المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية إلى المتثاقلين عن الجهاد



65231abdullah
03-12-2002, 01:19 AM
إلى المتثاقلين عن الجهاد*
[نشرت في مجلة الجهاد-العدد الثاني- يناير/1985م].
إلى الأنصار..
أنصار هذا الدين في أي بقعة من الأرض.. نذكركم فإن الذكرى تنفع المؤمنين.. أن الجهاد الأفغاني فريضة على المسلمين حتى لو كان عدد أعدائهم من الروس وغيرهم أضعاف عددهم، وأنهم لمنصورون بعون الله تعالى على أعدائهم، وإن الواحد منهم كفؤ لعشرة من الأعداء، وكفؤ لاثنين في أضعف الحالات.
وفريضة الجهاد إذن لا تنتظر تكافؤ القوى الظاهرة بين المؤمنين وعدوهم، والواقع يدل على ذلك، فحسب المؤمنين أن يعدوا ما استطاعوا من القوى، وأن يثقوا بالله، وأن يثبتوا في المعركة ويصبروا عليها، والبقية على الله، ذلك بأنهم يملكون قوة أخرى غير القوى المادية الظاهرة.
ياأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير
(التوبة: 83)
إن النفرة للجهاد في سبيل الله انطلاق من قيد الأرض، وارتفاع على ثقلة اللحم والدم، وتحقيق للمعنى العلوي في الإنسان ، وتطلع إلى الخلود الممتد في الآخرة، وخلاص من الفناء المحدود.
وما يحجم ذو عقيدة في الله عن النفرة للجهاد في سبيله، إلا وفي العقيدة دخل ، وفي إيمان صاحبه بها وهن وضعف ، لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح:
"من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق"
رواه مسلم . (1)
فالنفاق-وهو دخل في العقيدة يعوقها عن الصحة والكمال-هو الذي يقعد من يزعم أنه على عقيدة من الجهاد في سبيل الله خشية الموت أو الفقر والآجال بيد الله، والرزق من عند الله، (فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل)
؛إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شئ قدير« (التوبة: 38 -39)
والخطاب لقوم معينين في موقف معين، ولكنه عام في مدلوله لكل ذي عقيدة في الله، والعذاب الذي يتهددهم ليس عذاب الآخرة وحده، فهو كذلك عذاب الدنيا، عذاب الذلة التي تصيب القاعدين عن الجهاد والكفاح والغلبة عليهم للأعداء، والحرمان من خيرات الدنيا والآخرة، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح:
"تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيلي وإيمان بي وتصديق برسلي فهو ضامن أن أدخله الجنة، أو أرجعه إلى منزله الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة"
رواه البخاري ومسلم (2)
والأحاديث حول هذا كثيرة جدا ، فارجع إليها وإلى كتاب الله أولا ، ثم حاسب نفسك على تقصيرك وقعودك، ولا تسوف، فالتسويف قاتل. وتأمل ياأخي المسلم أن القاعدين مع ذلك كله يخسرون من النفوس والأموال أضعاف مايخسرون في الكفاح والجهاد، ويقدمون على مذبح الذل أضعاف ما تتطلبه منهم الكرامة لو قدموا لها الفداء، وما من أمة تركت الجهاد إلا ضرب الله عليها الذل، فدفعت مرغمة صاغرة لأعدائها أضعاف ما كان يتطلبه منها كفاح الأعداء.
فيا أنصار هذا الدين، لا تنسوا نداء إخوانكم المجاهدين الأفغان (ياللأنصار) ، وارجعوا إلى نداء أبي عقيل للأنصار في المعركة وقت الشهادة في معركة اليمامه ضد مسيلمه الكذاب ، وتأملوا فيها فإن فيها عبرة لمن اعتبر.
ولا نريد الإطالة عليكم أكثر من ذلك، فسارعوا إلى مغفرة من ربكم، وجنة عرضها كعرض السماء والأرض.. سارعوا إلى أرض الرباط.. أرض الجهاد.. إلى جانب إخوانكم المهاجرين.. قدموا مااستطعتم من جهد في سبيل الله بالنفس والمال.. تعرفوا على أحوالهم:
(فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) . (3)
والسبيل إلى ذلك سهل ويسير على من يسر الله عليه، فإذا عزمت ياأخي في الله فأخلص النية وتوكل على الله ثم اتصل بالمجاهدين بالعناوين المذكورة في نهاية المجلة تجد إخوة لك في الله من المجاهدين المخلصين-إن شاء الله-بانتظارك، وسيحققون لك ما تصبو إليه-بإذنه تعالى، فاستخر الله عز وجل ولا تتأخر، فإن الوقت قد نزعت منه البركة.. وهذا من علامات الساعة، والساعة هي أدهى وأمر.
وإذا كنت من أصحاب الأعذار الشرعية فإنه [من طلب الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه]-كما ثبت في الصحيح (4) ومع ذلك فلا تقصر في الدعاء للمجاهدين بالنصر، وجاهد بمالك، جهز غازيا ، أو اخلف غازيا في أهله ، بالنفقة على من يعول تكن-إن شاء الله -ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا"
متفق عليه (5)
أما إن لم تكن معذورا شرعا ، وغلبتك شهواتك وشياطين الإنس والجن وأصررت على القعود فلا تقصر كذلك بالجهاد بمالك ، فقد روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للقاعدين :
أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج.
ولكن إثم القعود لا يسقط عنك بذلك بلا شك، إلا إذا تبت وبادرت إلى الجهاد.
ونخبرك ياأخي -إذا عزمت على الجهاد بمالك -بأن أرقام حساب المجاهدين مذكورة في نهاية المجلة أيضا ، ألا هل بلغنا.. اللهم فاشهد.
ونستودعكم الله تعالى الذي لا تضيع ودائعه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) -شرح النووي / ج 3 /ص 56 عن أبي هريرة بلفظ ( ولم يحدث به نفسه )
(2) -فتح الباري / ج 6 / باب 8 برقم ( 3123 )شرح النووي / ج 13 / ص
(3) -واللفظ تقريبا له والمتفق عليه عن أبي هريرة بلفظ ( تكفل الله . . ) 91 - السلسلة الضعيفه / م1 برقم (310 ) وقال عنه الالباني ضعيف جدا .
(4) - شرح النووي / ج 13 / ص -56 عن سهل بن أبي أمامة بلفظ ( من سأل الله الشهاده )
(5) -فتح الباري / ج 6 / باب 38 /برقم ( 2843 ) / شرح النووي / ج 13 / ص -40 عن زيد بن خالد بلفظ (... من خلفه في أهله . . . .)
(6) -شرح النووي / ج13 / ص -41