kilopatra
19-10-2002, 08:09 AM
لي في هذا الحديث ملاحظات :
الملاحظة الأولى: يقول الشيخ كمال حبيب في أول فقرة (أيديولوجية نسوية" لها قوة الأيديولوجيات السياسية التي عرفها القرن الماضي ثم انهارت وخبت وماتت) ، وهو يقصد هنا بالطبع الشيوعية والإتحاد السوفييتي ، لو سمحتم لي بقليل من سوء الظن هنا ، ولتثبت لي قراءة باقي الموضوع ان كنت ظلمت الرجل ، أنها تعطي انطباعا عاما ان الرجل يتمنى للفكر النسوي السياسي هذا نفس مصير الإتحاد الإشتراكي، وهذا نوع من حرب الأعصاب لا يكترث مثقال حبة خردل بفلسفة وجود أي دين ( والرجل منسوب للشبكة الإسلامية ) ألا وهي أن عالمنا هذا زائل ومن الخير لك أحيانا ان تهزم كما هزم الحسين في كربلاء، عن التراجع عما أنت مؤمنة به ، إذن هذه الإديولوجيات لها قوة نعم، لكن فلتتطمئن نفوسنا، انها قوة يعقبها ضعف. كما كان الحال مع أعدائنا السابقين .
الملاحظة الثانية : ان الأديولوجية النسوية ( يراد ) لها ، والذي يريد لها هو ( النظام العالمي الجديد ) ... فالمرأة لا ارادة لها لدرجة أنه لا يمكن أن تكون هناك أيديولوجية نسوية ( ولماذا يعني يصر على حكاية أديولوجية ولا يقول فكر؟ أليست العربية لغة القرآن؟ الكلمة لها مرادف، ومرادف مستساغ عند الأذن العربية غير المختصة حتى ) إلا إذا كان وراءها الرجل، فالمرأة ليست وراء أي فكر ولا حتى الفكر النسوي، هذا ما يحاول هذا الشجاع أن يوهمنا به ، وكأن المرأة لا تقاتل داخل أمريكا نفسها ، أمريكا التي يعرف كل من يشاهد الجزيرة أنها لم توقع ( في حين السعودية وقعت وشرعت في تنفيذ ) اتفاقية مكافحة كل أشكال التمييز ضد المرأة ، فليأت ابليس نفسه يمشي على قدمين ، ويقول لك أن الله واحد ، هل سوف يفقدك هذا ايمانك بأن الله واحد؟ هل ما زال هناك ناس لا يخجلون من اللجوء الى هذا اللامنطق؟ الحكاية بسيطة ، قالها علي بن أبي طالب عن كل ما يخص شأنا سياسيا ( كلمة حق ) قد يراد بها باطل يوما ما، لكن ( النظام العالمي الجديد ) بتاعكم هذا لا يكترث للمرأة ( ككائن عالمي ) إلا بقدر ما يكترث أوروبي تجادلت معه في التشات لحقوق الفلسطينيين ( شارون نذل، وابن كلبة ، وكل العالم الآن يعرف بأن الإسرائيليين أشخاص سيئون ، ولكن عليكم أنتم أيضا أن تتوقفوا عن العمليات الإنتحارية لأن هذا يعطي اسرائيل الحق في الرد ) ، اذا اراد النظام العالمي الجديد بتاع كمال حبيب هذا أن يتبنى كلمة حق فلأنه لم يعد من الممكن تجاهلها أو انكارها ولإن لم أتبناها أنا فلسوف يفعل غيري، كما أنه قد يكون لها بعض النفع ، لكنه سيحرص على ان تظل كلمة لا تتحول الى واقع ، سوف تتبنى الطفلة ، لكنك سوف تحرص على أن تموت الطفلة طفلة ، على أن تموت قاصرا، تتبناها من المهد الى اللحد .المرأة كمستقلة مربوطة بالشرق وشيوعيته وهزيمته ، والمرأة كتابع مربوطة بالغرب وأمركته لا بثقافتها المحلية والتربة التي فيها نبتت ... مع أن لغة كاتبة النص _ كما هو واضح _ الذي تقرأنه/تقرأونه في هذه اللحظة بالذات متأثرة بالثقافة والتاريخ الإسلاميين أكثر من لغة كمال حبيب هذا .
الملاحظة الثالثة : يقول ( الأخ) : ويريد أن يفرض هذا الدين والأيديولوجية بالقوة على العالم كله
يا سلام ..... من الذي يستعمل التهديد و العنف ( القوة ) هنا؟ أولا يبدأ بأن يهددني بأنني إذا أصبحت يوما من أتباع هذا الفكر ( حتى قبل أن ألحق أسمع به فضلا عن تعقله ودراسته وفقهه ) فأنا أولا : أغير ديني ، لأن الفكر النسوي ( الأديولوجية النسوية كما أسماها المتفرنج هذا ) هو دين جديد ، ثانيا : أحارب الطبيعة ( والطبيعة ليست الله الا في فكر الملاحدة الذين يرفضون تشخيص الله ويعتبرون الله هو قوانين الطبيعة وقوانين الطبيعة هي الله بالتالي ينفون عن الله صفة الإرادة لأن هذه القوانين لا إرادة لها ) وكأن اختراع الطائرة لم يكن تحديا لقوانين الطبيعة التي اقتضت الا تجعل للإنسان أجنحة، وكأن اختراع هذا الذي تجلس أمامه لم يكن تحديا للطبيعة التي اقتضت ألا يسمع صوت الإنسان الا عن بعد بضعة أميال . تصبح حبوب منع الحمل وتنظيم الأسرة هي الوجه السيء للتقدم العلمي، أليس الأصل هو الأم والفرع هو الطفل كما يقول أي دين يحترم نفسه؟ والأصل مقدم على الفرع؟ ما هي المشكلة إذن إذا أدى اكتشاف وسائل اكثر ضمانا وأكثر سلامة لتنظيم الأسرة الى تغير بنية المجتمعات؟ أليس هذا ينطبق على كل كشف علمي يسخر لصالح هذه المستخلفة في الأرض؟
يهددني بهذا كله ان أنا اعتنقت هذا الفكر الذي لم يصل بعد ، من الذي يفرض علينا موقفا فكريا بالقوة هنا إذن؟
الملاحظة الرابعة : يقول سيد أمه : وعولمة المرأة هو الجانب الاجتماعي والثقافي في "العولمة" الذي تسعى الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا إلى فرضه على بقية العالم خاصة العالم الثالث. والتوصيات والوثائق التي توقع عليها الدول والحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة تعتبر ملزمة لها،
يا إلهي ! الرجل مصر .... أصلا وجود اتفاقيات من هذا النوع هي التي تمنح الدول الغلبانة أن تحاسب دول الشمال على انتهاك الأخيرة لحقوق الإنسان داخلها ، ثم أن دولة لم توقع مثل أمريكا لا يحق لها أن تحاسب دولة وقعت مثل السعودية، إذا كنت لا تكذب يحق لك أن تلومني اذا رأيتني لا أكذب ، أما إذا كنت لا تصلي فلا يحق لك أبدا أن تعاتبني إذا رأيتني لا أصلي إلا إذا كنت أنت حائضا .. هذه هي فلسفة هذا النوع من الإتفاقيات، أصلا هذه الإتفاقيات الآن هي حجة السعودية ضد أمريكا في حملة الأخيرة الإعلامية ضدنا !
وبواسطة هذه الإتفاقيات تستطيع دولة مثل ايران أن تحاسب وتحاكم دولا أوروبية يكون تمثيل النساء في برلماناتها أقل من تمثيلهن في البرلمان الإيراني ، هذه الإتفاقيات هي التي تمنح دول العالم الثالث الغلبانة قوة أو على الأقل شرعية ضد دول الشمال القوية المتقدمة .
الملاحظة الخامسة( وهي ليست بالضبط ملاحظة بل يلبق اكثر ان نقول عنها نصيحة لوجه الله الباقي ) عن قولك : ومن ثَمَّ فإن ما يجري في مصر أو المغرب أو الأردن بشأن تغيير قوانين الأحوال الشخصية أو العقوبات هو جزء من الالتزام بالأجندة الدولية التي وافقت هذه الدول عليها في المؤتمرات الدولية وليس تعبيراً عن حاجة داخلية لشعوب هذه الدول. فحق المرأة في فسخ عقد الزواج، وحقها في السفر هي وأولادها بلا قيود، وحقها في المواطنة الذي يستخدم ستاراً لمساواتها مع الرجل في الإرث والطلاق وعدم الخضوع لسلطة أي رفض القوامة وإقامة علاقات ود وصداقة خارج نطاق البيت والعائلة، كل هذه القضايا كانت مطروحة باعتبارها جزءاً من أجندة دولية للتسليم بالدخول في طاعة النظام العالمي الجديد والإقرار بالالتزام بالدين النسوي البديل.
وفي الواقع فإن كل ما سيحدث في هذا الإطار سيكون مثل تأسيس "المجلس القومي للمرأة" في مصر الذي يضم الوجوه النسوية المصرية التي تدعو للأيديولوجية الجديدة بلا خجل أو حياء
يا عزيزي ان كانت زوجتك تريد أن تخونك فسوف تخونك وإن كنت تعيش في زمن الراشدين وأما إن كانت تحبك فلن تخونك حتى لو كانت تغيب عن البيت أشهر بلباليها ، فأما من كانت لديه عنة أو عجز ( واللي على راسه بطحة يحسس عليها ) ويخاف أن تهجره امرأته فليتعالج فلا يأتي يفش خلقه في دساتيرنا واتفاقياتنا، لقد كانت النساء يسافرن الى يثرب من مكة عبر طريق وعرة خطرة دون اذن او دعم اولياء امورهن الى ارض لم يعرفن فيها أحدا الا أن دينا جديدا قررن بإرادتهن المستقلة أنه أفضل ويستطعن اليوم أن يقررن إن أصبح هناك أم لم يصبح هناك دين أفضل منه ، الهجرة الى ( هناك ) أصبحت أسهل وأكثر أمانا، المرأة التي تركت مكة كانت تعرف عن يثرب و عن الثورة التي نجحت في يثرب أقل مما نعرفه اليوم أو نستطيع أن نعرفه عما يحدث في أماكن أبعد كثيرا من يثرب .
إن المرأة عندهم حين يطلقها زوجها فيجب عليه أن يدفع لها نصف ما يملك ، فهو يفكر ألف مرة قبل أن يطلق ، لكنه كذلك ( وربما كان هذا هو ما تكرهونه معشر المسلمين ) أنه يفكر ألف مرة قبل أن يتزوج ومن يختار ، الرجل عندهم يحرص على ارتداء خاتم زواجه ، ولا يتزوج مرة أخرى وجثة زوجته الأولى لما تبرد في قبرها بعد . الرعاية الصحية للأمومة والطفولة في الغرب تثير اعجاب كل نساء العالم، ويتم تشجيع الرجل على الحضور حين تلد زوجته، عندنا لا يسمح بذلك حتى، ان ما تفعله الحكومات هناك لتقوية الروابط العائلية وحماية حقوق الطفل مذهل، غاية ما هنالك أن حماية الأسرة لا تتم على حساب حقوق الأفراد من الجنسين. ليس عندهم تضحية بالفرد.
.... الى أي رقم وصلنا؟ :
يقول المغلوب على أمره : وهذه الوجوه النسوية هي انعكاس للفكر الغربي النسوي؛ حيث تشعر تجاه المرأة الغربية بالنقص، وتشعر أن الالتحاق الفكري بها سوف يعوض هذا النقص
جميل ... ما رأي فرويد في هذا؟
ربما المتفرنجين من القراء يعرفون ، العربي يقول : وإذا أتتك مذمتي من ناقص..... فهي الشاهدة لي بأني كامل ، ربما العربي لأنه جاهلي وجاهل يعتقد أن التي تنتقد الأخرى وتذمها هي في الواقع تغار منها، بينما العكس هو الصحيح .
ملاحظة أخرى للذين مازلو يقرؤن ما أكتب ولم يناموا أو يقفلوا الرسالة بعد : يقول الكاتب المخضرم " هذه الوثيقة وهي في حقيقتها تمثل مخططاً تحاول فرض مصطلح "النوع Gender " بدلاً من كلمة Sex والتي تشير إلى الذكر والأنثى
أنا سألت شيخا فاضلا ذات مرة ( وهو شيخ شاب على فكرة !!!) : عن معنى قوله ( الهاء لا تعود على كاتب المقال المذموم اياه هنا ، بل تعود هذه المرة على ( شخص ) أكثر أهمية منه بكثير ، أو بقليل ... على حسب درجة ايمان القاريء الكريم أو القارئة : وعلى الأعراف رجال ... من سورة الأعراف ، ولماذا رجال يعني؟ ألا توجد هناك نساء تتساوى حسناتهن مع سيئاتهن؟ فكان الرد بأن المقصود بالرجال الرجال والنساء معا، فالنوع والأنثى أو الرجل والأنثى بمعنى واحد لو احتكمنا الى لغة القرآن .
ملاحظة مّا : يقال في الأفلام الأمريكية لشتم المرأة بأنها ساقطة أو ( بتش) في حين يقال للرجل ( باسترد ) أي ابن حرام، وحسب نظرية ، لا تزر وازرة وزر أخرى ، أي لا تحمل خطاءة وان كان خطاءة وحتى مع اعترافنا بأنها خطاءة هي الأخرى خطيئة أخرى ، هنا ، في هذه الثقافة الأمريكية الصميمة ،التي لا يحاولون ـ للأسف ـ فرضها على العالم ، تعير المرأة ( بخطيئتها ) ويعير الرجل ( بخطيئة أمه ) ولا نكترث بأنه لا ذنب له فيما ارتكبته أمه من إثم ، بينما لا نعيره ان كان هو صاحب الإثم .. لماذا لا نعيره ان كان صاحب الإثم؟ نفس فلسفة الإتفاقيات السابق ، اذا كنا لا نصلي فلن نجرؤ على أن نلوم من لا يصلي ، إذا كنا لم نوقع فلن نجرؤ أن نلوم من وقع أم لم يوقع ، هنا قال المسيح كلمته العظيمة : المرأة الزانية .. من كان بلا خطيئة ، فليرجمها بحجر .
ملاحظة ليست أخيرة : أو كل من تقع عليه مسؤولية الأطفال مسؤولية قانونية
هذا الـ .. كل من تقع عليه مسئولية الأطفال قد يكون الخال أو العم ، أو زوجين متحابين لكنهما ليسا والدا الطفل ، ففي شرع أولاد الحرام أولئك يصادر الطفل من أبويه إذا كانا يضربانه أو يهملانه، وأي أخصائية اجتماعية أو طبيب نفسي يحترم نفسه في بلداننا يتمنى لو يطبق هذا عندنا أيضا
احترام الأم والعائلة والأب : اجازات الأمومة عندهم أطول من اجازات الوضع عندنا ، يعطون للأب الذي وضعت زوجته طفلا اجازة للعناية بالطفل اذا أراد، المغنية الكندية سيلين ديون تضع صورتها مع زوجها منفوخ البطن وهي حامل، ثم صورتها مع الطفل شديد زرقة العينين ، هذه صورة لن تستخدم للترويج إلا في مجتمع يحب هذه الصورة .
ملاحظة أخيرة : ؛ إذ إن المسلمين يمثلون ملياراً وربع مليار نسمة،
سؤال : كم يبلغ عد سكان كوبا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عولمة المرأة (الشبكة الإسلامية) كمال حبيب : عولمة المرأة أي جعلها كائناً عالمياً يمكن وصفه بأنه كائن فوق الحكومات أو كائن عابر للقارات.. ولجعلها كائناً عالمياً كان لا بد من عقد المؤتمرات الدولية وتوقيع المعاهدات والاتفاقيات العالمية التي تلزم الحكومات بحقوق هذا الكائن، وتمثل توصيات المؤتمرات الدولية والمعاهدات والاتفاقيات العالمية المرجعية العالمية الجديدة التي يمكن وصفها بأنها "أيديولوجية نسوية" لها قوة الأيديولوجيات السياسية التي عرفها القرن الماضي ثم انهارت وخبت وماتت.وكما كان يحدث بالنسبة للأيديولوجيات السياسية والفكرية فإن الأيديولوجية النسوية الجديدة يراد لها أن يكون معتنقوها في كل العالم وفي كل الدول والشعوب وفي كل الأعمال؛ فإنها الوسيلة الجديدة لغزو العالم وشعوبه، وهي الدين الجديد الذي يُراد للعالم أن يتوحد خلفه ويدين به : بيد أن الخطر في هذه الأيديولوجية والدين الجديد يكمن في أن الذي يُبشر بها ويدعو إليها هو النظام العالمي الجديد الذي حقق ما اعتبره انتصاراً نهائياً وعالمياً للفكر الغربي العلماني، ويريد أن يفرض هذا الدين والأيديولوجية بالقوة على العالم كله بحيث تكون هناك قوة عالمية واحدة ومرجعية كونية واحدة وإنسان عالمي واحد، وتنهار كل الحدود والقيود والحصون أمام هذه القوة العالميةالجديدة والمنفردة بحيث تصبح إرادتها ورغباتها ومصالحها مُسلَّماً بها ومُرحَّباً بقدومها بلا أي عوائق من الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس أو القومية أو الثقافة. أي أن المرجعية الكونية الجديدة هي بديل لكل ما عرفته الأمم والأجناس البشرية من ثقافات وتاريخ وصراعات وأفكار؛ بحيث يغدو كل هذا ذكرى بلا قيمة ولا معنى، وتصبح القيمة والمعنى في المرجعية الكونية البديلة والجديدة التي يتحوَّل البشر جميعاً فيها عبيداً للإله الذي قررها، وهو النظام العالمي الجديد. كما أن خطر هذه الأيديولوجية البديلة يتمثل أيضاً في اقتحام مناطق كان يُنظر إليها باعتبارها خاصة أو شخصية وينظم أوضاعها بشكل أساسٍ الدينُ والتقاليد والأعراف المحلية والثقافات الخاصة، أي أن الاقتحام والهدم لهذه الأيديولوجية ينال مناطق متصلة بالهوية والثقافة والوجود وهي محور الكيان الإنساني والوجود البشري. ويقف وراء هذه الأيديولوجية فكر شيطاني يريد أن يجعل من الأخلاق فوضى ومن الفاحشة شيوعاً وذيوعاً. وتستمد النسوية الجديدة جذورها الفكرية من الماركسية الحديثة "حيث تعتبر أن خطأ الماركسية القديمة هو اللجوء إلى الأساليب الاقتصادية لبناء مجتمع لا طبقي؛ بينما اللجوء إلى الأساليب الاجتماعية هو السبيل الوحيد لمجتمع خالٍ من الطبقات والميول الطبقية، وتمثل "الأسرة" والأمومة في نظر "الماركسية الحديثة" التي تستمد النسوية أفكارها منها تمثل السبب وراء نظام طبقي جنسي يقهر المرأة لا يرجع إلا لدورها في الحمل والأمومة. وإذا كانت السنن الكونية الطبيعية عندهم هي التي اقتضت هذا الاختلاف البيولوجي فلا بد من الثورة على هذه السنن الطبيعية والتخلص منها بحيث تصبح الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة فروقاً اجتماعية متصلة بالأدوار التي يؤديها كلٌّ من الرجل والمرأة وليست متصلة بالخواص البيولوجية لكل منهما؛ ومن ثَمَّ فإذا قام الرجل بوظيفة المرأة وقامت المرأة بوظيفة الرجل فإنه لن يكون هناك ذكر وأنثى وإنما سيكون هناك نوع "جندر" وهذا النوع هو الذي سيحدد طبيعة دوره في الحياة بحيث يجوز للأنثى أن تمارس دور الذكر والعكس، وبحيث لا تكون هناك أسرة بالمعنى التقليدي ولا أبناء ولا رجل ولا امرأة، وإنما أسر جديدة شاذة وأبناءٌ نتاج للتلقيح الصناعي؛ فأي فكر شيطاني ذلك الذي تتبناه "النسوية الجديدة"؟! وأي قوة تجعل من الأمم المتحدة وأمريكا والغرب تتبنى هذا الفكر الشيطاني لفرضه على العالم؟!! إنها تعبير عن إرادة لا نقول علمانية وإنما إلحادية لتحويل الوجود البشري وجوداً بلا قيمة ولا معنى تنتفي معه العناية من استخلاف الله للإنسان في الأرض. وفي الواقع فإن هذا الفكر الإجرامي ليس خطراً على المجتمعات الإسلامية فحسب ولكنه خطر على الحضارة الإنسانية ذاتها؛ لكن المجتمعات الإسلامية تأتي في القلب من معتقد هذا المخطط الإجرامي البديل والجديد. أدوات المرجعية الجديدة: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تم إرساؤه عام 1948 م ، يمثل البذرة الأولى لهذه المرجعية الجديدة التي طرحت موضوع الأسرة والمرأة قضية عالمية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكن ضجيج القضايا السياسية والاقتصادية على دول العالم الثالث في هذا الوقت غطى على الجانب الاجتماعي والثقافي المتصل بالأسرة والمرأة والأحوال الشخصية؛ فمنذ عام 1950م حاولت الأمم المتحدة عقد الدورة الأولى لمؤتمراتها الدولية حول المرأة والأسرة بعنوان: "تنظيم الأسرة" لكن الحكومة المصرية في العهد الملكي قاومته بقوة، وأخفق المؤتمر الذي كان يترأسه ماركسيٌّ صهيوني، ثم عاودت الأمم المتحدة مرة ثانية تطلعها في بناء المرجعية النسوية الجديدة، فعقدت مؤتمراً في المكسيك عام 1957م ودعت فيه إلى حرية الإجهاض للمرأة والحرية الجنسية للمراهقين والأطفال وتنظيم الأسرة لضبط عدد السكان في العالم الثالث، وأخفق هذا المؤتمر أيضاً، ثم عقد مؤتمر في "نيروبي" عام 1985م بعنوان: "استراتيجيات التطلع إلى الأمام من أجل تقدم المرأة" ثم كان مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية الذي عقد في سبتمبر 1994م، وأخيراً كان مؤتمر المرأة في بكين الذي عُقد عام 1995م تحت عنوان: "المساواة والتنمية والسلم" وهو المؤتمر الذي ختمت به الأمم المتحدة القرن الماضي، وانتهت إلى الشكل النهائي للمرجعية الجديدة والبديلة التي يراد فرضها على العالم والتي تهدف بكلمة واحدة إلى "عولمة المرأة".وعولمة المرأة هو الجانب الاجتماعي والثقافي في "العولمة" الذي تسعى الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا إلى فرضه على بقية العالم خاصة العالم الثالث. والتوصيات والوثائق التي توقع عليها الدول والحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة تعتبر ملزمة لها، كما أن الأمم المتحدة تقوم بكل هيئاتها ومؤسساتها بتنفيذ ما جاء في توصيات هذه المؤتمرات الدولية ووثائقها بما في ذلك المراقبة والمتابعة لمدى التزام الدول والحكومات بها. كما أن المنظمات غير الحكومية الممثلة في الأمم المتحدة تمثل قوة ضغط في دولها لمراقبة التزام هذه الدول بقرارات الأمم المتحدة وتوصياتها ومتابعة ذلك، وهي في هذا تشبه "جواسيس للأمم المتحدة" في دولها.ولا تكتفي الأمم المتحدة بذلك وإنما تعقد مؤتمرات مع الأطراف الحكومية والمنظمات غير الحكومية كل سنة أو سنتين للتأكد من الالتزام الحكومي بالمرجعية الكونية البديلة والخضوع للنظام العالمي الجديد؛ فهناك مؤتمر سنوي يطلق عليه مؤتمر السكان + 1 أو + 2 أو + 3 وهكذا حتى يأتي موعد المؤتمر الدولي القادم للسكان عام 2004م. وأيضاً بالنسبة لمؤتمر بكين(1) قد عُقد بكين + 4 في الهند وسوف يعقد مؤتمر للمرأة أيضاً عام 2005م أي بعد عشر سنوات من مؤتمر المرأة الذي عُقد في بكين، أي أن هناك آلية دولية لها طابع الفرض والإلزام والمتابعة تتدخل في الشؤون الداخلية للدول لتطلب منها الالتزام بما وقعت عليه؛ وهذه الآلية يمكن أن تمارس الإرهاب بفرض العقوبات الدولية على الدول التي ترى الأمم المتحدة أنها غير ملتزمة؛ كما أن هذه الآلية تمارس الإغراء بمنح معونات أو قروض أو ما شابه إذا التزمت بمقررات الشرعية الجديدة. ومن ثَمَّ فإن ما يجري في مصر أو المغرب أو الأردن بشأن تغيير قوانين الأحوال الشخصية أو العقوبات هو جزء من الالتزام بالأجندة الدولية التي وافقت هذه الدول عليها في المؤتمرات الدولية وليس تعبيراً عن حاجة داخلية لشعوب هذه الدول. فحق المرأة في فسخ عقد الزواج، وحقها في السفر هي وأولادها بلا قيود، وحقها في المواطنة الذي يستخدم ستاراً لمساواتها مع الرجل في الإرث والطلاق وعدم الخضوع لسلطة أي رفض القوامة وإقامة علاقات ود وصداقة خارج نطاق البيت والعائلة، كل هذه القضايا كانت مطروحة باعتبارها جزءاً من أجندة دولية للتسليم بالدخول في طاعة النظام العالمي الجديد والإقرار بالالتزام بالدين النسوي البديل. وفي الواقع فإن كل ما سيحدث في هذا الإطار سيكون مثل تأسيس "المجلس القومي للمرأة" في مصر الذي يضم الوجوه النسوية المصرية التي تدعو للأيديولوجية الجديدة بلا خجل أو حياء. وهذه الوجوه النسوية هي انعكاس للفكر الغربي النسوي؛ حيث تشعر تجاه المرأة الغربية بالنقص، وتشعر أن الالتحاق الفكري بها سوف يعوض هذا النقص لهن كما يبلغ النقص بهذه الوجوه حد كراهية الدين الإسلامي ونظمه الاجتماعية وقوانينه في الاجتماع والأسرة ؛ وهم في ذلك أشبه "باللامنتمي" ومن ثَمَّ فهذه الوجوه تعبر عن حالة نفسية مرضية؛ ورفعها إلى مستوى التخطيط والحديث عن قضايا المرأة ليس سوى خضوع للقوى الدولية الخارجية التي تحب أن يعبر عن أوضاع المرأة في العالم الإسلامي النسوةُ اللاتي يرددن الأفكار الغربية ويبشرن بالأيديولوجية النسوية الجديدة.وثيقة بكين .. مفردات المرجعية الجديدة : وبالعودة إلى وثيقة بكين التي تمثل منتهى الفكر النسوي الجديد نجد مخططاً واضحاً لتدمير الأسرة والمرأة، وتدمير الحضارة البشرية ذاتها، ويبدو لنا أن الحضارة الغربية تريد أن تدمر الحضارات الأخرى وعلى رأسها الحضارة الإسلامية بعد أن شارفت هي على الهلاك والتدمير والفوضى بسبب خضوعها للأفكار النسوية والشذوذ الجنسي والأخلاقي . ومن المؤكد أن الجانب الثقافي والاجتماعي الذي يراد فرضه على الحضارات الأخرى والإسلامية على رأسها هو جزءٌ مما أطلق عليه "صموئيل هنتنجتون": "صراع الحضارات" هذه الوثيقة وهي في حقيقتها تمثل مخططاً تحاول فرض مصطلح "النوع Gender " بدلاً من كلمة Sex والتي تشير إلى الذكر والأنثى أما النوع فمعناه رفض حقيقة أن الوضع البيولوجي هو المصير لكل فرد، ورفض حقيقة أن اختلاف الذكر والأنثى هو من صنع الله عز وجل وإنما الاختلاف ناتج عن التنشئة الاجتماعية والأسرية والبيئة التي يتحكم فيها الرجل. وتتضمن هذه النزعة فرض فكرة حق الإنسان في تغيير هويته الجنسية وأدواره المترتبة عليها، ومن ثَمَّ الاعتراف رسمياً بالشواذ والمخنثين والمطالبة بإدراج حقوقهم الانحرافية ضمن حقوق الإنسان ومنها حقهم في الزواج وتكوين أسر والحصول على أطفال بالتبني أو تأجير البطون. وتطالب الوثيقة بحق المرأة والفتاة في التمتع بحرية جنسية آمنة مع من تشاء وفي أي سن تشاء وليس بالضرورة في إطار الزواج الشرعي ؛ فالمهم هو تقديم المشورة والنصيحة لتكون هذه العلاقات (الآثمة) مأمونة العواقب سواء من ناحية الإنجاب أو من ناحية الإصابة بمرض الإيدز.وتطالب "وثيقة بكين" الحكومات بإعطاء الأولوية لتعزيز تمتع المرأة والرجل بالكامل وعلى قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان والحريات بدون أي نوع من التميز وحماية ذلك، ويدخل ضمن هذه الحقوق والحرياتِ: الحرياتُ الجنسية بتنويعاتها المختلفة والتحكم في الحمل والإجهاض وكل ما يخالف الشرائع السماوية، وتطالب الوثيقة الحكومات بالاهتمام بتلبية الحاجات التثقيفية والخدمية للمراهقين ليتمكنوا من معالجة الجانب الجنسي في حياتهم معالجة إيجابية ومسؤولة، وتطالب بحق المراهقات الحوامل في مواصلة التعليم دون إدانة لهذا الحمل السِّفَاح.ولا تتحدث "وثيقة بكين" عن الزواج من حيث إنه رباط شرعي يجمع الرجل والمرأة في إطار اجتماعي هو الأسرة؛ وإنما ترى أن الزواج المبكتر يعوق المرأة، ومن ثَمَّ فهي تطالب برفع سن الزواج وتحريم الزواج المبكر. ولا ترد كلمة "الوالدين" إلا مصحوبة بعبارة "أو كل من تقع عليه مسؤولية الأطفال مسؤولية قانونية" في إشارة إلى مختلف أنواع الأسر المثلية، ولا تستخدم الوثيقة عبارة الزوج وإنما الشريك أو الزميل.وتخاطب وثيقة بكين المرأة الفرد وليست المرأة التي هي نواة الأسرة، ولذا فالمرأة العاملة هي المرأة المعتبرة؛ أمَّا المرأة العاملة داخل البيت ربة الأسرة فيُنظر إليها باعتبارها متخلفة وخارج السياق الدولي الجديد؛ لأنها لا تمارس عملاً بمقابل، ولأنها ربطت نفسها بالزوج والأولاد والأسرة، ولذا فعبارة: "الأمومة" وردت حوالي ست مرات؛ بينما كلمة: "جندر" جاءت ستين مرة وجاءت كلمة "جنس" في مواضع كثيرة. إن وثيقة بكين التي أصبحت "مقررات بكين" ووقعت عليها 180 دولة هي أساس المرجعية الكونية البديلة والتي أشارت بوضوح إلى أن الدين يقف عائقاً أمام تحقيق هذه المقررات، ولذا ناشدت المقرراتُ المؤسساتِ الدينيةَ لكي تساعد على تحويل مقررات مؤتمر بكين إلى واقع أي أن تصبح المؤسسات الدينية أحد أدوات المرجعية الكونية الجديدة التي يتبناها النظام العالمي ويسعى لفرضها على العالم. وهنا لا بد من تأمُّل دور بعض المؤسسات الدينية الإسلامية في الموافقة على تمرير المطالب التي تفرضها الأجندة الدولية مثل حق الزوجة في السفر بدون إذن الزوج وكذا الأولاد القُصَّر بما في ذلك البنات. والمثير أن تستخدم الوثيقة كلمة (المساواة) للتعبير عن إزالة الاختلافات بين الرجل والمرأة، وتستخدم (التنمية) للتعبير عن الحرية الجنسية والانفلات الأخلاقي، وتستخدم كلمة (السلم) لمطالبة الحكومات بخفض نفقاتها العسكرية وتحويل الإنفاق إلى خطط التخريب والتدمير للأيديولوجية النسوية الجديدة؛ حيث تلزم مقررات بكين الحكومات المحلية بتنفيذ الأهداف الاستراتيجية للنظام العالمي الجديد فيما يتصل بإقرار الأيديولوجية النسوية الجديدة، وذلك بمساعدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. هذه هي المفردات الجديدة والمقررات التي يسعى النظام العالمي الجديد لفرضها أيديولوجية كونية على العالم. وبالطبع فإنه يستهدف من وراء ذلك ضرب مواطن القوة في الحضارات المختلفة معه. وبالنسبة للحضارة الإسلامية فلا يزال الدين الإسلامي يمثل مرجعية للناس ونظاماً لحياتهم خاصة في مسائل الأسرة والأحوال الشخصية وفي مسائل الفكر والثقافة والاعتقاد وهو ما يزعج الأمم المتحدة والغرب ؛ إذ إن المسلمين يمثلون ملياراً وربع مليار نسمة، والعالم الإسلامي بإمكاناته وثرواته وأهله يهدد النظام العالمي الجديد بفقدان سيطرته عليه ما بقي الإسلام حاكماً للجوانب الاجتماعية والثقافية وللهوية، ولذا لا بد من تسديد الضرب إلى الصميم للقضاء على الهوية الإسلامية وعلى النظم الاجتماعية التي أثبتت أنها القلعة التي حمت العالم الإسلامي من السقوط والانهيار، ولذا فإن الصراع مع الغرب انتقل من السياسي والاقتصادي إلى الديني والثقافي والاجتماعي المتصل بالهوية والوجود؛ وهو ما يتطلب وعياً جديداً وأدوات جديدة ؛ كما يتطلب يقظة ومقاومة.إن الإنسان: الرجل، والمرأة، والأطفال، والأسرة هم المقصودون بالهجمة العالمية الجديدة وهم المقصودون بالمرجعية الكونية البديلة للنظام العالمي الجديد؛ وعلى عالمنا الإسلامي أن ينتفض ويستيقظ ؛ فإن وجودنا مرتبط بمدى ارتباطنا بكلمة: "مسلمين" اسماً وفعلا ً؛ وإلاَّ فالاستبدال كما قال تعالى : (( وإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) [محمد: 83]. الثلاثاء : 19/03/2002
الملاحظة الأولى: يقول الشيخ كمال حبيب في أول فقرة (أيديولوجية نسوية" لها قوة الأيديولوجيات السياسية التي عرفها القرن الماضي ثم انهارت وخبت وماتت) ، وهو يقصد هنا بالطبع الشيوعية والإتحاد السوفييتي ، لو سمحتم لي بقليل من سوء الظن هنا ، ولتثبت لي قراءة باقي الموضوع ان كنت ظلمت الرجل ، أنها تعطي انطباعا عاما ان الرجل يتمنى للفكر النسوي السياسي هذا نفس مصير الإتحاد الإشتراكي، وهذا نوع من حرب الأعصاب لا يكترث مثقال حبة خردل بفلسفة وجود أي دين ( والرجل منسوب للشبكة الإسلامية ) ألا وهي أن عالمنا هذا زائل ومن الخير لك أحيانا ان تهزم كما هزم الحسين في كربلاء، عن التراجع عما أنت مؤمنة به ، إذن هذه الإديولوجيات لها قوة نعم، لكن فلتتطمئن نفوسنا، انها قوة يعقبها ضعف. كما كان الحال مع أعدائنا السابقين .
الملاحظة الثانية : ان الأديولوجية النسوية ( يراد ) لها ، والذي يريد لها هو ( النظام العالمي الجديد ) ... فالمرأة لا ارادة لها لدرجة أنه لا يمكن أن تكون هناك أيديولوجية نسوية ( ولماذا يعني يصر على حكاية أديولوجية ولا يقول فكر؟ أليست العربية لغة القرآن؟ الكلمة لها مرادف، ومرادف مستساغ عند الأذن العربية غير المختصة حتى ) إلا إذا كان وراءها الرجل، فالمرأة ليست وراء أي فكر ولا حتى الفكر النسوي، هذا ما يحاول هذا الشجاع أن يوهمنا به ، وكأن المرأة لا تقاتل داخل أمريكا نفسها ، أمريكا التي يعرف كل من يشاهد الجزيرة أنها لم توقع ( في حين السعودية وقعت وشرعت في تنفيذ ) اتفاقية مكافحة كل أشكال التمييز ضد المرأة ، فليأت ابليس نفسه يمشي على قدمين ، ويقول لك أن الله واحد ، هل سوف يفقدك هذا ايمانك بأن الله واحد؟ هل ما زال هناك ناس لا يخجلون من اللجوء الى هذا اللامنطق؟ الحكاية بسيطة ، قالها علي بن أبي طالب عن كل ما يخص شأنا سياسيا ( كلمة حق ) قد يراد بها باطل يوما ما، لكن ( النظام العالمي الجديد ) بتاعكم هذا لا يكترث للمرأة ( ككائن عالمي ) إلا بقدر ما يكترث أوروبي تجادلت معه في التشات لحقوق الفلسطينيين ( شارون نذل، وابن كلبة ، وكل العالم الآن يعرف بأن الإسرائيليين أشخاص سيئون ، ولكن عليكم أنتم أيضا أن تتوقفوا عن العمليات الإنتحارية لأن هذا يعطي اسرائيل الحق في الرد ) ، اذا اراد النظام العالمي الجديد بتاع كمال حبيب هذا أن يتبنى كلمة حق فلأنه لم يعد من الممكن تجاهلها أو انكارها ولإن لم أتبناها أنا فلسوف يفعل غيري، كما أنه قد يكون لها بعض النفع ، لكنه سيحرص على ان تظل كلمة لا تتحول الى واقع ، سوف تتبنى الطفلة ، لكنك سوف تحرص على أن تموت الطفلة طفلة ، على أن تموت قاصرا، تتبناها من المهد الى اللحد .المرأة كمستقلة مربوطة بالشرق وشيوعيته وهزيمته ، والمرأة كتابع مربوطة بالغرب وأمركته لا بثقافتها المحلية والتربة التي فيها نبتت ... مع أن لغة كاتبة النص _ كما هو واضح _ الذي تقرأنه/تقرأونه في هذه اللحظة بالذات متأثرة بالثقافة والتاريخ الإسلاميين أكثر من لغة كمال حبيب هذا .
الملاحظة الثالثة : يقول ( الأخ) : ويريد أن يفرض هذا الدين والأيديولوجية بالقوة على العالم كله
يا سلام ..... من الذي يستعمل التهديد و العنف ( القوة ) هنا؟ أولا يبدأ بأن يهددني بأنني إذا أصبحت يوما من أتباع هذا الفكر ( حتى قبل أن ألحق أسمع به فضلا عن تعقله ودراسته وفقهه ) فأنا أولا : أغير ديني ، لأن الفكر النسوي ( الأديولوجية النسوية كما أسماها المتفرنج هذا ) هو دين جديد ، ثانيا : أحارب الطبيعة ( والطبيعة ليست الله الا في فكر الملاحدة الذين يرفضون تشخيص الله ويعتبرون الله هو قوانين الطبيعة وقوانين الطبيعة هي الله بالتالي ينفون عن الله صفة الإرادة لأن هذه القوانين لا إرادة لها ) وكأن اختراع الطائرة لم يكن تحديا لقوانين الطبيعة التي اقتضت الا تجعل للإنسان أجنحة، وكأن اختراع هذا الذي تجلس أمامه لم يكن تحديا للطبيعة التي اقتضت ألا يسمع صوت الإنسان الا عن بعد بضعة أميال . تصبح حبوب منع الحمل وتنظيم الأسرة هي الوجه السيء للتقدم العلمي، أليس الأصل هو الأم والفرع هو الطفل كما يقول أي دين يحترم نفسه؟ والأصل مقدم على الفرع؟ ما هي المشكلة إذن إذا أدى اكتشاف وسائل اكثر ضمانا وأكثر سلامة لتنظيم الأسرة الى تغير بنية المجتمعات؟ أليس هذا ينطبق على كل كشف علمي يسخر لصالح هذه المستخلفة في الأرض؟
يهددني بهذا كله ان أنا اعتنقت هذا الفكر الذي لم يصل بعد ، من الذي يفرض علينا موقفا فكريا بالقوة هنا إذن؟
الملاحظة الرابعة : يقول سيد أمه : وعولمة المرأة هو الجانب الاجتماعي والثقافي في "العولمة" الذي تسعى الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا إلى فرضه على بقية العالم خاصة العالم الثالث. والتوصيات والوثائق التي توقع عليها الدول والحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة تعتبر ملزمة لها،
يا إلهي ! الرجل مصر .... أصلا وجود اتفاقيات من هذا النوع هي التي تمنح الدول الغلبانة أن تحاسب دول الشمال على انتهاك الأخيرة لحقوق الإنسان داخلها ، ثم أن دولة لم توقع مثل أمريكا لا يحق لها أن تحاسب دولة وقعت مثل السعودية، إذا كنت لا تكذب يحق لك أن تلومني اذا رأيتني لا أكذب ، أما إذا كنت لا تصلي فلا يحق لك أبدا أن تعاتبني إذا رأيتني لا أصلي إلا إذا كنت أنت حائضا .. هذه هي فلسفة هذا النوع من الإتفاقيات، أصلا هذه الإتفاقيات الآن هي حجة السعودية ضد أمريكا في حملة الأخيرة الإعلامية ضدنا !
وبواسطة هذه الإتفاقيات تستطيع دولة مثل ايران أن تحاسب وتحاكم دولا أوروبية يكون تمثيل النساء في برلماناتها أقل من تمثيلهن في البرلمان الإيراني ، هذه الإتفاقيات هي التي تمنح دول العالم الثالث الغلبانة قوة أو على الأقل شرعية ضد دول الشمال القوية المتقدمة .
الملاحظة الخامسة( وهي ليست بالضبط ملاحظة بل يلبق اكثر ان نقول عنها نصيحة لوجه الله الباقي ) عن قولك : ومن ثَمَّ فإن ما يجري في مصر أو المغرب أو الأردن بشأن تغيير قوانين الأحوال الشخصية أو العقوبات هو جزء من الالتزام بالأجندة الدولية التي وافقت هذه الدول عليها في المؤتمرات الدولية وليس تعبيراً عن حاجة داخلية لشعوب هذه الدول. فحق المرأة في فسخ عقد الزواج، وحقها في السفر هي وأولادها بلا قيود، وحقها في المواطنة الذي يستخدم ستاراً لمساواتها مع الرجل في الإرث والطلاق وعدم الخضوع لسلطة أي رفض القوامة وإقامة علاقات ود وصداقة خارج نطاق البيت والعائلة، كل هذه القضايا كانت مطروحة باعتبارها جزءاً من أجندة دولية للتسليم بالدخول في طاعة النظام العالمي الجديد والإقرار بالالتزام بالدين النسوي البديل.
وفي الواقع فإن كل ما سيحدث في هذا الإطار سيكون مثل تأسيس "المجلس القومي للمرأة" في مصر الذي يضم الوجوه النسوية المصرية التي تدعو للأيديولوجية الجديدة بلا خجل أو حياء
يا عزيزي ان كانت زوجتك تريد أن تخونك فسوف تخونك وإن كنت تعيش في زمن الراشدين وأما إن كانت تحبك فلن تخونك حتى لو كانت تغيب عن البيت أشهر بلباليها ، فأما من كانت لديه عنة أو عجز ( واللي على راسه بطحة يحسس عليها ) ويخاف أن تهجره امرأته فليتعالج فلا يأتي يفش خلقه في دساتيرنا واتفاقياتنا، لقد كانت النساء يسافرن الى يثرب من مكة عبر طريق وعرة خطرة دون اذن او دعم اولياء امورهن الى ارض لم يعرفن فيها أحدا الا أن دينا جديدا قررن بإرادتهن المستقلة أنه أفضل ويستطعن اليوم أن يقررن إن أصبح هناك أم لم يصبح هناك دين أفضل منه ، الهجرة الى ( هناك ) أصبحت أسهل وأكثر أمانا، المرأة التي تركت مكة كانت تعرف عن يثرب و عن الثورة التي نجحت في يثرب أقل مما نعرفه اليوم أو نستطيع أن نعرفه عما يحدث في أماكن أبعد كثيرا من يثرب .
إن المرأة عندهم حين يطلقها زوجها فيجب عليه أن يدفع لها نصف ما يملك ، فهو يفكر ألف مرة قبل أن يطلق ، لكنه كذلك ( وربما كان هذا هو ما تكرهونه معشر المسلمين ) أنه يفكر ألف مرة قبل أن يتزوج ومن يختار ، الرجل عندهم يحرص على ارتداء خاتم زواجه ، ولا يتزوج مرة أخرى وجثة زوجته الأولى لما تبرد في قبرها بعد . الرعاية الصحية للأمومة والطفولة في الغرب تثير اعجاب كل نساء العالم، ويتم تشجيع الرجل على الحضور حين تلد زوجته، عندنا لا يسمح بذلك حتى، ان ما تفعله الحكومات هناك لتقوية الروابط العائلية وحماية حقوق الطفل مذهل، غاية ما هنالك أن حماية الأسرة لا تتم على حساب حقوق الأفراد من الجنسين. ليس عندهم تضحية بالفرد.
.... الى أي رقم وصلنا؟ :
يقول المغلوب على أمره : وهذه الوجوه النسوية هي انعكاس للفكر الغربي النسوي؛ حيث تشعر تجاه المرأة الغربية بالنقص، وتشعر أن الالتحاق الفكري بها سوف يعوض هذا النقص
جميل ... ما رأي فرويد في هذا؟
ربما المتفرنجين من القراء يعرفون ، العربي يقول : وإذا أتتك مذمتي من ناقص..... فهي الشاهدة لي بأني كامل ، ربما العربي لأنه جاهلي وجاهل يعتقد أن التي تنتقد الأخرى وتذمها هي في الواقع تغار منها، بينما العكس هو الصحيح .
ملاحظة أخرى للذين مازلو يقرؤن ما أكتب ولم يناموا أو يقفلوا الرسالة بعد : يقول الكاتب المخضرم " هذه الوثيقة وهي في حقيقتها تمثل مخططاً تحاول فرض مصطلح "النوع Gender " بدلاً من كلمة Sex والتي تشير إلى الذكر والأنثى
أنا سألت شيخا فاضلا ذات مرة ( وهو شيخ شاب على فكرة !!!) : عن معنى قوله ( الهاء لا تعود على كاتب المقال المذموم اياه هنا ، بل تعود هذه المرة على ( شخص ) أكثر أهمية منه بكثير ، أو بقليل ... على حسب درجة ايمان القاريء الكريم أو القارئة : وعلى الأعراف رجال ... من سورة الأعراف ، ولماذا رجال يعني؟ ألا توجد هناك نساء تتساوى حسناتهن مع سيئاتهن؟ فكان الرد بأن المقصود بالرجال الرجال والنساء معا، فالنوع والأنثى أو الرجل والأنثى بمعنى واحد لو احتكمنا الى لغة القرآن .
ملاحظة مّا : يقال في الأفلام الأمريكية لشتم المرأة بأنها ساقطة أو ( بتش) في حين يقال للرجل ( باسترد ) أي ابن حرام، وحسب نظرية ، لا تزر وازرة وزر أخرى ، أي لا تحمل خطاءة وان كان خطاءة وحتى مع اعترافنا بأنها خطاءة هي الأخرى خطيئة أخرى ، هنا ، في هذه الثقافة الأمريكية الصميمة ،التي لا يحاولون ـ للأسف ـ فرضها على العالم ، تعير المرأة ( بخطيئتها ) ويعير الرجل ( بخطيئة أمه ) ولا نكترث بأنه لا ذنب له فيما ارتكبته أمه من إثم ، بينما لا نعيره ان كان هو صاحب الإثم .. لماذا لا نعيره ان كان صاحب الإثم؟ نفس فلسفة الإتفاقيات السابق ، اذا كنا لا نصلي فلن نجرؤ على أن نلوم من لا يصلي ، إذا كنا لم نوقع فلن نجرؤ أن نلوم من وقع أم لم يوقع ، هنا قال المسيح كلمته العظيمة : المرأة الزانية .. من كان بلا خطيئة ، فليرجمها بحجر .
ملاحظة ليست أخيرة : أو كل من تقع عليه مسؤولية الأطفال مسؤولية قانونية
هذا الـ .. كل من تقع عليه مسئولية الأطفال قد يكون الخال أو العم ، أو زوجين متحابين لكنهما ليسا والدا الطفل ، ففي شرع أولاد الحرام أولئك يصادر الطفل من أبويه إذا كانا يضربانه أو يهملانه، وأي أخصائية اجتماعية أو طبيب نفسي يحترم نفسه في بلداننا يتمنى لو يطبق هذا عندنا أيضا
احترام الأم والعائلة والأب : اجازات الأمومة عندهم أطول من اجازات الوضع عندنا ، يعطون للأب الذي وضعت زوجته طفلا اجازة للعناية بالطفل اذا أراد، المغنية الكندية سيلين ديون تضع صورتها مع زوجها منفوخ البطن وهي حامل، ثم صورتها مع الطفل شديد زرقة العينين ، هذه صورة لن تستخدم للترويج إلا في مجتمع يحب هذه الصورة .
ملاحظة أخيرة : ؛ إذ إن المسلمين يمثلون ملياراً وربع مليار نسمة،
سؤال : كم يبلغ عد سكان كوبا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عولمة المرأة (الشبكة الإسلامية) كمال حبيب : عولمة المرأة أي جعلها كائناً عالمياً يمكن وصفه بأنه كائن فوق الحكومات أو كائن عابر للقارات.. ولجعلها كائناً عالمياً كان لا بد من عقد المؤتمرات الدولية وتوقيع المعاهدات والاتفاقيات العالمية التي تلزم الحكومات بحقوق هذا الكائن، وتمثل توصيات المؤتمرات الدولية والمعاهدات والاتفاقيات العالمية المرجعية العالمية الجديدة التي يمكن وصفها بأنها "أيديولوجية نسوية" لها قوة الأيديولوجيات السياسية التي عرفها القرن الماضي ثم انهارت وخبت وماتت.وكما كان يحدث بالنسبة للأيديولوجيات السياسية والفكرية فإن الأيديولوجية النسوية الجديدة يراد لها أن يكون معتنقوها في كل العالم وفي كل الدول والشعوب وفي كل الأعمال؛ فإنها الوسيلة الجديدة لغزو العالم وشعوبه، وهي الدين الجديد الذي يُراد للعالم أن يتوحد خلفه ويدين به : بيد أن الخطر في هذه الأيديولوجية والدين الجديد يكمن في أن الذي يُبشر بها ويدعو إليها هو النظام العالمي الجديد الذي حقق ما اعتبره انتصاراً نهائياً وعالمياً للفكر الغربي العلماني، ويريد أن يفرض هذا الدين والأيديولوجية بالقوة على العالم كله بحيث تكون هناك قوة عالمية واحدة ومرجعية كونية واحدة وإنسان عالمي واحد، وتنهار كل الحدود والقيود والحصون أمام هذه القوة العالميةالجديدة والمنفردة بحيث تصبح إرادتها ورغباتها ومصالحها مُسلَّماً بها ومُرحَّباً بقدومها بلا أي عوائق من الدين أو اللغة أو اللون أو الجنس أو القومية أو الثقافة. أي أن المرجعية الكونية الجديدة هي بديل لكل ما عرفته الأمم والأجناس البشرية من ثقافات وتاريخ وصراعات وأفكار؛ بحيث يغدو كل هذا ذكرى بلا قيمة ولا معنى، وتصبح القيمة والمعنى في المرجعية الكونية البديلة والجديدة التي يتحوَّل البشر جميعاً فيها عبيداً للإله الذي قررها، وهو النظام العالمي الجديد. كما أن خطر هذه الأيديولوجية البديلة يتمثل أيضاً في اقتحام مناطق كان يُنظر إليها باعتبارها خاصة أو شخصية وينظم أوضاعها بشكل أساسٍ الدينُ والتقاليد والأعراف المحلية والثقافات الخاصة، أي أن الاقتحام والهدم لهذه الأيديولوجية ينال مناطق متصلة بالهوية والثقافة والوجود وهي محور الكيان الإنساني والوجود البشري. ويقف وراء هذه الأيديولوجية فكر شيطاني يريد أن يجعل من الأخلاق فوضى ومن الفاحشة شيوعاً وذيوعاً. وتستمد النسوية الجديدة جذورها الفكرية من الماركسية الحديثة "حيث تعتبر أن خطأ الماركسية القديمة هو اللجوء إلى الأساليب الاقتصادية لبناء مجتمع لا طبقي؛ بينما اللجوء إلى الأساليب الاجتماعية هو السبيل الوحيد لمجتمع خالٍ من الطبقات والميول الطبقية، وتمثل "الأسرة" والأمومة في نظر "الماركسية الحديثة" التي تستمد النسوية أفكارها منها تمثل السبب وراء نظام طبقي جنسي يقهر المرأة لا يرجع إلا لدورها في الحمل والأمومة. وإذا كانت السنن الكونية الطبيعية عندهم هي التي اقتضت هذا الاختلاف البيولوجي فلا بد من الثورة على هذه السنن الطبيعية والتخلص منها بحيث تصبح الفروق البيولوجية بين الرجل والمرأة فروقاً اجتماعية متصلة بالأدوار التي يؤديها كلٌّ من الرجل والمرأة وليست متصلة بالخواص البيولوجية لكل منهما؛ ومن ثَمَّ فإذا قام الرجل بوظيفة المرأة وقامت المرأة بوظيفة الرجل فإنه لن يكون هناك ذكر وأنثى وإنما سيكون هناك نوع "جندر" وهذا النوع هو الذي سيحدد طبيعة دوره في الحياة بحيث يجوز للأنثى أن تمارس دور الذكر والعكس، وبحيث لا تكون هناك أسرة بالمعنى التقليدي ولا أبناء ولا رجل ولا امرأة، وإنما أسر جديدة شاذة وأبناءٌ نتاج للتلقيح الصناعي؛ فأي فكر شيطاني ذلك الذي تتبناه "النسوية الجديدة"؟! وأي قوة تجعل من الأمم المتحدة وأمريكا والغرب تتبنى هذا الفكر الشيطاني لفرضه على العالم؟!! إنها تعبير عن إرادة لا نقول علمانية وإنما إلحادية لتحويل الوجود البشري وجوداً بلا قيمة ولا معنى تنتفي معه العناية من استخلاف الله للإنسان في الأرض. وفي الواقع فإن هذا الفكر الإجرامي ليس خطراً على المجتمعات الإسلامية فحسب ولكنه خطر على الحضارة الإنسانية ذاتها؛ لكن المجتمعات الإسلامية تأتي في القلب من معتقد هذا المخطط الإجرامي البديل والجديد. أدوات المرجعية الجديدة: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي تم إرساؤه عام 1948 م ، يمثل البذرة الأولى لهذه المرجعية الجديدة التي طرحت موضوع الأسرة والمرأة قضية عالمية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكن ضجيج القضايا السياسية والاقتصادية على دول العالم الثالث في هذا الوقت غطى على الجانب الاجتماعي والثقافي المتصل بالأسرة والمرأة والأحوال الشخصية؛ فمنذ عام 1950م حاولت الأمم المتحدة عقد الدورة الأولى لمؤتمراتها الدولية حول المرأة والأسرة بعنوان: "تنظيم الأسرة" لكن الحكومة المصرية في العهد الملكي قاومته بقوة، وأخفق المؤتمر الذي كان يترأسه ماركسيٌّ صهيوني، ثم عاودت الأمم المتحدة مرة ثانية تطلعها في بناء المرجعية النسوية الجديدة، فعقدت مؤتمراً في المكسيك عام 1957م ودعت فيه إلى حرية الإجهاض للمرأة والحرية الجنسية للمراهقين والأطفال وتنظيم الأسرة لضبط عدد السكان في العالم الثالث، وأخفق هذا المؤتمر أيضاً، ثم عقد مؤتمر في "نيروبي" عام 1985م بعنوان: "استراتيجيات التطلع إلى الأمام من أجل تقدم المرأة" ثم كان مؤتمر القاهرة للسكان والتنمية الذي عقد في سبتمبر 1994م، وأخيراً كان مؤتمر المرأة في بكين الذي عُقد عام 1995م تحت عنوان: "المساواة والتنمية والسلم" وهو المؤتمر الذي ختمت به الأمم المتحدة القرن الماضي، وانتهت إلى الشكل النهائي للمرجعية الجديدة والبديلة التي يراد فرضها على العالم والتي تهدف بكلمة واحدة إلى "عولمة المرأة".وعولمة المرأة هو الجانب الاجتماعي والثقافي في "العولمة" الذي تسعى الأمم المتحدة وأمريكا وأوروبا إلى فرضه على بقية العالم خاصة العالم الثالث. والتوصيات والوثائق التي توقع عليها الدول والحكومات الأعضاء في الأمم المتحدة تعتبر ملزمة لها، كما أن الأمم المتحدة تقوم بكل هيئاتها ومؤسساتها بتنفيذ ما جاء في توصيات هذه المؤتمرات الدولية ووثائقها بما في ذلك المراقبة والمتابعة لمدى التزام الدول والحكومات بها. كما أن المنظمات غير الحكومية الممثلة في الأمم المتحدة تمثل قوة ضغط في دولها لمراقبة التزام هذه الدول بقرارات الأمم المتحدة وتوصياتها ومتابعة ذلك، وهي في هذا تشبه "جواسيس للأمم المتحدة" في دولها.ولا تكتفي الأمم المتحدة بذلك وإنما تعقد مؤتمرات مع الأطراف الحكومية والمنظمات غير الحكومية كل سنة أو سنتين للتأكد من الالتزام الحكومي بالمرجعية الكونية البديلة والخضوع للنظام العالمي الجديد؛ فهناك مؤتمر سنوي يطلق عليه مؤتمر السكان + 1 أو + 2 أو + 3 وهكذا حتى يأتي موعد المؤتمر الدولي القادم للسكان عام 2004م. وأيضاً بالنسبة لمؤتمر بكين(1) قد عُقد بكين + 4 في الهند وسوف يعقد مؤتمر للمرأة أيضاً عام 2005م أي بعد عشر سنوات من مؤتمر المرأة الذي عُقد في بكين، أي أن هناك آلية دولية لها طابع الفرض والإلزام والمتابعة تتدخل في الشؤون الداخلية للدول لتطلب منها الالتزام بما وقعت عليه؛ وهذه الآلية يمكن أن تمارس الإرهاب بفرض العقوبات الدولية على الدول التي ترى الأمم المتحدة أنها غير ملتزمة؛ كما أن هذه الآلية تمارس الإغراء بمنح معونات أو قروض أو ما شابه إذا التزمت بمقررات الشرعية الجديدة. ومن ثَمَّ فإن ما يجري في مصر أو المغرب أو الأردن بشأن تغيير قوانين الأحوال الشخصية أو العقوبات هو جزء من الالتزام بالأجندة الدولية التي وافقت هذه الدول عليها في المؤتمرات الدولية وليس تعبيراً عن حاجة داخلية لشعوب هذه الدول. فحق المرأة في فسخ عقد الزواج، وحقها في السفر هي وأولادها بلا قيود، وحقها في المواطنة الذي يستخدم ستاراً لمساواتها مع الرجل في الإرث والطلاق وعدم الخضوع لسلطة أي رفض القوامة وإقامة علاقات ود وصداقة خارج نطاق البيت والعائلة، كل هذه القضايا كانت مطروحة باعتبارها جزءاً من أجندة دولية للتسليم بالدخول في طاعة النظام العالمي الجديد والإقرار بالالتزام بالدين النسوي البديل. وفي الواقع فإن كل ما سيحدث في هذا الإطار سيكون مثل تأسيس "المجلس القومي للمرأة" في مصر الذي يضم الوجوه النسوية المصرية التي تدعو للأيديولوجية الجديدة بلا خجل أو حياء. وهذه الوجوه النسوية هي انعكاس للفكر الغربي النسوي؛ حيث تشعر تجاه المرأة الغربية بالنقص، وتشعر أن الالتحاق الفكري بها سوف يعوض هذا النقص لهن كما يبلغ النقص بهذه الوجوه حد كراهية الدين الإسلامي ونظمه الاجتماعية وقوانينه في الاجتماع والأسرة ؛ وهم في ذلك أشبه "باللامنتمي" ومن ثَمَّ فهذه الوجوه تعبر عن حالة نفسية مرضية؛ ورفعها إلى مستوى التخطيط والحديث عن قضايا المرأة ليس سوى خضوع للقوى الدولية الخارجية التي تحب أن يعبر عن أوضاع المرأة في العالم الإسلامي النسوةُ اللاتي يرددن الأفكار الغربية ويبشرن بالأيديولوجية النسوية الجديدة.وثيقة بكين .. مفردات المرجعية الجديدة : وبالعودة إلى وثيقة بكين التي تمثل منتهى الفكر النسوي الجديد نجد مخططاً واضحاً لتدمير الأسرة والمرأة، وتدمير الحضارة البشرية ذاتها، ويبدو لنا أن الحضارة الغربية تريد أن تدمر الحضارات الأخرى وعلى رأسها الحضارة الإسلامية بعد أن شارفت هي على الهلاك والتدمير والفوضى بسبب خضوعها للأفكار النسوية والشذوذ الجنسي والأخلاقي . ومن المؤكد أن الجانب الثقافي والاجتماعي الذي يراد فرضه على الحضارات الأخرى والإسلامية على رأسها هو جزءٌ مما أطلق عليه "صموئيل هنتنجتون": "صراع الحضارات" هذه الوثيقة وهي في حقيقتها تمثل مخططاً تحاول فرض مصطلح "النوع Gender " بدلاً من كلمة Sex والتي تشير إلى الذكر والأنثى أما النوع فمعناه رفض حقيقة أن الوضع البيولوجي هو المصير لكل فرد، ورفض حقيقة أن اختلاف الذكر والأنثى هو من صنع الله عز وجل وإنما الاختلاف ناتج عن التنشئة الاجتماعية والأسرية والبيئة التي يتحكم فيها الرجل. وتتضمن هذه النزعة فرض فكرة حق الإنسان في تغيير هويته الجنسية وأدواره المترتبة عليها، ومن ثَمَّ الاعتراف رسمياً بالشواذ والمخنثين والمطالبة بإدراج حقوقهم الانحرافية ضمن حقوق الإنسان ومنها حقهم في الزواج وتكوين أسر والحصول على أطفال بالتبني أو تأجير البطون. وتطالب الوثيقة بحق المرأة والفتاة في التمتع بحرية جنسية آمنة مع من تشاء وفي أي سن تشاء وليس بالضرورة في إطار الزواج الشرعي ؛ فالمهم هو تقديم المشورة والنصيحة لتكون هذه العلاقات (الآثمة) مأمونة العواقب سواء من ناحية الإنجاب أو من ناحية الإصابة بمرض الإيدز.وتطالب "وثيقة بكين" الحكومات بإعطاء الأولوية لتعزيز تمتع المرأة والرجل بالكامل وعلى قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان والحريات بدون أي نوع من التميز وحماية ذلك، ويدخل ضمن هذه الحقوق والحرياتِ: الحرياتُ الجنسية بتنويعاتها المختلفة والتحكم في الحمل والإجهاض وكل ما يخالف الشرائع السماوية، وتطالب الوثيقة الحكومات بالاهتمام بتلبية الحاجات التثقيفية والخدمية للمراهقين ليتمكنوا من معالجة الجانب الجنسي في حياتهم معالجة إيجابية ومسؤولة، وتطالب بحق المراهقات الحوامل في مواصلة التعليم دون إدانة لهذا الحمل السِّفَاح.ولا تتحدث "وثيقة بكين" عن الزواج من حيث إنه رباط شرعي يجمع الرجل والمرأة في إطار اجتماعي هو الأسرة؛ وإنما ترى أن الزواج المبكتر يعوق المرأة، ومن ثَمَّ فهي تطالب برفع سن الزواج وتحريم الزواج المبكر. ولا ترد كلمة "الوالدين" إلا مصحوبة بعبارة "أو كل من تقع عليه مسؤولية الأطفال مسؤولية قانونية" في إشارة إلى مختلف أنواع الأسر المثلية، ولا تستخدم الوثيقة عبارة الزوج وإنما الشريك أو الزميل.وتخاطب وثيقة بكين المرأة الفرد وليست المرأة التي هي نواة الأسرة، ولذا فالمرأة العاملة هي المرأة المعتبرة؛ أمَّا المرأة العاملة داخل البيت ربة الأسرة فيُنظر إليها باعتبارها متخلفة وخارج السياق الدولي الجديد؛ لأنها لا تمارس عملاً بمقابل، ولأنها ربطت نفسها بالزوج والأولاد والأسرة، ولذا فعبارة: "الأمومة" وردت حوالي ست مرات؛ بينما كلمة: "جندر" جاءت ستين مرة وجاءت كلمة "جنس" في مواضع كثيرة. إن وثيقة بكين التي أصبحت "مقررات بكين" ووقعت عليها 180 دولة هي أساس المرجعية الكونية البديلة والتي أشارت بوضوح إلى أن الدين يقف عائقاً أمام تحقيق هذه المقررات، ولذا ناشدت المقرراتُ المؤسساتِ الدينيةَ لكي تساعد على تحويل مقررات مؤتمر بكين إلى واقع أي أن تصبح المؤسسات الدينية أحد أدوات المرجعية الكونية الجديدة التي يتبناها النظام العالمي ويسعى لفرضها على العالم. وهنا لا بد من تأمُّل دور بعض المؤسسات الدينية الإسلامية في الموافقة على تمرير المطالب التي تفرضها الأجندة الدولية مثل حق الزوجة في السفر بدون إذن الزوج وكذا الأولاد القُصَّر بما في ذلك البنات. والمثير أن تستخدم الوثيقة كلمة (المساواة) للتعبير عن إزالة الاختلافات بين الرجل والمرأة، وتستخدم (التنمية) للتعبير عن الحرية الجنسية والانفلات الأخلاقي، وتستخدم كلمة (السلم) لمطالبة الحكومات بخفض نفقاتها العسكرية وتحويل الإنفاق إلى خطط التخريب والتدمير للأيديولوجية النسوية الجديدة؛ حيث تلزم مقررات بكين الحكومات المحلية بتنفيذ الأهداف الاستراتيجية للنظام العالمي الجديد فيما يتصل بإقرار الأيديولوجية النسوية الجديدة، وذلك بمساعدة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. هذه هي المفردات الجديدة والمقررات التي يسعى النظام العالمي الجديد لفرضها أيديولوجية كونية على العالم. وبالطبع فإنه يستهدف من وراء ذلك ضرب مواطن القوة في الحضارات المختلفة معه. وبالنسبة للحضارة الإسلامية فلا يزال الدين الإسلامي يمثل مرجعية للناس ونظاماً لحياتهم خاصة في مسائل الأسرة والأحوال الشخصية وفي مسائل الفكر والثقافة والاعتقاد وهو ما يزعج الأمم المتحدة والغرب ؛ إذ إن المسلمين يمثلون ملياراً وربع مليار نسمة، والعالم الإسلامي بإمكاناته وثرواته وأهله يهدد النظام العالمي الجديد بفقدان سيطرته عليه ما بقي الإسلام حاكماً للجوانب الاجتماعية والثقافية وللهوية، ولذا لا بد من تسديد الضرب إلى الصميم للقضاء على الهوية الإسلامية وعلى النظم الاجتماعية التي أثبتت أنها القلعة التي حمت العالم الإسلامي من السقوط والانهيار، ولذا فإن الصراع مع الغرب انتقل من السياسي والاقتصادي إلى الديني والثقافي والاجتماعي المتصل بالهوية والوجود؛ وهو ما يتطلب وعياً جديداً وأدوات جديدة ؛ كما يتطلب يقظة ومقاومة.إن الإنسان: الرجل، والمرأة، والأطفال، والأسرة هم المقصودون بالهجمة العالمية الجديدة وهم المقصودون بالمرجعية الكونية البديلة للنظام العالمي الجديد؛ وعلى عالمنا الإسلامي أن ينتفض ويستيقظ ؛ فإن وجودنا مرتبط بمدى ارتباطنا بكلمة: "مسلمين" اسماً وفعلا ً؛ وإلاَّ فالاستبدال كما قال تعالى : (( وإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) [محمد: 83]. الثلاثاء : 19/03/2002