أسد الحق
04-11-2002, 11:47 PM
السلام عليكم
امى ماتت .. اما انا................!!
ماتت أمي وتركتني طفلاً لم يبلغ الأربعين حولاً .
لم تترك لي أمي من حطام هذه الدنيا إلا نتفاً من حكايات كانت تسردها في زمن الطفولة ومع تلك الحكايا تركت لي مذاقاً أبدياً لحليبها الصافي الذي أرضعتني إياه عند أبجدية الطفولة .
مع الحكايا ورجعاً من الذكريات تركت لي أمي أيضاً دجاجات لا ينقطعن أبداً عن صنع البيض ومع تلك الدجاجات تركت لي أيضاً ديكاً يجيد الصياح المنتظم عندما يقبل الصباح ويولي الليل أدباره .
في اليوم الثاني لرحيل أمي وجدت الدجاجات قد قمن بانتحار جماعي حزناًعليها في حين التزم الديك الصمت معلناً بذلك إضراباً متصلاً حزناً على موت أمي من جهة وحزناً آخر على كموت الدجاجات من جهة أخرى .
حلّ الصمت المطبق بالمكان أثر الرحيل الجماعي لأمي ودجاجاتها فأمي لم تعد تنهض مبكراً لأداء صلاة الصبح وقراءة سورة الفاتحة بصوتها الرخيم , الدجاجات أيضاً لم يعد يصدرن ذلك الصوت القادم من الفرح بالعطاء عقب إخراجهن للبيض العربي .
كان اأمل يتجدد عندي يومياً أن يعدل الديك عن إضرابه التاريخي ويقوم بتعديل قراره إلا أنه ( الديك ) خيب أملي وازدادات حالته سوءاً عندما غشته تلك الكآبة القاتلة وحقيقة الأمر فإن حالته استعصت ,عليَّ كثيراً هو الذكري الوحيدة الباقية على قيد الحياة .
أضحى النسيان يزحف رويداً رويداً على البقية الباقية من رجع ذكريات أمي خاصة بعد الاختفاء المفاجئى للديك ذلك أنه اختفى دونما مقدمات وعلى الرغم من قيامي بالبحث عنه في أماكن اعتكافه المعتادة إلا أن جهودي في العثور عليه قد باءت بالفشل ومنذ ذلك الاختفاء اختفى وجه أمي حتى أنني لم أعد أتذكره إلا لِماماً .
الصمت المطبق والمزمن الذي احتل المكان جرفني إليه حتى تحولت إلى انسان أخرس تماماً ومع الأيام نسيت حتى الكلم الأول الذي كانت أمي قد لقنته لي عند الزمن الطفولي الأول ذات صباح شتوي صحوت على أصوات متداخلة اعتقدت في البداية أنها قادمة من جب الذاكرة المقبورة بفعل الصمت استطعت أن أتبين الأصوات الصادرة كان نقيقاً وصياحاً ودعاءً كانت الأصوات صادرة من المجهول أزحت عن كاهلي الدثار وخرجت إلى الباحة حيث وجدت دجاجات عرفت لاحقاً أنها دجاجات أمي ومن الجهة الأخرى كان الديك يصدح بصياحه المميز معلناً اقبال الصباح وتولِّي الليل اتجهت صوب الصوت الرخيم القادم من حجرة أمي ..كانت هي أمي في جلستها المعتادة تردد الدعاء غمرني شعور بالفرح العارم بعودة الأموات اكتشفت أنني أنا الذي كنت ميتاً .
قصة حقيقية
مع تحياتى
امى ماتت .. اما انا................!!
ماتت أمي وتركتني طفلاً لم يبلغ الأربعين حولاً .
لم تترك لي أمي من حطام هذه الدنيا إلا نتفاً من حكايات كانت تسردها في زمن الطفولة ومع تلك الحكايا تركت لي مذاقاً أبدياً لحليبها الصافي الذي أرضعتني إياه عند أبجدية الطفولة .
مع الحكايا ورجعاً من الذكريات تركت لي أمي أيضاً دجاجات لا ينقطعن أبداً عن صنع البيض ومع تلك الدجاجات تركت لي أيضاً ديكاً يجيد الصياح المنتظم عندما يقبل الصباح ويولي الليل أدباره .
في اليوم الثاني لرحيل أمي وجدت الدجاجات قد قمن بانتحار جماعي حزناًعليها في حين التزم الديك الصمت معلناً بذلك إضراباً متصلاً حزناً على موت أمي من جهة وحزناً آخر على كموت الدجاجات من جهة أخرى .
حلّ الصمت المطبق بالمكان أثر الرحيل الجماعي لأمي ودجاجاتها فأمي لم تعد تنهض مبكراً لأداء صلاة الصبح وقراءة سورة الفاتحة بصوتها الرخيم , الدجاجات أيضاً لم يعد يصدرن ذلك الصوت القادم من الفرح بالعطاء عقب إخراجهن للبيض العربي .
كان اأمل يتجدد عندي يومياً أن يعدل الديك عن إضرابه التاريخي ويقوم بتعديل قراره إلا أنه ( الديك ) خيب أملي وازدادات حالته سوءاً عندما غشته تلك الكآبة القاتلة وحقيقة الأمر فإن حالته استعصت ,عليَّ كثيراً هو الذكري الوحيدة الباقية على قيد الحياة .
أضحى النسيان يزحف رويداً رويداً على البقية الباقية من رجع ذكريات أمي خاصة بعد الاختفاء المفاجئى للديك ذلك أنه اختفى دونما مقدمات وعلى الرغم من قيامي بالبحث عنه في أماكن اعتكافه المعتادة إلا أن جهودي في العثور عليه قد باءت بالفشل ومنذ ذلك الاختفاء اختفى وجه أمي حتى أنني لم أعد أتذكره إلا لِماماً .
الصمت المطبق والمزمن الذي احتل المكان جرفني إليه حتى تحولت إلى انسان أخرس تماماً ومع الأيام نسيت حتى الكلم الأول الذي كانت أمي قد لقنته لي عند الزمن الطفولي الأول ذات صباح شتوي صحوت على أصوات متداخلة اعتقدت في البداية أنها قادمة من جب الذاكرة المقبورة بفعل الصمت استطعت أن أتبين الأصوات الصادرة كان نقيقاً وصياحاً ودعاءً كانت الأصوات صادرة من المجهول أزحت عن كاهلي الدثار وخرجت إلى الباحة حيث وجدت دجاجات عرفت لاحقاً أنها دجاجات أمي ومن الجهة الأخرى كان الديك يصدح بصياحه المميز معلناً اقبال الصباح وتولِّي الليل اتجهت صوب الصوت الرخيم القادم من حجرة أمي ..كانت هي أمي في جلستها المعتادة تردد الدعاء غمرني شعور بالفرح العارم بعودة الأموات اكتشفت أنني أنا الذي كنت ميتاً .
قصة حقيقية
مع تحياتى