المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية والعاقبة للمتقين



الجميلي
27-09-2002, 03:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم




تقرر سنن الله سبحانه وتعالى أن المعركة بين الحق والباطل غالباً ما تكون طويلة تمحيصاً وابتلاء واختباراً ليميز الله الخبيث من الطيب ، وغيرها من الحكم التي لا يقدر الإنسان أن يسبر غورها .
لكن قصار النظر لا ينظرون إلى العواقب النهائية لهذه المعركة وإنما يلاحظون نهاية جولة من جولاتها المتعاقبة وفصل من فصولها الممتدة على طريق الجهاد الطويل فييأسون وينقطعون ، ويختارون أن يحطوا رحال المسير ، اعتذاراً بالعجز والضعف وقوة الأعداء ووحشيتهم وتكالبهم على المسلمين المجاهدين .
لكن الله تعالى يسوق بين الحين والحين من الأحداث ما يذكر الغافلين بسسنه الثابتة ، ووعوده لعباده .
ها هي الأحداث التي تدور على أرضنا الإسلامية في أفغانستان ، تؤكد تلك الحقائق ، وتزيدنا يقيناً بما كنا نتوقعه بل ويتوقعه غيرنا من المتابعين لقضيتنا العادلة ، وجهادنا الإسلامي من الأصدقاء والأعداء على حد سواء من أن الحملة الصليبية الأمريكية على ديارنا الإسلامية سوف ترتد سهامها إلى نحورهم ، وستصيب شظاياها جسم كبريائهم الزائف الذي لن يصمد أمام ضربات أهل الحق والجهاد {بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} .
فالمزيد من ضربات المجاهدين لهؤلاء الكفار المحتلين ينتج مزيداً من الارتباك وردود الفعل الغاضبة العشوائية التي تنتج بدورها مزيداً من غضب شعبنا المسلم المجاهد تجاه هؤلاء الغاصبين المتعجرفين ، فيزدادون تلاحماً مع أهل الحق والإسلام والشريعة .يدفع إلى ذلك نفسية الرجل الأفغاني الذي تمرس على الحرب والقتال ولم يعرف إلا الإسلام ديناً .. هذه النفسية الصعبة المراس والتي لا ترضى أن ترى الغاصبين النصارى يدنسون أرض الإسلام لن يزيدها الظلم والطغيان ، إلا إباء وأنفة ومن يتوقع غير ذلك فإنه لم يحسن دراسة بلادنا وشعبنا وستبين له الأيام ضخامة الخطأ الذي وقع فيه .
هذه المعادلة الشائكة أدخلت القوات الصليبية في دوامة تزداد دائرتها اتساعاً كل يوم لتقرب من يوم الخلاص وتطهر دار الإسلام من لوثات الكفر والعمالة .

{والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}

رئاسة التحرير بالموقع إمارة أفغانستان الإسلامية

الأربعاء 18 رجب 1423 الموافق 25 سبتمبر 2002
************************************************************************


قراءة في فتوى مجلس العلماء
بقلم : المولي عطية الله جمال


علماء الشريعة هم القادة الحقيقيون للأمة، فهم الذين يوجهونها إلى طريق الخير والبناء والإصلاح ، وهم المقومون لمسيرتها، والمرشّدون لمشوارها الحضاري والإنساني، والمربون لأجيالها، وهم المصلحون للخلل والمنبهون على الزلل، وهم أول من يتنبه للفتنة عند أول حدوثها فيحذر منها ويسعى في إخمادها ،أولئك هم العلماء الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله، "الذين يلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله" الذين رعوا عهد الله وميثاقه وقاموا بحق الله عليهم تجاه دينهم وأمتهم "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لبتيننه للناس ولا تكتمونه" ولذلك فحياة الأمة بحياة علمائها، ولسنا نعني الحياة التي يشترك فيها الإنسان وسائر الكائنات الحية من الحيوانات والدواب وحتى النبات، وإنما الحياة الأدبية والمعنوية بالعلم النافع والعمل الصالح والقيام بعهد الله وميثاقه، والعكس بالعكس فموت العلماء بمعنييه موت للأمة، وذهابهم خسارة لا تعدلها خسارة، فإذا أردت أن تعرف مقدار الحياة في أمة من الأمم فانظر إلىعلمائها ومفكريها ومثقفيها كيف هم.
وبلادنا أفغانستان منذ عرفت الإسلام وأذعنت لحكمه وانقادت لشريعته على أيدي الفاتحين الأبطال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم رضوان الله عليهم أجمعين وهي تسلم قيادها للعلماء، وتعظم قدرهم وتأتمر بأمرهم، ولذلك كان للعلماء في كل مراحل تاريخها دور كبير، وهكذا ما حولها من بلاد العجم وما وراء النهر وبلاد الهند التي منها اليوم بلاد باكستان، ويوم أن ابتليت بلادنا كسائر بلاد المسلمين بالاستعمار نهض ثلة من العلماء يقومون بواجب القيادة والتوجيه والتحريض للأمة فكانوا بحق معالم يهتدى بها.
وإذا كان بعض من ينتسب إلى طائفة العلماء تخلوا عن واجبهم وخانوا أمانتهم وشايعوا أعداء دينهم وأمتهم رضا بدنيا فانية وباعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل وزائل، كما حدث هذا في كل عصر من العصور فإن العلماء الصادحين بالحق والمجاهدين بالكلمة والبيان لا يخلوا منهم عصر بفضل الله سبحانه ولطفه.
واليوم وبلادنا تتعرض للاحتلال والاستعمار الثالث في تاريخها على أيدي الصليبيين يبرز من جديد دور العلماء في إحياء معاني الجهاد وبث روح التضحية والفداء في الأمة من جديد، وتحريض الجيل على خوض معركة العزة والشرف ببطولة ورجولة، آخذين من توجيهات ديننا ومن تاريخ أمتنا وشعبنا المُثُل العليا.. وفتوى مجلس علماء أفغانستان التي صدرت مؤخرا في هذا الصدد هي مثال كامل لما قدمناه، وبرهان على استمرار الحياة في أمتنا ولله الحمد، هذه الفتوى جاء كحلقة من سلسلة متصلة من فتاوى علماء أفغانستان وباكستان وعلماء الديار المقدسة الحجازية وغيرها تؤكد على وجوب جهاد الصليبيين وحرمة معاونتهم وموالاتهم أو الركون إلهم.
وأكدت الفتوى الأخيرة على المعنى الإسلامي الأصيل الذي يجعل المسلمين أمة واحدة حيثما وجدوا مهما تباعدت ديارهم وتعددت أقطارهم، وأن للمسلم على أخيه المسلم حق النصرة والإعانة بالنفس والمال متى ما دهم العدو بلاد المسلمين، وأن ذلك يتسع في شكل دوائر حتى يشمل كل المسلمين في الأرض إن اقتضى الحال: " (وإن ضعف أهل ثغر عن مقاومة الكفرة وخيف عليهم من العدو، فعلى من وراءهم من المسلمين الأقرب فالأقرب أن ينفروا إليهم، وأن يمدوهم بالسِّلاح والكراع والمال لما ذكرنا: إنه فرض على الناس كلهم ممن هو من أهل الجهاد...)" كما جاء في نص الفتوى.
لقد جاءت هذه الفتوى وغيرها من علماء المسلمين لتؤكد على دلالات لابد من إبرازها: وأهمها كما قدمنا إعطاء البرهان على استمرار حياة الأمة بحياة علمائها، مهما خذل المخذلون وسقط المتساقطون، ومن دلالاتها فشل جهود أعداء الله وبطلان مكائدهم الرامية إلى تمزيق وحدة الأمة وتفريق صفها وإشغال كل أهل بلد وناحية من نواحيها بخاصة شؤونهم وهمومهم متناسين هموم إخوانهم، فهذه الفتوى وأخواتها من فتاوى العلماء تبطل هذا الكيد وتقضي عليه، وتؤكد على أن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهروالحمى.
فحريٌّ بالمسلمين أن يتوحدوا صفا خلف علمائهم ويعلموا أن عزتهم تكمن في تمسكهم بدينهم وقرآنهم، فنحن أمة الإسلام وأمة القرآن ولولا القرآن ما كنا ولا كان لنا في التاريخ مجد نفخر به.
وإذا كان لنا من كلمة نوجهها لعلمائنا الكرام أدام الله توفيقهم فهي أننا نطمع منهم في مزيد من التحرك الفاعل في أوساط أمتنا وشعوبنا الإسلامية وذلك بالدعوة والشرح والبيان المستمر بكل الوسائل والأساليب الممكنة، وأن يقتحموا مجالات الاتصال بجماهير الأمة عن طريق المؤتمرات والندوات وكل وسائل العصر الممكنة وأن لا يتركوا الساحة لأعدائنا يملؤون فراغنا الفكري بكذبهم وسمومهم ويوجهون شبابنا.. وفق الله علماء الإسلام لما فيه الخير وصلاح أمتنا في عاجل أمرها وآجله.

فتوى مجلس علماء أفغانستان

نحمده ونصلي على رسوله الكريم وبعد:

فإنه إذا تعرض بلد من بلاد المسلمين لهجوم من العدو فإن الجهاد يكون فرض عين على أهل تلك البلدة ، وعلى من بقر بهم حتى يخرج العدو ، فإذا لم يكف أهل تلك البلدة ، أو تكاسلوا فإن فرض العين يتوسع على من يليهم ، إلى أن يعم جميع المسلمين .

وهذا قد قرره علماؤنا رضي الله عنهم .

قال الإمام الكاساني رحمة الله عليه : (فأما إذا عم النفير بأن هجم العدو على بلد فهو فرض عين يفترض على كل واحد من آحاد المسلمين ممن هو قادر عليه لقوله سبحانه وتعالى: {انْفِرُوا خِفَافاً وثِقَالاً}

وقال أيضاً : (فإذا عم النفير لا يتحقق القيام به إلا بالكل فبقي فرضاً على الكل عيناً بمنزلة الصوم والصلاة)

وقال في البحر : (ولا بد من قيد آخر وهو الاستطاعة في كونه فرض عين فخرج المريض المدنف، أما الذي يقدر على الخروج دون الدفع ينبغي أن يخرج لتكثير السواد لأن فيه ارهاباً؛ كذا في فتح القدير. والهجوم الإتيان بغتة والدخول من غير استئذان؛ كذا في المغرب. المراد هجومه على بلدة معينة من بلاد المسلمين فيجب على جميع أهل تلك البلدة، وكذا من يقرب منهم إن لم يكن بأهلها كفاية، وكذا من يقرب ممن يقرب إن لم يكن ممن يقرب كفاية أو تكاسلوا وعصوا وهكذا إلى أن يجب على جميع أهل الإسلام شرقاً وغرباً)

وقال أيضاً : ( وفي الذخيرة: إذا دخل المشركون أرضاً فأخذوا الأموال وسبوا الذراري والنساء فعلم المسلمون بذلك وكان لهم عليهم قوّة كان عليهم أن يتبعوهم حتى يستنقذوهم من أيديهم ما داموا في دار الإسلام، فإذا دخلوا أرض الحرب فكذلك في حق النساء والذراري ما لم يبلغوا حصونهم وجدرهم ويسعهم أن لا يتبعوهم في حق المال وذراري أهل الذمة وأموالهم في ذلك بمنزلة ذراري المسلمين وأموالهم) اهــ.

وفي البزازية: امرأة مسلمة سبيت بالمشرق وجب على أهل المغرب تخليصها من الأسر ما لم تدخل دار الحرب لأن دار الإسلام كمكان واحد اهــ.)

وقال في النهر : (وإن ضعف أهل ثغر عن مقاومة الكفرة وخيف عليهم من العدو، فعلى من وراءهم من المسلمين الأقرب فالأقرب أن ينفروا إليهم، وأن يمدوهم بالسِّلاح والكراع والمال لما ذكرنا: إنه فرض على الناس كلهم ممن هو من أهل الجهاد، ولكن سقط الفرض عنهم لحصول الكفاية بالبعض فما لم يحصل لا يسقط )حاشية ابن عابدين

فعلىأهل الإسلام لا سيما أهل أفغانستان والباكستان أن يعملوا بهذه الفتوى ويجاهدوا العدو الأمريكي الذي هاجم دارالإسلام في أفغانستان.

وعليهم أن يحذروا من إعانة الكافرين على المسلمين بقول أو بفعل لأن ذلك من أسباب الردة عياذاَ بالله من ذلك.

قال الله تعالى : {ومن يتولهم منكم فإنه منهم}

وما علينا إلا البلاغ.

مجلس العلماء

10 رجب الحرام لسنة 1423هـ



مركز الإعلام – حركة طالبان
مشرف فني : ملا شاكر الله غزنوي
ملا عبد الغفار زاهـــــــــــــــد

غيث الغيث
28-09-2002, 12:21 PM
جزاك الله خير يا اخ الجميلي دائما تاتينا بما ينفعنا ..


غيث الغيث