المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين النصيحة ...و التعيير !!!



بنــوتة حلووووة
07-12-2002, 01:04 PM
http://www.arabia.com/comp/cards/custom/image/0,9281,20952,00.gif

الفرق بين النصيحة ...و التعيير

النصيحة و التعيير يشتركان فى أن كل منهما ذكر إلانسان بما يكره ذكره ، وقد يشتبه الفرق بينهما عند كثير من الناس و نوضح الاتى :

التجريح للمصلحة لا ينافى الغيبة

اعلم : أن ذكر الإنسان بما يكره محرم إذا كان المقصود منه مجرد الذم و العيب و النقص .
فأما إن كان فيه مصلحة لعامة المسلمين ، فليس بمحرم بل مندوب إليه .
و قد قرر علماء الحديث هذا فى كتبهم فى الجرح و التعديل .
كذلك تبيين من أخطأ فى فهم معاني الكتاب و السنة و تأول شيئا منها على غير تأويله ليحذر من الإقتداء به فيما أخطأ فيه ، وقد أجمع العلماء على جواز ذلك أيضا
ولهذا نجد فى كتبهم المصنفة فى أنواع العلوم الشرعية من التفسير وشروح الحديث و الفقه ممتلئة من المناظرات و ردوا أقوال من تضعف أقواله من أئمة السلف و الخلف من الصحابة و التابعين و من بعدهم . ولم يترك ذلك أحد من أهل العلم ، ولا أدعى فيه طعنا على من رد عليه قوله ، ولا ذما ولا نقصا ....اللهم إلا أن يكون المصنف ممن يفحش فى الكلام ، ويسيء الأدب فى العبارة فينكر عليه فحاشته وإساءته دون أصل رده ومخالفته إقامة بالحجج الشرعية و الأدلة المعتبرة ، وبسبب ذلك إن علماء الدين كلهم مجمعون على قصد إظهار الحق الذي بعث الله به رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولأن يكون الدين كله لله ، وأن تكون كلمته هي العليا .

وجوب أتباع الحق

كان أئمة السلف المجمع على علمهم و فضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم ، وإن كان صغيرا ، ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر فى غير قولهم .
كما قال عمر ـ رضي الله عنه ـ فى مهور النساء ، وردت المرأة بقوله تعالى : " وآتيتم إحداهن قنطارا " النساء 20 ، فرجع عن قوله و قال : " أصابت امرأة وأخطأ عمر " وروى عنه أيضا : " كل أحد أفقه من عمر " .

وكان الشافعي يبالغ فى هذا المعنى ويوصى أصحابه بإتباع الحق وقبول السنة ، إذا ظهرت لهم على خلاف قولهم وأن يضرب بقوله حينئذ عرض الحائط .
وكان يقول فى كتبه : لابد أن يوجد فيها ما يخالف الكتاب و السنة لأن الله تعالى يقول : " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " النساء 82 .

و قد أنكرت العلماء مقالات ابن عباس فى المتعة و الصرف و العمرتين و غير ذلك .
ومن رد على سعيد بن المسيب قوله فى إباحة المطلقة ثلاثا بمجرد العقد و غير ذلك مما يخالف السنة الصريحة .
ورد على الحسن قوله فى ترك الاحداد عن المتوفة عنها زوجها .
وعلى عطاء فى إباحته إعادة الفروج
و على طاووس قوله فى مسائل متعددة شذ بها عن العلماء .
وعلى غير هؤلاء ممن أجمع المسلمون على هدايتهم و درايتهم و الثناء عليهم ، ولم يعد أحد منهم مخالفوه فى هذه المسائل و نحوها طعنا فى هؤلاء الأئمة ولا عيبا لهم .

وأما مراد الراد بذلك إظهار عيب من رد عليه وتنقصه و تبيين جهله وقصوره فى العلم و نحو ذلك كان محرما .
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من يتبع عوراتهم ، يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو فى جوف بيته " رواه ابوداود وأحمد والترمذي .
وهذا كله فى حق العلماء المقتدى بهم فى الدين ، فأما أهل البدع و الضلالة و من تشبه بالعلماء وليس منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيرا من الإقتداء بهم

علامات النصيحة لله ورسوله

من عرف منه أنه أراد برده على العلماء النصيحة لله ورسوله فإنه يجب أن يعامل بالإكرام و الاحترام و التعظيم كسائر أئمة المسلمين .
ومن عرف أنه أراد برده عليهم التنقيص و الذم وإظهار العيب ، فإنه يستحق أن يقابل بالعقوبة ليرتدع هو ونظراؤه عن هذه الرذائل المحرمة .
ويقوى ذلك الظن ممن يظهر منه أمارات السوء مثل كثرة البغي والعدوان وقلة الورع ، وإطلاق اللسان وكثرة الغيبة و البهتان ، و الحسد للناس على ما آتاهم الله من فضله ، وشدة الحرص على الرئاسات قبل الأوان . ومن عرفت فيه هذه الصفات التي لا يرضى بها أهل العلم و الأيمان فإنه يستحق مقابلته بالهوان .
ومن لم تظهر منه أمارات بالكلية تدل على شىء فإنه يجب أن يحمل كلامه على أحسن محملاته ، وقد قال عمر ـ رضي الله عنه ـ : " لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المسلم سوء وأنت تجد لها فى الخير محملا " .

وفى الترمذي وغيره مرفوعا
" من عير أخاه بذنب لم يمت حتى يعمله "
قال الفضيل بن عياض : " المؤمن يستر وينصح و الفاجر يهتك ويعير "
فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح و التعيير . وهو أن النصح يقترن به الستر و التعيير يقترن به الإعلان ، وكان يقال :
" من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيره " .
فشتان بين من قصده النصيحة وبين من قصده الفضيحة ، ولا تلتبس إحداهما بالأخرى إلا على من ليس من ذوى العقول الصحيحة .

عقوبة من أشاع السوء

عقوبة من أشاع السوء بأخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكشف عورته ، أن يتبع الله عورته ويفضحه ولو فى جوف بيته . كما ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من وجوه متعددة .
و أخرج الترمذي : عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله و يبتليك " .

أقبح أنواع التعيير

ومن أظهر التعيير : إظهار السوء وإشاعته فى قالب النصح وزعم إنما يحمله على ذلك العيوب إما عاما أو خاصا .
وكان باطنا غرضه التعيير و الأذى فهو من المنافقين الذين ذمهم الله فى كتابه فى مواضع ، فإن الله ذم من أظهر فعلا وقولا وأراد به التوصل إلى غرض فاسد يقصده فى الباطن وعد ذلك من خصال النفاق كما فى سورة براءة ، التي هتك الله فيها المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة .
قال تعالى : " والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل ..." التوبة 107 .
وقال تعالى : " لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ..." آل عمران 188 .

تقوى الله سبيل النجاة

ومن بلى بشيء من هذا المكر ، فليتق الله ويستعين به ويصبر فإن العاقبة للتقوى ، كما قال الله تعالى بعد أن قص قصة يوسف وما حصل له من أنواع الأذى و المكر و المخادعة
قال تعالى : " وكذلك مكنا ليوسف في الأرض " يوسف 21
و قال تعالى في قصة موسى عليه السلام
قال تعالى : " استعينوا بالله واصبروا ..." الأعراف 128 .

وقد أخبر تعالى أن المكر السىء يعود وباله على صاحبه ، قال تعالى :
" ولا يحيق المكر السىء إلا بأهله " فاطر 43 .

و الواقع يشهد بذلك

و الله من وراء القصد ...وهو يهدى السبيل

بنـــــــت حلـــــــــوة

http://www.arabia.com/comp/cards/custom/image/0,9281,20952,00.gif