المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل هذا الواقف بجوار الإشارة شاب تائه صائع ام مطوع ( المطاوعة هل هم سبب )



v_cool
04-12-2002, 05:14 AM
ركبت بسيارتي قافلا من المستشفى الى البيت في احتضار الأصيل ! قريب أذان المغرب وان انهب الارض متجها صوب البيت فانا لا اطيق أن افطر خارج البيت !! ما أجمل التحلق حول مائدة الإفطار مع العائلة ! لا أطيق أن أتناول الإفطار خارج البيت أو في معزل عنهم !! سباق مع الزمن أذن المغرب وأنا في الطريق ! أضاءت الإشارة حمراء !! يا للإشارة الحمقاء !! إنا لله وإنا اليه راجعون ! التفت ناحية الإشارة فاذا بشاب كقطرة الماء العذبة يدور بالماء والتمر على السيارات !! فكرت قليلا وقلت : ألا يجد ما أجد من رغبة في الإفطار مع الأهل !! بلى وربي !! ولكن ما الدافع !! ومن الحاث له على ذلك !! انه ابتغاء الثواب من عند الله !! فهو يحب لاخوانه ما يحب لنفسه ! فكرت قليلا ! هذا شاب ( مطوع ) وقد تكررت صورته واضرابه عند كثير من الاشارات في مثل هذه الازمات !! ( مطاوعة ) يتركون لذة التئامهم مع عوائلهم ويلتفتون الى الناس الذين تأخروا عن إدراك الافطار في بيوتهم او مع اقاربهم !! فكرت مرة اخرى قلت : لم لم أجد يوما شابا من التائهين اصحاب القصات والتدخين والصياعة يقف للناس هذا الموقف !! لله هذه الثلة كيف تحس بمجتمعها في ادق وارق واحوج حالاته ! كم من شاب في مثل سنه يتحرق شوقا الى صوت المؤذن لا لبر وتقى وانما ليشعل سيجارة تحترق بين اصابعه وتحرقه !! وكم منهم من يتوق الى ما بعد المغرب لمشاهدة المحرمات من النساء الكاسيات العاريات او لشهود المجالس التي يستهزأ بها بالله ورسوله ودينه كما يفعل سفهاء الطيش السدحان والقصبيوهذاالشاب التقي يدور بالتمر والماء !!
- في سنوات الغزو كان لي عدد من الأصدقاء نلتقي ونسمر ، كنا على موعد في إحدى الليالي !! ولكنهم اعتذروا فسألت عن السبب !! فقالوا لي ( وجميعهم مطاوعة ) ان الاخوة الكويتيين قد قدموا وسكنوا المدارس وسنتكفل بخدمتهم والاشراف على اسكاناتهم ! قلت أأنتم فقط !! قال لا بل كثير من المنتسبين الى المراكز الصيفية ( مطاوعة ايضا ) كل مجموعة تتولى ادارة مدرسة من المدارس !! سألت وهل هناك مكافأة حكومية لهذا العمل !! قال المكافأة من الله ونحن لا نقوم بمثل هذه الاعمال بانتظار مردود مادي ؟ قلت سبحان الله !! يقدمون خدمات ابتغاء وجه الله !! لا لغرض دنيوي !! وخدمة لاخوة لنا في الدين اصابتهم جائحة اجتاحت بيوتهم وامنهم وارضهم !! ذهبت اليهم زيارات في المدارس التي تولوا ادارتها فوجدتهم قد بذلوا اكثر وقتهم في ادارة هذه المدارس فسليمان ياتي من قبل صلاة الظهر ولا ينصرف الا وقت العشاء وفهد يقدم من بعد العصر ولا ينصرف الا بعد الفجر واحمد من بعد الفجر الى الظهر في مجموعات متناغمة !! كانوا كالنحل في توفير الحاجات للاخوة الكويتيين حتى الكمالي منها من بيوتهم !! ولم يطرهم او يمدحهم احد من كلاب الصحافة !! ولم يذكر احسانهم الا من لا ينسى ولا تاخذه سنة ولا نوم بلغوا في الترفع والانفة والتقى شأوا جعلني اقف احتراما لهم ! زرتهم في وقت صادف وجبة الغداء او وجبة العشاء !! فعجبت من انهم لا يتناولون مما يقدم للكويتيين فسألت : أطعامهم سيء لهذه الدرجة حتى لا تتناولوا منه !! فقال لي سليمان : لا يا اخي بل هو من أجود الأكل ولكن الاخوة يعفون عن اكل مخصص للنازحين الكويتيين !! فقلت ألستم تشرفون على اسكاناتهم ببلاش !! فقال نعم ونعف عند المغنمِ ! فقلت يالله ما ارق وألطف نفوسكم !! وفي المقابل كان لي صديق من الذين كانوا يسافرون – للوناسة !! – فمن الله عليه وتاب كان يحدثني ان زميلا له قابله قال له تعال عندي ففي شقتي شابة كويتية منذ ثلاثة ايام لقيتها في السوق !! – وهذا لا يحط من شأن الكويتيات ففي كل أمة وبلد الصالح والطالح - !! انظر الى المطاوعة وعملهم وانظر الى هذا التافه الضال فيحار فكري ونظري !! سبحان الله بمن نرحم ؟ وبمن نمطر اذا لم نمطر بالمطاوعة !!

- امام مسجدنا – كما هو حال كثير من ائمة المساجد – له جهود خيرة في الاحسان الى الفقراء ومتابعة احوالهم وكانت على يديه ويدي زميل له فكرة انشاء الجمعيات الخيرية كما نشاهدها في جامع الفرقان في الربوة او جامع الذياب في السلي او بقية الجوامع التي يلتصق بها جمعيات خيرية تابعة لها يقوم عليها الامام ومجموعة من ( المطاوعة ) ويرتبون امور الاسر المحتاجة في ملفات يوزعون عليها الصدقات والتبرعات والاحسان والزكوات !! ما الدافع لهم وماذا يعطون مقابل ذلك !!

- احد اقاربي يدور على السجون والاصلاحيات والمستشفيات – النقاهة – يرشد التائه ويصبر الجزع ويواسي المكلوم وينتشل المدمن من ادمانه ! هو مذ عرفته ( مطوع ) اغبطه على ما يقوم به !! وكان احد زملائه من القائمين على دعوة – واصلاح – الشباب التائهين اصحاب التفحيط والمخدرات والضياع والخمور ! يهب وقته لله يدور يرأب صدع السفينة التي تمخر عباب البحر وسط الرياح والامواج العاتية يشعب صدعا يحاول توسيعه سفهاء الصحافة والحكام والامراء والاعلام !! فلله هو من رجل بر وتقى ومعروف !! أليس أهله ونفسه احق بهذا الوقت من الناس !!

- امام مسجد سعى الى تفطير الصائمين وأحس بوخز الجوع في بطونهم !! ترك اسرته وقت الافطار ليجلس جنبا الى جنب بجوار بنغلاديشي او باكستاني او مصري او سوري من العمال الذين لا يجدون ما يسد جوعهم !! تطور الامر به الى ان اصبح اعداد من يفطر عنده بالمئات !!

- صديق الطفولة يعمل في الهيئة ( مطوع ) يقضي سحابة نهاره فيها وجزء من ليله ! ألتقيه احيانا فامازحه : يا مطوع يا تعبان يا شركة صلوا !! فيضحك ضحكة رائعة رائقة !! أقول له لم لا نلتقيك في المساء !! فيقول مدة عملي المطلوبة مني ثماني ساعات !! وامدها الى اثنتي عشرة ساعة في اغلب الاحوال !! فقلت له لم ؟ فقال المجتمع يحتاج الى عمل مضاعف والقدرات ضعيفة والحال كما تعلم واسوأ !! قلت له ممازحا !! ما عندكم الا صلوا وملاحقة المغازلجية !! فضحك وقال ليت الامر كان كذلك اذا لسقط ثلاثة ارباع عملنا !! قلت اذا ؟ قال : المخدرات موال !! والخمور ومصانعها موال !! واوكار الدعارة وفضائعها موال اخر !! وقضايا الزنا ومقدماته موال اخر كم من اسر سترنا عليها وبيوت انقذناها من التهدم !! قلت له اعانكم الله فوالله لو كلفت بربع هذا العمل لم اقم به !! سالته عن السحر والسحرة ؟ فقال وهؤلاء ايضا لهم من الجهد الكثير !! قال لي قبل سنوات حين رحل اليمنيون : ابشرك ان نصف عملنا قد خف !! قلت لماذا ؟ قال بذهاب اليمنيين سقطت اعمال كثيرة كنا نقوم بها فاليمني لا يتورع عن عمل !! دعارة خمور مخدرات افلام جنس حشيش سحر وكل ما تتصوره !! قلت له باقي لكم الباكستانيين !! قال لكل جنسية فن يحترفونه والباكستاني وان كان شرسا وقاتلا فهو يبادر مباشرة الى سل خنجره والطعن الا انه اخف شرا من اليمني !! قلت جزاكم الله كل خير عن المجتمع فانتم اشبه باجهزة كثيرة جدا في جهاز يحاول ان يجهز عليه من لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر !

- شاب ( مطوع ) لفظ انفاسه الاخيرة وهو يقود سيارته بين مدينته وقرية ينقل اليها المساعدات من مأكل ومشرب وملبس ، وغيره يلفظ انفاسه في وكر دعارة او حادثة تفحيط !! او فرارا بطفل يلوط به ! لم هذا الشاب التقي يتفقد فقراء بلده !! ولماذا يروح ويغدو عليهم بالخيرات دون ان يكون هناك من يأمره ويحثه !!

- اذا نظمت من هذه المتفرقات والاعمال الجليلة النابعة من تدين صادق لا يخالطه شائبة من الهوى وحظوظ النفس واضفت اليه اعمالا اخرى عظيمة كالجهاد وتفقد المحتاجين والسعي على الارامل والمساكين تبين لك ان من يسمون ( بالمطاوعة ) هم لا شك من اسباب رحمة الله بهذه الامة ومن اسباب نهضتها وتقدمها وسيكونون السبب الاول والاوحد لانعتاقها من منظومة الكفر الدولية وسيكونون المحرر الاساس من ربقة الصليب وتبعية الصليبيين في هذا العصر ! ابحث عنهم في كل مكان ستجد منهم الكيميائي والفيزيائي والجيولوجي والحاسوبي والمربي والطبيب والمهندس والمعلم والعامي !!!

- لا بد ان نعبر القنطرة بيننا وبين هذا القطاع من المجتمع ( المطاوعة ) فهم ابناء المجتمع والحريصون على سلامته ونقائه !! فمن قال ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حكرا عليهم !! ولماذا لا نحمل العبء عبء مجتمعنا معهم ونساهم في رفعته وعلوه !! لم كل عمل يخص الاخرة او اعانة الاخرين او انقاذ الضالين نرميه برمته على ( المطاوعة ) لم لا نقترب منهم ونعينهم !!

- هناك اخطاء من بعض من يصنفون ( بالمطاوعة ) وجميل ان نتذكر انهم بشر يحسون ويشعرون كالبشر !! هم ابناء المجتمع بصحرائه وجباله ووهاده وسهوله وحره وبرده !! لا ينعتقون فيما لهم من اخطاء عن طبائع البشر ونقص البشر وما تصبغه البيئة بهم من صفات ! معا يدا واحدة للنهوض بامتنا ومجتمعنا الذي يحرص فيه العلمانيون والنفعيون والشهوانيون على شده الى الارض بل الهوي به الى قعر هاوية موحشة !






منقـــــول ...وجزى الله خيرا من كتبه