khalil191
16-11-2002, 06:12 AM
لماذا تكرهون صدام حسين؟!
ونحن نودع الرئيس العراقي صدام حسين هذه الايام علينا أن نذكر محاسن موتانا القدامى والمحتملين. واطرح هذا السؤال: لماذا تكرهون صدام حسين بعد كل هذه المكاسب التالية التي لم تحدث في اي زمان وأي مكان؟. واليكم بعض هذه المكاسب:
1 في عهد الريس رأينا نجوم الظهيرة وهذا أمر كان أملا وحلما بل وهما بعيد المنال.
2 وفي عهده رأينا الغزالة عن طريق" الفلقة" بعد ان كنا نريد رؤيتها عبر اراجيح العيد.
3 وفي زمن القائد تعرف العراقيون لأول مرة على الجوع في زمن لم يعرف فيه العراقي الجوع طوال التاريخ لوجود السمك والنخل والماء والطير منذ الأزل. وهذا يساعد على فهم أحوال الفقراء في العالم ويضاعف من الاجر في الاخرة.
4 وفي عهده صرنا نبحث عن جرادة أو فطرة لنأكلها ونحن نعيش في زمن اقتصاد الاوبيك. ان اقتصاد الجراد ضروري لأنه يذكرنا بعالم رومانسي منقرض، فماذا تريدون أفضل من ذلك؟
5 وفي عهد الريس حصلنا على اللجوء السياسي ببساطة، حتى صار في وسع أي لص أو نشال محترف هارب بالدخل من العراق أن يدخل مقر الامم المتحدة منهكا باكيا وهو يتحدث عن تاريخه العريق في الكفاح ضد الفاشية. وصار في وسع اي مدير مخفر هارب برواتب الشرطة ان يتحول الى بطل في لمح البصر، بل صار في وسع اي جلاد محترف ان يصير بطلا في الخارج وعلى آحدث ازياء الموضة. وهناك مدارس وأفراد تخصصوا في دول الجوار العراقي بتلقين هؤلاء من خلال كراسات تحمل عنوان" كيف تصير مناضلا في خمس دقائق" في تحويل الجرادة الى زهرة، والبعير الى نمر، والمخبر الى مناضل عريق من اجل الحرية ، والهارب بالدخل الى مكافح ومضطهد في أكبر تزوير في التاريخ.
6 وفي عهد الريس اختلطت المعايير وصرنا لا نعرف هذا من ذاك، وفي أغرب مساواة عرفها تاريخ البشر. صار المناضل جلادا، والجلاد مناضلا. وصار هناك من يمنح الناس قيم الشرف والوطنية والاخلاق وبراءة الذمة لأن الناس ليس لديهم قيمهم ومعاييرهم واخلاقهم التي يعيشون بها أو من أجلها. صارت الوطينة والشرف والبراءة تمنح وتسحب في الاسواق كالاحذية أو السلع الرخيصة.
7 وفي زمنه صار عدد المناضلين في الخارج أكثر من عدد سكان العراق في الداخل. اذا كان كل هؤلاء مناضلين فمن الذي كان يعدم الناس ويتجسس عليهم وينصب المشانق ويطلق الرصاص على الابرياء ويحمل الضحايا الى أحواض التيزاب ويغتصب النساء والرجال ويخنق الاطفال؟!
8 وفي زمنه صار عدد شعراء العراق أكثر من عدد صباغي الاحذية، حتى قال موظف كبير في مكتب الامم المتحدة مرة أنه بلغ عدد الشعراء العراقيين من طالبي اللجوء السياسي في سنة واحدة أكثر من 7 آلاف شاعر.. وهو رقم يتجاوز عدد كل شعراء العالم منذ اول قصيدة في التاريخ حتى اليوم. ولا أحد يعرف اللغز الذي يجعل هؤلاء يختارون مهنة الشعر دون السياقة أو النجارة أو الحدادة أو حتى القوادة..
9 وفي زمن صدام حسين صارت حتى العباء العراقية حسرة على نساء العراق لأول مرة في التاريخ في محاولة من الدولة لخلق موضة جديدة في التعرية تنسجم مع الحداثة ولكسر القيم التقليدية البالية.
10 وفي عهد صدام حسين صار الردح والرقص في شوارع المدن المقدسة وغير المقدسة، الموالية وغير الموالية ـ حسب التقسيم الرسمي ـ ظاهرة وطنية وقومية واخلاقية.
11 وفي زمنه نسينا كل اغاني المطربين العرب الرواد من عبد الحليم وفريد الاطرش وام كلثوم وصار المطرب الاول والاخير هو الريس نفسه في اغنيته الشهيرة" هلهل تفكنه!".
12 وفي عهده صرنا فرجة للأحياء والاموات وصرنا لأول مرة نموت على الشاشات لكي يرانا العالم بعد ان كنا نموت، في أزمنة ماقبل الريس، في الحقول أو سرير العائلة وحولنا الاقارب والاصدقاء وحتى الاعداء في وداع اجتماعي جميل وبريء.
13 وفي زمنه صارت علبة السكائر أكثر ألف مرة من راتب رئيس الوزراء نوري السعيد أو حتى الملك الذي كان يتوسل بوزير المالية وهو يهودي بأن يسمح له بشراء سيارة فرفض.
14 وفي عصر الريس صار الدفن لأول مرة في تاريخ ارض الرافدين على حساب الدولة. ومن لا يصدق عليه أن يموت أولا لكي يعرف رقة وعذوبة حكومتنا الرشيدة.
15 وفي عهده تحولت زجاجة البيرة الى وظيفة جديدة تستعمل في السجون لا لتوسيع وعي الناس وحلقة الحوار أو الديمقراطية، بل لتوسيع مؤخراتهم. هذه هي الحداثة الثورية..!
16 وفي زمنه ايضا اختفت العصافير والطيور والطائرات الورقية الجميلة التي كانت تحلق في تلك السماء الزرقاء المبهجة، لتحل محلها طائرات قوات التحالف وقوات الردع وقوات توفير الراحة وقوات فرقة غضب الله وقوات قاعدة "العديد" في قطر وقاعدة البحرين والدمام الخ.. الخ..
17 وفي عصر الريس، عصر الريادات العجيبة، نسينا أكل التمر لأنه تلوث من الاسلحة وصرنا نأكل العاقول والشوك من أجل تصوّف عراقي نادر.
18 إزدهر في عصره الباذنجان بعد اهمال تاريخي دام قرون. وفي عصره تم رد الاعتبار لعصير البطيخ، وعصير الهواء، والفطر، وبدأ موسم ذبح العصافير.
19 ولأول مرة في تاريخ حضارة وادي الرافدين صار هذا الوطن المتماسك منذ نشأة الخليقة يباع في المزاد العلني: هذا الطرف يريد سرقة أشجار الصنوبر، وذاك الطرف يريد سرقة نفطه، وثالث يريد سرقة مسلة حمورابي، ورابع معطف الرصافي، وخامس أغاني يوسف عمر، وسادس سترة السياب التاريخية، وثامن أضرحته، وسابع منائره، وثامن نسوانه، وتاسع قبور موتاه، وعاشر مياهه ونخله وبعرانه وحميره..الخ..الخ..
20 وفي زمن الريس صرنا نذهب الى المشانق من غرف المحاكم أو التحقيق فورا في اختصار للروتين.
21 وفي زمنه صار أطفالنا يموتون في الشهر السادس أو الخامس كي يختصروا الطريق الى المقبرة، وكي لا يعانوا من هذه الحياة. فماذا تريدون أفضل من ذلك؟!
22 وفي زمن الريس، ولأول مرة في تاريخ العراق، صارت القنابل والاحذية والمجاعات والعطش والحر والخوف والجراثيم تتساقط على رؤوسنا بسعر الكلفة ، تدفع نفقاتها دولتنا الرشيدة، واحيانا مجانا على حساب الريس كمكرمة.
23 وفي عهده ايضا، اخيرا، وليس آخرا، صرنا نشرب الخردل، والتيزاب، وعدنا الى صديقنا التاريخي الباذنجان، ونهاجر كاللقالق من قارة الى قارة، ونموت على موسيقى " احنا مشينا للحرب/ عاشق يدافع من اجل محبوته"، وخرجنا الى البرية كقوم موسى لا بحثا عن الامل والهداية والله، بل بحثا عن جرادة أو عصفور أو شوكة أو فطرّة لنأكلها في هذا الزمن العراقي الجميل، زمن الفرطنة...!
فلماذا اذن تكرهون الريس؟!
منقول
تحياتي khalil191
;)
ونحن نودع الرئيس العراقي صدام حسين هذه الايام علينا أن نذكر محاسن موتانا القدامى والمحتملين. واطرح هذا السؤال: لماذا تكرهون صدام حسين بعد كل هذه المكاسب التالية التي لم تحدث في اي زمان وأي مكان؟. واليكم بعض هذه المكاسب:
1 في عهد الريس رأينا نجوم الظهيرة وهذا أمر كان أملا وحلما بل وهما بعيد المنال.
2 وفي عهده رأينا الغزالة عن طريق" الفلقة" بعد ان كنا نريد رؤيتها عبر اراجيح العيد.
3 وفي زمن القائد تعرف العراقيون لأول مرة على الجوع في زمن لم يعرف فيه العراقي الجوع طوال التاريخ لوجود السمك والنخل والماء والطير منذ الأزل. وهذا يساعد على فهم أحوال الفقراء في العالم ويضاعف من الاجر في الاخرة.
4 وفي عهده صرنا نبحث عن جرادة أو فطرة لنأكلها ونحن نعيش في زمن اقتصاد الاوبيك. ان اقتصاد الجراد ضروري لأنه يذكرنا بعالم رومانسي منقرض، فماذا تريدون أفضل من ذلك؟
5 وفي عهد الريس حصلنا على اللجوء السياسي ببساطة، حتى صار في وسع أي لص أو نشال محترف هارب بالدخل من العراق أن يدخل مقر الامم المتحدة منهكا باكيا وهو يتحدث عن تاريخه العريق في الكفاح ضد الفاشية. وصار في وسع اي مدير مخفر هارب برواتب الشرطة ان يتحول الى بطل في لمح البصر، بل صار في وسع اي جلاد محترف ان يصير بطلا في الخارج وعلى آحدث ازياء الموضة. وهناك مدارس وأفراد تخصصوا في دول الجوار العراقي بتلقين هؤلاء من خلال كراسات تحمل عنوان" كيف تصير مناضلا في خمس دقائق" في تحويل الجرادة الى زهرة، والبعير الى نمر، والمخبر الى مناضل عريق من اجل الحرية ، والهارب بالدخل الى مكافح ومضطهد في أكبر تزوير في التاريخ.
6 وفي عهد الريس اختلطت المعايير وصرنا لا نعرف هذا من ذاك، وفي أغرب مساواة عرفها تاريخ البشر. صار المناضل جلادا، والجلاد مناضلا. وصار هناك من يمنح الناس قيم الشرف والوطنية والاخلاق وبراءة الذمة لأن الناس ليس لديهم قيمهم ومعاييرهم واخلاقهم التي يعيشون بها أو من أجلها. صارت الوطينة والشرف والبراءة تمنح وتسحب في الاسواق كالاحذية أو السلع الرخيصة.
7 وفي زمنه صار عدد المناضلين في الخارج أكثر من عدد سكان العراق في الداخل. اذا كان كل هؤلاء مناضلين فمن الذي كان يعدم الناس ويتجسس عليهم وينصب المشانق ويطلق الرصاص على الابرياء ويحمل الضحايا الى أحواض التيزاب ويغتصب النساء والرجال ويخنق الاطفال؟!
8 وفي زمنه صار عدد شعراء العراق أكثر من عدد صباغي الاحذية، حتى قال موظف كبير في مكتب الامم المتحدة مرة أنه بلغ عدد الشعراء العراقيين من طالبي اللجوء السياسي في سنة واحدة أكثر من 7 آلاف شاعر.. وهو رقم يتجاوز عدد كل شعراء العالم منذ اول قصيدة في التاريخ حتى اليوم. ولا أحد يعرف اللغز الذي يجعل هؤلاء يختارون مهنة الشعر دون السياقة أو النجارة أو الحدادة أو حتى القوادة..
9 وفي زمن صدام حسين صارت حتى العباء العراقية حسرة على نساء العراق لأول مرة في التاريخ في محاولة من الدولة لخلق موضة جديدة في التعرية تنسجم مع الحداثة ولكسر القيم التقليدية البالية.
10 وفي عهد صدام حسين صار الردح والرقص في شوارع المدن المقدسة وغير المقدسة، الموالية وغير الموالية ـ حسب التقسيم الرسمي ـ ظاهرة وطنية وقومية واخلاقية.
11 وفي زمنه نسينا كل اغاني المطربين العرب الرواد من عبد الحليم وفريد الاطرش وام كلثوم وصار المطرب الاول والاخير هو الريس نفسه في اغنيته الشهيرة" هلهل تفكنه!".
12 وفي عهده صرنا فرجة للأحياء والاموات وصرنا لأول مرة نموت على الشاشات لكي يرانا العالم بعد ان كنا نموت، في أزمنة ماقبل الريس، في الحقول أو سرير العائلة وحولنا الاقارب والاصدقاء وحتى الاعداء في وداع اجتماعي جميل وبريء.
13 وفي زمنه صارت علبة السكائر أكثر ألف مرة من راتب رئيس الوزراء نوري السعيد أو حتى الملك الذي كان يتوسل بوزير المالية وهو يهودي بأن يسمح له بشراء سيارة فرفض.
14 وفي عصر الريس صار الدفن لأول مرة في تاريخ ارض الرافدين على حساب الدولة. ومن لا يصدق عليه أن يموت أولا لكي يعرف رقة وعذوبة حكومتنا الرشيدة.
15 وفي عهده تحولت زجاجة البيرة الى وظيفة جديدة تستعمل في السجون لا لتوسيع وعي الناس وحلقة الحوار أو الديمقراطية، بل لتوسيع مؤخراتهم. هذه هي الحداثة الثورية..!
16 وفي زمنه ايضا اختفت العصافير والطيور والطائرات الورقية الجميلة التي كانت تحلق في تلك السماء الزرقاء المبهجة، لتحل محلها طائرات قوات التحالف وقوات الردع وقوات توفير الراحة وقوات فرقة غضب الله وقوات قاعدة "العديد" في قطر وقاعدة البحرين والدمام الخ.. الخ..
17 وفي عصر الريس، عصر الريادات العجيبة، نسينا أكل التمر لأنه تلوث من الاسلحة وصرنا نأكل العاقول والشوك من أجل تصوّف عراقي نادر.
18 إزدهر في عصره الباذنجان بعد اهمال تاريخي دام قرون. وفي عصره تم رد الاعتبار لعصير البطيخ، وعصير الهواء، والفطر، وبدأ موسم ذبح العصافير.
19 ولأول مرة في تاريخ حضارة وادي الرافدين صار هذا الوطن المتماسك منذ نشأة الخليقة يباع في المزاد العلني: هذا الطرف يريد سرقة أشجار الصنوبر، وذاك الطرف يريد سرقة نفطه، وثالث يريد سرقة مسلة حمورابي، ورابع معطف الرصافي، وخامس أغاني يوسف عمر، وسادس سترة السياب التاريخية، وثامن أضرحته، وسابع منائره، وثامن نسوانه، وتاسع قبور موتاه، وعاشر مياهه ونخله وبعرانه وحميره..الخ..الخ..
20 وفي زمن الريس صرنا نذهب الى المشانق من غرف المحاكم أو التحقيق فورا في اختصار للروتين.
21 وفي زمنه صار أطفالنا يموتون في الشهر السادس أو الخامس كي يختصروا الطريق الى المقبرة، وكي لا يعانوا من هذه الحياة. فماذا تريدون أفضل من ذلك؟!
22 وفي زمن الريس، ولأول مرة في تاريخ العراق، صارت القنابل والاحذية والمجاعات والعطش والحر والخوف والجراثيم تتساقط على رؤوسنا بسعر الكلفة ، تدفع نفقاتها دولتنا الرشيدة، واحيانا مجانا على حساب الريس كمكرمة.
23 وفي عهده ايضا، اخيرا، وليس آخرا، صرنا نشرب الخردل، والتيزاب، وعدنا الى صديقنا التاريخي الباذنجان، ونهاجر كاللقالق من قارة الى قارة، ونموت على موسيقى " احنا مشينا للحرب/ عاشق يدافع من اجل محبوته"، وخرجنا الى البرية كقوم موسى لا بحثا عن الامل والهداية والله، بل بحثا عن جرادة أو عصفور أو شوكة أو فطرّة لنأكلها في هذا الزمن العراقي الجميل، زمن الفرطنة...!
فلماذا اذن تكرهون الريس؟!
منقول
تحياتي khalil191
;)