبيه ...يما ساامحيني ...يقبل رأسها ويدها حتى قدميها ...))
وهكذا اصبحنا نعيش الأيام...
حزن دائم...
أمي تتصل بخالي تطلب منه مساعدتها في انتشال ناصر مما هو فيه...
في احدى المرات ...قدم الينا والشرر يتطاير من عينه ...ويصرخ بصوته ..انتم الواحد ما يعرف الراحه من يوم عرفكم ...فشلتونا ...فضحتونااا ..ولدكِ هذا يبيله ذبح ...و ......و.......و.......0
يسمعنا كل ذلك ...ويخرج
واخوتي الصغار يمسكون بطرف ثيابي خوفاً من خالي ..وهو يدفع ناصر بكل قسوة خارج المنزل ...وسط (دموع)العائلة سوى خالي0
اخذه الى مشفى الأمل ...لكن ناصر هرب ...
نعم هرب ؟؟؟
ببراءة.... من المسؤول؟ ؟؟
"وعاد الينا ...ليس بالطائرة ولكنه اوقف احد السيارات القادمة الى مدينتنا وطلب منها ايصاله الينا 0
عاد ناصر الينا ....
كما هو بل ازداد وضعه سوء ...اصبح يسرق ...يضرب ...يثور...
لانستطيع انا ووالدتي على ايقافه ...!
اصبح مختلفاً ...كالمارد ...كالشيطان ...
ولا نستبعد اننا لو وقفنا في وجهه اكثر لقتلنا ...
امام ضعفنا كوننا (نساء)
خالي ...حلف يميناً ان لايتدخل في وضع ناصر ابداً
وقاطعتنا العائله ...
لقد سببنا لهم التشهير والسمعه على حسب قولهم ...
الشارع رفض ناصر ...كا رفضه اقاربه ...والموت ...وكل شئ0
ذهبت به امي الى المستشفى ...قال لها الدكتور المصري الجنسية "ده مالوش علاج هنا ابقوا شفولوا صرفه ولا ودوه مستشفى الأمل ولا أي حاجه"
خرجت امي ويتكئ عليها ظل ناصر ...
لم يعد يقوى على المشي حتى ...
اتصلت على خالي ..رغم اذلاله لها وجرحه لها بكلماته ...إلا انها فعلت فقط لأجل ناصر ...
قالت له ..وتوسلت اليه أن يُعيده الى مشفى الأمل ...
لكنه قال ...
اذا باخذ ناصر بوديه على قبره ...مو مكان ثاني ..
اصلاً ما منه رجا هالولد خلاص منتهي ..بعد ما فضحنا عند الله وخلقه ومتسلف من فلان وسارق من فلان ..الله لايباركِ فيكِ انتِ وعيالك ....وخرج0
لم احقد في حياتي على احد كما حقدت على خالي تلك الليلة .
لم يعد يزورنا احد...
كل شهر ونحن في منزل ..بعد ان يطردنا اصحابه بسبب وضع ناصر 0
تملك والدتي مالاً فقط ما يعولنا ...واصبحت تخيط بعض الملابس وتبيعها ...!
وناصر ما زال ...كل يوم
يصرخ ويبكي يتوسل ويألم ...
رفضه حتى المستشفى ؟!!
ومشفى الأمل لايقبله إلا بولي أمر ...ووالدتي لاتستطيع السفر وتركنا 0
حاولت مرارا بالمستشفى الحكومي ان يساعدها لكن ..كانت اجابته ان ذلك ليس من اختصاصه؟!!
أمـــــي حتى الآن تتخبط هُنا وهناك ...تبحث عن أمل لناصر ...كل الأبواب مُغلقة في وجوهنا ...حتى المصحة النفسية أدمت أمي يديها وهي تطرق بابهم ....لامُجيب...
حتى أنها فكرت ن تلجأ الى ( الشرطة )
لكنها خائفة على ناصر ....
مازلت تتصل على خالي ويرد علينا ابنائه ..
غير موجود
مسافر
في العمل
.....الخ ....
ايدينا مُقيده ...بمجتمع لايرحم ...
ومازال ناصر ...يصرخ ...يبكي ....ويتألم ...
مازال ينادي بإسم أبي ...
حتى أنا اليوم ...اصبحت بالنسبة للمجتمع أخت مدمن مخدراااات ...
علاقاتي بصديقات المدرسة محدوده ...فمدينتنا صغيره ...واهالي صديقاتي عندما يعرفون أن ابنة فلان لديها بالمدرسة (يحذرونهن من اي علاقة معي ...!!)
احياناً وانا اسير مشياً ...عائدة الى منزلي في حرارة الصيف الملتهبة ...وتمر من أمامي سيارة فارهة بمكيف ...وابتسامات الأطفال داخلها اكاد أختنق حزناً على اخوتي الصغار ما ذنبهم ....!
لقد كنا نملك المال والصحة وكل شئ ...
وبلحظة انتهى كل شئ ؟؟؟
انتهى حوارنا ....
وسط كومة اسئلة؟؟
ببراءة.... من المسؤول؟ ؟؟
وجال في خاطري سؤال...؟
لما لايكون لمستشفى الأمل مكاتب او أي مسمى في كل مستشفى حكومي واحد ...بكل مدينه...ليقوم بتحويل الحالات المشابهه لحالات ناصر الى المستشفى الرئيسي ...0
مالذي يجب ان تفعله والدته الآن؟؟
ننتظر الحلول .....بفارغ الصبر 0
ملاحظة:
القصة واقعيه بتصريف....والفتاة تنتظر الحلول لأخيها ناصر بكل مصداقية ...
فالمآساة مازالت قائمة ....
صدقوني ..انها ليست رواية من نسج الخيال ...
أنا ..لو قرأتها لقلت ..ايعقل أن هذه الجدران من الأسمنت ...تضم بين جوانبها قلوباً تتألم الى هذه الدرجه ..؟؟
وأين هُنا في ...بلدي ...؟؟
نعم أحبتي ...
هذا ماحدث ولايزال ...
لذلك
أحبتي الي بحلولكم ...ارائكم ...!
ناصر مازال ينتظر يداً تنتشله...
يتم وفقر وادمان ....
يالله ..
اعانكِ الله ياوالدة ناصر...اعانكِ الله0
حمة الله وحفظ كل ناصر وحفظ الله أطفالنا وأطفال المسلمين وشبابنا وشباب المسلمين وجعل الله كيد اعدائنا في نحورهم
هذى القصه وصلت لى عن طريق البريد
اخوكم محروم