المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهــــرامات الوهـــــــم ......



overprotected
07-12-2002, 08:25 PM
للأمــــــــــانة منــــــــــــــقوووووووووووووول :cool:

أهرامات الوهم ... إنهم يبيعون الهواء

القاهرة - وائل غنيم [مدير التسويق بشركة جواب لتقنيات البريد الإلكتروني - wael@gawab.com]
هاتفني أحد أصدقائي وقد بدا على صوته الاهتمام الشديد .. وطلب مني لقاءه في نفس الليلة .. فسألته عن السبب .. فقال لدي مشروع سيدر عليّ وعليك دخلا كبيرا .. ولأنني أعمل في التسويق من خلال شبكة الإنترنت لفترة ليست بالقصيرة اعتقدت أنه يعني مشروعا تجاريا أو موقعا خدميا يهدف للربح .. ولكنه رفض إخباري بالسر حتى أتقابل معه ..
"كل ما عليك هو أن تشترك في هذا الموقع برسم اشتراك 550 جنيها لتحصل على برامج لتعليم الكمبيوتر.. وإذا استطعت أن تقنع 9 أفراد بالاشتراك تحتك، فستحصل على مبلغ 225 جنيها ولكن هذا له ضوابط معينة، كما ستحصل على نسبة أيضا إذا ما قاموا هم أيضا بإقناع الآخرين وسيظل ربحك يرتفع ويصل لمئات الآلاف من الجنيهات دون حتى أدنى مجهود منك .. فها هو أحد الذين أعرفهم قد حصل الأسبوع الماضي فقط على شيك بقيمة 700 دولار في أسبوع" .. كانت هذه كلمات صديقي الصيدليّ، الذي برقت عيناه .. وحملته الرغبة في الثراء السريع السهل على التحرك بكل ما يستطيع من قوة لإقناع الجميع بالاشتراك بهذا الموقع .. ولكن هذا الحلم قد أعمى عينه وأعين أكثر من 40 ألف مشترك عن التفكير العميق قبل اتخاذ هذه الخطوة الجريئة. ولعلي في هذا البحث الذي ما كتبته إلا حرصا على أبناء هذه الأمة من الانجراف تحت هذه الشعارات دون أن تتاح لهم فرصة الاستماع للرأي الآخر .. والأمر في النهاية للقارئ يتصرف فيه كيف يشاء. ولعلي أعتذر للقارئ الكريم عن طول صفحات البحث وذلك لشعوري بأهمية هذا الأمر وخطورته.

أولا: نشأة الفكرة وشرح مبسط لكيفية عملها:
من المعروف في مجال التسويق أن التسويق المباشر عبر الجمهور أو ما يسمى بـ Word of Mouth هو من أشهر وسائل التسويق ومن أكثرها فاعلية، حيث أن الفكرة تعتمد على أن قيام العميل بعرض المنتج على صديقه الذي يثق فيه فيتحرك الصديق لشراء المنتج دون أدنى إحساس بالمخاطرة والتي هي عامل هام في إنهاء عمليات الشراء. وقد قام الباحثون في علم التسويق بمحاولة تحويل هذه الطريقة إلى نظام علمي متكامل يدفع العميل للتحرك من أجل نشر المنتجات في مقابل امتيازات يحصل عليها سواء كانت على شكل تخفيضات أو هدايا أو نسبة من المبيعات، وبالفعل نشأ العلم الذي سمي بـ: شبكات التسويق أو Network Marketing الذي كانت بوادره في الأربعينيات على يد "كارل ريهنبرج"، وقد اتخذت هذه الشبكات صورا متعددة وقام بعضها على أساس أن يتمتع المشترك بالفائدة كلما اشترك شخص من خلاله، أو من خلال من اشترك من خلاله، وهكذا تدور الحلقة لتكوّن ما يشكل: هرما في قمته مؤسس الشركة وفي قاعه مجموعة من العملاء الذين انضموا حديثا لهذا النظام على أمل توسيع القاعدة.
ثانيا: شبكات التسويق أم أهرامات الوهم:
فرق أهل الخبرة بين شبكات التسويق التي هي وسيلة مشروعة وتبدو في شكلها منطقية، وبين أهرامات الوهم التي نحن بصدد الحديث عنها، وقد اعتبرت بعض الولايات في أمريكا أهرامات الوهم وسيلة تجارية غير مشروعة يعاقب من يقدم على القيام بها، وتبسيطا للقارئ هذه مجموعة من الفروق التي يمكنك أن تستشف منها الفارق بين الطريقتين:
شبكات التسويق:
- هي فكرة تسويقية نشأت لدعم تسويق منتجات شركة معينة
- الاشتراك بمبلغ رمزي أو مجاني
- يتم التمتع بالمميزات في حالة بيع منتجات الشركة
- توفر للعملاء مجموعة كبيرة من المنتجات وتكون الفائدة بناء على كمية المنتجات المباعة
- تحقق الشركة أرباحها من مكسب بيع المنتجات
- عمر الشركة الزمني يتوفق على نوع نشاطها وقد تمتد لعقود
أهرامات الوهم:
- هي أساس عمل الشركة التي تقوم بها
- الاشتراك يكون باهظ الثمن
- أغلبها قائم على فكرة بيع الهواء ويقوم بعضها بالتلاعب على هذا الأمر من خلال بيع منتجات بأضعاف سعرها الحقيقي
- حجم المنتجات التي يمكن شراءها قليل ويكون على شكل مجموعة كاملة، وتكون الفائدة بناء على عدد المشتركين الجدد
- تحقق الشركة أرباحها من اشتراكات المشتركين
- عمر الشركة الزمني أربع سنوات فأقل


ثانيا: قبل أن تشتري الوهم .. استخدم عقلك:
بعد أن أوضحنا الفارق الجلي بين شبكات التسويق وأهرامات الوهم، وقبل أن ننقل للقارئ العربي الصورة الحقيقية لهذه الشركات والقوانين التي سنّت للحد من نشاطها وتحذير الشعوب منها وكذلك دراسات نشرت في وسائل الإعلام الغربية حولها، دعونا أولا نتناقش بالعقل وبالمنطق كيف أن هذه الفكرة هي فكرة فاشلة بكل تأكيد وجدارة. تقوم هذه الفكرة على منطق أشبه بالقمار، حيث أن الجميع يضع أمواله على الطاولة ثم يجمعها من هو أجدرهم قدرة على الكلام وإقناع الآخرين، وتلعب الأقدمية الدور الهائل في تحقيق الآلاف المؤلفة، حيث أن مؤسس العمل ومن تبعه حتى درجة معينة من درجات الهرم (تختلف بحسب انتشار الشركة ودرجات الهرم) هم من يحققون المكاسب الرهيبة وهم هنا يمثلون دور المقامر الذي يكسب الرهان .. أو يجمع المال، ولا يدخل في مكاسبهم الكبيرة ذكاءهم الشديد فكل ما قاموا به هو إقناع عدة أشخاص وجلسوا جانبا يلاحظون ما سيقوم به أتباعهم وهكذا، ويبقى أن الأول هو الأفضل .. وبما أن الأمر الآن أسهل ما يمكن تصوره .. فالهرم ينقسم لعدة أدوار رئيسية:
أولا: ملوك أهرام الوهم وهم الذين كما ذكرت آنفا سيحققون المكاسب الوهمية بسبب أسبقيتهم ونسبتهم ضئيلة جدا
ثانيا: تجار أهرام الوهم وهم من سيحققون مكاسب لكنها عادية جدا وليست التي بنوا عليها آمالهم ونسبتهم ضئيلة
ثالثا: الناجون من مصيدة أهرامات الوهم وهم الذين لم يكسبوا ولم يخسروا فقد استطاعوا تحقيق المبلغ الذي دفعوه ونسبتهم معقولة
رابعا: ضحايا الوهم وهم أكثر من 80 بالمائة من مستخدمي هذا النظام، وتزيد نسبتهم كلما زادت درجات الهرم
وبهذا ففي كل 10 يشتركون في هذا النظام منهم 8 قد اشتروا الوهم وخسروا المبلغ الذي دفعوه تماما، بينما نجا منهم واحد ليقع تحت التصنيفات الأخرى اعتمادا بالأساس على توقيت دخوله في الهرم وعلى قدرته على إقناع المزيد من الضحايا، كما تقل نسبة القادرين على الاقناع كلما نزل الهرم لدرجات أعمق وهذا يشرح لنا أن تحقيق المكاسب الزائدة لن يكون إلا على أساس اشتراك المزيد من الخاسرين، لأن الشركة بالأساس تربح .. وملوك وتجار الوهم يربحون .. ولا يتبقى في هذه المعادلة الرياضية سوى ضحايا الوهم .. الذين يتبرعون بأموالهم لملوك وتجار الوهم.
ولكن على الرغم من هذا التحليل البسيط، فإن للتسويق فنون، ومن فنون التسويق تعلمنا كيف نبيع للعميل ما يحتاجه ومالا يحتاجه، فكان التركيز في شرح هذا النظام على عامل الثراء السريع ووضع مخططات عرضية ورأسية ورسومات بيانية تؤكد لك أن الطريق إلى الثراء مفروش بالورود، كما أخفت الشركة تماما نسب توزيع فئات المشتركين على تقسيم الهرم الذي ذكرته أعلاه، فكم بالمائة منهم ملوك وتجار وكم منهم نجا من مصيدة أهرامات الوهم وكم منهم من ضحايا الوهم، وبالتأكيد لن تستطيع الشركة إظهار هذه الأرقام لأنها وببساطة ستكون أقوى دليل على إقناع الناس بعدم الاشتراك فيها. ولعل اللعب على باب الأمل يجعل الكثيرين يظنون أنهم سيكونون من النسبة الضئيلة الناجية، ولعل هذا يذكرني بحديث روي في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم عن تحول نهر الفرات إلى ذهب وأن الناس ستتقاتل عليه وسيقتل من كل مائة، تسعة وتسعين رجلا .. ومع علم الناس بهذه الحقيقة فسيقول بعضهم لعلي سأكون أنا الناجي فيذهب ليقاتل حالما بالذهب مع علمه بأن فرصته في النجاة هي واحد على مائة!!
وزد على هذا، فإن هذه الشركات كما ذكرت آنفا تتميز بقصر عمرها، فعدم القدرة على تحصيل اشتراكات أخرى هو إذن بنهاية الشركة وإغلاقها، ويؤكد المنطق أنه كلما مر عام على هذه الخدمة كلما ضعف انتشارها وذلك ببساطة لزيادة نسبة ضحايا الوهم الغير قادرين على تسويقها مما سيجعلهم يوصلون فكرة سلبية عنها لباقي الجمهور الذي سيعزف عن الاشتراك خوفا من المخاطرة، بعكس من يشترك في بداية الخدمة حيث الجميع يقبل عليها بنهم دون دراسة ولا تفكير.
ناهيك عن أن هذه الشركات غالبا لا يكون لأصحابها مصداقية في عالم التجارة من قبل، وأغلبهم من الشباب الذي أعجبه طريقة تنفيذ الفكرة ونسخها من بلاد الغرب، وهنا يمكن لهذه الشركة أن تعلن إفلاسها بين يوم وليلة وتغلق أبوابها ويذهب صاحبها بالمال بعيدا عن أعين الجميع.


ثالثا: ضحايا أهرامات الوهم:
لم تأت تلك المواقع العربية بجديد حينما طبقت نظام أهرامات الوهم، وإن كانت تأخرت بعقود عن نمو الفكرة في بلاد الغرب، ولأننا يجب أن نتعلم من أخطاء غيرنا فقد حرصت هنا على عرض بعض ما كتب عن الموضوع في مختلف وسائل الإعلام:
- نشر الاتحاد التجاري الفيدرالي التابع للحكومة الأمريكية تحذيرا لعدم الوقوع ضحية لنظام أهرامات الوهم، وقد ذكر فيه عدة نصائح مثل: لا تنخدع بأي نظام يعدك بأرباح نظير قيامك بتجنيد عملاء جدد، انتبه من المشاريع المجهولة التي تطالبك بدفع مبالغ مالية كبيرة، لا تقم بتوقيع أي عقود أو اتفاقات في لحظات التعرض لضغط عصبي ونفسي لقبول الخدمة (1)
- في 5 يناير عام 2000 نشرت إدارة حماية المستهلك بأحد الولايات الأمريكية تحذيرا من ناد اتخذ طريقة بطاقات الاشتراك كوسيلة لنشر أهرامات الوهم، وهي التي تقوم على نفس فكرة المواقع كما ذكرت من قبل، وقد حذرت إدارة الشئون التجارية بالولاية من هذه الأهرامات الوهمية وقد وضعت لها الصفات التالية: أنها تعد بالربح السريع والمؤكد، أنها تظهر للجميع مدى نجاح الفكرة من خلال بعض العملاء الذين اشتركوا فيها، أنها تقوم بلقاءات مباشرة تعمل فيها على ضغطك نفسيا بحيث لا تفكر وتشترك بمجرد انتهاء هذه اللقاءات، وقد أكدت الإدارة أن أهرامات الوهم هي أكذوبة كبرى وأن أقل القليل من المشتركين هم الذين يفوزون فقط (2)
- أضافت الحكومة الكندية في قوانين الجرائم جزءا خاصا بتجريم كل فرد أو مجموعة تمارس نظام أهرامات الوهم، وكانت الحكومة قد وصفت هذا النظام بأنه طريقة تقوم على أساس دفع مبلغ للاشتراك ضمن مجموعة وذلك في مقابل حضور محاضرات أو الحصول على مواد تعليمية حول هذا الموضوع، وبعدها يتم مطالبة الضحية بمحاولة إقناع عدد معين من المستخدمين بالقيام بها. ويوضح موقع الشرطة الكندية أن ملايين الدولارات قد جمعت من المشتركين الذين خسروا أموالهم، بينما فاز عدد قليل جدا بكمية هائلة من الأموال. (3)
- نشر روبرت كارول صاحب كتاب: False Profits أو مكاسب خاطئة، شرحا مبسطا يثبت للجميع أن طريقة أهرامات الوهم ليست سوى عملية نصب على نسبة كبيرة من المشتركين يفوز فيها رؤوس الهرم الذي غالبا ما يتمثل في صاحب الشركة ومن معه من مؤسسين، وأنا أنصح كل من لم يقتنع بالأدلة الموجودة أعلاه أن يقرأ هذه الدراسة حيث تحتوي أمثلة حية وواضحة جدا بهذا الصدد(4)
- في تقرير نشرته وكالة أنباء البي بي سي تحقيقا عن أهرامات الوهم في انجلترا، منذرة بخطرها للطريقة المخدرة التي يصطاد بها أصحاب المشروع الضحايا، فعلى الرغم من الخسائر التي نالها الكثير من الضحايا إلا أن المزيد لا يزال يقع في شراك الخديعة، وقد نصح خبراء التجارة البريطانيين ومسؤولي الحكومة المواطنين بعدم الانسياق وراء هذه الدعاوي الزائفة. (5)

رابعا: دورنا في هذه القضية:
كان أكثر ما دفعني لكتابة هذا البحث وقضاء وقت طويل في تجهيزه هو بريق الأمل الذي ينبعث من أعين المشتركين والذي سرعان ما سيتحول 90 بالمائة منه إلى دموع حزن ليس على مبلغ بسيط تم دفعه بل على أمل ضاع وسط الآمال العريضة التي يحلم بها شباب أمتنا، وإنني أرى أهمية القيام بالخطوات التالية لحماية المجتمع من ضحايا جدد خاصة أن بعض هذه الشركات قد بدأ أصحابها يتوسعون في الدول العربية وفي تجمعات الشباب ... :
- أن تقوم الحكومات بسن قوانين صارمة بخصوص هذا النوع من التجارة الغير الرابحة على غرار الدول الغربية مثل أمريكا وكندا وانجلترا
- أن يحذر الشباب من وعود الثراء الكاذبة ولا ينساق وراء العواطف حتى ولو كان المبلغ الذي يخاطر به قليلا
- تنبيه الآخرين وحثهم على التفكير كثيرا قبل الاشتراك في مثل هذه المواقع وذلك من خلال نشر هذه الرسالة وسط جميع الأصدقاء والمعارف خاصة من الشباب
- قيام الصحفيين ووسائل الإعلام بالتعرض للقضية بشكل علمي ومتزن ويمكن مراسلتي في حالة الرغبة في الحصول في المزيد من المعلومات أو التقارير
- توضيح الصورة لرجال الدين حيث أن البعض منهم قد أفتى بجواز هذه التجارة دون معرفة أبعادها
وفي النهاية أعتذر عن الاستطالة في هذا البحث، ويمكنكم مراسلتي في حالة وجود أي استفسارات حول ما ذكر فيه.
وائل غنيم (wael@gawab.com)
مدير التسويق بشركة جواب لتقنيات البريد الإلكتروني

مسودة:
(1) Don't Get Burned by a Pyramid Scheme
(2) Gift Clubs Nothing More Than Pyramid Scam
(3) RCMP Frauds Scams Alerts - Pyramid Schemes
(4) Pyramid Schemes, Chain letters and Ponzi schemes
(5) BBC NEWS: Pyramid investors still

وجود قمار علني وتباع البطاقة الواحدة منه باكثر من 100 دولار وتقوم بها شركة البز ناس والتي اسرعت باخذ فتوى من الشيخ بن جبرين بالترويج لها عبر مسوقين اضافة لصاحب الامتياز بالسعودية وهو اماراتي ..
والفتوى ومن اطلع عليها يرى النقص الواضح في شرح عملها مما لم يتبين للشيخ فيها محذور وقد سمعت من الاخوة ان الشيخ قد تراجع عن فتواه هذه وتوقف عن اجازتها وسوف اقوم بتزيل الفتوى اذا صدرت باذن الله فالنحذر وليحذر الجميع منها وليتقي الله من يقومون بالترويج لها
اما اسباب منع مثل هذه التعاملات ما يلي :
الفكرة الجوهرية للبرنامج الذي تتبناه هذه الشركة، وعشرات غيرها، بسيطة. وتتلخص في أن يدفع المشارك في البرنامج مبلغاً من المال للشركة مقابل الفرصة في أن يقنع آخرين بمثل ما قام به (أن يدفعوا للشركة)، ويأخذ هو مكافأة أو عمولة مقابل ذلك. ثم كل واحد من هؤلاء الذي انضموا للبرنامج سيقنع آخرين ليدفعوا أيضاً، ويحصل الأول على عمولة إضافية، وهكذا. فأنت تدفع لزيد على أن تأخذ من عمرو وعبيد...
أين الخلل؟
إن مكمن الخلل في هذا النظام هو أنه غير قابل للاستمرار، فلا بد له من نهاية يصطدم بها ويتوقف عندها. وإذا توقف كانت الطبقات الأخيرة من الأعضاء هي الخاسرة، والطبقات العليا هي الرابحة. والطبقات الأخيرة تفوق في العدد أضعاف الطبقات العليا، وهذا يعني أن الأكثرية تخسر لكي تربح الأقلية. ولذلك فإن هذه البرامج في حقيقتها تدليس وتغرير وبيع للوهم.
ولكنا نعلم أن سكان الكرة الأرضية لا يتجاوز عددهم 6 مليار نسمة، وهذا يعني أن الهرم لا بد أن يتوقف قبل المستوى 33، حيث يتجاوز عدد الأعضاء 8 مليارات. فإذا توقف النمو، فإن أعضاء المستوى الأخير لن ينجحوا في تحقيق أي مبيعات إضافية أو انضمام أعضاء جدد، فهم قد دفعوا ثمن الانضمام للبرنامج دون مقابل. هذه المبالغ تمثل خسارة على هؤلاء وربحاً للمستويات العليا.
ومن الناحية العملية سيتوقف الهرم قبل ذلك بكثير. لنفترض أنه توقف عند المستوى 20، حيث يبلغ أعضاء هذا المستوى أكثر قليلاً من مليون. بناء على ما سبق فإن العضو لا يحصل على أي عمولة حتى يبلغ عدد المستويات تحته 3 مستويات. أي أن المستويات الثلاثة الأخيرة (المستويات 18، 19، 20) لن تحصل على أي عمولة، بينما سيحصل أعضاء المستوى الرابع من الأسفل (المستوى 17) على عمولة وإذا كان أعضاء المستوى الأخير نحو مليون، والذي قبله نصف مليون، والذي قبله ربع مليون، فهذا يعني أن نحو 750 ألف عضو قد دفعوا نحو 1.7 مليار دولار بدون أي مقابل. أما أعضاء المستوى الرابع من الأسفل (وعددهم نحو 125 ألف) فسيحصل كل منهم على عمولة أقل من ثمن البضاعة التي اشتراها لينضم إلى البرنامج......
موقف القانون من البرامج الهرمية
تمنع القوانين الغربية (الأمريكي خاصة) برامج التسلسل الهرمي (pyramid shemes) حيث يدفع المشترك رسوماً لمجرد الانضمام للبرنامج، وليس هناك أي بضاعة أو سلعة يتم تداولها. أما إذا كانت هناك سلع، فإن القانون لا يمنع منها، وهذه نقطة ضعف انتقدها كثير من الكتاب الغربيين بناء على أن السلعة في هذه البرامج هي مجرد ستار وذريعة للبرامج الممنوعة، إذ النتيجة واحدة في الحالين.
التقويم الشرعي
الإسلام هو دين الفطرة، والشريعة الإسلامية قائمة على العدل ومنع الظلم، فإذا أدرك العقلاء ما في هذه المعاملة من الغش والاستيلاء على أموال الآخرين بغير حق ودعوا من ثم إلى منعها، فالإسلام أولى بذلك.
ويمكن تعليل القول بحرمة الاشتراك في هذا النوع من البرامج بالأسباب التالية:
1. أنه أكل للمال بالباطل.
2. ابتنائه على الغرر المحرم شرعاً.
3. تضمنه لبيعتين في بيعة المنهي عنه.
أكل المال بالباطل
تبين بوضوح مما سبق أن هذا النوع من البرامج لا يمكن أن يستمر بلا نهاية، بل لا بد أن يتوقف. وإذا توقف كان لا بد من وجود من يخسر لمصلحة من يربح، والخاسرون هم الأغلبية الساحقة كما سبق، والرابحون هم القلة. أي أن القلة كسبوا مال الأكثرية بدون مقابل، وهذا أكل المال بالباطل الذي نـزل القرآن بتحريمه. ويسمى هذا النمط عند الاقتصاديين: تعامل صفرية (zero-sum game)، حيث ما يربحه البعض هو ما يخسره البقية.
الغرر أصل الغرر المحرم: هو بذل المال مقابل عوض يغلب على الظن عدم وجوده أو تحققه على النحو المرغوب. ولذلك قال الفقهاء: الغرر هو التردد بين أمرين، أغلبهما أخوفهما (انظر الغرر وأثره في العقود، د. الصديق الضرير، ص 30). والذي ينضم إلى هذا البرنامج يدفع مبلغاً من المال مقابل أرباح الغالب عدم تحققها.
ولبيان هذه النقطة أكثر، لنفترض أن احتمال نجاح العضو في إقناع آخر بالانضمام للبرنامج هو 80 %. بمعنى أن العضو إذا عرض على شخص شراء بضاعة من الشركة والانضمام إلى التسلسل الهرمي في التسويق، فالغالب أن هذا الشخص سيقبل العرض وينضم للبرنامج. لاحظ أن هذه النسبة أعلى بكثير من الواقع، لكنا نفترض تنفيذ البرنامج على أفضل الأحوال.
ما هو احتمال حصول العضو على عمولات تعوض ما دفعه؟ سبق أن أشرنا إلى أنه لا بد من نمو الهرم إلى أربع مستويات تحت العضو لكي يحقق أرباحاً. فما هو احتمال نمو الهرم إلى هذا الحد حتى إذا افترضنا أن الهرم لن يتوقف؟ إذا كان احتمال نجاح كل عضو في الهرم في ضم شخص آخر إليه هو 80 %، فإن احتمال تحقق 10 عمليات على أقل تقدير في كل فرع يساوي (80 %)20 = 1.1 %، أي أنه احتمال تافه من الناحية العملية. وإذا علمنا أن الهرم لا بد أن يتوقف مهما كان الحال، فهذا يعني أن الدخول في هذا البرنامج في حقيقته مقامرة: كل يقامر على أنه سيربح قبل توقف الهرم.
ولو علم الشخص أنه سيكون من المستويات الدنيا حين يتوقف الهرم لم يكن ليقبل بالدخول في البرنامج ولا بربع الثمن المطلوب، ولو علم أنه سيكون من المستويات العليا لرغب في الدخول ولو بأضعاف الثمن. وهذا حقيقة الغرر المحرم، إذ يقبل الشخص بالدخول على أمل الإثراء حتى لو كان احتمال تحقق هذا الأمل ضعيفاً جداً من حيث الواقع. فالثراء هو الذي يغري المرء لكي يدفع ثمن الانضمام للبرنامج، فهو يغره بالأحلام والأماني والوهم، بينما حقيقة الأمر أن احتمال خسارته أضعاف أضعاف احتمال كسبه.
بيعتان في بيعة
قد يقال: إن الثمن الذي يدفعه المشترك هو مقابل السلعة وليس مجرد الانضمام للبرنامج، فهو ينتفع بشراء السلعة سواء استمر الهرم في النمو أم لا. وهذه هي الحجة التي تستند إليها الشركات التي تنفذ هذه البرامج في إقناع الجمهور بأنها تختلف عن البرامج الممنوعة قانوناً. لكن الجميع يعلم أن الذي ينضم إلى هذا البرنامج لا يريد السلعة ذاتها بل يريد الانضمام للبرنامج الهرمي، وهذا معنى قاعدة منع بيعتين في بيعة.
وأصل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعتين في بيعة، وحقيقة بيعتين في بيعة أنها محاولة للالتفاف على الأحكام الشرعية من خلال ضم عقد غير مقصود للطرفين أو لأحدهما، من أجل تنفيذ العقد الآخر، ولو استقل العقد الآخر لم يكن جائزاً. وفي برامج التسويق الهرمي فإن امتلاك السلعة غير مقصود للمشتري ولا مراد له، بل مراده هو الانضمام للبرنامج على أمل الثراء السريع. فالشراء مجرد ستار للانضمام للبرنامج، بينما الانضمام للبرنامج مقابل ثمن من الغرر وأكل المال بالباطل، كما تقدم، ومنعه محل اتفاق بين الفقه الإسلامي والقانون الوضعي. فأراد هؤلاء إيهام الجمهور أنه لا يوجد رسوم خاصة بالانضمام للبرنامج، بل هو مجاني لمن يرغب. لكنهم اشترطوا الشراء فهم يشترطون صراحة الشراء من أجل تحصيل العمولات، وهذا اشتراط لعقد في عقد: اشتراط لعقد الشراء في عقد الانضمام (أو السمسرة)، والشراء غير مرغوب ولا يحصل مصلحة المشتري، وإنما المراد هو الانضمام للبرنامج.
وقد يكون القانون الوضعي عاجزاً عن معالجة هذا الاحتيال، ولذلك كان محل انتقاد من المحللين والكتاب الغربيين. لكن الفقه الإسلامي بحمد الله أكمل وأقوم، إذ هو مبني على الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولذلك نبهنا النبي صلوات الله وسلامه عليه على منع هذه الحيل بهذه القاعدة العظيمة.
فيقال في ذلك كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "أفلا أفردت أحد العقدين عن الآخر ثم نظرت هل كنت مبتاعها أو بايعه بهذا الثمن؟" (بيان الدليل، ص 232-233، ط المكتب الإسلامي). فلو أفرد الانضمام عن الشراء
الخلاصة
إن البرامج القائمة على التسلسل الهرمي، ومنها البرنامج المذكور في السؤال، مبنية على أكل المال بالباطل والتغرير بالآخرين، لأن هذا التسلسل لا يمكن أن يستمر بلا نهاية، فإذا توقف كانت النتيجة ربح البعض على حساب خسارة البقية. ولا يفيد في مشروعيته وجود الشراء، بل هذا يجعله داخلاً ضمن النهي عن بيعتين في بيعة. والعلم عند الله تعالى.
كتبه سامي السويلم جزاه الله خيرا ،،،
-- ارسل هذا الموضوع الى اصدقائك لتنبيههم وجزى الله خيراَ من اعان على نشرها ..
سلملم ..........:cool: (منقوووووووووووووووووووووووووول)...

overprotected
07-12-2002, 08:28 PM
اخواني ترى انا مب وائل غنيم ....:0)