المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين



©MRT
28-09-2002, 11:19 AM
الموضوع: أرض فلسطين

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " آل عمران: 102.

" ياايهاالناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً " النساء:1.

" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " الأحزاب:71.

أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

1) منزلة المسجد الأقصى والأرض المقدسة في دين الله:
إن لفلسطين والمسجد الأقصى بمدينة القدس مكانة عظيمة عند المسلمين فقد سمى الله أرض فلسطين بالأرض المقدسة وهي جزء من الأرض المباركة في عدة مواضع في القرآن قال سبحانه عن نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (( ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ))(الأنبياء 71). ولما خرج موسى بقومه بنى إسرائيل من مصر قاصداً أرض فلسطين قال لهم: (( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين )) (المائدة 21).

ولما نكلوا عن دخولها حرمها الله عليهم أربعين سنة وضرب عليهم التيه في أرض سيناء، فلما نشأ فيهم جيل على شظف العيش ومكابدة الصحراء وأصبحوا مؤهلين للجهاد في سبيل الله استحقوا الدخول إلى الأرض المقدسة وتحقيق موعود الله على يد نبي الله يوشع بن نون عليه السلام: (( وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل بما صبروا )) (الأعراف 137)

وبين القرآن بركة أرض فلسطين بجبالها وسهولها وطيورها بالتسبيح والتهليل والتكبير إذ أسمع الله نبيه داود ذلك بقوله (( يا جبال أوبي معه والطير)) وبتسخير الريح لسليمان ((ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها )) (الأنبياء81)

وعظمت بركة أرض فلسطين وازداد شرفاً بمسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتبط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام بأوثق رباط إلى يوم القيامة وبقيت أرض فلسطين وستبقى مرتبطة بمنهج الإسلام وعقيدة التوحيد، هذا المنهج هو منهج الأنبياء في رحاب المسجد الأقصى، يقول الله تعالى: (( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير )) (الإسراء 1)

وتحدث النبي r عن رحلة الإسراء والمعراج فقال: " أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت ركعتين ثم عرج بي إلى السماء " رواه مسلم.

والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد بعد الحرمين () فقد توجه النبي r وصحابته إليه في صلاتهم ثمانية عشر شهراً ثم حولت القبلة إلى المسجد الحرام كما قال تعالى:

(( قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره ))

والمسجد الأقصى أحد المساجد التي تشد إليها الرحال قال رسول الله r: ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى) رواه البخاري ومسلم.

ويعظم أجر الصلاة فيه كما جاء في حديث رسول الله: " لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: " حكماً يصادف حكمه،وملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد، لا يريد الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " فقال النبي: " أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطى الثالثة " رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وأرض فلسطين قلب أرض الشام التي جاءت الأحاديث تبين فضلها ومكانتها ومن ذلك قول رسـول الله r: (طوبى للشام طوبى للشام، قال زيد بن ثابت راوي الحديث: قال ما بال الشام؟ قـال: الملائكة باسطوا أجنحتها على الشام " رواه الترمذي وأحمد والحاكم، قال رسول الله r: ( إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة " رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

2) أرض فلسطين تتنازعها الديانات:

يتنازع على أرض فلسطين المسلمون واليهود والنصارى،أما اليهود فيزعمون حسب كتبهم المحرفة أنهم أصحاب الحق في هذه الأرض ومن هذه النصوص:

أن نوحاً قال لسام الذي يعتبره اليهود أباهم: " ملعون كنعان (جد قبائل فلسطين الكنعانية) عبد العبيد يكون لأخويه، فقال: مبارك الرب إله سام، وقال: ليكن كنعان عبداً لهم" (سفر التكوين / الأصحاح 9)

ومنها أن الله قال لإبراهيم " أقيم عهدي بيني وبينك وبين نسلك من بعدك في أجيالهم عهداً أبدياً لأكون إلهاً لك ولنسلك من بعدك، أرض غربتك، كل ارض كنعان ملكاً أبدياً " (سفر التكوين / الأصحاح 12)

ويرون أن هذا الوعد خاص بأبناء اسحق دون أبناء إسماعيل فقد جاء في التوراة قولها: ولكن عهدي أقيمه مع إسحاق الذي تلده سارة في هذا الوقت من السنة الآتية) (سفر التكوين / الأصحاح 17)

وتوضح التوراة حدود الأرض التي منحت لبني إسرائيل " لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " (سفر التكوين / الأصحاح 15)

ويعتبرون أن سكناهم في أرض فلسطين تغفر لهم ذنوبهم حيث جاء في التوراة عن أرض فلسطين (الشعب الساكن فيها مغفور الإثم " (سفر أشعيا / الإصحاح 33) ولذا تقول جولد مائير رئيسة وزراء دولة اليهود: " ومن يعيش داخل أرض إسرائيل يمكن اعتباره مؤمناً، وأما المقيم خارجها فهو إنسان لا إله له"

ولذا يرتكب اليهود أبشع الجرائم وينتهكون الأعراض ويدنسون المقدسات ويقتلون الأطفال والشيوخ وينهبون الأموال ويصادرون الأرض من سكانها الفلسطينيين المسلمين ظلماً وعدواناً ويعتبرون أنهم بذلك يرضون إلههم.وهنا سأذكر عبارتين من كتبهم المحرفة تشكلان العقيلة اليهودية الإجرامية.

في التوراة " وكلم الرب الإله إسرائيل قائلاً: سأنزل يا إسرائيل، وأضع السيف في يدك، واقطع رقاب الأمم واستذلها لك" وعبارة التلمود " الأمميون () هم الحمير الذين خلقهم الله ليركبهم شعب الله المختار وكلما نفق حمار ركبنا حماراً آخر ".

أما النصارى فإنهم على الرغم من اختلافهم الكبير مع اليهود في الدين فإنهم يؤمنون بحق اليهود في فلسطين وبظهور المسيح ثانية في فلسطين ليقودهم إلى النصر المبين، ويرون أن قيام دولة إسرائيل شرط في رجوع المسيح الذي سيحكم أرض إسرائيل في رجوعه الثاني، فيما يعتبر اليهود أن القادم ليس هو مسيح النصارى بل آخر يأتي لأول مرة، وفي التبشير بهذا القادم تقول التوراة " يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه،ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أبدياً رئيس السلام، لنمو رياسة وللسلام، لانهاية على كرسي داود (عرش فلسطين) وعلى مملكته ليثبتها ولا يعضدها، بالحق والبر، من الآن إلى الأبد، وغيرة رب الجنود تصنع هذا " (سفر إشعيا / الإصحاح التاسع )

يقول المبشر المسيحي أوين " إن إرهابيين يهوداً سينسفون المكان الإسلامي المقدسي وسيستفزون العالم الإسلامي للدخول في حرب مقدسة مدمرة مع إسرائيل ترغم المسيح المنتظر على التدخل".

ويقول رونالد ريجان رئيس أمريكا الأسبق " أجد في التوراة أن الله سيلم شمل بنى إسرائيل في أرض المعاد، وقد حدث هذا بعد قرابة ألفى سنة، ولأول مرة فإن كل شيء مهيأ لمعركة مجدو والمجيء الثاني للمسيح" ومعركة مجدو هي (المعركة النهائية التي يتوقع النصارى أن ينتصروا فيها هم واليهود على عدوهم).

أما نحن المسلمين فنقول: إن الله وعد إبراهيم عليه السلام ببركة واستخلاف في ذريته حين طلب ذلك من الله: (( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إنـي جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين )) (البقرة 124)، وكـان هذا الوعد الإلهي مشروطاً بالصلاح،وقد تكرر هذا الشرط عندما سأل إبراهيم ربه أن يرزق أهل البلد الحرام من كل الثمرات: (( إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير)) (البقرة 126)، فالتمييز يكون باعتبار الصلاح والفساد،قال الله عن إسماعيل (( وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين )) (الصافات:113) وعلى ذلك نقول إن الصالحين المؤمنين من ذرية إبراهيم هم الذين يستحقون البركة والاستخلاف وهذا لا يتحقق إلا فيمن آمن برسالات جميع الأنبياء وآخر هم محمد r، وبين الله كذب اليهود في ادعاء أن لهم خصيصة ومزية على الناس بقوله تعالى: (( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون )) (الأنبياء 105 )، وقوله تعالى: (( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم، بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ولله ملك السموات والأرض ومابينهما وإليه المصير)) (المائدة 17)،.وقد كان استخلاف بني إسرائيل في الأرض المقدسة مشروطاً بإقامة منهج الله في الأرض، أما وقد كفروا بالله وخاتم رسله محمد r وناصبوه العداء وألبوا عليه قوى الكفر والطغيان وحسدوه على نبوته وعملوا جاهدين على قتله والتخلص منه فإنهم بذلك فقدوا استحقاقهم لاختيار الله واصطفائه، ونقل هذا الاصطفاء والاختيار إلى الأمة الإسلامية التي تعبد الله وحده وتقيم دينه وشريعته قال الله سبحانه: (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون )) (آل عمران 110) وتمضي الآيات توضح حال اليهود وبيان السبب الذي من أجله نزع الاصطفاء والتفضيل منهم فتقول: (( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )) (آل عمران 112).

ولقد قدر الله عز وجل لأبناء فلسطين إن يجعلوا من أشلائهم ودمائهم وجماجمهم معبراً للمحافظة على هوية الأمة الإسلامية ينفخ فيها الروح كلما رانت عليها المؤامرات وحاصرتها محاولات الخداع وتزييف الذاكرة.

إن المجازر الصهيونية التي يتعرض لها شعب فلسطين لتأكد على أن السلام الذي ينشده اليهود مع الفلسطينيين هو سلام التطهير العرقي والإبادة بحق الأطفال والنساء والمنازل والمزارع كما وأكدت هذه الهبة في الدفاع عن الأقصى على أنه لا يمكن التعايش مع محترفي هذه المجازر أمثال باراك وشارون، وأن الصراع معهم هو صراع عقائدي لا يمكن أن تلغيه كل اتفاقيات التسوية.

هذا وقد أكدت انتفاضة الأقصى إن القدس هي المحرك لهذا الصراع والنقطة التي تتوحد حولها كل التيارات السياسية الفلسطينية والعربية والإسلامية.

ولقد وجهت انتفاضة الجماهير في فلسطين وخارجها في الدول العربية والإسلامية رسالتها الواضحة في كل العواصم أنها وحدها المخولة بتحديد مستقبل القدس، وليست الزعامات المرتبطة بواشنطن وتل ابيب.

كما وفضحت هذه الانتفاضة المقدسة كل دعاة التطبيع الذين تواروا خجلاً وأعلنوا توبتهم

وقد منحت هذه الانتفاضة فرصة ذهبية لمن تلوث بالعلاقات مع القتلة أو ساوره شك بإمكانية التصالح مع الصهاينة أن يعود إلي شعبه ويكفر خطيئته وان يتحمل مسئوليته في مواجه هذه الهجمة الصهيونية الشرسة وكشف مخططاتها اتجاه الأمة والمقدسات.

واجب المسلمين في العالم تجاه إخوانهم في أرض فلسطين

كنا نأمل من القمة العربية موقفاً أشد صلابة ولو بالتلويح بورقة " إيقاف التطبيع" أو " إغلاق السفارات" أو " منع طائرات العال الإسرائيلية" من تلويث مطاراتنا العربية أو " إيقاف تصدير النفط ".

فقضية القدس ليست هي قضية الفلسطينيين وحدهم، وليست قضية العرب وحدهم بل هي قضية الأمة الإسلامية قاطبة.

دلالات الانتفاضة:

لقد أعطت الانتفاضة شهادة البراءة من عملية التسوية ومن السلام الكاذب مع هذا العدو الصهيوني الغاصب لأرضنا.

إن أي محاولة لإجهاض الانتفاضة هي مكافأة للعدو الصهيوني وإخراج له من مأزقه، واستخدام الحجر هو بداية لابد من استثمارها بطرق أخرى أكثر نجاعة.

وإذا أخمدت الانتفاضة فإننا نخشى حدوث مجزرة سياسية بعد المجزرة الدموية ألا وهي تمرير الحل الإسرائيلي بشأن قضايا الحل النهائي ولا سيما قضية القدس، وهذا هو سر الوحشية الإسرائيلية في الحرب الدائرة اليوم فهم يريدون إرهاب وإرعاب شعبنا ويريدون أن يقولوا لنا: لا تفكروا في الجهاد والمقاومة كبديل عن الاستسلام لشروطنا.

اليهود أرادوا بموجب اتفاقياتهم من أبناء الشرطة الفلسطينية أن يكونوا حراساً على المستوطنات وأن يكونوا سجانين لإخوانهم الفلسطينيين، ولكن هذه الإنتفاضة أعادت لأبناء الشرطة الفلسطينية ذاتهم وانتماءهم وإسلامهم وعروبتهم وخرجوا عن النص وفاجئوا اليهود أن تحرير مقدسات المسلمين هو إكسير الحياة الذي يجري في عروق أبناء هذا الشعب شرطة وشعباً.

وقد يسألنا سائل: هل يمكن أن تحقق هذه الانتفاضة أحلام الفلسطينيين ؟ فنقول:-

أولا: هذه الانتفاضة أعادت إلى الأذهان حقيقة اليهود لتبرز صورة الوحش اليهودي المفترس الناقض للعهود والمواثيق، وصورة العدو المحتل في أذهان الشعب هي أول شروط النهوض والمقاومة في وجه العدو.

ثانيا: يجب أن يستثمر الحجر بوسائل أخرى وهذا ما أصبحنا نراه الآن، وإن استمرت هذه الانتفاضة والمقاومة وحرب العصابات فنأمل بإذن الله تعالى ومشيئته أن تكنس هذه الانتفاضة ما زرعه اليهود من مستوطنات في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي أصبحت اليوم تكاد تكون خالية من المستوطنين وبقي فيها الجيش والمسلحون فقط.

وانتم تعلمون أن الكيان الصهيوني هو كيان هش ولا يتحمل الخسائر وأن مقتل يهودي واحد كل يوم يمكن أن يحول حياة هذا الكيان إلي جحيم وبالتالي ستتولد حركة ضغط من داخله تطالب بالخروج من قطاع غزة والضفة الغربية كما طالبوا بالخروج من لبنان وقد حدث ذلك.

وقد يسألنا سائل:

أي الخيارات سيسود الساحة خيار التسوية أم خيار المقاومة ؟

الحرب الدائرة اليوم في فلسطين تؤكد أن حروباً كثيرة سوف تندلع من رحم هذا السلام الكاذب في المنطقة، وفي اللحظة التي سيتحدث فيها المفاوضون عن إنهاء هذا الصراع في فلسطين من أجل القدس، وحتى ولو خبت شعلة الانتفاضة اليوم فستندلع مجدداً في الغد.. في ظل الإجرام اليهودي ضد شعبنا ومقدسا ته.

ماذا يخطط اليهود للاستيلاء على أرض فلسطين

إن غالب أبناء أمتنا لا يعرفون من هم اليهود وما هي مخططاتهم، فالقرآن الكريم قد فضحهم وعرى نفسياتهم الخبيثة تعرية واضحة، والقرآن لا زال بين أيدينا تتلى آياته إلي يوم القيامة وسيظل اليهود هم اليهود، لكن من يتدبر القرآن ؟ ! أم وضعت الأقفال على القلوب ولا حول ولا قوة إلا بالله علام الغيوب ولقد أحصيت ما يزيد عن خمس عشرة صفة دنيئة من صفاتهم الخبيثة من آيات ربنا التي تتلى ومن أحاديث رسولنا r التي تروى، ومن أراد أن يستزيد ففي الكتاب والسنة المزيد.

فاليهود متخصصون في الكذب على الله:

" وقالت اليهود عزير ابن الله " التوبة:30.

اليهود اتهموا الله بالبخل:

" وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " المائدة: 64.

اليهود اتهموا الله بالفقر:

" لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء.. آل عمران 181.

اليهود متخصصون في تكذيب الأنبياء وقتلهم:

" أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم وفريقاً تقتلون " البقرة: 87.

اليهود متخصصون في كتمان الحق والتلبيس والتضليل:

" الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ". البقرة: 146.

اليهود متخصصون في المسارعة في الإثم والعدوان وأكل الربا والسحت:

"وترى كثيراً منهم يسارعون في الإثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون" المائدة: 62.

اليهود متخصصون في نقض العهود والمواثيق:

" أوا كلما عاهدوا عهداً نبذه فريق منهم بل أكثرهم لا يؤمنون " البقرة: 100.

اليهود أحرص الناس على حياة ولو بأي ثمن:

" ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر والله بصير بما يعملون " البقرة: 96.

اليهود أجبن الخلق وإن أظهروا لنا الشجاعة والوحدة والألفة:

" لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرىً محصنة أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون " الحشر: 14.

اليهود ملعونون على ألسنة الأنبياء:

" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون " المائدة: 78، 79.

اليهود اًشد الناس عداوة للذين آمنوا.

" لتجدن اًشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا.." المائدة.

اليهود أهل جدال ومماطلة: فإن الله عز وجل لما أمرهم أن يذبحوا بقرة، ولو ذبحوا أي بقرة لأجزأهم، ولكنهم جادلوا وماطلوا وتشددوا فشدد الله عليهم وقالوا ما هي، وما لونها،وإن البقر تشابه علينا والقصة في سورة البقرة.

اليهود أهل تحايل على الشرع: فلما منعهم الله عز وجل من الصيد في يوم السبت حيث كانت تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم حفروا الخنادق يوم الجمعة لتأتي الحيتان يوم السبت فيأخذوها يوم الأحد:

" واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون " الأعراف.

اليهود متخصصون في تغيير الكلام وتبديله بين لحظة وأخرى، ولا يستحيون من ذلك فهم الذين قالوا في حبرهم عبد الله بن سلام قبل أن يعلموا بإسلامه " سيدنا وابن سيدنا وحبرنا وابن حبرنا، وفقيهنا وابن فقيهنا ولما أعلن إسلامه أمامهم قالوا: سيئنا وابن سيئنا، وسفيهنا وابن سفيهنا، وشرنا وابن شرنا.

اليهود متخصصون في إثارة الفتن والقلاقل فلما انتصر المسلمون على المشركين في غزوة بدر الكبرى قاموا بحملة إعلامية خبيثة وحقيرة للنيل والتقليل والتحقير من ذلك النصر المؤزر بل وانطلقوا إلي أهل مكة ليحرضوهم على الثأر من محمد r وأصحابه.

اليهود متخصصون في كشف العورات والسوءات فهم الذين دبروا مؤامرة للمرأة المسلمة التي أبت أن تكشف عن وجهها في سوق بني قينقاع بأن عقدوا طرف ثوبها في ظهرها لتنكشف سوءتها عند قيامها.

اليهود متخصصون في الغدر والمكر:

فهم الذين قدموا شاه مسمومة لرسول الله r، وهل الذين أرادوا أن يلقوا على رأس النبي r صخرة كبيرة ليتخلصوا منه، وانبعث أشقى القوم عمرو بن جحاش بن كعب لتنفيذ تلك المؤامرة الحقيرة والتي باءت بالفشل.

وهم الذين نقضوا العهد مع النبي r في غزوة الأحزاب وشكلوا تحدياً خطيراً للجبهة الداخلية في المدينة.

ولم ينته العنكبوت اليهودي الوقح عن نسج خيوطه الدقيقة وحبك مؤامرته الحقيرة والتي بلغت أوجها في العصر الحديث بإخراج وإفراز هذه الغدة السرطانية إلي خير الوجود وبوضع هذا المولود اللقيط الذي يعرف اليوم بدولة إسرائيل فوق الثرى الطاهر للأرض المباركة مسرى الحبيب محمد r.

لقد وضعت هذه الدولة لتكون غصة في قلب العالم الإسلامي بعد أن نجح اليهود في القضاء على الخلافة الإسلامية والقضاء على السلطان عبد الحميد طيب الله ثراه، ذلك الرجل الذي شوهت الصهيونية الحاقدة صورته، وانطلقت الببغاوات العجماء لتحاكي ما يمليه الأسياد من الشرق والغرب دون وعي أو إدراك.

هذا البطل العظيم الذي حاول معه اليهود بكل الوسائل والسبل أن يبيع لهم أرض فلسطين فأبى وباءوا بالفشل الذريع، ولكنهم في النهاية استطاعوا عن طريق الجمعية الماسونية اليهودية العالمية التي تعرف باسم " جمعية الاتحاد والترقي" إثارة النعرات القومية لعزل السلطان البطل، وتلميع اليهودي العميل الخائن كمال أتاتورك خزاه الله وأذله وجعل جهنم مستقره وانقضت الخلافة ولمع هذا اليهودي على أنه بطل قومي وفي الثامن من نوفمبر سنة ألف وتسعمائة وسبعة عشر صدر " وعد بلفور" بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.

وفي سنة 1948 ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين استطاع اليهود بخيانة مفضوحة أن يحتلوا ما يزيد عن 78% من أرض فلسطين ساعدهم في ذلك الشرق الملحد والغرب الكافر وبعض الزعامات العربية.

وفي عام 1967 احتلوا البقية الباقية من أرض فلسطين " وأما بالنسبة إلي القدس الغربية فاحتلت في حرب 1948 وأما بالنسبة إلي القدس الشرقية فاحتلت في 7 يونيو سنة 1967.

وبذلك تكون قد اكتملت السيادة اليهودية على سائر بقاع فلسطين وعلى القدس كاملة، ومنذ ذلك الوقت واليهود يمارسون ألواناً من الانتهاكات الصارخة في القدس مثل:

اغتصاب وهدم وإزالة العقارات وتشريد السكان.

إجراء الحفريات العميقة حول الحرم الشريف.

في 21 أغسطس 1969 قامت إسرائيل بحرق المسجد الأقصى.

وضع خطة لهدم المسجد الأقصى، وبناء هيكل سليمان " ذلك الهيكل المزعوم " على أنقاض المسجد.

قامت إسرائيل بحركة استيطان هائلة حول القدس لإقامة القدس الكبرى والتي يزعمون بأنها ستظل العاصمة الأبدية لدولتهم، ولذلك قاموا بمصادرة آلاف الهكتارات والدونمات من الأراضي الزراعية.

العمل على نقل سفارات العالم من تل أبيب إلي القدس.

أهذه أساليب قوم يرغبون في السلام أم أن الحرب هي الخطوة الأكثر احتمالا ذلك ما ينبغي للمسلمين أن يتهيئوا له.

هؤلاء هم اليهود الذين أفسدوا العالم ودمروه فاليهودي " كارل ماركس" كان وراء الشيوعية الملحدة التي أفسدت الحياة وفطرة الإنسان واليهودي " دروكاريم" كان وراء علم الاجتماع الذي قوض الأسرة !!

واليهودي "فرويد" كان وراء علم النفس الذي أسس بنيانه على الجنس الفاضح، واليهودي " سارتر" كان وراء الوجودية الإباحية الملحدة.

واليهود وأعوانهم من أبناء الماسونية هم الذين حبكوا مؤامرة إعلامية وتعليمية حبكا دقيقا فشوهوا لنا المناهج الدراسية، وشوهوا مفهوم العقيدة، ومفهوم لا إله إلا الله، وشوهوا التاريخ الإسلامي ومجدوا المناهج الجاهلية الأرضية.

مجدوا جاهلية حورس – جاهلية مينا – وجاهلية خوفو.

علمونا في هذه المناهج إن ماجلان كان عبقرياً وبطل زمانه، ولم يعلمونا انه هو الذي أضرم في المسلمين النيران.

علمونا أن الحملة الفرنسية على مصر كانت فتحاً ولم تكن غزواً، ولم يخبرونا أن نابليون قد دخل المسجد الأزهر بخيوله لحرق قلوب العلماء والمسلمين.

علمونا أن التمسك بالدين رجعية وتخلف وتطرف وأن العلمانية هي الطريق المستقيم ومن أعرض عنها فإن له معيشةً ضنكاً.

علمونا أن خليفة المسلمين هو الرجل المريض وأن كمال اتاتورك هو محرر البلاد والعباد.

علمونا فلسفة الشك منذ نعومة أظافرنا وحفظونا " أنا أشك إذن أنا موجود ".

علمونا في هذه المناهج حب جبران السوبرمان وشكسبير، وسارتر وسيمون وديبوفوار وداروين وفرويد وأن هؤلاء هم الذين يقولون الحق وبه يعدلون.

علمونا كيف يكون الاستسلام لشروطهم وللذل والعار هو سلام الشجعان.

المخرج

إذن فما هو المخرج من هذا المأزق الحرج والواقع المر الأليم ؟ نقول وبالله التوفيق:

أولا: لابد للأمة إلي أن ترجع إلي دين ربها وأن تحكم شريعته، وأن تصحح العقيدة وأن تحرص على سلامة العبادة وأن تقوم أخلاق أبنائها وأن تحول الإسلام إلي منهج عملي وواقع حياة.

ثانيا: إن تعلم الأمة الإسلامية أبناءها أن صراعنا مع اليهود ليس صراع أرض وحدود، ولكن صراع عقيدة ووجود.

ثالثاً: لابد للأمة بجميع أطيافها السياسية أن تنطوي تحت راية الإسلام تلك الراية التي يجمع بها الشمل، ويرأب بها الصدع وتحقن بها الدماء وتحرر بها البلاد والعباد، وان ترجع إلي الفريضة الغائبة ألا وهي فريضة الجهاد المقدس الذي جعله النبي r ذروة سنام الدين، فلا عز للأمة إلا بالجهاد.

خامسا: الواقع اليوم يصرخ في وجوه السكارى والمخمورين والغافلين من أبناء الأمة الإسلامية أن مجلس الأمن وهيئة الأمم وجميع هذه المحافل الدولية لن تعيد للأمة المكلومة أرضها ولا كرامتها، فما وجدت هذه المحافل إلا لتحمي اللصوص، والعالم اليوم لا يحترم إلا الأقوياء، ولن يتنازل أعداء الدين والملة عن بيت المقدس إلا بالقوة فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ولا قوة إلا بنصر من الله العزيز الحكيم، ولا نصر من الله إلا بعد أن ننصر دينه

" يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " فلن يحرر أقصانا بالأقوال البراقة ولا بالخطب الرنانة ولا بتحويل القضية إلي قضية سياسية وهزيمة مادية ومشكلة إقليمية تحل من داخل المحافل الدولية، ولن يتحرر أقصانا على يد من تجرعوا صديد أفكار الشرق والغرب واستمرئوه ثم جاءوا تقيئونه بيننا ورحم الله الشاعر المسلم الفلسطيني احمد فرح عقيلان " إذ يقول:
لا ترد الحقوق في مجلس الأمن ولكن في مكتب التجنيد
إن ألفى قذيفة من كلام لا تساوي قذيفة من حديد.

ومن هنا فإننا ندعو المسلمين في بقاع الأرض إلي الوقوف بجانبنا ومساندتنا بكل الإمكانيات المتاحة، ونسأل الله عز وجل أن يخلص المسجد الأقصى من دنس اليهود ومن كل ظالم جحود

غيث الغيث
29-09-2002, 09:55 PM
الله يجزاك خير انشاءالله اخوي ه=على موضوعك الطيب اخوي واعذرني والله ما تمكنت اني اكمل موضوعك بسبب طول الموضوع

وانشاءالله يكون موضعك اقصر اشوي ;-) علشان نتمكن ما القراءة الجيده

والسلام ختام .




اخوك غيث الغيث