المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة



AL_7RBY
11-11-2002, 09:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ومبارك عليكم الشهر (ادري متأخر) :-) :


هذه قصة حقيقية حصلت في جمهورية مصر في أحد قرى الصعيد .


( 1)


عندما تحققت أمنية صابر أبو مستجاب في أن يصبح له بيت جديد خارج البلد. واجهة مشكلة :

حمار تهم . نعم : حمارة وليست حمارا فقد كانت أخر ما بقى له من اثر أبيه حين كان يطلق

عليها (الأتان) ولا نعرف حتى اليوم من أين آتى أبو صابر على كلمة الأتان الراقدة في بطون المعاجم .

وقد كانت الأتان قادرة على عمل ما يوكل أليها من أعمال ثم لم تلبث أن كبرت وعجزت عن

العمل ثم بدأت تستكين نائمة داخل البيت القديم .

فهل من الحكمة أن يذهب صابر إلى بيته الجديد الذي سوف تدخله الكهرباء والمياه المكررة

مصطحبا معه تلك الحمارة الجانحة الساقط رأسها بين كاهليها ؟ وبعد تفكير وتدبير رأى أن

يترك الأتان مكومة في موقعها , فسوف تلحقها رحمة الله قبل أن يتسلم المشتري البيت القديم

, والله يرعى الجميع .

لكن المشتري الجديد للبيت القديم آبى آن يتسلم البيت إلا بعد إخلائه من الأتان المريضة النائمة

ولكن ....... لو كانت بقرة لجاءها عشرة جزارين وباعوها لحما لمن يستعصي عليه اللحم

الطازج الصغير , ولو كانت بطة لحملها صابر تحت إبطه , ولو كانت ..... لكن المشكلة الحادة

انفكت وتفككت كما تنفك الحبال الملتوية , فلأن أحدا لم يكن يملك قلبا قاسيا يختصر به المسافة

بين حياة الأتان (الحمارة) وموتها , و قد استعان صابر بخمسة رجالا أقوياء ليشدو الأتان

(الحمارة) من رقبتها ومؤخرتها كي يخرجوها من البيت إلى عرض الطريق , حيث في ناحية

من الطريق يمكنها أن تنتظر نهاية أجلها , وظل الرجال يهابرون ويرفعون حتى كادت الأتان

أن تقف , بل وقفت بالفعل على قدميها الأماميتين ثم الخلفيتين وتحركت في بطء عسير بين

الأيادي الصلبة , وخرجت الحمارة من المنزل لترى نور الشمس الغائبة عنها منذ سنوات

طويلة , وعندما انتهى الرجال من إيداعها حوائط الشارع لم تسقط الحمارة ولم تنشل منهارة ,

بل تصلبت سيقانها القديمة وبدأت الخطوات خطوة مضطربة و راء خطوة ثقيلة , والادهى من

ذلك أنها سارت وراء صابر , والرجل مشدوه ينظر في عجب سارت في وجل واضطراب حتى

كادت تسقط لكنها استمرت وقاومت ليس السقوط فقط بل ونظرات صاحبها وأصدقائه أية ... ,

أية ... , وبدأت آهات الرفاق تخرج صائحة مندهشة فهاهي الأتان تستعيد نشاطها المفقود منذ

زمن وتسترد ربع العافية الذابلة وتدهش بحركاتها المتهاوية الرجال فيصيحون أية .....

أيــــــــه ...., ويصفقون في جلبة ويصنعون هيصة تجمع المارة والعابرين لكن لم تلبث أن

سقطت وسط الشارع تماما محدثة صوتا مخجلا .



( 2)

وبعد سنوات كان صابر أبو مستجاب يحكي الحكاية لأولاده الذين كانوا صغيرا وقتها عندما

كانت أخته الكبرى تعاون زوجته في رص صحون الطعام على طاولة الطعام في البيت الجديد

فاجتاحت أهل البيت كلهم موجة مرح بدأو يتذكرون خلالها الطرائف الجميلة لوقائع الأتان

المنقضية فما رأوا من هذه الحمارة إلا كل جميل والخير الذي تمتعوا به في عصرها لن يتكرر

كل واحد سوف يقضي اجله ولكن لو أن الأتان أتت إلى البيت الجديد لتسببت بمشاكل عديدة فكل

الذي استطاعوا اقتطاعه من مساحة البيت الجديد لحساب البهائم مجرد غرفة في المؤخرة

غرفة موجودة بين حوائط الأسمنت المسلحة تقف فيه بقرة ووليدها والمشكلة الدائمة أن البقرة

نطاحة أي ما أن تكاد ترى مخلوقا – وأحيانا من أصحابها –حتى تهاجمه في ضراوة وقد أنقذوا

عجلها الصغير من عمليات نطح عدة مرات ولما شب العجل اصبح النطح تناطحا مثيرا للقلق

وقد شاع بين الناس ما تتصف به البقرة من شراسة مما أدى إلى فشل بيعها أو التصرف فيها

وذات مرة كان صابر يلقم ابنه الصغير قطعة سمك حينما اظلم مدخل باب البيت نعم اظلم وكأن

سحابة قد سدته و نظر الرجل مستطلعا فإذا به يجد ...... الأتان وقد وقفت على سيقانها الأربع

المتصلبة ورأسها المتساقط يكاد يلامس الأرض وعيناها مصوبتان إلى صابر وعياله في ذل

واستكانة ثم لم تلبث – وقبل أن يصيح صابر أو يندهش أو يلعن أن سقطت داخل عتبة البيت

الجديد وهي تمخر مصدرة أصواتها المتألمة الخشنة من جميع فتحات جسدها فالتاث البيت كله

فقد أدى سقوط الحمارة إلى احتكاك مروع يكاد يقلب التلفزيون الجديد من فوق الطاولة الحمد

لله وقبل أن تنتهي الأفواه من صرخة الحمد لله كانت الحمارة قد قامت نصف قومه أي رفعت

رقبتها ورأسها وجزءا من صدرها لترفع طاولة الخشب والتلفزيون وتهبدهما في الأرض

فانقطع المسلسل وانسكبت الموسيقى على الأرض يا للمصيبة وقام صابر مندفعا إلى لوح

خشب ونزل به في قسوة صارخة على رأس الحمارة تلك التي كانت تنظر إليه في امتثال وذل

ودون أي مقاومة غير تلك الارتعاشة التي تشمل الجسد المكوم والصوت المتحشرج الذي يهز

أي وجدان .

(3)

وهكذا قتل صابر أبو مستجاب الأتان الأثيرة القديمة في مدخل الدار الجديد ووسط الفزع

والوجل بدأ يتعاون مع زوجته وأخته الكبرى وبنت أخته الوسطى وثلاث من كبار عياله في

رفع الجسد الثخين من المدخل لكن أخته الكبرى عادت إلى الوراء متراجعة وصرخت : بس ...

بس... وشدت بذراعيها القويتين وصوتها الحاسم الأمر الجميع أن يتوقفوا عن الرفع كانت قد

أمعنت في وجه الحمارة المغتالة ثم مؤخرتها وصرخت في نحيب ملتاع : الأتان تلـــــــــــــد نعم

تلـــد وهذا السيل من الدماء في مؤخرتها يبرز بينه تكون لا تخطئه عين أنثى في الوجود .......


.... لا الله إلا الله ......


وظهر رأس الحمار الوليد من المؤخرة وبدأ الجميع يجرون يمينا وشمالا بحثا عن قطع قماش

وماء ساخن وشخص مدرب في توليد الحمير .



....سبحان الله....


والسلام ختام .

Mohammed
11-11-2002, 10:38 AM
مشكور على القصه,بس قريتها من قبل:)

AL_7RBY
11-11-2002, 10:45 AM
العفو :)



بس انت وين قريتها ":"

ash6
11-11-2002, 11:07 PM
مشكور على القصه :cool:

AL_7RBY
11-11-2002, 11:30 PM
العفو اخوي اش 6 :)

THE GAME HUNT3R
12-11-2002, 01:40 AM
على ما أظن أن فوق مكتوب قصه قصير :أفكر: :أفكر: :أفكر:



صارت أطول من طريق جده الرياض الله يهداك:0) :0)

AL_7RBY
12-11-2002, 01:43 AM
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة THE GAME HUNT3R
على ما أظن أن فوق مكتوب قصه قصير :أفكر: :أفكر: :أفكر:



صارت أطول من طريق جده الرياض الله يهداك:0) :0)


يا جيم هنتر القصة القصيرة تكون صفحة ولا صفحتين :D


ولا تبيني احط لك قصة طويلة :-)