المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلام لابد ان يقال...وقصص واقعيه



اسمحيلي يالغرام
04-10-2002, 07:21 PM
تحية طيبة للجميع ..
لقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها، وتعلقت القلوب بمن كان له فضل عليها ، وليس أعظم إحسانا ولا أكثر فضلا بعد الله سبحانه وتعالى من الوالدين .

ومن أجل ذلك قرن الله حقهما بحقه وشكرهما بشكره ، وأوصى بهما إحسانا بعد الأمر بعبادته (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) .

وحتى نعرف هذا الأمر حق المعرفة لنتأمل حال الصغر ولنتذكر ضعف الطفولة .

حملتك أمك في أحشائها تسعة أشهر وهناً على وهنٍ ، كان حملك كرها ، ووضعك كرها ، ولا يزيدها نموك إلا ثقلا وضعفا ، وعند الوضع رأت الموت بعينيها ، ولكن لما بصرت بك إلى جانبها سرعان ما نسيت كل آلامها ، وعلقت فيك جميع آمالها ، رأت فيك بهجة الحياة وزينتها ، ثم شُغلت بخدمتك ليلها ونهارها ، تغذيك بصحتها ، طعامك درها ، وبيتك حجرها ، ومركبك يداها وصدرها وظهرها ، تحيطك وترعاك ، تجوع لتشبع أنت ، وتسهر لتنام أنت ، فهي بك رحيمة ، وعليك شفيقة ، إذا غابت عنك دعوتها ، وإذا أعرضت عنك ناجيتها ، وإذا أصابك مكروه استغثت بها ، تحسب كل الخير عندها ، وتظن أن الشر لا يصل إليك إذا ضمتك إلى صدرها أو لحظتك بعينها .

أما أبوك فأنت له مجبنة مبخلة ، يَكِدُ ويسعى ، ويدفع عنك صنوف الأذى ، ينفق عليك ويصلحك ويربيك ، وإذا دخلت عليه هش ، وإذا أقبلت إليه بش ، وإذا خرج تعلقت به ، وإذا حضر احتضنت حجره وصدره . هذان هما والداك ، وتلك هي طفولتك وصباك ، فلماذا التنكر للجميل؟ وعلام الفظاظة والغلظة وكأنك أنت المنعم المتفضل؟!

قال رجل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه إن لي أُمّاً بلغ منها الكبر أنها لا تقضي حوائجها إلا وظهري لها مطية فهل أديت حقها؟ قال لا لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقائك وأنت تصنعه وأنت تتمنى فراقها ولكنك محسن والله يثيب الكثير على القليل .

((من قصص البر والإحسان إلى الوالدان)) :

محمد بن سيرين إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها .

ويروى عن عبدالله بن عون أن أمه نادته فأجابها فعلا صوتُه صوتَها فأعتق رقبتين .

وقد طلبت أُمُ إِبنَ مسعود ماء في بعض الليل ، فذهب فجاء بشربة، فوجدها قد ذهب بها النوم ، فثبت بالشربة عند رأسها حتى أصبح .

وكان أحد السلف لا يأكل مع أُمه فقيل له في ذلك فقال أخاف أن تسبق يدي إلى شيء سبقت إليه عينها .

ومن أعجب ما يذكر في بر الوالدين والسمع والطاعة لهما ما يحكى عن حيوة بن شريح وهو أحد أئمة المسلمين وعالم من العلماء الأجلاء يقعد في حلقته يعلم الناس فتقول له أمه قم يا حيوة فألق الشعير للدجاج فيقوم ويترك التعليم .

إن علو مرتبته ومكانته بل وانشغاله بأمر مهم ألا وهو تدريس الناس وتعليمهم وهو عند تلاميذه وطلاب حلقته فهو الشيخ العالم . إن كل هذا لم يمنعه أن يقوم ويضع الشعير للدجاج بل لم يتذمر من ذلك ولم يأجل هذا العمل بل قام على الفور إلى ذلك .

قد يتبادر إلى الذهن أنها قصص مبالغ فيها أو أنها غريبة وما ذلك والله إلا لتقصيرنا في البر وجهلنا بفضل الوالدين وحقهما علينا لذلك نرى هذه الصور غريبة وبعيده كل البعد عن الواقع الذي نعيشه .

نسأل الله أن يعننا على بر بوالدينا والقيام بحقهما حق القيام