Liana
13-12-2002, 10:17 PM
إخوتي الأعزاء: مرورا بمغامرات الجميلة إيدا ، الجاسوس هانك والصحفي المجهول ريتشارد ساريوس ، أتطرّق الآن الى مغامرة أخرى بمدينة الرعب ، وبعد أن امتلأت المدينة بالوحوش والفوضى وأصبح شعارها الحالي هو "لا أمل لك أن تعيش بعد الآن" ، شعار مفزع جدا بنظري ، ولكنه أصبح لا شيء بعد اصرار مجموعة من الأبطال المدهشين على النجاة والحياة اذ لابد من وجود بصيص أمل بنهاية الطريق ، جيل الحسناء أذهلتنا بما فعلت بالمدينة ، اصرارها وعزمها القوي على النجاة رغم مرورها بأحداث تعجز النفس البشرية عن تحملها ، كموت براد صديقها بالفريق وملاحقة النمسيس لها أينما ذهبت ، هذا يتطلب قلبا جريئا ومقاوما أيضا ، ولا ننسى صديقنا كارلوس ، اذ كان واحدا من المخدوعين الذين توقعوا بأمبريلا خيرا الى أن فتحت جيل له عيناه وأدرك الغمامة التي كان بها ، فكان الاثنان مثالا للفريق المتعاون على الرغم من صداقتهما الجديدة والتي دامت يوما واحدا أو بالأحرى ليلة....
وكان بينهم أيضا نيكولاي جينوفيف ، رجل بارد شديد بتصرفاته ، حيث أنه رقيب وحدة ميرسيناريوس ، وهو أحد مشرفي المهمة لانقاذ الضحايا بمدينة الراكون ، ولكن كما تعلمون أنه ليس بكفء للمهمة حيث أنه قتل أعضاء الفريق للحصول على معلومات سرية ، أو بالأحرى قتل اثنان للهروب من مأساة الموت ولحسن الحظ ، كارلوس لم يكن الثالث ، ولكنه ينال عقوبته بالنهاية ، وفصلت كابكوم تحركاته الى قسمين حسب اللعب ، اذ أنه اذا مات بالمحطة عند انفجارها يقتله النمسيس بالنهاية ، واذا قتله الزومبي حين يستخرج المعلومات من الحاسوب ، يتعارك مع جيل الى أن تسقط المروحية التي هو بها ويموت أو يهرب الى المجهول ، ولم أستطع أن أضع تقريرا محددا له بسبب ذلك...
لن أتكلم عنه كثيرا اذ أن تحركاته باللعبة كانت كتحركات مساعده ميخائيل مع وجود اختلاف بسيط ، ألا وهي الأمانة ، قد تبدو تلك الكلمة ضئيلة بشكلها ، ولكنها أنقذت حياة جيل وكارلوس وهذا ليس بشيء هيّن ، يقوم مغامرنا ميخائيل بجولة عسيرة ولكنها رائعة بمدينة الرعب برفقة صديقه جونسن ، مجّند مبتديء أحزنتني نهايته كثيرا ، ميخائيل الذي قد أنهى مهامّ كثيرة بنجاح و لديه خبرة المقاومة والهجوم في المعارك يرينا خطوات مهمته الواهمة من قبل أمبريلا المخادعة ، الا أنه أثبت أمانته بجدارة وكانت النتيجة وفاته لانقاذ أصدقائه ، ألا يحزنكم مقتل أشرف الناس باللعبة؟!....
على أعتاب الموت:
وصلت المروحية الى مدينة الرعب وإنحرفت بين البنايات الصغيرة للمدينةالمعروفة بمدينة الراكون ، ميخائيل فيكتور ، مساعد قائد الـ U.B.C.S قام بفحص رجاله ، وجوههم الصغيرة غطّت بالخوف والفزع ، خوف بإنّهم لن يرجعوا أحياء أبدا ، أظهر ميخائيل إبتسامة خبيثة ، كان الوحيد الذي يعلم بأنّ رجاله سيسحبون خلال هذه المهمة بأمر من نيكولاي جينوفيف ، القائد الأعلى والرقيب ، إستأجرتهم أمبريلا ، إستأجرهم لإنقاذ الباقون على قيد الحياة من فوضى عارمة هم صنعوها بأيديهم ، لم يقل أحد أيّ شيء ، الشيء الوحيد الذي كان يمكن أن يسمع تلك الصيحات الميتة تلك التي ملأت الشوارع تبحث عن اللحم الدافئ بدون هدف للمعيشة ، دار شيء واحد فقط في عقل ميخائيل ، أن ينقذ المدنيّين ويخرجهم أحياء مهما كان...
حامت المروحية على البناية جاهزة لاطلاق رجالها ، ضربت ميخائيل برجله على سقف العمارة السكنية بقوة وهو يوجّه “ تعلمون المهمّة ، انقاذ ما يمكن انقاذه من الباقون على قيد الحياة ، ثم توجّهوا إلى برج الساعة للتعليمات ، انتبهوا لأنفسكم هناك ، هياّ ، اذهبوا ، بسرعة!” الكلمات ضعيفة ، لكننها قوية الإحساس ، ملأت الرجال ، وجعلهم مستعدّون للقادم المجهول ، وجد ميخائيل مقبض لباب السلم وفتحه ، نظر ميخائيل حوله ، محاولا رؤية أيّ خطر ، الدرجات اشقّت وتصدّعت تحت وزنه ، الرجال تبعوه الى أسفل الدرجات بينما هو شقّ طريقه أسفل الشقّة ، بينما مرّ الرجال بالباب الأمامي ، إنفصلوا على الطرقات ، كل مجموعة تجد طريقها المختلف محاولين تغطية كلّ بوصة في المدينة الميتة ، مجموعة الرجال تفرّعت إلى مجموعات ثنائية للبحث أكثر ولاختصار الوقت ، ذهب ميخائيل مع جونسن ، مجنّد مبتديء صغير ، وجهه كان أبيض ناصع ، عيونه عريضة من الرعب ، جسمه إرتجف وإرتجف كثيرا ، جونسن لم ينطق بكلمة واحدة ، فمه ملئ بالخوف والموت وبعيد عن الكلام ، فتّش ميخائيل حول الشارع القاحل ، محاولا التقاط أي حياة هنا أو هناك ، ميخائيل وجونسن همّا نزولا بالطريق مرورا بالشارع الفارغ...
الطريق مليء بالقمامة وحطام السيارات ، الأمر الذي ميخائيل يحسّ بأنه في المدينة لوحده ، ركض عبر الشارع المظلم دون ايجاد أي انسان حي ، خفق الأجنحة يجعل ميخائيل ينظر لأعلى ، قطيع الغربان يطير في السماء الحالكة ، سوادهم يعطي شكلا مخيفا ضدّ القمر الشاحب ، الحركة والأصوات الغريبة يجعل ميخائيل يتوقف في مساراته ويراقب المنطقة أكثر من مرة واحدة ، تخرج آهة غامضة من فمّ متخفّي ، وأيضا فرك اللّباس يمكن أن يسمع في ذلك السكون ، علم ميخائيل ما هو ، مخلوق ليلي ، وحش مقزز إشتهى لحم المرتزقين ، “ انه الزومبي ” مرّت الكلمة الباردة شفة ميخائيل ، فزع جونسن من صوت الكلمة :أفكر: ، الذراع الرمادية للمخلوق هبطت على قلنسوة السيارة وإختفى وراءها ، ببطئ رفع نفسه عن الأرض ، ويقف على قدميه ، تقدّم ميخائيل بشكل هادئ وأعدّ سلاحه ، إصبعه على الزناد ، ثمّ أطلق النار...
تكسّر رصيف الشارع ببعثرة القذائف وإطلاق النار ، الطلقات تمزّق ملابس الوحش الخشنة ، وهزّ الرصاص جثّته ، قوة الطلقات تدفعه للخلف كما أنها خرجت خلال ظهره ، أصرّ المخلوق على الثبات بينما هو قد دفع جانبا من وجبة طعامه الدافئة ، علم ميخائيل بأنّه لا بدّ وسيلة جديدة ، غيّر ميخائيل هدفه نحو رأس الزومبي ، وأطلق النار على جبهته فإنفجرت بالدمّ المظلم كما أن الرصاصة مرّت من خلالها ، سائل رمادي يتسرّب من مكان الإصابة بينما هو يسقط أرضا ، جسمه وثب مرة قبل أن توقّف نهائيا ، نظر ميخائيل للخلف ويجد جونسن مختبئا كفأر صغير خلف حطام السيارات ، يخالل شعور بالإرتياح على ميخائيل ، بينما يحسّ بالأمان أكثر بأنّ الخطر قد زال ، إلى الآن...:أفكر:
وقف ميخائيل وجونسن في الشارع ، محاولين معرفة ما سيفعلون بعدها ، “ إذا كان هناك أحياء ، كانوا سيسمعون الطلقات النارية التي قمت بها ويأتون إلى هنا دون تأخير” تكلم ميخائيل بينما يومىء جونسن برأسه لكلمات ميخائيل بشكل عصبي ، “ لربما وصلنا متأخرين جدا ، من المحتمل سقوط المدينة مستسلمة لهذه المخلوقات الزومبي" يتمتم ميخائيل لنفسه يخوله شعور بالقوّة من كلماته ، تهبّ الرياح الصيفية الباردة الشارع ، إشارات طليقة مؤثّرة ، تغيّر من سكون الطريق ، تواصل الرياح طريقها أسفل الشارع ، وتحرّك نيران سيارة محترقة ، وقف ميخائيل في الظلام ، يفكر إذا كان هو وصديقه الوحيدان أحياء في هذه المدينة الآن وهل يجد مخرجا من هنا؟!...
عواء شيطاني مفزع شوّه الهواء الليلي الهادئ ، هزّ الخوف جونسن بشدّة ، رعب جديد أسرع خلال عروقه الضئيلة ، “ إلتزم الهدوء أيها المجند ، اثبت فقط” يقولها ميخائيل وهو يراقب الممر ، نظر جونسن حوله ، ووجهه مليء بالفزع والهول مما قد يحدث ، نظر جونسن إلى ميخائيل ، ثم دار للوراء وهرب ، هرب من الرعب والخوف اللذان يتملكانه ، لقد أراد فقط الإختفاء من كل هذا ، صرخ عليه ميخائيل آمرا بالعودة ، لكن الكلمات مرّت أمام جونسن ، كأنه لم يسمعها حتى ، ركض جونسن في الممر الكئيب المظلم ، ويحاول القيام ما بمقدوره لإخفاء نفسه من رعب المدينة ، يمر عبرالزاوية ، ويشتكي من طوف الجوع خلال الهواء الليلي ، جونسن يتعثّر بينما هو يشقّ طريقه إلى الممر وسقط أرضا ، تعثّر على شّيء إمتدّ على الأرض ، شيء كان وراء جونسن...
إستدار المسكين ، والرعب ما زال في قمّته ، عيونه تنظر تلك النظرة البيضاء الفارغة على الزومبي الذي وقف فوقه ، فاتحا فكّاه المقرفتان ، و يقطّر لعاب بارد رطب عليه ، يغطّي جونسن نفسه بذراعيه ، اللعاب البارد يكسو على جلده ، أغلق جونسن عيناه ورفع بندقيته ، خشخشة الرصاص تردّد الصدى في كافة أنحاء الممر ، بعثرة الطلقات الفارغة تنضم إلى الصوت أيضا ، يلتفّ الفمّ الدبق الرطب للزومبي حول ذراع جونسن ، ويغلق باحكام على لحمه ، صوت تمزيق اللحم وطقطقة الفم تجعل جونسن جامدا ومتذلّلا ، مجموعة أخرى من مسكات الأيدي تصل ساقه بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الفكوك ، يفتح جونسن فمه ، لكن لم يخرج أي صوت البتّة ، إنما نفحة جافّة ، وبينما ينحسر الألم ويختفى الخوف ، استلقى جونسن إلى الخلف ، والسواد غلّف حول كامل جسمه وهوى في الظلام بغير رجعة:": :": ...
وفي مكان غير بعيد ، ثبت ميخائيل في مكانه في منتصف الشارع ينتظر ظهور المخلوق الذي كان يفتّش عنه ، مجموعة من عيون الشيطان الحمراء لفتت إنتباه ميخائيل كما أنه راقبه من سلم النجاة ، راقبهم كما حدّقوا إلى الخلف عليه ، رفع ميخائيل بندقيته ، ويوجّهه نحو زوج العيون الغريبة ، يحدد ميخائيل هدفه بينما يبتلع السواد سلم النجاة ، النقاط الحمراء المخيفة تختفي في الظلام ، نظر ميخائيل حوله ، محاولا إكتشاف مصدر العيون مرة أخرى ، صيحة الشيء الفظيع جاءت من وراء ميخائيل ، إستدار وهو ملئ بالخوف والارتجاف يعمّ جسده ، يلتقي بالعيون الحمراء الباردة وسط الظلام بجسم محدب ، شكل المخلوق يظهر للعيان ، جسمه الأخضر صلب وسمين ، ظهره أحدب ، يجعل من يديه المخموشة الطويلة على مقربة من الأرض ، وجه المخلوق كان صغير ومربّع ، أغلق فكّه الواسع والعريض كما تروّل قطّرة مرّت من خلال أسنانه الكاشفة المرعبة...
كان ذلك الهانتر اذ صرخ بصوته الفظيع بينما مخالبه ارتفعت بين أسراب الظلام ، كلّ شيء حدث بلمح البصر من العمل والحركة ، استهدفت مخالب الهانتر ميخائيل مباشرة وغاصت جميعها في معدته ، تدفّق الدمّ على المخالب الشبه بيضاء ، ويصبغهم بلون أحمر قان شديد الوضوح ، مزّق الألم ميخائيل ، وكأنه يسحبه من الحياة ، صرخ ميخائيل ، صرخ من المعاناة خلال الليل الميت ، يدرك ميخائيل أن هناك شيء واحد فقط يمكن أن ينجح ، خلال الألم الذي يخالل جسده ، رفع ميخائيل بندقيته وأطلق النار ، وقفز الهانتر إلى الخلف ، مخرجا مخالبه من معدة ميخائيل ، الطلقات مزّقت الأورام التي غطّت الجزء الأعلى من جسمه ، هدر الهانتر بعنف بينما يدخل الرصاص جسمه السمين ، ممزقا العضلات والأعضاء ، ضرب جسمه السميك الأرض ، ويرتطم بشدّة على الرصيف ، الألم الشديد سيطر على جسم ميخائيل مما جعله يسقط بندقيته على الأرض ، ركع ميخائيل على ركبة واحدة محاولا أن يلتقط بندقيته ، لدغة الجرح زادته ألما مما جعله يضع رأسه على الأرض من شدته ، يمتدّ ميخائيل على الرصيف في بركة من دمّه الدبق ، متسائلا ان كان سيعيش أو يموت...!
فتحت أجفان ميخائيل لرؤية العيون السوداء الواسعة لكارلوس أوليفيرا ، العريف الشاب لمجموعة الـ U.B.C.S “ لا تتحرّك ، جرحك مصاب بشكل سيّء ” يقولها كارلوس بلهجته الأمريكية الجنوبية ، حاول ميخائيل فتح فمّه والتحدث ، لكن الألم كان فظيعا لا يطاق ، وأغلق عيناه مرة أخرى ، مستلقيا على الأرض دون حراك ، إختفت كلمات كارلوس ببطء في العدم ثم أخذه الى المجهول ، فتح ميخائيل عينيه وبالرغم من ضعفه أدرك أنه في قطار ، كان يمكنه سماع كلمات نيكولاي وصوت جديد ، صوت إمرأة وهي تقول “ أنا عضوة في فرقة S.T.A.R.S ” تقولها بنبرة من الغرور لنيكولاي ، “ هل تعنين أنك بوحدة القوات الخاصة لشرطة R.P.D؟” تكلم نيكولاي بذهول وبشيء من الخوف ، يسقط الصمت على التجمع بينما يدخل نيكولاي في فكر عميق...
“ يمكن أن نستفيد من مساعدتها ، أيها الرقيب“ يتذرّع كارلوس مع الروسي البارد ، “ لا ، نحن لا نستطيع إئتمانها” يحاور نيكولاي بينما يدخل الحنطور الآخر للقطار ، فيتبعه كارلوس ، تقترب الشابّة إلى ميخائيل وتقول “ يا إلهي هذا يبدو في حالة سيّئة ” تدخل كلمات الشّابة النديّة آذان ميخائيل “ استعد. . .إنهم قادمون. . .أطلق. . .نار ” يصيح ميخائيل غير مدرك أنه بأمان ، “ استلقي فقط وحاول أن تحفظ قوتك ” تظهر الشابّة إبتسامة بينما هي تقوم وتتبع كارلوس ، “ فريقنا قد قتل معظمه والمساعد ميخائيل مجروح بشدة ” كارلوس يتذرّع مرة أخرى إلى نيكولاي ، “ حسنا ، نحن يجب أن نصل نقطة الهروب في برج الساعة ، سنستعمل هذا القطار كنوع من الدروع المتحركة…” غرقت الكلمات في صمت مخيف بينما يذهب ميخائيل في الظلام...
صحا ميخائيل مرة أخرى ، لكن صحا هذه المرة ليس بسبب أصوات رفاقه ، ذاك الشيء كان يضرب على جانب القطار ، حاول ميخائيل النهوض بينما يمزق الألم جانبه المجروح ، الأنين العالي الجائع جاء من الخارج كما أن الضرب متواصل ، ملأ الغضب ميخائيل ، ونهض من المقعد بصعوبة ، بندقيته في متناول يده لحسن الحظ وتعثّر نحو الباب ، مشى ميخائيل في القطار بعناية ، ثمّ نظر إلى يساره ، كان محقّا بشأن الضرب ، حوالي ستّة من الزومبي مشوا باتجاه طريقه ، يدمي جلدهم الرمادي بالفتحات الخشنة منذ أيام ، ميخائيل مترنّح ومحتار ، يرفع بندقيته ويسحب الزناد ، خرجت الطلقات مع نار ملون من البندقية ، لكنه أخطأ هدفه المقصود ومزقت أكتاف الوحوش متابعة طريقها ، يشتم ميخائيل نفسه ويطلق الرصاص بغضب شديد الى أن ضرب الهدف ، رؤوس الزومبي تسكب الدماء النتنة بينما يغوص الرصاص في جباههم...
المزيد من الوحوش تتقدم إلى الممر الصغير ، يعوون كالبكاء الميت “ لا تقتربوا أكثر...! ” صرخ ميخائيل فيهم ، أخذ قنبلة يدوية من حزامه ، ينتظر المزيد قبل أن يرميه ، قذف ميخائيل القنبلة المستديرة و وقفت أما أقدام الزومبي القادمين ، ثمّ إنفجرت في صفّ شديد الوضوح من النار البرتقالية ، أعضاء أجساد الوحوش تعاقبت على الأرض ، المتعب والمتألم المسكين ميخائيل يسقط على الأرض ، يحمل وزن جسمه ركبة واحدة فقط ، ضماد معدته تلطّخ بالدمّ ، لفّ ميخائيل ذراعه حول خصره ، وهو يضغط على جرحه ، تلك الشابّة التي رآها في القطار ، تركض نحوه والخوف في عينيها وهي تقول “ ميخائيل، هل لديك نوع من أماني الوفاة؟ ” تقولها بقسوة إلى الجندي المجروح...
“ شعبي وأسرتي ، قتلوا وأبيدوا بهذه الوحوش ” يتحدث ميخائيل بينما يلتفت بوجهه الى جيل ، “ لا أستطيع التوقّف بسبب أنني مجروح ” يقولها بدون رحمة ، “ لكن...ألا ترى أن تلك الوحوش هي ضحايا أمبريلا؟” نطقت جيل بهدوء ، “ أتلمحين أن أنسى أضع التهمة على الشركة؟؟ كما يبدو أنت لا تفهمين شيئا ، نحن مرتبطون بالشركة شئنا أم أبينا ، ليس هناك سبب لأيّ منا لأخذ مسؤولية هذه الفوضى...” ملأت تلك العبارات بالغضب الشديد وهي خارجة من شفاه الجريح ، تنحني جيل على الجانب ، وتساعد ميخائيل على النهوض ، “ إنّي أعلم بهذا الأمر وهو السبب الوحيد الذي جعلني أتعاون معكم ” تتحدث جيل بينما تساعد ميخائيل للوصول الى حنطور القطار ، يدخل الإثنان للداخل ، يرتكز ميخائيل على المقعد ويحسّ بأن الأم يزداد بكلّ خطوة يقوم بها “ لا تشغل بالك واسترح الآن ” تقولها جيل وهي تختفي بعيدة عن الأنظار ثانية....
يهوي ميخائيل في أعماق السواد ثانية بينما تتضاعف المناطق المتعبة في كافة أنحاء جسمه ، يقرقع محرك القطار وكأنه عاد للعمل مرة أخرى ، ميخائيل أمكنه أن يحسّ بتحرّك الحنطور عبر المسارات ، ارتفع ميخائيل محاولا أن يفهم ماذا يجري ، اقترب من النافذة الخلفية ورأى النيران المحترقة تختفي من أمامه ، استلقى ميخائيل على ظهره وهو يبتسم إبتسامة ضعيفة مطمئنّة ، اهتزّ حنطور القطار بشدة كأنما قفز شيء الثقيل على قمّته ، يمسك ميخائيل بندقيته ، إستعدادا لأيّ شيء يمكن أن يحدث ، اخترق السقف بالقوة ، ومزّقه مثل الورقة بينما قفز مخلوق ضخم قبيح بشكل انسان الى داخل القطار ، ترمي هزّة القطار ميخائيل من مقعده إلى الأرضية ، أطلق ميخيائيل جهاز الإنذار وسرعان ما دخلت جيل الى الحنطور ، رأت النمسيس مذهولة وانتبهت الى أن ميخائيل ملقى على الأرض ، تقدمت نحو النمسيس وهي تطلق النار عليه بأقصى قوة لكنه لم يتأثر ومسكها بقبضته القوية ورماها بجانب ميخائيل....
نهض ميخائيل ، مدركا ما كان عليه فعله ، “ جيل ، اخرجي من الحنطور....الآن! ” قالها ميخائيل بحزم ،“ ميخائيل ، إنتظر....لا تفعل ” جيل تتذرّع دون جدوى “ قلت أخرجي من هنا...أسرعي يا امرأة! ” يقولها ميخائيل بينما يطلق عاصفة من الرصاص باتجاه الجلد الأسود المغطّى بالمرعب العملاق ، يتراجع ميخائيل ، مطلقا كلّ شيء يمكن إطلاقه على ذلك الوحش المرعب ، لكن لم يوقفه شيء البتة ، البندقية رجّت عدّة مرات على أنها خالية ، نظر ميخائيل لأسفل وفيه خوف عظيم بعد ذلك نظر للأعلى ، بلمح البصر القبضة العملاقة ليدّ النمسيس رمت ميخائيل الى المقعد ، وارتطم رأسه بزجاج الحنطور بشدة ، هوى ميخائيل على الأرض وهو دائخ من الهجوم...
يمد يده إلى بندقيته ، ويحاول الحصول عليه قبل أن يواصل الوحش هجومه ، ولكن قبل أن يصل مبتغاه ، يلفّ النمسيس يده الباردة حول رقبة ميخائيل ويرميه عبر عرض القطار بقوّة ، أدرك ميخائيل أن لا نجاة له وأنه سيموت لا محالة ، ولكن سنين تجنيده لن تذهب سدى وعليه أن يفعل شيئا قبل أن يموت ، على الأقل من أجل صديقه المقرّب كارلوس ، لذا كان لا بد من عمل شيء لإيقاف الوحش ، مسك ميخائيل قنبلته الأخيرة من حزامه وسحبها ببطء ، وكان النمسيس يقترب الى أن وصل فوقه ، وضع ميخائيل إصبعه خلال حلقة الدبّوس ، يستعدّ لسحبه ، موقنا أنه ميت وأنه سيرتاح للأبد ، وهو كذلك خرج الدبّوس من القنبلة ، وانفجر الحنطور ممتلأ بالنار والشظايا ، فتنتهي حياة هذا الجندي المغوار ، لينقذ آخران يستحقان الحياة....
نهاية مؤثرة لرجل شجاع ، وأفضّل أن يكون لها شعار مثل "نهاية رجل شجاع" ، مزيدا من الأحداث المشوقة والرائعة لمدينة الرعب قريبا....
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام.. ;-)
وكان بينهم أيضا نيكولاي جينوفيف ، رجل بارد شديد بتصرفاته ، حيث أنه رقيب وحدة ميرسيناريوس ، وهو أحد مشرفي المهمة لانقاذ الضحايا بمدينة الراكون ، ولكن كما تعلمون أنه ليس بكفء للمهمة حيث أنه قتل أعضاء الفريق للحصول على معلومات سرية ، أو بالأحرى قتل اثنان للهروب من مأساة الموت ولحسن الحظ ، كارلوس لم يكن الثالث ، ولكنه ينال عقوبته بالنهاية ، وفصلت كابكوم تحركاته الى قسمين حسب اللعب ، اذ أنه اذا مات بالمحطة عند انفجارها يقتله النمسيس بالنهاية ، واذا قتله الزومبي حين يستخرج المعلومات من الحاسوب ، يتعارك مع جيل الى أن تسقط المروحية التي هو بها ويموت أو يهرب الى المجهول ، ولم أستطع أن أضع تقريرا محددا له بسبب ذلك...
لن أتكلم عنه كثيرا اذ أن تحركاته باللعبة كانت كتحركات مساعده ميخائيل مع وجود اختلاف بسيط ، ألا وهي الأمانة ، قد تبدو تلك الكلمة ضئيلة بشكلها ، ولكنها أنقذت حياة جيل وكارلوس وهذا ليس بشيء هيّن ، يقوم مغامرنا ميخائيل بجولة عسيرة ولكنها رائعة بمدينة الرعب برفقة صديقه جونسن ، مجّند مبتديء أحزنتني نهايته كثيرا ، ميخائيل الذي قد أنهى مهامّ كثيرة بنجاح و لديه خبرة المقاومة والهجوم في المعارك يرينا خطوات مهمته الواهمة من قبل أمبريلا المخادعة ، الا أنه أثبت أمانته بجدارة وكانت النتيجة وفاته لانقاذ أصدقائه ، ألا يحزنكم مقتل أشرف الناس باللعبة؟!....
على أعتاب الموت:
وصلت المروحية الى مدينة الرعب وإنحرفت بين البنايات الصغيرة للمدينةالمعروفة بمدينة الراكون ، ميخائيل فيكتور ، مساعد قائد الـ U.B.C.S قام بفحص رجاله ، وجوههم الصغيرة غطّت بالخوف والفزع ، خوف بإنّهم لن يرجعوا أحياء أبدا ، أظهر ميخائيل إبتسامة خبيثة ، كان الوحيد الذي يعلم بأنّ رجاله سيسحبون خلال هذه المهمة بأمر من نيكولاي جينوفيف ، القائد الأعلى والرقيب ، إستأجرتهم أمبريلا ، إستأجرهم لإنقاذ الباقون على قيد الحياة من فوضى عارمة هم صنعوها بأيديهم ، لم يقل أحد أيّ شيء ، الشيء الوحيد الذي كان يمكن أن يسمع تلك الصيحات الميتة تلك التي ملأت الشوارع تبحث عن اللحم الدافئ بدون هدف للمعيشة ، دار شيء واحد فقط في عقل ميخائيل ، أن ينقذ المدنيّين ويخرجهم أحياء مهما كان...
حامت المروحية على البناية جاهزة لاطلاق رجالها ، ضربت ميخائيل برجله على سقف العمارة السكنية بقوة وهو يوجّه “ تعلمون المهمّة ، انقاذ ما يمكن انقاذه من الباقون على قيد الحياة ، ثم توجّهوا إلى برج الساعة للتعليمات ، انتبهوا لأنفسكم هناك ، هياّ ، اذهبوا ، بسرعة!” الكلمات ضعيفة ، لكننها قوية الإحساس ، ملأت الرجال ، وجعلهم مستعدّون للقادم المجهول ، وجد ميخائيل مقبض لباب السلم وفتحه ، نظر ميخائيل حوله ، محاولا رؤية أيّ خطر ، الدرجات اشقّت وتصدّعت تحت وزنه ، الرجال تبعوه الى أسفل الدرجات بينما هو شقّ طريقه أسفل الشقّة ، بينما مرّ الرجال بالباب الأمامي ، إنفصلوا على الطرقات ، كل مجموعة تجد طريقها المختلف محاولين تغطية كلّ بوصة في المدينة الميتة ، مجموعة الرجال تفرّعت إلى مجموعات ثنائية للبحث أكثر ولاختصار الوقت ، ذهب ميخائيل مع جونسن ، مجنّد مبتديء صغير ، وجهه كان أبيض ناصع ، عيونه عريضة من الرعب ، جسمه إرتجف وإرتجف كثيرا ، جونسن لم ينطق بكلمة واحدة ، فمه ملئ بالخوف والموت وبعيد عن الكلام ، فتّش ميخائيل حول الشارع القاحل ، محاولا التقاط أي حياة هنا أو هناك ، ميخائيل وجونسن همّا نزولا بالطريق مرورا بالشارع الفارغ...
الطريق مليء بالقمامة وحطام السيارات ، الأمر الذي ميخائيل يحسّ بأنه في المدينة لوحده ، ركض عبر الشارع المظلم دون ايجاد أي انسان حي ، خفق الأجنحة يجعل ميخائيل ينظر لأعلى ، قطيع الغربان يطير في السماء الحالكة ، سوادهم يعطي شكلا مخيفا ضدّ القمر الشاحب ، الحركة والأصوات الغريبة يجعل ميخائيل يتوقف في مساراته ويراقب المنطقة أكثر من مرة واحدة ، تخرج آهة غامضة من فمّ متخفّي ، وأيضا فرك اللّباس يمكن أن يسمع في ذلك السكون ، علم ميخائيل ما هو ، مخلوق ليلي ، وحش مقزز إشتهى لحم المرتزقين ، “ انه الزومبي ” مرّت الكلمة الباردة شفة ميخائيل ، فزع جونسن من صوت الكلمة :أفكر: ، الذراع الرمادية للمخلوق هبطت على قلنسوة السيارة وإختفى وراءها ، ببطئ رفع نفسه عن الأرض ، ويقف على قدميه ، تقدّم ميخائيل بشكل هادئ وأعدّ سلاحه ، إصبعه على الزناد ، ثمّ أطلق النار...
تكسّر رصيف الشارع ببعثرة القذائف وإطلاق النار ، الطلقات تمزّق ملابس الوحش الخشنة ، وهزّ الرصاص جثّته ، قوة الطلقات تدفعه للخلف كما أنها خرجت خلال ظهره ، أصرّ المخلوق على الثبات بينما هو قد دفع جانبا من وجبة طعامه الدافئة ، علم ميخائيل بأنّه لا بدّ وسيلة جديدة ، غيّر ميخائيل هدفه نحو رأس الزومبي ، وأطلق النار على جبهته فإنفجرت بالدمّ المظلم كما أن الرصاصة مرّت من خلالها ، سائل رمادي يتسرّب من مكان الإصابة بينما هو يسقط أرضا ، جسمه وثب مرة قبل أن توقّف نهائيا ، نظر ميخائيل للخلف ويجد جونسن مختبئا كفأر صغير خلف حطام السيارات ، يخالل شعور بالإرتياح على ميخائيل ، بينما يحسّ بالأمان أكثر بأنّ الخطر قد زال ، إلى الآن...:أفكر:
وقف ميخائيل وجونسن في الشارع ، محاولين معرفة ما سيفعلون بعدها ، “ إذا كان هناك أحياء ، كانوا سيسمعون الطلقات النارية التي قمت بها ويأتون إلى هنا دون تأخير” تكلم ميخائيل بينما يومىء جونسن برأسه لكلمات ميخائيل بشكل عصبي ، “ لربما وصلنا متأخرين جدا ، من المحتمل سقوط المدينة مستسلمة لهذه المخلوقات الزومبي" يتمتم ميخائيل لنفسه يخوله شعور بالقوّة من كلماته ، تهبّ الرياح الصيفية الباردة الشارع ، إشارات طليقة مؤثّرة ، تغيّر من سكون الطريق ، تواصل الرياح طريقها أسفل الشارع ، وتحرّك نيران سيارة محترقة ، وقف ميخائيل في الظلام ، يفكر إذا كان هو وصديقه الوحيدان أحياء في هذه المدينة الآن وهل يجد مخرجا من هنا؟!...
عواء شيطاني مفزع شوّه الهواء الليلي الهادئ ، هزّ الخوف جونسن بشدّة ، رعب جديد أسرع خلال عروقه الضئيلة ، “ إلتزم الهدوء أيها المجند ، اثبت فقط” يقولها ميخائيل وهو يراقب الممر ، نظر جونسن حوله ، ووجهه مليء بالفزع والهول مما قد يحدث ، نظر جونسن إلى ميخائيل ، ثم دار للوراء وهرب ، هرب من الرعب والخوف اللذان يتملكانه ، لقد أراد فقط الإختفاء من كل هذا ، صرخ عليه ميخائيل آمرا بالعودة ، لكن الكلمات مرّت أمام جونسن ، كأنه لم يسمعها حتى ، ركض جونسن في الممر الكئيب المظلم ، ويحاول القيام ما بمقدوره لإخفاء نفسه من رعب المدينة ، يمر عبرالزاوية ، ويشتكي من طوف الجوع خلال الهواء الليلي ، جونسن يتعثّر بينما هو يشقّ طريقه إلى الممر وسقط أرضا ، تعثّر على شّيء إمتدّ على الأرض ، شيء كان وراء جونسن...
إستدار المسكين ، والرعب ما زال في قمّته ، عيونه تنظر تلك النظرة البيضاء الفارغة على الزومبي الذي وقف فوقه ، فاتحا فكّاه المقرفتان ، و يقطّر لعاب بارد رطب عليه ، يغطّي جونسن نفسه بذراعيه ، اللعاب البارد يكسو على جلده ، أغلق جونسن عيناه ورفع بندقيته ، خشخشة الرصاص تردّد الصدى في كافة أنحاء الممر ، بعثرة الطلقات الفارغة تنضم إلى الصوت أيضا ، يلتفّ الفمّ الدبق الرطب للزومبي حول ذراع جونسن ، ويغلق باحكام على لحمه ، صوت تمزيق اللحم وطقطقة الفم تجعل جونسن جامدا ومتذلّلا ، مجموعة أخرى من مسكات الأيدي تصل ساقه بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الفكوك ، يفتح جونسن فمه ، لكن لم يخرج أي صوت البتّة ، إنما نفحة جافّة ، وبينما ينحسر الألم ويختفى الخوف ، استلقى جونسن إلى الخلف ، والسواد غلّف حول كامل جسمه وهوى في الظلام بغير رجعة:": :": ...
وفي مكان غير بعيد ، ثبت ميخائيل في مكانه في منتصف الشارع ينتظر ظهور المخلوق الذي كان يفتّش عنه ، مجموعة من عيون الشيطان الحمراء لفتت إنتباه ميخائيل كما أنه راقبه من سلم النجاة ، راقبهم كما حدّقوا إلى الخلف عليه ، رفع ميخائيل بندقيته ، ويوجّهه نحو زوج العيون الغريبة ، يحدد ميخائيل هدفه بينما يبتلع السواد سلم النجاة ، النقاط الحمراء المخيفة تختفي في الظلام ، نظر ميخائيل حوله ، محاولا إكتشاف مصدر العيون مرة أخرى ، صيحة الشيء الفظيع جاءت من وراء ميخائيل ، إستدار وهو ملئ بالخوف والارتجاف يعمّ جسده ، يلتقي بالعيون الحمراء الباردة وسط الظلام بجسم محدب ، شكل المخلوق يظهر للعيان ، جسمه الأخضر صلب وسمين ، ظهره أحدب ، يجعل من يديه المخموشة الطويلة على مقربة من الأرض ، وجه المخلوق كان صغير ومربّع ، أغلق فكّه الواسع والعريض كما تروّل قطّرة مرّت من خلال أسنانه الكاشفة المرعبة...
كان ذلك الهانتر اذ صرخ بصوته الفظيع بينما مخالبه ارتفعت بين أسراب الظلام ، كلّ شيء حدث بلمح البصر من العمل والحركة ، استهدفت مخالب الهانتر ميخائيل مباشرة وغاصت جميعها في معدته ، تدفّق الدمّ على المخالب الشبه بيضاء ، ويصبغهم بلون أحمر قان شديد الوضوح ، مزّق الألم ميخائيل ، وكأنه يسحبه من الحياة ، صرخ ميخائيل ، صرخ من المعاناة خلال الليل الميت ، يدرك ميخائيل أن هناك شيء واحد فقط يمكن أن ينجح ، خلال الألم الذي يخالل جسده ، رفع ميخائيل بندقيته وأطلق النار ، وقفز الهانتر إلى الخلف ، مخرجا مخالبه من معدة ميخائيل ، الطلقات مزّقت الأورام التي غطّت الجزء الأعلى من جسمه ، هدر الهانتر بعنف بينما يدخل الرصاص جسمه السمين ، ممزقا العضلات والأعضاء ، ضرب جسمه السميك الأرض ، ويرتطم بشدّة على الرصيف ، الألم الشديد سيطر على جسم ميخائيل مما جعله يسقط بندقيته على الأرض ، ركع ميخائيل على ركبة واحدة محاولا أن يلتقط بندقيته ، لدغة الجرح زادته ألما مما جعله يضع رأسه على الأرض من شدته ، يمتدّ ميخائيل على الرصيف في بركة من دمّه الدبق ، متسائلا ان كان سيعيش أو يموت...!
فتحت أجفان ميخائيل لرؤية العيون السوداء الواسعة لكارلوس أوليفيرا ، العريف الشاب لمجموعة الـ U.B.C.S “ لا تتحرّك ، جرحك مصاب بشكل سيّء ” يقولها كارلوس بلهجته الأمريكية الجنوبية ، حاول ميخائيل فتح فمّه والتحدث ، لكن الألم كان فظيعا لا يطاق ، وأغلق عيناه مرة أخرى ، مستلقيا على الأرض دون حراك ، إختفت كلمات كارلوس ببطء في العدم ثم أخذه الى المجهول ، فتح ميخائيل عينيه وبالرغم من ضعفه أدرك أنه في قطار ، كان يمكنه سماع كلمات نيكولاي وصوت جديد ، صوت إمرأة وهي تقول “ أنا عضوة في فرقة S.T.A.R.S ” تقولها بنبرة من الغرور لنيكولاي ، “ هل تعنين أنك بوحدة القوات الخاصة لشرطة R.P.D؟” تكلم نيكولاي بذهول وبشيء من الخوف ، يسقط الصمت على التجمع بينما يدخل نيكولاي في فكر عميق...
“ يمكن أن نستفيد من مساعدتها ، أيها الرقيب“ يتذرّع كارلوس مع الروسي البارد ، “ لا ، نحن لا نستطيع إئتمانها” يحاور نيكولاي بينما يدخل الحنطور الآخر للقطار ، فيتبعه كارلوس ، تقترب الشابّة إلى ميخائيل وتقول “ يا إلهي هذا يبدو في حالة سيّئة ” تدخل كلمات الشّابة النديّة آذان ميخائيل “ استعد. . .إنهم قادمون. . .أطلق. . .نار ” يصيح ميخائيل غير مدرك أنه بأمان ، “ استلقي فقط وحاول أن تحفظ قوتك ” تظهر الشابّة إبتسامة بينما هي تقوم وتتبع كارلوس ، “ فريقنا قد قتل معظمه والمساعد ميخائيل مجروح بشدة ” كارلوس يتذرّع مرة أخرى إلى نيكولاي ، “ حسنا ، نحن يجب أن نصل نقطة الهروب في برج الساعة ، سنستعمل هذا القطار كنوع من الدروع المتحركة…” غرقت الكلمات في صمت مخيف بينما يذهب ميخائيل في الظلام...
صحا ميخائيل مرة أخرى ، لكن صحا هذه المرة ليس بسبب أصوات رفاقه ، ذاك الشيء كان يضرب على جانب القطار ، حاول ميخائيل النهوض بينما يمزق الألم جانبه المجروح ، الأنين العالي الجائع جاء من الخارج كما أن الضرب متواصل ، ملأ الغضب ميخائيل ، ونهض من المقعد بصعوبة ، بندقيته في متناول يده لحسن الحظ وتعثّر نحو الباب ، مشى ميخائيل في القطار بعناية ، ثمّ نظر إلى يساره ، كان محقّا بشأن الضرب ، حوالي ستّة من الزومبي مشوا باتجاه طريقه ، يدمي جلدهم الرمادي بالفتحات الخشنة منذ أيام ، ميخائيل مترنّح ومحتار ، يرفع بندقيته ويسحب الزناد ، خرجت الطلقات مع نار ملون من البندقية ، لكنه أخطأ هدفه المقصود ومزقت أكتاف الوحوش متابعة طريقها ، يشتم ميخائيل نفسه ويطلق الرصاص بغضب شديد الى أن ضرب الهدف ، رؤوس الزومبي تسكب الدماء النتنة بينما يغوص الرصاص في جباههم...
المزيد من الوحوش تتقدم إلى الممر الصغير ، يعوون كالبكاء الميت “ لا تقتربوا أكثر...! ” صرخ ميخائيل فيهم ، أخذ قنبلة يدوية من حزامه ، ينتظر المزيد قبل أن يرميه ، قذف ميخائيل القنبلة المستديرة و وقفت أما أقدام الزومبي القادمين ، ثمّ إنفجرت في صفّ شديد الوضوح من النار البرتقالية ، أعضاء أجساد الوحوش تعاقبت على الأرض ، المتعب والمتألم المسكين ميخائيل يسقط على الأرض ، يحمل وزن جسمه ركبة واحدة فقط ، ضماد معدته تلطّخ بالدمّ ، لفّ ميخائيل ذراعه حول خصره ، وهو يضغط على جرحه ، تلك الشابّة التي رآها في القطار ، تركض نحوه والخوف في عينيها وهي تقول “ ميخائيل، هل لديك نوع من أماني الوفاة؟ ” تقولها بقسوة إلى الجندي المجروح...
“ شعبي وأسرتي ، قتلوا وأبيدوا بهذه الوحوش ” يتحدث ميخائيل بينما يلتفت بوجهه الى جيل ، “ لا أستطيع التوقّف بسبب أنني مجروح ” يقولها بدون رحمة ، “ لكن...ألا ترى أن تلك الوحوش هي ضحايا أمبريلا؟” نطقت جيل بهدوء ، “ أتلمحين أن أنسى أضع التهمة على الشركة؟؟ كما يبدو أنت لا تفهمين شيئا ، نحن مرتبطون بالشركة شئنا أم أبينا ، ليس هناك سبب لأيّ منا لأخذ مسؤولية هذه الفوضى...” ملأت تلك العبارات بالغضب الشديد وهي خارجة من شفاه الجريح ، تنحني جيل على الجانب ، وتساعد ميخائيل على النهوض ، “ إنّي أعلم بهذا الأمر وهو السبب الوحيد الذي جعلني أتعاون معكم ” تتحدث جيل بينما تساعد ميخائيل للوصول الى حنطور القطار ، يدخل الإثنان للداخل ، يرتكز ميخائيل على المقعد ويحسّ بأن الأم يزداد بكلّ خطوة يقوم بها “ لا تشغل بالك واسترح الآن ” تقولها جيل وهي تختفي بعيدة عن الأنظار ثانية....
يهوي ميخائيل في أعماق السواد ثانية بينما تتضاعف المناطق المتعبة في كافة أنحاء جسمه ، يقرقع محرك القطار وكأنه عاد للعمل مرة أخرى ، ميخائيل أمكنه أن يحسّ بتحرّك الحنطور عبر المسارات ، ارتفع ميخائيل محاولا أن يفهم ماذا يجري ، اقترب من النافذة الخلفية ورأى النيران المحترقة تختفي من أمامه ، استلقى ميخائيل على ظهره وهو يبتسم إبتسامة ضعيفة مطمئنّة ، اهتزّ حنطور القطار بشدة كأنما قفز شيء الثقيل على قمّته ، يمسك ميخائيل بندقيته ، إستعدادا لأيّ شيء يمكن أن يحدث ، اخترق السقف بالقوة ، ومزّقه مثل الورقة بينما قفز مخلوق ضخم قبيح بشكل انسان الى داخل القطار ، ترمي هزّة القطار ميخائيل من مقعده إلى الأرضية ، أطلق ميخيائيل جهاز الإنذار وسرعان ما دخلت جيل الى الحنطور ، رأت النمسيس مذهولة وانتبهت الى أن ميخائيل ملقى على الأرض ، تقدمت نحو النمسيس وهي تطلق النار عليه بأقصى قوة لكنه لم يتأثر ومسكها بقبضته القوية ورماها بجانب ميخائيل....
نهض ميخائيل ، مدركا ما كان عليه فعله ، “ جيل ، اخرجي من الحنطور....الآن! ” قالها ميخائيل بحزم ،“ ميخائيل ، إنتظر....لا تفعل ” جيل تتذرّع دون جدوى “ قلت أخرجي من هنا...أسرعي يا امرأة! ” يقولها ميخائيل بينما يطلق عاصفة من الرصاص باتجاه الجلد الأسود المغطّى بالمرعب العملاق ، يتراجع ميخائيل ، مطلقا كلّ شيء يمكن إطلاقه على ذلك الوحش المرعب ، لكن لم يوقفه شيء البتة ، البندقية رجّت عدّة مرات على أنها خالية ، نظر ميخائيل لأسفل وفيه خوف عظيم بعد ذلك نظر للأعلى ، بلمح البصر القبضة العملاقة ليدّ النمسيس رمت ميخائيل الى المقعد ، وارتطم رأسه بزجاج الحنطور بشدة ، هوى ميخائيل على الأرض وهو دائخ من الهجوم...
يمد يده إلى بندقيته ، ويحاول الحصول عليه قبل أن يواصل الوحش هجومه ، ولكن قبل أن يصل مبتغاه ، يلفّ النمسيس يده الباردة حول رقبة ميخائيل ويرميه عبر عرض القطار بقوّة ، أدرك ميخائيل أن لا نجاة له وأنه سيموت لا محالة ، ولكن سنين تجنيده لن تذهب سدى وعليه أن يفعل شيئا قبل أن يموت ، على الأقل من أجل صديقه المقرّب كارلوس ، لذا كان لا بد من عمل شيء لإيقاف الوحش ، مسك ميخائيل قنبلته الأخيرة من حزامه وسحبها ببطء ، وكان النمسيس يقترب الى أن وصل فوقه ، وضع ميخائيل إصبعه خلال حلقة الدبّوس ، يستعدّ لسحبه ، موقنا أنه ميت وأنه سيرتاح للأبد ، وهو كذلك خرج الدبّوس من القنبلة ، وانفجر الحنطور ممتلأ بالنار والشظايا ، فتنتهي حياة هذا الجندي المغوار ، لينقذ آخران يستحقان الحياة....
نهاية مؤثرة لرجل شجاع ، وأفضّل أن يكون لها شعار مثل "نهاية رجل شجاع" ، مزيدا من الأحداث المشوقة والرائعة لمدينة الرعب قريبا....
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام.. ;-)