المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أتحداك بقوة الرحمن



العنيده
25-10-2002, 08:27 AM
إن إسترجاع لحظات آلام صديقتي تثيرني, وإحساسي بألمها الدائم يقتلني
ووقوفي بجانبها يحملني مسؤلية إكمال الطريق معها .....

عانت كثير في مشوار حياتها منذ سن المراهقة حتى هذه اللحظه ...

لست وحدك ... نحن معك , ولأجلك نشاطر مشاعرك , فأنت هي الأمل
بالأمس والآن والغد .....
إلى الصابرة ... تحديت بقوة الرحمن ونلت خيرا ...

إهداء
إلى كل من عانى في حياته .. غلى كل شخص فقد إيمانه ولو للحظة..
إلى كل إنسان شعر بدنو موته .. إلى كل قلب تمسك بالرحمن ... إلى كل كائن أحبه الله تعالى فأختبره وابتلاه بالمرض ... إلى صديقتي الغاليه ...
أهديك نسخه من حياتك ... بعنوان أتحداك بقوة الرحمن



الصديقه :
تعرفت على صديقتي بطريقه مختلفه لفتت انتباهي بأسلوبها المهذب ,
طريقتها المختلفه وهدوءها المريع .. أحسست بشي ما يجول في ذهني .. ولكن لم أدرك أبدا أنني سوف أصبح صديقتها القريبه إلى قلبها ... كان لقائي بها في حرم الكليه ومع تطور علاقتنا .. تحولت تلك الهادئه إلى طفله شقيه , تعشق الطيش .. صوتها دافئ وجميل .. أحببت صوتها فهي تملك موهبة الغناء ... عودتني على أن احبها بطرقه جديده ان احبه كأخت وصديقه وزميله وكل انواع الصداقه ... علمتني الكثير من مجريات الحياة ... تعاطت معي اطراف الحديث دون أن تنظر إلى سني , عاملتني كأنني كبيره في السن , جعلتني أحب الحياة ... وكانت لي الدواء الشافي لآلامي كانت تشعر بآلامي ومشاكلي كانت اليد الحانيه على كتفي ... وكنت لها تلك الإنسانه التي أحبت صديقتها بكل إخلاص ... هكذا كانت صديقتي رغم انني متشوقه لكتابه اسمها آلاف المرات حتى يدرك العالم انني حصلت على صديقه رائعه ... صديقتي كم كنت رائعه ...

غموض عينيها :
أحببت ذلك الحرم الجامعي .. واحببت الإستيقاظ صباحا , لأنني أحببت أن أرى صديقاتي لانني أجد في وجوههن ذلك الحنان الدافئ والإبتسامه الجميله .. كون صديقتي تدرس بالفتره المسائيه ... فإنني من النادر أن أراها ... وعند رؤيتها أشعر بالغبطه والسعادة وبالغموض... اجل بالغموض
الذي يحتل عينيها ..
صديقتي ترتدي عدسات ملونه لاصقه ...
وكم رغبت برؤيتها دون تلك التكنولوجيا الحديثه .. فالغموض موجود في كلتا الحالتين ... لم أعي ماسبب غموض عينيها ووجود تلك الإبتسامه المصتنعه على شفتيها ... كنت أشعر بشئ مايحدث ولكن لم أجد من يأخذ بيدي ويشرح لي الأمر .... عندما أسألها عن شرودها .... تضحك وتغير الموضوع .... لم تدرك أنها تزيد شكوكي بها .. لم أحاول الاستفسار من صديقاتها ... لأنني كنت نتأكده أن من عليه الشرح هي صديقتي الغاليه ...
تلك النظره كم كانت تحيرني .. لقد شاهدت مرة دموعا في عينيها .. ولم أجد تفسيرا لذالك .. لكن شكي زاد بها ... وياليتني لم أشك أو اتدخل أو أحاول فهم تلك العيون الغامضه والإبتسامه الضائعه!

المرض:
كنت أرى الهدوء في أيام معينه وأرى الحزن بأيام أخرى .. كانت يوم الإثنين والثلاثاء أو حتى يوم الأربعاء ... مواعيد غياب صديقتي عن الكليه .. كنت أسأل صديقاتها عن الغياب ؟ فكانوا يقولون : تعب , سهر , زكام وغيره
وكنت كالبائسه أصدق وعندما أراها يبدأ يومي بالتحمد والسلامات
كنت أشعر بتعلقها بنا ... كنت أرى في عينيها الحزن .. كنت أراها الصديقه المثاليه لي ... في احد الأيام حاولت إغصابها وبدون سابق معرفة . نهرتني صديقتها المقربه منها ... تفاجأت لماذا ؟؟؟!!! وهل إغصابها نابع من شيء أو لماذا؟؟!! كانت صديقتها تحاول السكوت وكنت أرغمها على قول الحقيقه .. وياليتني لم أطالب بالحقيقه ...
قالت وبكل وضوح صديقتك تعاني من ورم في أسفل رأسها ... لم أستوعب ؟؟ فالأورام تاتي وتزول ... وفي محاوله أخرى لإفهامي ... قالت لي إنه مرض السرطان , هل تدركون بما أحسست ؟؟!!!
أحسست بأن جبل شاهق سقط على راسي .. أحسست أن الدنيا كانت تدور من حولي وان أحلامي ضاعت كلها ... تذكرت صديقتي العزيزه التي توفيت بحادث سيارة وتمنيت ان أموت قبل أن أرى صديقتي الأخرى تعاني
... مرت لحظات صمت .. حاولت الهدوء طوال الوقت فلم استطع ! لماذا هي ؟؟!! هل من علاج؟ لماذا لم تسافر ؟ لماذا الغهمال .. وأين الاهل ... أين هي من نفسها لماذا لم تقل لي ... لماذا لم تقل لي ؟ ؟!!!
أسئله كثيره لم اجد من يجيبني عليها ؟!

الإبتسامه الزائفه :
حاولت الهروب لأيام . لم أرغب بالنظر إلى عينيها .. او إلقاء التحيه عليها ... لان قلبي ينفطر كلما حاولت التفكير بلأمر ... جلست لوحدي وبدأت بالتفكير أدركت لماذا تغيبها في تلك الايام المحدده ... فموعد الإبره الكيميائيه يكون بها فهمت تلك النظره الغامضه ... عرفت أسباب تعلقها بنا .. للأسف لم تفهم أن حبنا نابع من القلب وليس من الشفقه
فالشفقه تجوز على من يكون موته غدا وليس من يتمشى على رقاع الأرض ويخاف غده....
رأيتها في يوم من الأيام ..... وابتسامتها الزائفه تزين وجنتيها ... كنت أرد هذه الإبتسامه بإبتسامه أخرى مختلطه ببعض الخوف والتفكير ..... كانت عيناي تدوران في هذا العالم وانا متمسكه بالرحمن وقوته .... كنت بارعه في التمثيل ... واصطناع الفرح كنت أتساءل من أين لها هذه القوه ؟ كنت مطلعه على ظروفها ... متمنيه شجاعتها ! علمت بأن احدا اخبرني بسر مرضها .... اتهمتني بشيء أحزنني كثيرا ... شعرت ولو للحظه ان حبي لها نابع من الشفقه ... شعرت بانني أشفق على حالها ... حاولت كثيرا أن افهمها وحتى الآن لم تحاول أن تستوعب حبي لها كإنسانه غاليه ... لم تشتكي لي أبدا ... لم تحاول أن تشرح لي كيف تشعر ؟؟!!! عندما كنت أسأل عن مرضها كانت تتجاهلني وتحاول أن تغير الموضوع ... كن كانت مخطئه وكم ظلمتني عندما شكت إنني أشفق على حالتها .......

حياة خاصه :
لكل انسان خصوصياته .. ولي خصوصيات قد أكتمها او يشاركني بها أحد أصدقائي فحياتي الخاصه كانت تزعجني ... وكنت أشعر بالمراره وكانت ذكريات الماضي تعرقل طريقي للمضي قدما ... كنت جالسه على طاولت المطعم الجامعي كنت في تلك اللحظه مستاءه وحزينه جدااا.... كنت أكتب على محارم الطاوله ما ينتابني من شعور سيئ.... في تلك اللحظات مرت من أمامي صديقتي الغاليه وجلست أمامي .. كانت تنظر مباشرة إلى عيني .... كانت تحاول البحث عن سبب حزني .. ولكني كنت أرد عليها بإبتسامه زائفه ... لقد علمتني هي هذه الابتسامه ..... حاولت سؤالي عن سبب حزني فكنت أصطنع الأعذار طلبت مني الإستماع إليها ... فخرجنا إلى الحرم الخارجي للكليه وجلسنا على مقاعد بيضاء ..... اتعرفون لماذا كن جلوسنا ؟؟؟!!!
كانت تصارحني بسر حياتها بعيدا عن المرض ... كانت تخبرني بما كان يرغمها على العيش سعيدة .. كانت كاشمعة المضيئه وأصبحت كالشمعه الذائبه .... اخبرتني بسر من أسرار حياتها .. هل تدركون ما حدث لي ؟؟!!! لقد قفزت من الفرحه لقد شعرت بأن لي جناحين عملاقين أستطيع بهما التحليق إلى الفضاء ..... :0) وذلك ليس لأنها أخبرتني بأسرارها بل لأنها وثقت بي وجعلتني أصدق ولو للحظه واحده غنني صديقه مخلصه لها ...
هي لم تفهم فرحتي ولكني فهمت نفسي وعادت ثقتي بنفسي ... هل تدركون ماهو شعوري الآن ؟؟!! أنني أطير .......


إغتراب :
بقدوم الإجازه الصيفيه قررت عائلتي تمضيه الصيف في أقرب مكان قريب من القلب .... إلى بيت الرحمن إلى المملكه العربيه السعوديه ... بقينا هناك لمده أسبوعان قضيناها بين المدينه المنوره ومكه المكرمه ... عندما رأيت تلك الكعبه المكرمه ... رفعت يدي عاليا وقمت بالدعاء من أعماق قلبي لصديقتي الغاليه وشملت كل إنسان غالي على قلبي ... كانت هي من تشغل بالي في تلك اللحظات ... أصبت هناك بحمى قويه ... هل تعلمون لماذا ؟! عندما كنت أتذكر الأمر أخجل من نفسي ... فعندما كنت أطوف على البيت الحرام كنت أدعوا الله تعالى على أن أمرض ولو بحمى حتى أشعر بالآلام كما تعاني صديقتي فاستجاب الله لدعدعائي وبقيت في الفراش لمده أربعه أيام كنت أفكر في أنني سوف أدفن في المملكه وسوف يطوف كفني حول تلك الكعبه المشرفه وسوف يصلي عليه كل من حظر الصلاه ... وأنني لن ىأقابل من أحب مره أخرى .....
كانت الحمى قويه جدا فلولا دعائي بالمغفره .. لكان الرحمن حقق رغبتي وجعلني في رحاب قبر المملكه ولكن بعودتي إلا أرض الوطن شعرت بالراحه وبقوة الإيمان عندما اتذكر ما حل بي ؟ ... يزداد ايماني وأضحك على نفسي !. فكيف أكون ضعيفه هكذا أمام قوة صديقتي ؟؟!!

التحدي :
في ليله عودتي حاولت تشغيل هاتفي الخلوي .... فوجدت أن لدي رسائل صوتيه جديده وعند استماعي للرسائل ... بدأ قلبي بالخفقان وبأت رجلي ترتجف لم أستطع الوقوف ... شعرت بالضعف الشديد والخوف الذي يشعر به الطفل الوحيد ...... كا صوت صديقتي العزيزه تركت لي رساله تخبرني بالإتصال السريع فهناك مايجب أن اعرفه فعندما كنت أتصل بها كانت يداي ترتجف هي من أجابت على الهاتف فبدأت بالكلام الفضيع فنعتتني بمسميات حديقه الحيوان ... ولكن هذا لايهم فما تريد أخباري به هو الأهم ... في تلك اللحظه قالت لي إنها زارت مستشفى في مدينه أبوظبي وأن الدكتور أخبرها أنها سوف تموت بعد أربعه أسابيع ... لم يكن لساني يتفوه إلابالحماقات ..... فأول ماقلته هو أنت كاذبه .. فضحكت كثيرا وقالت نعم كاذبه ... لقد وجدت علاجا لمرضي ... وشرحت لي الأمر بطرقه جعلتني به كالطفل الذي تلقى هدية كبيره .. شعرت بشيئ غريب يجول في بالي .. وقفت غير مصدقه بجانب نافذة امي غير مصدقه ..... فالتعب من رحله السفر وعدم التصديق جعلاني بلاروح
كنت فرحه ومازلت فرحة ......
هل تعلمون بماذا أعترفت لي : قالت لي أنا لم أنم الليل ... كنت أتقلب على الفراش .... كان الهم يجول كظلي من حولي ..ز كنت تعيسه .؟؟؟!!! لقد جاءت الإعترافات متأخرة جدا فقلت لها بكل بساطه نعم أعرف ذلك .! لقد فهمت غموض عينيها ولم تخدعني إبتسامتها الزائفه ... صديقتي تحدت بقوة الحمن تعالى ونالت ىخيرا ... تحلت بالإيمان .. فكان لها الإله بالمرصاد فمرض السرطان كالأمراض التي باتت تتهجم على أحلام الإنسان ... فهو العدو الذي إذا لم تواجهه تغلب عليك ..
فنصرا لك صديقتي ... تحديت ونلت أمنيتي أن تبقى قصتك صديقني خالده
في ذهن كل إنسان تسلل هذا المرض إلى جسده
فاليكافح لأن الحياة مازالت تفتح يديها لمحبيها ... فالرب في السماء من حيث لا ترينه ... فالمرض هو حب يهديه لك الرحمن , ليس للإبتلاء بل لإختبار إيمانك .... فهل أنت مستعدة !؟.



العنيدة 18\7\2001م

الفهد الخارق
31-10-2002, 07:17 PM
جزاك الله خير اختي الفاضلة على الموضوع

و الحمد لله على سلامة صديقتك من هذا المرض الخبيث

و اهنئك على اخلاصك في حب الاخرين و الاخلاص لهم و على مشاعرك

الحقيقية و احساسك الرقيق و المرهف .