ابو فيصل احمد
22-11-2002, 06:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
لماذا العالم يكره امريكا ؟!!
سؤال سوف يجوابكم عليه الكاتب ( عادل الانصارى )
في أواسط القرن الماضي وجَّه الرئيس الأمريكي (إيزنهاور) سؤالاً إلى معاونيه قائلاً: لماذا يكره العرب والمسلمون أمريكا ؟ والآن ومع بدايات القرن الحادي والعشرين أصبح لزامًا على رئيس أمريكا الحالي أن يعيد صياغة السؤال من جديد ليكون: لماذا يكره العالم أمريكا ؟
ففي هذا العصر لم تعد كراهية أمريكا حكرًا على العرب والمسلمين الذين يملكون أسبابًا كثيرة تدفعهم إلى رفض النموذج الأمريكي بما يحمله من هيمنة واستكبار وانحياز كامل ضد حريات الشعوب العربية والإسلامية واستقلالها، إضافة إلى مصالحها القومية ومقدراتها الاقتصادية.
إن موجة من الكراهية للولايات المتحدة الأمريكية بدأت في التغلغل حتى إن " فرانسيس فوكاياما "ينشر في صحيفة " لوموند" الفرنسية يقول " إن هناك فجوة كبيرة وانشقاقًا بين الرؤية الأمريكية والرؤية الأوروبية للعالم، وأكد أن الانشقاق في العولمة لا يزداد بين الغرب وسائر دول العالم، بقدر ما يزداد بين أمريكا ودول العالم.
أسباب موضوعية
ولم تكن هذه الكراهية تنشأ بين عشية وضحاها أو دون داعٍ أو سبب، ولكنها حملت عددًا من الأسباب الموضوعية التي دفعت بلدان العالم -وليس العرب والمسلمين وحدهم- ليشعروا بالضجر والحنق من الهيمنة الأمريكية، التي أرادت الأنظمة والسياسات الأمريكية المتعاقبة أن تفرضها على شعوب العالم.
ومن بين هذه الأسباب الموضوعية:
القلق الأوروبي من الهيمنة الأمريكية، فإذا كانت دول العالم الثالث وشعوبها تملك من الأسباب القدر الكافي للشعور بالإحباط تجاه السياسات الأمريكية المنحازة والاستعلائية، إلا أن تعمد الولايات المتحدة لإدخال دول وشعوب أوروبا تحت مظلة التبعية والاستعلاء تدفع الأوروبيين إلى مزيد من الحنق على السياسات الأمريكية، والعمل بخطى حثيثة للخروج من تحت العباءة الأمريكية بأقل الخسائر، في ظل علاقات متبادلة ومتشابكة ومعقدة بين الولايات المتحدة من ناحية وأوروبا من ناحية أخرى.
فقد أدركت أوروبا أن القوة العسكرية والاقتصادية التي تتمتع بها الولايات المتحدة هي التي تؤهلها لتجاهل الرأي العام العالمي والتغاضي عن أخذ الموقف الأوروبي في الاعتبار عند صياغة واتخاذ قرارات جوهرية وخطيرة.
فالولايات المتحدة لا تضع كثيرًا في اعتبارها - عند اتخاذ الخطوات والقرارات -الأطراف الأخرى قدر تقديرها لقدراتها العسكرية والاقتصادية المتعاظمة ، فحصة الولايات المتحدة من الإنتاج العالمي السنوي تصل إلى 33% أما حصتها من النفقات العسكرية العالمية فتبلغ من 70 إلى 75%.
التجاهل الأمريكي للقوانين والهيئات الدولية.. وهو ما بدا واضحًا خلال الفترة الأخيرة بصورة متزايدة، فقد انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية "كيوتو" الخاصة بحرارة الأرض ورفضت إقرار معاهدة " ريو" واستبعدت الاتفاقية ضد صواريخ "إي بي إم" وعارضت منع الألغام المضادة للبشر، كما واجهت معارضة قوية دولية بسبب معاملتها غير القانونية لسجناء (جوانتانامو)، ورفضها القوانين الجديدة الخاصة بالحرب البيولوجية، ومعارضتها لتشكيل محكمة جنائية دولية، ثم موقفها الأخير من الدعوة إلى ضرب العراق وتغيير نظام بغداد بالقوة، حتى لو اضطرت لشن حرب منفردة بعيدًا عن مظلة الأمم المتحدة.
ولم تقف ممارسات الولايات المتحدة على تمردها على القوانين والمؤسسات الدولية وضربها عرض الحائط للإجماعات الدولية حول مواقف متعددة، وإنما تعدت ذلك إلى درجة الابتزاز المالي حتى إن الكونجرس قام بدراسة مشروع قانون يسمح لوزارة العدل الأمريكية، وهيئة التجارة الفيدرالية باتخاذ إجراءات ضد دول أجنبية بما فيها الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" بتهمة ممارسات تآمرية لتحديد الأسعار أو مستوى إنتاج المنتجات النفطية الأمر الذي يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة، وحق الدول في استغلال مواردها، ويجعل أعضاء "أوبك" أسرى للابتزاز الأمريكي.
يدرك العالم أن الهيمنة الأمريكية على اقتصاديات العالم لا تنبع من قدرات اقتصادية حقيقية في الولايات المتحدة، وإنما بسبب التوازنات العسكرية والسياسية التي تدفعها إلى ابتزاز العالم والهيمنة على مقدراته، فالاقتصاد الأمريكي لا يقوم على أصول صناعية أو زراعية ثابتة إنما على التوازنات الدولية التي تجعل للخدمات، وتداول الأموال من خلال البورصة وأسواق المال تشكل 80 % من الناتج القومي الأمريكي بينما تتراجع معدلات الناتج القومي من الصناعة إلى 18% والزراعة 2% وفي المقابل ترجح الولايات المتحدة سياسة (العصا والجزرة) لفرض سياساتها وهيمنتها وتحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية من خلال سيطرتها العسكرية، وعلاقاتها مع عدد من دول العالم القائمة على سياسة "العصا والجزرة".
وإذا كانت القوة العسكرية الأمريكية تكمن في الميزانية العسكرية الضخمة التي تصل إلى 276.7 مليار دولار سنويًا كافية لإقناع العالم كله - بما فيه أوروبا- بالهيمنة العسكرية الأمريكية، إلا أن أوروبا لم تعد تخفي قلقها من الغطرسة العسكرية الأمريكية، حتى إن المعارضة الأوروبية -خاصة الألمانية والفرنسية- بدأت تظهر بصورة واضحة للعيان، وبدأ التمايز بين المواقف الأمريكية والأوروبية يتضح في كثير من الأحداث.
وقد دفعت هذه القوة إلى ضغوط عسكرية تجاه أوروبا، تجلت في التهديد بتحويل مركز الثقل في السياسات الدولية الأمريكية إلى شرق آسيا والأمريكتين، والعمل على تطوير العلاقات التجارية الأمريكية في هذا الاتجاه على حساب أوروبا.
بيت الطاعة الأمريكي
* منازعة دول أوروبية في مناطق نفوذها التقليدية، على سبيل المثال منازعة واشنطن للهيمنة التاريخية الفرنسية على أفريقيا، حتى إن اتفاق "مشاوكس" الأخير أحد هذه المعالم التي دلَّت على الوجود الأمريكي السافر في أفريقيا، بهدف تحقيق نفوذ سياسي واقتصادي على حساب النفوذ السياسي التاريخي لفرنسا، والنفوذ الاقتصادي للشركات الفرنسية التي كانت تحتكر من قبل امتيازات استخراج البترول والمعادن في أفريقيا.
محاولة الولايات المتحدة تقوية موسكو على حساب أوروبا، حتى يظل الشعور الأوروبي قائمًا بوجود تهديد روسي خاصة مع استمرار الوجود النووي الروسي، حتى إن عملية الإتلاف للمخزون الاستراتيجي الروسي لم يتم إلا بصورة محدودة، وظلت القدرات النووية الروسية -مع احتمال مضاعفتها في المستقبل- تهدد أوروبا وتشعرها بالحاجة الماسة إلى الحليف النووي الأمريكي، إلا أنه مع تنامي الشعور الروسي الرافض للهيمنة الأمريكية ظهرت بوادر اتفاق أوروبي روسي على تبديد عنصر المواجهة الروسية الأوروبية، وإفشال المساعي الأمريكية لتعظيم القدرات النووية الروسية مقابل المساعدات الأمريكية لروسيا، وبهدف إرهاب أوروبا وإدخالها في بيت الطاعة الأمريكي.
وإذا كانت أوروبا وروسيا قد بدأتا في اتخاذ خطوات لرفض الهيمنة الأمريكية، فإن الصين تظل القوة العالمية الثالثة التي تسعى الولايات المتحدة لإخضاعها لسيطرتها وهيمنتها، إلا أن التنين الصيني رغم تبنيه لسياسات دولية متوازنة تتحاشى المواجهة مع أكبر قوة اقتصادية في العالم، إلا أنها تسعى بالفعل إلى اتخاذ مواقف على مستوى التحرك الاقتصادي بعيدًا عن السياق الأمريكي، لا نجد غضاضة لمواجهة شبه صامتة مع القدرات العسكرية والاستخبارية الأمريكية، وما حادث طائرة التجسس الأمريكية منا ببعيد.
هذه بعض الأسباب التي دفعت إلى تنامي الشعور بالكراهية لسياسات الولايات المتحدة ليس فقط في العالم العربي والإسلامي، ولكن لدول العالم المختلفة وقواه الناشطة وفي مقدمتها أوروبا، وليس من المتوقع أن تستمر هذه الهيمنة دون أن ينزع العالم إلى التمرد على أمريكا، ورفض سياساتها المنحازة وخلق سياسات بديلة ومتوازنة مع دول العالم.
عادل الأنصاري *
والسلام عليكم
الحمد لله
لماذا العالم يكره امريكا ؟!!
سؤال سوف يجوابكم عليه الكاتب ( عادل الانصارى )
في أواسط القرن الماضي وجَّه الرئيس الأمريكي (إيزنهاور) سؤالاً إلى معاونيه قائلاً: لماذا يكره العرب والمسلمون أمريكا ؟ والآن ومع بدايات القرن الحادي والعشرين أصبح لزامًا على رئيس أمريكا الحالي أن يعيد صياغة السؤال من جديد ليكون: لماذا يكره العالم أمريكا ؟
ففي هذا العصر لم تعد كراهية أمريكا حكرًا على العرب والمسلمين الذين يملكون أسبابًا كثيرة تدفعهم إلى رفض النموذج الأمريكي بما يحمله من هيمنة واستكبار وانحياز كامل ضد حريات الشعوب العربية والإسلامية واستقلالها، إضافة إلى مصالحها القومية ومقدراتها الاقتصادية.
إن موجة من الكراهية للولايات المتحدة الأمريكية بدأت في التغلغل حتى إن " فرانسيس فوكاياما "ينشر في صحيفة " لوموند" الفرنسية يقول " إن هناك فجوة كبيرة وانشقاقًا بين الرؤية الأمريكية والرؤية الأوروبية للعالم، وأكد أن الانشقاق في العولمة لا يزداد بين الغرب وسائر دول العالم، بقدر ما يزداد بين أمريكا ودول العالم.
أسباب موضوعية
ولم تكن هذه الكراهية تنشأ بين عشية وضحاها أو دون داعٍ أو سبب، ولكنها حملت عددًا من الأسباب الموضوعية التي دفعت بلدان العالم -وليس العرب والمسلمين وحدهم- ليشعروا بالضجر والحنق من الهيمنة الأمريكية، التي أرادت الأنظمة والسياسات الأمريكية المتعاقبة أن تفرضها على شعوب العالم.
ومن بين هذه الأسباب الموضوعية:
القلق الأوروبي من الهيمنة الأمريكية، فإذا كانت دول العالم الثالث وشعوبها تملك من الأسباب القدر الكافي للشعور بالإحباط تجاه السياسات الأمريكية المنحازة والاستعلائية، إلا أن تعمد الولايات المتحدة لإدخال دول وشعوب أوروبا تحت مظلة التبعية والاستعلاء تدفع الأوروبيين إلى مزيد من الحنق على السياسات الأمريكية، والعمل بخطى حثيثة للخروج من تحت العباءة الأمريكية بأقل الخسائر، في ظل علاقات متبادلة ومتشابكة ومعقدة بين الولايات المتحدة من ناحية وأوروبا من ناحية أخرى.
فقد أدركت أوروبا أن القوة العسكرية والاقتصادية التي تتمتع بها الولايات المتحدة هي التي تؤهلها لتجاهل الرأي العام العالمي والتغاضي عن أخذ الموقف الأوروبي في الاعتبار عند صياغة واتخاذ قرارات جوهرية وخطيرة.
فالولايات المتحدة لا تضع كثيرًا في اعتبارها - عند اتخاذ الخطوات والقرارات -الأطراف الأخرى قدر تقديرها لقدراتها العسكرية والاقتصادية المتعاظمة ، فحصة الولايات المتحدة من الإنتاج العالمي السنوي تصل إلى 33% أما حصتها من النفقات العسكرية العالمية فتبلغ من 70 إلى 75%.
التجاهل الأمريكي للقوانين والهيئات الدولية.. وهو ما بدا واضحًا خلال الفترة الأخيرة بصورة متزايدة، فقد انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية "كيوتو" الخاصة بحرارة الأرض ورفضت إقرار معاهدة " ريو" واستبعدت الاتفاقية ضد صواريخ "إي بي إم" وعارضت منع الألغام المضادة للبشر، كما واجهت معارضة قوية دولية بسبب معاملتها غير القانونية لسجناء (جوانتانامو)، ورفضها القوانين الجديدة الخاصة بالحرب البيولوجية، ومعارضتها لتشكيل محكمة جنائية دولية، ثم موقفها الأخير من الدعوة إلى ضرب العراق وتغيير نظام بغداد بالقوة، حتى لو اضطرت لشن حرب منفردة بعيدًا عن مظلة الأمم المتحدة.
ولم تقف ممارسات الولايات المتحدة على تمردها على القوانين والمؤسسات الدولية وضربها عرض الحائط للإجماعات الدولية حول مواقف متعددة، وإنما تعدت ذلك إلى درجة الابتزاز المالي حتى إن الكونجرس قام بدراسة مشروع قانون يسمح لوزارة العدل الأمريكية، وهيئة التجارة الفيدرالية باتخاذ إجراءات ضد دول أجنبية بما فيها الدول الأعضاء في منظمة "أوبك" بتهمة ممارسات تآمرية لتحديد الأسعار أو مستوى إنتاج المنتجات النفطية الأمر الذي يتعارض مع مبادئ الأمم المتحدة، وحق الدول في استغلال مواردها، ويجعل أعضاء "أوبك" أسرى للابتزاز الأمريكي.
يدرك العالم أن الهيمنة الأمريكية على اقتصاديات العالم لا تنبع من قدرات اقتصادية حقيقية في الولايات المتحدة، وإنما بسبب التوازنات العسكرية والسياسية التي تدفعها إلى ابتزاز العالم والهيمنة على مقدراته، فالاقتصاد الأمريكي لا يقوم على أصول صناعية أو زراعية ثابتة إنما على التوازنات الدولية التي تجعل للخدمات، وتداول الأموال من خلال البورصة وأسواق المال تشكل 80 % من الناتج القومي الأمريكي بينما تتراجع معدلات الناتج القومي من الصناعة إلى 18% والزراعة 2% وفي المقابل ترجح الولايات المتحدة سياسة (العصا والجزرة) لفرض سياساتها وهيمنتها وتحقيق أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية من خلال سيطرتها العسكرية، وعلاقاتها مع عدد من دول العالم القائمة على سياسة "العصا والجزرة".
وإذا كانت القوة العسكرية الأمريكية تكمن في الميزانية العسكرية الضخمة التي تصل إلى 276.7 مليار دولار سنويًا كافية لإقناع العالم كله - بما فيه أوروبا- بالهيمنة العسكرية الأمريكية، إلا أن أوروبا لم تعد تخفي قلقها من الغطرسة العسكرية الأمريكية، حتى إن المعارضة الأوروبية -خاصة الألمانية والفرنسية- بدأت تظهر بصورة واضحة للعيان، وبدأ التمايز بين المواقف الأمريكية والأوروبية يتضح في كثير من الأحداث.
وقد دفعت هذه القوة إلى ضغوط عسكرية تجاه أوروبا، تجلت في التهديد بتحويل مركز الثقل في السياسات الدولية الأمريكية إلى شرق آسيا والأمريكتين، والعمل على تطوير العلاقات التجارية الأمريكية في هذا الاتجاه على حساب أوروبا.
بيت الطاعة الأمريكي
* منازعة دول أوروبية في مناطق نفوذها التقليدية، على سبيل المثال منازعة واشنطن للهيمنة التاريخية الفرنسية على أفريقيا، حتى إن اتفاق "مشاوكس" الأخير أحد هذه المعالم التي دلَّت على الوجود الأمريكي السافر في أفريقيا، بهدف تحقيق نفوذ سياسي واقتصادي على حساب النفوذ السياسي التاريخي لفرنسا، والنفوذ الاقتصادي للشركات الفرنسية التي كانت تحتكر من قبل امتيازات استخراج البترول والمعادن في أفريقيا.
محاولة الولايات المتحدة تقوية موسكو على حساب أوروبا، حتى يظل الشعور الأوروبي قائمًا بوجود تهديد روسي خاصة مع استمرار الوجود النووي الروسي، حتى إن عملية الإتلاف للمخزون الاستراتيجي الروسي لم يتم إلا بصورة محدودة، وظلت القدرات النووية الروسية -مع احتمال مضاعفتها في المستقبل- تهدد أوروبا وتشعرها بالحاجة الماسة إلى الحليف النووي الأمريكي، إلا أنه مع تنامي الشعور الروسي الرافض للهيمنة الأمريكية ظهرت بوادر اتفاق أوروبي روسي على تبديد عنصر المواجهة الروسية الأوروبية، وإفشال المساعي الأمريكية لتعظيم القدرات النووية الروسية مقابل المساعدات الأمريكية لروسيا، وبهدف إرهاب أوروبا وإدخالها في بيت الطاعة الأمريكي.
وإذا كانت أوروبا وروسيا قد بدأتا في اتخاذ خطوات لرفض الهيمنة الأمريكية، فإن الصين تظل القوة العالمية الثالثة التي تسعى الولايات المتحدة لإخضاعها لسيطرتها وهيمنتها، إلا أن التنين الصيني رغم تبنيه لسياسات دولية متوازنة تتحاشى المواجهة مع أكبر قوة اقتصادية في العالم، إلا أنها تسعى بالفعل إلى اتخاذ مواقف على مستوى التحرك الاقتصادي بعيدًا عن السياق الأمريكي، لا نجد غضاضة لمواجهة شبه صامتة مع القدرات العسكرية والاستخبارية الأمريكية، وما حادث طائرة التجسس الأمريكية منا ببعيد.
هذه بعض الأسباب التي دفعت إلى تنامي الشعور بالكراهية لسياسات الولايات المتحدة ليس فقط في العالم العربي والإسلامي، ولكن لدول العالم المختلفة وقواه الناشطة وفي مقدمتها أوروبا، وليس من المتوقع أن تستمر هذه الهيمنة دون أن ينزع العالم إلى التمرد على أمريكا، ورفض سياساتها المنحازة وخلق سياسات بديلة ومتوازنة مع دول العالم.
عادل الأنصاري *
والسلام عليكم