المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب الحقيقي



Danonah
28-10-2002, 01:05 AM
هل يمكننا أن نستغني عن أن نحِبْ أو نُحَب؟!...
إن الحب فطرة وغريزة لولاها لما كان هناك أمل في الاستمرار والتناسل للبشرية جمعاء... وهي فطرة لا يمكن قهرها أو إلغاؤها من الحياة ومنذ أن دخل آدم الجنة شعر بحاجته لحواء... ففي حديث النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه بينما هو نائم – أي آدم – إذ خلق الله من ضلعه حواء فاستيقظ فرآها بجواره قال: من أنت؟ قالت امرأة قال: ما اسمك؟ قالت: حواء قال: ولم خلقت؟ قالت: لتسكن إلي... يعني أنها رمز الاطمئنان (فلتسكن إلي) لا تعني أنها أمة له أو ملكه ولكن معناها أنه يا آدم (ويأكل آدم في الأرض إلى يوم القيامة: لا سكن لك ولا اطمئنان إلا بجوار حواء... فهذا هو ديننا الإسلامي.

الحب والفشل

الحقيقة أن كل الأفكار عن الحب والمرأة وصور هذا الحب من الواقع هي دليل على أن الحب شيء جميل ومطلوب وله رؤية في الإسلام.. ولكن أي حب نريد؟!... هل الحب هو ما يسمونه بعلاقات الصداقة بين الشباب والبنات؟ أم هل هو الزواج العرفي؟ وإذا كانت الإجابة هي الاعتراف بحب ما قبل الزواج فلماذا يفشل هذا الزواج كما نرى في أغلب الأحيان؟ لماذا كان الحب وقتها جميلا وأصبح الزواج بعده سخيفا فاشلا؟ الإجابة ببساطه هي أن هذا الحب كان حراما تم برعاية الشيطان وتدبيره وتزيينه وتجميله وعندما حصل الزواج استمر الشيطان في عمله ولكن هذه المرة لتخريب العلاقة الحلال وهي بتبغيض كل طرف للآخر.

خسائر البنات

في كلمات بسيطة أريد أن أجمع خسائر البنت من أمثال هذه العلاقات التي يقال إنها الحب وهل إذا كان هذا الأمر بهذه الصورة حراما فإن ذلك للتضييق أم للمصلحة؟ كلنا نعرف أن البنت عندما تتعرض لعلاقة من هذا النوع ثم تفشل فإن نفسيها تتأثر وتنكسر وتشهر أنها مهانة وهذه هي أول خسارة ولذلك يقول لنا القرآن حينما يتكلم عن النساء وهذا الأمر:(ولا متخذات أخدان) أي لا يجوز أن يكون للمرأة صاحب أو صديق.
أما الخسارة الثانية فهي حتمية انهيار حياتها الزوجية بعد هذه العلاقة كما ذكرنا من قبل, وثالثا أنها تفقد من حيائها الشيء الكثير عندما تدخل في علاقات كهذه وتجد نفسها تتغير وتقوم بفعل أشياء لم تتخيل أبدا أن أنوثتها تسمح لها بها.
فما هو إذن الشكل الراقي للعلاقة بين الرجل والمرأة؟ أم أنه لا علاقة بينهما نهائياً؟!...

الحب الحقيقي

وهنا يأتي سؤال آخر هو: حتى يأتي الزواج.. ماذا نفعل ومن نحب؟ والجواب هو: ما رأيكن أن نعيش حياة الحب لله وحتى يأتي الزواج؟!
وأنا أتحدى أن تقول بنت إنها تحب شابا في غير طاعة الله وأن علاقتها بربها على ما يرام!!! لابد وأن تشعر أن هناك شيئا يشدها إلى الخلف بعيدا عن حب الله فلماذا لا نجرب أن ندخر عواطفنا لله سبحانه... فهذه هي الحقيقة التي ينعم الناس فيها فعلا بالدنيا تعالين نترك المعصية لكي يحدث الحب وعندما الزواج يستمر الحب! تعالين نتلمس حياة طاهرة وبيوتا أصولها الطاعة وحبا حقيقيا لم تسبقه علاقات محرمة فيزداد ولا يهدم لأن الله سيبارك فيه. وأحب أن أختم حديثي معكن بقصة لصديق شاب كان يحب فتاة حبا شديدا وكان كل من حولهما يعرف مقدار الارتباط بينهما... وظلت الأمور تسير بهما حتى بدأ هو يتجه إلى التدين ولالتزام.. فصارحها قائلاً: أنا أحبك جدا ولا أستطيع أن أتركك ولكنني بدأت اقترب من الله ولا أستطيع الجمع بين الحبين ولا يزال لدي عامان حتى انتهي من الدراسة الجامعية وسأتقدم لك بعدها للزواج إن شاء الله فقد قررت أن أوقف هذه العلاقة تماماً.. ولو شاء الله ستكونين أنت زوجتي لأن اسم زوجتي كتبة الله لي بالفعل... وقد كان نفذ الشاب ما قاله بالحرف ولديه منها الآن خمسة أطفال ومع ذلك فمازال يحبها كما لو أنهما حديثا الزواج.
فأتعجب منه ولكنه يقول: لأننا أطعنا ربنا فعوضنا عن السنتين كل عمرنا نعيشه في سعادة وفرحه وحب...!